الكتاب : شرح رياض الصالحين
المؤلف :الشيخ الفقيه محمد بن صالح بن محمد العثيمين رحمه الله تعالى.
كتاب الاعتكاف.
باب فضل من فطر صائما وفضل الصائم الذي يؤكل عنده ودعاء الآكل للمأكول عنده
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح .
الشَّرْحُ
باب فضل من فطر صائما هو آخر ما ذكره النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين فيما يتعلق بالصيام وذلك أن من نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده أن شرع لهم التعاون على البر والتقوى ومن ذلك تفطير الصائم لأن الصائم مأمور بأن يفطر وأن يعجل الفطر فإذا أعين على هذا فهو من نعمة الله عز وجل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء .
واختلف العلماء في معنى من فطر صائما فقيل: إن المراد من فطره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة .
وقال بعض العلماء: المراد بتفطيره أن يشبعه لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليله وربما يستغني به عن السحور ؟ ولكن ظاهر الحديث أن الإنسان لو فطر صائما ولو بتمرة واحدة فإنه له مثل أجره .
ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على إفطار الصائمين بقدر المستطاع لاسيما مع حاجة الصائمين وفقرهم أو حاجتهم لكونهم لا يجدون من يقوم بتجهيز الفطور لهم وما أشبه ذلك .