قال الشيخ مقبل رحمه الله في كتابه النافع "أحاديث معلة ظاهرها الصحة" :
395- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص132) : حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا سليمان بن سليم الكناني قال حدثنا يحيى بن جابر الطائي قال سمعت المقدام بن معدي كرب الكندي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه) .
هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا سليمان بن سليم، وقد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما كما في "تهذيب التهذيب" ولكن في "تهذيب التهذيب" و"الجرح والتعديل" و "جامع التحصيل" أن رواية يحيى بن جابر عن المقدام وهم من بعض الرواة، وجزم الحفاظ بأن فلان لم يسمع من فلان، ولم يعارضهم من يثبت سماعه مقدم على التصريح بالسماع في نسخة غير مسموعة لنا والله أعلم.
على أنه قد اختلف على سليمان بن سليم كما في "تحفة الأشراف" فتارة يرويه عن يحيى بن جابر، وتارة عن صالح بن يحيى كما عزاه المزي رحمه الله إلى عشرة النساء للنسائي في "الكبرى".
وصالح بن يحيى بن المقدام قال البخاري: فيه نظر. وقال موسى بن هارون الحمال: لا يعرف صالح ولا أبوه إلا بجده. اهـ مختصرا من "تهذيب التهذيب".
وللحديث طرق أخرى عزاها المزي رحمه الله في "تحفة الأشراف" إلى ابن ماجه من طريق محمد بن حرب، عن أمه، عن أمها عن المقدام فذكره.
ووالدة محمد بن حرب ترجم لها الذهبي في "الميزان" في عداد النساء المجهولات وقال: تفرد عنها ولدها.
وجدته ينظر في حالها.
انتهى كلام الإمام مقبل رحمه الله ونور قبره.
وصدق رحمه الله في عده تصريح يحيى بن جابر بالتحديث من المقدام رضي الله عنه وهماً من أوهام الرواة وبيان ذلك:
الحديث رواه عن يحيى بن جابر الطائي ثلاثة:
سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي، وحبيب بن صالح، ومعاوية بن صالح .
أما معاوية بن صالح (وثقه أحمد وأبو زرعة والنسائي وابن معين وغيرهم ولينه أبو حاتم وذكروا له أوهاماً لكن ذكر ابن عدي أن رواية ابن وهب عنه كتاب وقد رواه عنه كما سيأتي) فرواه عن يحيى بن جابر عن المقدام بصيغة العنعنة ورواه عنه عبد الله بن صالح كاتب الليث كما عند الطبراني في الكبير حديث 645 وفي مسند الشاميين حديث 1946.
وتابعه ابن وهب كما عند النسائي في الكبرى حديث 6739 والطبري في تهذيب الآثار 1036 والحاكم في المستدرك حديث 7139 وابن حبان في صحيحه حديث 674.
وكذلك رواه عن يحيى بن جابر عن المقدام بالعنعنة حبيب بن صالح الطائي (وهو ثقة وثقه أبو زرعة وغيره), رواه عنه إسماعيل بن عياش مقروناً مع أبي سلمة سليمان بن سليم في إسناد واحد كما عند ابن المبارك في الزهد حديث 603 ومن طريقه الترمذي حديث 2380 والطبراني في الكبير حديث 646 وفي مسند الشاميين حديث 1116 والقضاعي في مسند الشهاب حديث 1340 وحديث 1341 .
أما سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي فاختلف عليه فروي عنه تارة بالعنعنة بين يحيى والمقدام وتارة بالتصريح بالسماع:
فرواه عنه بالعنعنة بين يحيى والمقدام:
1- إسماعيل بن عياش (وهو ثقة وثقه جمع من الأئمة في روايته عن أهل بلده خاصة وهذه منها قال ابن معين : إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين ، و أما روايته عن أهل الحجاز ، فإن كتابه ضاع ، فخلط فى حفظه عنهم) كما تقدم عند ابن المبارك في الزهد حديث 603 ومن طريقه الترمذي حديث 2380 والطبراني في الكبير حديث 646 وفي مسند الشاميين حديث 1116 والقضاعي في مسند الشهاب حديث 1340 وحديث 1341 بالإضافة إلى البيهقي في الشعب حديث 5261 وحديث 5263 وفي الطب النبوي لأبي نعيم حديث 126.
2- محمد بن حرب الخولاني (وهو ثقة وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم) كما عند الطبراني في مسند الشاميين حديث 1376 والبيهقي في الشعب حديث 5262.
3- بقية بن الوليد (وهو ثقة فيما روى عن الثقات وما أُمن منه تدليسه وهو هنا لم يصرح بالسماع لكنه وافق الثقات فهو من صحيح حديثه ومما يحتج به) كما عند النسائي في الكبرى حديث 6738 والطبري في تهذيب الآثار حديث 1037.
4- أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج (وهو ثقة وثقه أبو حاتم والنسائي) وهو موضع الاختلاف في الرواية فقد رواه عن أبي سلمة سليمان بن سليم تارة بالعنعنة كبقية الرواة كما عند الطبراني في الكبير حديث 644 ومسند الشاميين حديث 1375 ومن طريقه الخطيب في الفقيه والمتفقه 2/209.
وتارة خالف من تقدم من الرواة عن أبي سلمة الحمصي فرواه بصيغة السماع كما عند أحمد حديث 17186 والحاكم حديث 7945.
فيكون أبو المغيرة خالف الرواة في حلقتين من حلقات الإسناد فيستقيم لك حينئذ كلام الإمام أبي حاتم في عده مرسلاً وتستبين وجاهته ودقته وكذلك الشيخ مقبل عندما ذكر أنه وهم من أحد الرواة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
ومن كانت لديه إضافة أو استدراك فليذكره مشكوراً.
395- قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص132) : حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا سليمان بن سليم الكناني قال حدثنا يحيى بن جابر الطائي قال سمعت المقدام بن معدي كرب الكندي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه) .
هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، إلا سليمان بن سليم، وقد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما كما في "تهذيب التهذيب" ولكن في "تهذيب التهذيب" و"الجرح والتعديل" و "جامع التحصيل" أن رواية يحيى بن جابر عن المقدام وهم من بعض الرواة، وجزم الحفاظ بأن فلان لم يسمع من فلان، ولم يعارضهم من يثبت سماعه مقدم على التصريح بالسماع في نسخة غير مسموعة لنا والله أعلم.
على أنه قد اختلف على سليمان بن سليم كما في "تحفة الأشراف" فتارة يرويه عن يحيى بن جابر، وتارة عن صالح بن يحيى كما عزاه المزي رحمه الله إلى عشرة النساء للنسائي في "الكبرى".
وصالح بن يحيى بن المقدام قال البخاري: فيه نظر. وقال موسى بن هارون الحمال: لا يعرف صالح ولا أبوه إلا بجده. اهـ مختصرا من "تهذيب التهذيب".
وللحديث طرق أخرى عزاها المزي رحمه الله في "تحفة الأشراف" إلى ابن ماجه من طريق محمد بن حرب، عن أمه، عن أمها عن المقدام فذكره.
ووالدة محمد بن حرب ترجم لها الذهبي في "الميزان" في عداد النساء المجهولات وقال: تفرد عنها ولدها.
وجدته ينظر في حالها.
انتهى كلام الإمام مقبل رحمه الله ونور قبره.
وصدق رحمه الله في عده تصريح يحيى بن جابر بالتحديث من المقدام رضي الله عنه وهماً من أوهام الرواة وبيان ذلك:
الحديث رواه عن يحيى بن جابر الطائي ثلاثة:
سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي، وحبيب بن صالح، ومعاوية بن صالح .
أما معاوية بن صالح (وثقه أحمد وأبو زرعة والنسائي وابن معين وغيرهم ولينه أبو حاتم وذكروا له أوهاماً لكن ذكر ابن عدي أن رواية ابن وهب عنه كتاب وقد رواه عنه كما سيأتي) فرواه عن يحيى بن جابر عن المقدام بصيغة العنعنة ورواه عنه عبد الله بن صالح كاتب الليث كما عند الطبراني في الكبير حديث 645 وفي مسند الشاميين حديث 1946.
وتابعه ابن وهب كما عند النسائي في الكبرى حديث 6739 والطبري في تهذيب الآثار 1036 والحاكم في المستدرك حديث 7139 وابن حبان في صحيحه حديث 674.
وكذلك رواه عن يحيى بن جابر عن المقدام بالعنعنة حبيب بن صالح الطائي (وهو ثقة وثقه أبو زرعة وغيره), رواه عنه إسماعيل بن عياش مقروناً مع أبي سلمة سليمان بن سليم في إسناد واحد كما عند ابن المبارك في الزهد حديث 603 ومن طريقه الترمذي حديث 2380 والطبراني في الكبير حديث 646 وفي مسند الشاميين حديث 1116 والقضاعي في مسند الشهاب حديث 1340 وحديث 1341 .
أما سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي فاختلف عليه فروي عنه تارة بالعنعنة بين يحيى والمقدام وتارة بالتصريح بالسماع:
فرواه عنه بالعنعنة بين يحيى والمقدام:
1- إسماعيل بن عياش (وهو ثقة وثقه جمع من الأئمة في روايته عن أهل بلده خاصة وهذه منها قال ابن معين : إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين ، و أما روايته عن أهل الحجاز ، فإن كتابه ضاع ، فخلط فى حفظه عنهم) كما تقدم عند ابن المبارك في الزهد حديث 603 ومن طريقه الترمذي حديث 2380 والطبراني في الكبير حديث 646 وفي مسند الشاميين حديث 1116 والقضاعي في مسند الشهاب حديث 1340 وحديث 1341 بالإضافة إلى البيهقي في الشعب حديث 5261 وحديث 5263 وفي الطب النبوي لأبي نعيم حديث 126.
2- محمد بن حرب الخولاني (وهو ثقة وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم) كما عند الطبراني في مسند الشاميين حديث 1376 والبيهقي في الشعب حديث 5262.
3- بقية بن الوليد (وهو ثقة فيما روى عن الثقات وما أُمن منه تدليسه وهو هنا لم يصرح بالسماع لكنه وافق الثقات فهو من صحيح حديثه ومما يحتج به) كما عند النسائي في الكبرى حديث 6738 والطبري في تهذيب الآثار حديث 1037.
4- أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج (وهو ثقة وثقه أبو حاتم والنسائي) وهو موضع الاختلاف في الرواية فقد رواه عن أبي سلمة سليمان بن سليم تارة بالعنعنة كبقية الرواة كما عند الطبراني في الكبير حديث 644 ومسند الشاميين حديث 1375 ومن طريقه الخطيب في الفقيه والمتفقه 2/209.
وتارة خالف من تقدم من الرواة عن أبي سلمة الحمصي فرواه بصيغة السماع كما عند أحمد حديث 17186 والحاكم حديث 7945.
فيكون أبو المغيرة خالف الرواة في حلقتين من حلقات الإسناد فيستقيم لك حينئذ كلام الإمام أبي حاتم في عده مرسلاً وتستبين وجاهته ودقته وكذلك الشيخ مقبل عندما ذكر أنه وهم من أحد الرواة.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
ومن كانت لديه إضافة أو استدراك فليذكره مشكوراً.
تعليق