الفَوَائِدُ المُسْتَخْلَصَةُ مِن شَرْح أَحَادِيثِ الأَرْبَعِين النَّوَوِيِّة للشَّيخ العَلَّامَة مُحَمد تَقِي الدِّين الهِلاَلِي - رَحِمه الله - :
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين , نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
أما بعد :
فهذه بعض الفوائد المستخلصة من شرح الشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي المغربي - رحمة الله عليه - على متن الأربعين النووية , و اللهَ أسأل ان ينفعني بها و كل من قرأها في هذه الشبكة المباركة .
مع تنبيه القارئ إلى ان ما بين [ ] فهو من كلامي أضفته حتى يطّلع به القارئ على سياق الكلام و يفهم مقصود الإمام .
و هذا بداية الفوائد :
-[ (بني الإسلام على خمس ) قال الشيخ معلقا على الحديث :] شبَّه النبي – صلى الله عليه و سلم – الإسلام بالخيمة لا تقوم إلا على أعمدة .
- (إقامة الصلاة ) إقامتها أي فعلها قائمة .
-[ كيفية إيتاء الزكاة يكون] بإعطائها المستحقين لها بواسطة إمام المسلمين أو نائبه , فإن لم يوجد استُحب للمعطي أن يوكّل شخصا عالما أمينا يؤديها عنه , فإن لم يوجد باشر إعطائها بنفسه .
- أركان الإسلام غير مقصورة على الخمس [ المذكورة في حديث : ( بني الإسلام على خمس) ] و إنما اقتصر عليها لأن أكثر الناس يستطوعنها , و أما بقية الأركان كالجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فليس كل الناس يستطيعون ذلك .
- [ من معاني حديث : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا ) ] أنه عمل عملا من الأعمال المشروعة في الإسلام إلا أنه خالف فيه سنة النبي صلى الله عليه و سلم .
- في كتاب ’’ الإعتصام ’’ للشاطبي قال مالك – يعني بن أنس الإمام المدني المشهور - : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا – صلى الله عليه و سلم – خان الرسالة ؛ لأن الله يقول : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً } , و ما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا .
- (ألا و إن في الجسد مضغة ) يريد بذلك العقل المدبر لشؤون الإنسان , و العرب تسمي القوة المدبرة قلبا , قال تعالى في سورة (ق) : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ } أي عقل , و ليس المراد به القلب الصنوبري المادي فإنه لا يخلوا منه إنسان .
- قال الشعراني في ’’ الميزان ’’ ما معناه : كل من ولّد مسألة من المسائل التي لم يَرد بها نص فإن الله يوقفُه يوم القيامة و يسأله عن تلك المسألة التي فتن بها الناس و يعذبه عليها , ولو أننا نظرنا في كتب الفروع المذهبية لوجدنا أكثرها من هذا القبيل .
-[ في الحديث : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) ...] إن كان الشخص الذي لا يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه خاليا من محبة الخير للمؤمنين بالمرة ؛ بحيث يستوي عنده المؤمن و غيره , فهذا لا يكون إلا كافرا قطعا , و إن أظهر الإسلام فهو منافق . و أما إن كان يحب الخير للمؤمنين في الجملة و يهتم بشؤونهم , و لكنه قد يقصر في حق بعض المنؤمنين لسبب , فإن ذلك نقص في إيمانه , فيكون النفي في حقه للكمال .
تعليق