عن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)(متَّفق عليه).
التعليق:
هذا الحديث يتضمَّن قاعدة عظيمة في الولاء والبراء، وذلكم أنَّه تظهر علامة على المحب أشار إليها المصنِّف-رحمه الله-، فمن كان محبًّا للرسل وأتباعهم مِمَّن هم على ما جاؤوا به من عند الله-سبحانه وتعالى-فإنَّه يبغض ما خالف ذلك من البدع والمحدثات، ويبغض أهلها كذلك، ومن كان محبًّا لأهل الهوى وأهل البدع فإنَّه يظهر عليه التنكر للسنَّة وأهلها.
ومِمَّا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: أنَّ من أظهر علامات البدع كراهية الانتساب إلى السلف، يكرهون ذلك وينفرون منه.
ولهذا الآن فإنَّك تجد من المغرورين أو المتحذلقين والمغفَّلين من يروّْن في الانتساب إلى السلفية تزكية نفس، ولا يروّْن ذلك في الإخوانية أو التبليغية لماذا؟، لأنَّه انعكس عليهم الأمر، ألفوا البدعة، وألفوا أهل البدع، فأصبحوا عادمين للولاء والبراء، أصبحوا منقادين للهوى.
يا للعجب! هذا اختلال في الميزان، كيف الانتساب إلى السلفية وهي مقتضى العمل بالكتاب والسنَّة وسيرة السلف الصالح تزكية نفس!، والانتساب إلى الإخوانية أو التبليغية أو غيرها ليس بتزكية نفس!، هذا بِر وصلة وذاك تزكية نفس!، كلا وألف كلَّا.
فالسلفية لم يؤسسها أحد من البشر أبدًا، بل هي خالصة دين الله-سبحانه وتعالى-، هي من عند الله، والأنبياء مبلِّغون العباد بها عن الله-عز وجل-، وأمَّا الأفكار-أفكار أهل البدع-هذه أسَّسها البشر، فكلُّ الجماعات الدعوية من إخوانية وتبليغية وغيرها هذه مبنية على تأسيس البشر، ونظرات البشر وعقول البشر أبدًا.
فكل جماعة أسَّس لها مؤسِّسها قواعد وأصول يسيرون عليها، أمَّا السلفية فإنَّها الكتاب والسنَّة لم يؤسِّسها أحد من البشر، ومن جاء بعد النبيين والمرسلين وأصحاب النبيين والمرسلين من الأتباع فهم مجدِّدون لها، مجدِّدون ما اندرس من معالم الدين وفق السلفية الصافية.
ومن المجدِّدين الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-ومناصره الإمام الأمير محمد بن سعود-رحمه الله-، فقد اجتمع ذلكم الرجلان على التآخي والنصرة والتعاون على تجديد ما اندرس من معالم الدين وأساس ذلك التوحيد.
ولهذا فإنَّك تجد كل صاحب توحيد وسنَّة يُكِنُّ لهذا البلد وأهله المحبَّة والصفاء ويألفهم وإن لم يعرفهم، تجدهم يحبون العلماء ويحبون ولاة الأمور عندنا ويحبُّون أهل هذا البلد بل كثير منهم يتمنَّى أن يموت في المدينة، وأمَّا أهل البدع والمحدثات فهم على خلاف ذلك يبغضون هذا البلد ويبغضون أهله، لماذا؟، ما ذنبهم؟، لأن هذا البلد بلد التوحيد والسنَّة، نعم[1].
[1] من التعليق المختار على بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار/ تعليق فضيلة الشيخ العلَّامة عبيد بن عبد الله الجابري-حفظه الله-.
التعليق:
هذا الحديث يتضمَّن قاعدة عظيمة في الولاء والبراء، وذلكم أنَّه تظهر علامة على المحب أشار إليها المصنِّف-رحمه الله-، فمن كان محبًّا للرسل وأتباعهم مِمَّن هم على ما جاؤوا به من عند الله-سبحانه وتعالى-فإنَّه يبغض ما خالف ذلك من البدع والمحدثات، ويبغض أهلها كذلك، ومن كان محبًّا لأهل الهوى وأهل البدع فإنَّه يظهر عليه التنكر للسنَّة وأهلها.
ومِمَّا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: أنَّ من أظهر علامات البدع كراهية الانتساب إلى السلف، يكرهون ذلك وينفرون منه.
ولهذا الآن فإنَّك تجد من المغرورين أو المتحذلقين والمغفَّلين من يروّْن في الانتساب إلى السلفية تزكية نفس، ولا يروّْن ذلك في الإخوانية أو التبليغية لماذا؟، لأنَّه انعكس عليهم الأمر، ألفوا البدعة، وألفوا أهل البدع، فأصبحوا عادمين للولاء والبراء، أصبحوا منقادين للهوى.
يا للعجب! هذا اختلال في الميزان، كيف الانتساب إلى السلفية وهي مقتضى العمل بالكتاب والسنَّة وسيرة السلف الصالح تزكية نفس!، والانتساب إلى الإخوانية أو التبليغية أو غيرها ليس بتزكية نفس!، هذا بِر وصلة وذاك تزكية نفس!، كلا وألف كلَّا.
فالسلفية لم يؤسسها أحد من البشر أبدًا، بل هي خالصة دين الله-سبحانه وتعالى-، هي من عند الله، والأنبياء مبلِّغون العباد بها عن الله-عز وجل-، وأمَّا الأفكار-أفكار أهل البدع-هذه أسَّسها البشر، فكلُّ الجماعات الدعوية من إخوانية وتبليغية وغيرها هذه مبنية على تأسيس البشر، ونظرات البشر وعقول البشر أبدًا.
فكل جماعة أسَّس لها مؤسِّسها قواعد وأصول يسيرون عليها، أمَّا السلفية فإنَّها الكتاب والسنَّة لم يؤسِّسها أحد من البشر، ومن جاء بعد النبيين والمرسلين وأصحاب النبيين والمرسلين من الأتباع فهم مجدِّدون لها، مجدِّدون ما اندرس من معالم الدين وفق السلفية الصافية.
ومن المجدِّدين الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-ومناصره الإمام الأمير محمد بن سعود-رحمه الله-، فقد اجتمع ذلكم الرجلان على التآخي والنصرة والتعاون على تجديد ما اندرس من معالم الدين وأساس ذلك التوحيد.
ولهذا فإنَّك تجد كل صاحب توحيد وسنَّة يُكِنُّ لهذا البلد وأهله المحبَّة والصفاء ويألفهم وإن لم يعرفهم، تجدهم يحبون العلماء ويحبون ولاة الأمور عندنا ويحبُّون أهل هذا البلد بل كثير منهم يتمنَّى أن يموت في المدينة، وأمَّا أهل البدع والمحدثات فهم على خلاف ذلك يبغضون هذا البلد ويبغضون أهله، لماذا؟، ما ذنبهم؟، لأن هذا البلد بلد التوحيد والسنَّة، نعم[1].
لسماع المادة الصوتية:
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الاثنين الموافق: 26/ شعبان/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة.
[1] من التعليق المختار على بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار/ تعليق فضيلة الشيخ العلَّامة عبيد بن عبد الله الجابري-حفظه الله-.