مدارسة في أثر ابن مسعود : من أكل أول النهار فليأكل آخره.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
روى سعيد بن منصور في سننه في باب "قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة: 187]" , قال:
279 - حدثنا سعيد قال: نا هشيم، قال: نا خالد، ومنصور، عن ابن سيرين، عن يحيى بن الجزار، قال: سئل ابن مسعود عن رجل تسحر وهو يرى أن عليه ليلا، وقد طلع الفجر، قال: «من أكل من أول النهار فليأكل آخره».
ومن طريقه البيهقي في الكبرى في باب "من أكل وهو يرى أن الفجر لم يطلع، ثم بان أنه كان قد طلع" حديث 8007.
يحيى بن الجزار نفى أحمد سماعه من علي بن أبي طالب مطلقاً وقال شعبة سمع ثلاث أحاديث, وابن مسعود رضي الله عنه متقدم الوفاة عن علي رضي الله عنه بنحو سبع سنين فيبعد أن يكون يحيى الجزار سمع منه.
ومما يقوي الإرسال أنه روى عنه بواسطة في غيرما موضع روى عنه بواسطة أبي العبيدين ومسروق وغيرهما .
وممن نبه على أن يحيى بن الجزار لم يدرك ابن مسعود ابن حزم في المحلى 4/373.
وكذلك ممن رأيت نبه عليه (أي الإرسال بين يحيى الجزار وابن مسعود) الشيخ الألباني كما في الصحيحة حديث 2792 والأرناؤوط في حاشيته على صحيح ابن حبان حديث 6090 والحميد في حاشيته على سنن سعيد بن منصور حديث 279.
ورواه ابن أبي شيبة في باب " في الرجل يتسحر وهو يرى أن عليه ليلا" عن ابن سيرين مرسلاً بإسقاط يحيى بن الجزار:
9044 - حدثنا وكيع، عن ابن عون، عن ابن سيرين، قال: قال عبد الله: «من أكل أول النهار فليأكل آخره».
وكرره في المصنف في باب " في المسافر يقدم أول النهار من رمضان" لكن جاء فيه عن ابن محيريز بدل ابن سيرين :
9343 - حدثنا وكيع، عن ابن عون، عن ابن محيريز، قال: قال عبد الله: «من أكل أول النهار فليأكل آخره».
وقد جزم محقق المصنف أنه تصحيف والصحيح ابن سيرين [9435 طبعة قرطبة].
ولعله الحق لأن ابن عون لا يعرف بالرواية عن ابن محيريز بل يروي عنه بواسطة ولم يذكره من ترجم لابن عون في عداد شيوخه ولا ذكرو ابن عون في تلاميذ ابن محيريز.
ويضاف إلى ذلك أن ابن محيريز لا يعرف بالراوية عن ابن مسعود رضي الله عنه وحديثه في الشاميين.
وأيضاً تطابق باقي السند وكذلك المتن في هذا الأثر مما يقوي القول بالتصحيف.
فعليه يبقى الأثر مرسلاً على شهرته ومن وجد ما يقويه فليجد به ويثري هذه المدارسة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
روى سعيد بن منصور في سننه في باب "قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} [البقرة: 187]" , قال:
279 - حدثنا سعيد قال: نا هشيم، قال: نا خالد، ومنصور، عن ابن سيرين، عن يحيى بن الجزار، قال: سئل ابن مسعود عن رجل تسحر وهو يرى أن عليه ليلا، وقد طلع الفجر، قال: «من أكل من أول النهار فليأكل آخره».
ومن طريقه البيهقي في الكبرى في باب "من أكل وهو يرى أن الفجر لم يطلع، ثم بان أنه كان قد طلع" حديث 8007.
يحيى بن الجزار نفى أحمد سماعه من علي بن أبي طالب مطلقاً وقال شعبة سمع ثلاث أحاديث, وابن مسعود رضي الله عنه متقدم الوفاة عن علي رضي الله عنه بنحو سبع سنين فيبعد أن يكون يحيى الجزار سمع منه.
ومما يقوي الإرسال أنه روى عنه بواسطة في غيرما موضع روى عنه بواسطة أبي العبيدين ومسروق وغيرهما .
وممن نبه على أن يحيى بن الجزار لم يدرك ابن مسعود ابن حزم في المحلى 4/373.
وكذلك ممن رأيت نبه عليه (أي الإرسال بين يحيى الجزار وابن مسعود) الشيخ الألباني كما في الصحيحة حديث 2792 والأرناؤوط في حاشيته على صحيح ابن حبان حديث 6090 والحميد في حاشيته على سنن سعيد بن منصور حديث 279.
ورواه ابن أبي شيبة في باب " في الرجل يتسحر وهو يرى أن عليه ليلا" عن ابن سيرين مرسلاً بإسقاط يحيى بن الجزار:
9044 - حدثنا وكيع، عن ابن عون، عن ابن سيرين، قال: قال عبد الله: «من أكل أول النهار فليأكل آخره».
وكرره في المصنف في باب " في المسافر يقدم أول النهار من رمضان" لكن جاء فيه عن ابن محيريز بدل ابن سيرين :
9343 - حدثنا وكيع، عن ابن عون، عن ابن محيريز، قال: قال عبد الله: «من أكل أول النهار فليأكل آخره».
وقد جزم محقق المصنف أنه تصحيف والصحيح ابن سيرين [9435 طبعة قرطبة].
ولعله الحق لأن ابن عون لا يعرف بالرواية عن ابن محيريز بل يروي عنه بواسطة ولم يذكره من ترجم لابن عون في عداد شيوخه ولا ذكرو ابن عون في تلاميذ ابن محيريز.
ويضاف إلى ذلك أن ابن محيريز لا يعرف بالراوية عن ابن مسعود رضي الله عنه وحديثه في الشاميين.
وأيضاً تطابق باقي السند وكذلك المتن في هذا الأثر مما يقوي القول بالتصحيف.
فعليه يبقى الأثر مرسلاً على شهرته ومن وجد ما يقويه فليجد به ويثري هذه المدارسة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.