بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم وفقني لتحقيق الصواب ، وجنبني الزلل في الجواب ، أقول والله المستعان :
في أثناء قيامي بترتيب وتحقيق أحاديث مسند الإمام أبي داود الطيالسي – يسر الله إتمامه وطباعته - واجهتني مشكلة عند تحقيق صحة حديث : حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان عن علي رضي الله عنه : ( من ترك موضع شعرة لم يصبها الماء من الجنابة .. ) الحديث ، واختلاف أهل العلم في صحته ، وأكبر معتمد من أعلّه الحكم بأن حماد بن سلمة ممن سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط أو في الحالين من قبل ومن بعد فلم يتميّز حديثه فضعفوه لذلك ! .
فطال بي النفس لجمع أقوال أهل الجرح والتعديل والدراية بالحديث وأحوال رجاله ، ودراسة ما اعتمدوا عليه من أدلة على سماع حماد بن سلمة قبل الاختلاط من عدمها من الشك فيها والتوقف وأي الأمرين أحق بالصواب ، فنتج هذا الجزء الحديثي والذي سميته " تحقيق القول في سماع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط " فرأى بعض المحبين بعد اطلاعه عليه تسميته بـ " الانبساط بتحقيق سماع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب فقط قبل الاختلاط " فكان كما أراد .
وكنت قد أرسلته لعرضه على شيخي المحدّث المجتهد الفقيه الأصولي أحمد بن يحيى النجمي عافاه الله لبعد المكان عنه فقرأه وكتب لي رسالة شكر على عملي بتاريخ 20/6/1421 فكانت رسالته دافعا قويا لي في مواصلة التحقيق والتوسع فيه ثم ذهبت في إجازة العام نفسه وقرأته عليه مرة أخرى فاستحسنه وكتب عليه تقديما أو تقريظا بتاريخ 5/10/1421قال فيه ( فوجدته بحثا مفيدا تمس الحاجة إليه من طلاب العلم المولعين بالتحقيق ، وإني لأوصي طلاب العلم بقراءته لما فيهمن الفائدة ).
ثم إني واصلت البحث والتحقيق فيه حتى فرغت منه في الثامن عشر من شهر جمادى الآخرة لعام ألف وأربعمائة وتسع وعشرين . واعلم أخي في الله : أن كل ما قلت فيه لم أجده فإني أعني به أني لم أجده فيما عندي من مراجع وقد يجده غيري في مصادر أخرى .
ثم إن الكمال قد استأثر به الله وحده سبحانه وتعالى والعصمة جعلها لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام ،فإن وافقت الصواب في هذا البحث فهو من فضل الله وتوفيقه وذلك ما أرجوه ، وإن كان فيه خطأ فهو مني وأنا المقصر ، وأرجو من الله العفو والمغفرة ومن شيخنا ومن قرأه المعذرة والنقد الهادف الموصل لبيان الحق والصواب فهو المقصود . وأسأله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يقبلنا وشيخنا في عباده الصالحين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعــين .
كتبه العبد الفقير كثير الذنوب والتقصير
راجي عفو ربه
غانم بن بجاد بن مسلط البقمي
تعليق