إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

أوجه إعلال خبر جرير ((كُنَّا نَرَى الاِجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنَ النِّيَاحَةِ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تحقيق] أوجه إعلال خبر جرير ((كُنَّا نَرَى الاِجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنَ النِّيَاحَةِ))

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    أما بعد
    فـإني أحببت بهذه المشاركة الإشارة لوجه تعليل الخبر الشهير الوارد في التحذير من الاجتماع للتعزية ، وسيكون هذا باختصار لأسباب خاصة فلعل الإخوة يكملون البحث

    جاء في سنن ابن ماجه:
    60- بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَن الاِجْتِمَاعِ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةِ الطَّعَامِ
    1612- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (ح) وحَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ، قَالَ : كُنَّا نَرَى الاِجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنَ النِّيَاحَةِ.

    الوجه الأول في إعلاله عنعنة هشيم :
    فقد أتى هذا اللفظ من طرق مدارها على هشيم وقد عنعنه ولم يصرح في أي طريق بالتحديث وهو من مشاهير المدلسين والمكثرين منه إلا في شيخه حصين كما قال الإمام أحمد.
    واقتصر على قول ابن سعد في الطبقات:
    هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، مَوْلًى لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، ثَبْتًا، يُدَلِّسُ كَثِيرًا، فَمَا قَالَ فِي حَدِيثِهِ أَخْبَرَنَا فَهُوَ حُجَّةٌ، وَمَا لَمْ يَقُلْ فِيهِ أَخْبَرَنَا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ ا.هـــ

    الوجه الثاني ورود الأثر بسند صحيح بلفظ مغاير:
    فروى الطبراني في الكبير:
    2278- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ : يُعَدِّدُونَ الْمَيِّتَ ، أَوْ قَالَ : أَهْلَ الْمَيِّتِ بَعْدَ مَا يُدْفَنُ ؟ - شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : كُنَّا نَعُدُّهَا النِّيَاحَةَ.

    فهذه مخالفة في المتن فالطريق واحدة.
    وهذا سند صحيح شيخ الطبراني ثقة، وسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ هو سعدويه ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ، لَعَلَّهُ أَوْثَقُ مِنْ عَفَّانَ ا.هـ

    والمخالفة من جهات:
    1- أن قول الصحابي (كنا نرى) (كنا نعد) قد ذهب جماعة من المحدثين لكونها من قبيل المرفوع حكما، ورجحه الحافظ في النكت والسيوطي في الألفية فقال:
    وَلْيُعَطَ حُكْمَ الرَّفْعِ فِي الصَّوابِ ... نَحْوُ: مِنَ السُّنَّةِ، مِنْ صَحَابِي
    كَذَا: أُمِرْنَا، وَكَذَا: كُنَّا نَرَى ... فِي عَهْدِهِ، أَوْ عَنْ إِضَافَةٍ عَرَى

    قال الإثيوبي في الشرح:
    وحاصل المعنى: أن قول الصحابي كنا نرى كذا ونحوه مرفوع حكماً سواء أضافه إلى عهده - صلى الله عليه وسلم - كالأمثلة السابقة أم لم يضفه كقول عائشة - رضي الله عنها -: " كانت اليد لا تقطع في الشيء التافه " وقول جابر - رضي الله عنه -: " كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا ".
    وهذا القول للحاكم أبي عبد الله، وفخر الدين الرازي، وقواه العراقي، والنووي، وقال: هو ظاهر استعمال كثير من المحدثين والصحابة، واعتمده الشيخان في صحيحيهما، وأكثر منه البخاري. ا.هــــــــــ

    وفي هذا عندي نظر فهو لللإجماع أقرب، وعلى أية حال فالرواية عند الطبراني صريحة في الوقف فلا هو مرفوع حكما ولا إجماع.

    2- الجهة الثانية في المخالفة من حيث لفظ المتن فلفظ الطبراني ليس فيه ذكر الاجتماع للتعزية.

    ولذا قال أبواود:
    ذكرت لأحمد حديث هشيم، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير: كنا نعد الإجتماع عند أهل الميت وصنعة الطعام لهم من أمر الجاهلية؟"
    قال: زعموا أنه سمعه من شريك.
    قال أحمد :وما أٌرى لهذا الحديث أصلًا
    ا.هـــ مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود ص388 ط. طارق عوض الله

    وجاء في علل الدرقطني:
    3353- وسئل عن حديث قيس، عن جرير، قال: كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة.
    فقال: يرويه هشيم بن بشير، واختلف عنه؛
    فرواه سريج بن يونس، والحسن بن عرفة، عن هشيم، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير.
    ورواه خالد بن القاسم المدائني، قيل: ثقة؟ قال: لا أضمن لك هذا، جرحوه، عن هشيم، عن شريك، عن إسماعيل.
    ورواه أيضا، عباد بن العوام، عن إسماعيل كذلك. ا.هـــ

    وخلاصة الأمر فاللفظ الأول منكر من جهة عنعنة هشيم وقد ثبت تدليسه عن الضعفاء وهكذا المخالفة في المتن فلا يصح إيراد بعض الشواهد للفظ الأول وكذا المتابعات لأن اللفظ فيه مخالفة ، والشاذ والمنكر لا يصلح في الشواهد والمتابعات هذا فضلا بأن ما يوردونه لتقوية الأثر بعضه متروك وبعضه كأنه معضلات وبعضه موقوف مع ضعفه فأنّا يتقوى الخبر بها والله أعلم.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني; الساعة 05-Apr-2012, 10:44 PM.

  • #2
    رد: أوجه إعلال خبر جرير ((كُنَّا نَرَى الاِجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنَ النِّيَاحَةِ))

    هذا بحث منقول من شبكة سحاب لعله يفيد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة ، والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

    أما بعد

    فهذا جزء في تخريج حديث جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه – : ( كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة ) .
    جمعت فيه طرقه وشواهده ، وما اعترض به عليه ، والجواب عن ذلك .
    وكلام العلماء عليه .

    أسأل الله العظيم أن ينفع بهذا الجزء كاتبه وقارئه وسامعه ، كما أسأله المزيد من العلم النافع والعمل الصالح إنه جواد كريم .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .




    قال الإمام ابن ماجه – رحمه الله - : ( حدثنا محمد بن يحيى قال : ثنا سعيد بن منصور . ثنا هشيم ح
    وحدثنا شجاع بن مخلد ، أبو الفضل . قال : ثنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله البجلي ؛ قال : كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنعة الطعام ، من النياحة ) السنن ( 1/514) .
    حديث صحيح :
    هشيم : هو بن بشير أبو معاوية الواسطي .
    قال الذهبي – رحمه الله - : ( حافظ بغداد ... إمام ثقة مدلس ) الكاشف ( 3/19 ، قال ابن حجر – رحمه الله - : ( ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي ) التقريب ( ص 574 ) ، قال ابن سعد – رحمه الله - : ( كان ثقة كثير الحديث ثبتا يدلس كثيرا ، فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء .) الطبقات ( 7/313 ) .

    قلت : هشيم وإن كان من رجال الصحيحين إلا أن الحافظ ابن حجر – رحمه الله – عده في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين ، التي لم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع .
    وأخرجه الطبراني [ المعجم الكبير : 2 / 307 / 2279 ] من طريق أحمد بن منيع عنه به ، ووقع عنده ( كانوا يرون ) بدل ( كنا نرى ) .

    وقد تابع هشيما نصر بن باب عن إسماعيل بن أبي خالد به عند الإمام أحمد في المسند [ : 2/ 204 ط المكتب الإسلامي ، ط أحمد شاكر برقم 6905] بإسناد رجاله ثقات غير نصر بن باب ففيه خلاف بين نقاد الحديث ومحصل الخلاف فيه ثلاثة أقوال :
    الأول : قوم طرحوا حديثه وهم الجمهور : قال الإمام البخاري – رحمه الله - : ( يرمونه بالكذب ) الكبير ( 8 / 105 ) وقال في الصغير : (سكتوا عنه ) (2/264) . قال الجوزجاني – رحمه الله - : (لا يسوى حديثه شيئا ) أحوال الرجال (1 / 197) ، قال أبو حاتم الرازي : (متروك الحديث ) الجرح ( 8 / 469) . ، قال ابن حبان : (كان ممن ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ويروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به ) المجروحين ( 3/53) ، أما الإمام يحيى بن معين – رحمه الله – فقد اختلفت كلماته في نصر بن باب فمرة يقول : (ليس بشيء ) التاريخ رواية الدوري ( 4/355) ، ومرة : ( ليس بثقة ) ، ومرة : ( ضعيف ) كما في الكامل ( 7/36) ، رابعة يقول : ( كذاب خبيث ) كما في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/15 ، ( قال السعدي نصر بن باب لا يساوى حديثه شيئا ، وقال النسائي نصر بن باب متروك ) كما في الكامل ( 7/36) .

    الثاني : وذهب بعض العلماء إلى اعتبار حديثه في الشواهد والمتابعات : قال ابن عدي – رحمه الله - بعد ذكره لخلاف العلماء فيه : (وهو مع ضعفه يكتب حديثه ) الكامل ( 7/35)
    قال ابن شاهين – رحمه الله - : ( نصر بن باب والاختلاف فيه روى ابن شاهين أن يحيى بن معين قال نصر بن باب ليس بشيء وعن أحمد بن حنبل أنه سئل عنه فقال إنما أنكر الناس عليه حديثا عن إبراهيم الصائغ وما كان به بأس .
    قلت إن أبا خيثمة قال نصر بن باب كذاب قال ما أجترئ على هذا أن أقوله أستغفر الله .
    قال أبو حفص وهذا الكلام مقبول في التوقف فيه ولا يدخل في الصحيح ) ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه ص 98 .

    الثالث : وثقه الإمام أحمد ، وروى عنه في المسند غير ما حديث ، ونقل عنه توثيقه ذلك الحافظ الهيثمي – رحمه الله – [ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ( 3 / 396 ) ] ، والحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله – [ لسان الميزان ( 6 / 151 ) ] .

    قلت : وذهب إلى توثيقه من المتأخرين ابن مفلح – رحمه الله – وهو ما يفهم من قوله : ( ولأحمد وغيره – وإسناده ثقات – عن جرير ... ) الفروع ( 3/408/ ط مؤسسة الرسالة ، ودار المؤيد ) .
    وقال الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – : ( اختلفوا فيه ، حتى رماه بعضهم بالكذب ، ... ولسان الميزان 6: 151 عن أحمد أنه قال : " ما كان به بأس " . وفي اللسان عن تاريخ نيسابور عن أحمد قال : " هو ثقة " وسيأتي في المسند 14382 قول عبد الله بن أحمد : " قلت لأبي : سمعت أبا خيثمة يقول : نصر بن باب كذاب ؟ فقال : أستغفر الله ! كذاب ! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ ، وإبراهيم الصائغ من أهل بلده ، فلا ينكر أن يكون سمع منه " ، وأحمد يتحرى شيوخه ، وهو بهم عارف ، فلذلك رجحنا توثيقه . ) [ المسند ( 3/192/ رقم 1749 ) ] .

    ـ رد الإمام أحمد على من اتهم نصر بن باب بالكذب :
    ـ قال عبد الله بن الإمام أحمد : (سألت أبي عن نصر بن باب فقال إنما أنكر الناس عليه حين حدث عن إبراهيم الصائغ وما كان به بأس قلت له إن أبا خيثمة قال نصر بن باب كذاب قال ما أجترىء على هذا أن أقوله أستغفر الله ) العلل (3/301) .
    ـ وعبد الله بن احمد بن حنبل قال قلت لأبي سمعت أبا خيثمة يقول نصر بن باب كذاب فقال استغفر الله كذاب إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ وإبراهيم من أهل بلده ولا ينكر أن يكون سمع منه ) تاريخ بغداد ( 13 / 279) .

    قلت : ولعل قول من اعتبر حديثه في الشواهد والمتابعات أولى الأقوال وأصوبها وذلك لأمرين :
    1- توثيق الإمام أحمد له وروايته عنه .
    2- رد الإمام أحمد تهمة شيخه نصر بن باب بالكذب ، واعتذاره له بالرواية عن الصائغ ، وأن ذلك كان سبب جرح الأئمة لشيخه نصر بن باب ، والإمام أحمد يتحرى شيوخه ، وهو بهم عارف. والله أعلم .

    تنبيه : وقع عند الإمام أحمد في المسند ( كنا نعد ) بدل ( كنا نرى ) وفيه زيادة ( بعد دفنه ) .


    وتابع هشيما أيضا عباد بن العوام ( ثقة ) عن إسماعيل بن أبي خالد به وهي عند الطبراني [ المعجم الكبير : 2/307/ رقم 2278 ] بإسناد صحيح غير أن متنه فيه اختلاف ولفظه عند الطبراني : قال جرير بن عبد الله : ( يعددون الميت أو قال أهل الميت بعدما يدفن ؟ شك إسماعيل .
    قلت : نعم قال : كنا نعدها النياحة ) .
    وذكر هذه المتابعة الدارقطني في العلل ( 4/ ق 139 بترقيمي ) ، ولم يشر إلى اختلاف اللفظ ، فهل ذلك سهوا منه ؟ ، أو تحريف وقع في المطبوع !.

    ـ ذكر من صحح حديث جرير – رضي الله عنه – من العلماء :
    النووي [ المجموع ( 5/282) ] ، والمنبجي الحنبلي [ تسلية أهل المصائب ص101 ] ، والحافظ ابن كثير [ إرشاد الفقيه (1/241)] قال : (رواه أحمد ، وابن ماجه بإسناد صحيح على شرط الشيخين ) ، والبوصيري [ زوائد ابن ماجه ص 236 ] قال : ( هذا إسناد صحيح رجال الطريق الأول على شرط البخاري والثاني على شرط مسلم ) ، وابن حجر الهيتمي [تحفة المحتاج بشرح المنهاج (3/207)] ، والشربيني الشافعي [ مغني المحتاج ( 1/36 ] ،والسيواسي الحنفي [ شرح فتح القدير ( 2/142) ] ، وابن عابدين الحنفي [ الحاشية (2/240) ] ، وملا علي القاري [ مرقاة المفاتيح ( 2/393) ] ، والسندي [ كما في عون المعبود ( 8 / 282 ) ] ، والشوكاني [ الدراري المضية (1/252) ، والسيل الجرار ( 1/372) ] ، والمباركفوري [ تحفة الأحوذي ( 4 / 67) ، ومحمود السبكي [ الدين الخالص (8/76) ] ، وأحمد شاكر [ المسند ( 11/125/ رقم 6905) ] ، والشقيري [ حكم القراءة على الأموات ص 25 ] ، ومحمد حامد الفقي [ المنتقى من أخبار المصطفى ( 2/1936/حاشية رقم 1933) ] ، وحمود بن عبدالله التويجري [ الرد على الكاتب المفتون ص 13 ] ، وابن باز [ فتاوى وتنبيهات ونصائح ص 536 ] والألباني [ أحكام الجنائز ص210 ] قال : ( وإسناده صحيح على شرط الشيخين ) ، واستدل به مجد الدين ابن تيمية [ المنتقى من أخبار المصطفى ( 2/1936) ] ، وشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – [ مجموع الفتاوى ( 24/316) ] ، وغيرهما كثير من العلماء .

    ومما يلفت النظر أنني لم أجد أحدا من أهل الحديث ، أو غيرهم ، لا في القديم ، ولا في الحديث – حسب اطلاعي وبحثي - أعل هذا الحديث بعنعنة هشيم ، وهي علة ظاهرة ، يعرفها صغار طلبة علم الحديث .
    فهل يحق لقائل أن يقول : أن هذه العلة في هذا الحديث خفيت على من صحح حديث جرير من العلماء ، فلا غرابة أن يأتي من بعدهم من يظهرها ويعل الحديث بها ؟!

    أقول : لا يجرؤ على هذا من احترم عقله ، وأنزل نفسه منزلتها ، وعرف لأهل العلم قدرهم وفضلهم وسعة علمهم ، خاصة وأن من العلماء الذين صححوا الحديث بعض الحفاظ الذين نخلوا السنة ، وميزوا بين صحيحها ، وسقيمها كالحافظ ابن كثير ، والبوصيري – رحمهما الله - ، ومن المتأخرين العلامة أحمد شاكر ، والعلامة الألباني – رحمهما الله - .

    وقد رأيت من أغمار هذا العصر أتباع كل ناعق ، مَن طعن في حديث جرير هذا بعنعنة هشيم ، ولم يذكر سلفه في ذلك ، وفي ظني أن هؤلاء الأقوام المفتئتين على علم الحديث ليسوا بحاجة – زعموا - لسلف في ذلك ؛ لأن العلة ظاهرة بينة ، وإن خالفهم في ذلك علماء الأمة ؟!

    ورأيت بعضهم أكثر التهويش على من صحح حديث جرير ؛ بما جاء عن الإمام أحمد ، والحافظ الدارقطني – رحمهما الله – في نقد بعض طرق الحديث عن هشيم والجواب عن ذلك سيأتي بعد عرض كلامهما – إن شاء الله - :
    1- قال الإمام أبو داود – رحمه الله - : ( ذكرت لأحمد حديث هشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير كنا نعد الاجتماع ... قال زعموا أنه سمعه من شريك . قال أحمد وما أرى لهذا الحديث أصلا ) مسائل أبي داود ص292 .

    [poet font="Simplified Arabic,14,darkblue,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="double,4,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
    توجيه كلام الإمام أحمد - رحمه الله -
    [/poet]
    قلت : الظاهر من سياق الكلام أن الإمام أحمد أراد بقوله : (وما أرى لهذا الحديث أصلا ) أي من حديث شريك وذلك لما يلي :

    1- أن الحديث فعلا ليس له أصل من حديث شريك ، أشار إلى ذلك الإمام أبو داود في قوله ( زعموا ) وسيأتي في الجواب عن كلام الحافظ الدارقطني – رحمه الله – إن شاء الله – أن الراوي الذي زاد شريكا في الإسناد راو كذاب يزيد في الأسانيد كما نص على ذلك الأئمة .

    2- أن الإمام أحمد أخرج الحديث في مسنده وعزاه له جمع من العلماء فكيف يقول لا أصل له ويخرجه في مسنده ؟!
    ولست أعني أنه لا يوجد في مسند الإمام أحمد ما لا أصل له ؛ لأنه لا قبل لي بذلك ، وإنما ذلك للجهابذة من أهل هذا الفن .
    قال السيوطي – رحمه الله - : ( وقال شيخ الإسلام في كتابه تعجيل المنفعة : في رجال الأربعة : ليس في المسند حديث لا أصل له إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة ، منها حديث عبد الرحمن بن عوف ، أنه يدخل الجنة زحفا قال : والاعتذار عنه أنه مما أمر أحمد بالضرب عليه فترك سهوا ، أو ضرب وكتب من تحت الضرب ) [ تدريب الراوي :1/ 188/ ط مكتبة الكوثر ، ط دار الكتب العلمية : 1 / 173]

    3- أن هذا الحديث لم يذكر ضمن الأحاديث التي انتقدت في مسند الإمام أحمد – رحمه الله – .

    4- أن من بين العلماء الذين صححوا الأثر ، واستدلوا به جمع من علماء الحنابلة ، وعزاه بعضهم إلى مسند الإمام أحمد – رحمه الله – ، دون أي تردد أو تشكيك كمجد الدين ابن تيمية ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن مفلح ، والمنبجي – رحمهم الله – ، وغيرهم من متأخري الحنابلة ؛ فمن المستبعد أن يكون إنكار الإمام أحمد – رحمه الله – لأصل الحديث ، ولا تجد من ينقل كلامه عند الكلام على هذا الحديث ؟!

    هذا ما ظهر لي في توجيه كلام الإمام أحمد – رحمه الله – فإن كان صوابا فمن الله وإن كان غير ذلك فأسأل الله العفو والغفران .



    2- قول الحافظ الدارقطني – رحمه الله - : ( وسئل عن حديث قيس عن جرير قال كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة .
    فقال : يرويه هشيم بن بشير ، واختلف عنه فرواه شريح ابن يونس ، والحسن ابن عرفة عن هشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير ، ورواه خالد بن القاسم المدائني قيل ثقة قال لا أضمن لك هذا جرحوه عن هشيم عن شريك عن إسماعيل ، ورواه أيضا عباد ابن العوام عن إسماعيل كذلك ) العلل (4/ق 139 بترقيمي) .

    [poet font="Simplified Arabic,14,darkblue,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="double,4,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
    توجيه كلام الحافظ الدارقطني - رحمه الله -
    [/poet]

    أقول : نستفيد من كلام الحافظ الدارقطني – رحمه الله - أمور :
    1- أن الحديث له أصل من رواية هشيم ، يدل على ذلك ذكر الخلاف على هشيم فيه ، وذكر من تابعه عن إسماعيل بن أبي خالد ، وهو عباد بن العوام .
    2- أن الراوي الذي زاد شريكا في إسناد حديث جرير هو خالد بن القاسم المدائني ، ولأجله - فيما ظهر لي – أنكر الإمام أحمد أن يكون شريكا من رواة هذا الحديث والله أعلم .
    3- أشار الدارقطني – رحمه الله – لترجيح طريق هشيم عن إسماعيل ، على طريق هشيم عن شريك عن إسماعيل الذي رواه خالد بن القاسم المدائني ؛ بجرحه خالدا ، وذكر من خالفه من الثقات في عدم ذكر شريك في الإسناد .

    ـ كلام بعض العلماء في خالد بن القاسم المدائني :

    - قال الإمام البخاري – رحمه الله - : ( متروك ، تركه علي والناس ) [ الضعفاء الصغير ص 40 ، ط دار الوعي ] ، وقال ابن أبي حاتم – رحمه الله - : ( خالد بن القاسم أبو الهيثم المدائني روى عن الليث بن سعد روى عنه احمد بن منصور المروزي المعروف بزاج سمعت أبي يقول ذلك . حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سلمة النيسابوري نا احمد بن منصور المروزي قال قال احمد بن حنبل : خالد بن القاسم يزيد في الإسناد . قال إسحاق بن راهويه كما قال : كان كذابا . حدثنا عبد الرحمن انا بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن خالد المدائني فقال : كان يزيد في الأحاديث الرجال يوصلها لتصير مسندة . حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن خالد بن القاسم المدائني فقال : متروك الحديث ... حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن خالد بن القاسم المدائني فقال : هو كذاب ...) الجرح والتعديل (3/347) .
    وقال الحافظ الدارقطني – رحمه الله - : ( من الحفاظ والمذاكرين ، ضعيف ، عن ليث بن سعد ، وهشيم )[الضعفاء والمتروكون : ص197، ط مكتبة المعارف] ، وقال الحافظ الذهبي – رحمه الله - : ( مشهور بوضع الحديث )[ ديوان الضعفاء والمتروكين ( 1/ 252) ط دار القلم ] ، وقال الحافظ برهان الدين الحلبي – رحمه الله - : ( وبالجملة فهو متروك كذاب والله أعلم ) [ الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ص 107/ ط عالم الكتب ] .

    وللحديث شاهد من حديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - :
    ـ (حدثنا أسلم قال ثنا عبد الحميد قال أنا يزيد بن هارون قال أنا عمر أبو حفص الصيرفي وكان ثقة قال ثنا سيار أبو الحكم قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت بعد ما يدفن من النياحة ) تاريخ واسط ص126 .
    قلت : هذا إسناد صحيح إلا أن سيارا لم يدرك عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - ، وعليه فالإسناد منقطع ، وهو صالح في الشواهد والمتابعات .

    وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة – رحمه الله – قال : ( حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة قال قدم جرير على عمر فقال هل يناح قبلكم على الميت قال لا قال فهل تجتمع النساء عندكم على الميت ويطعم الطعام قال نعم فقال تلك النياحة ) المصنف (2/487) .
    قلت : وهذا إسناد صحيح أيضا ، إلا أن طلحة وهو ابن مصرف لم يدرك جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه - ، وعليه فالإسناد منقطع ، وهو صالح في الشواهد والمتابعات .

    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    كتبه / أبو أنس الفايد مليحان بن مرهج بن مليحان العوني الأثري .
    وكان الفراغ من كتابته فجر يوم الأربعاء : 12/1/1425 هـ الموافق : 3/3/2004م .
    وهذا رابط الموضوع:


    وجزاكم الله عن السنة خير الجزاء

    تعليق


    • #3
      رد: أوجه إعلال خبر جرير ((كُنَّا نَرَى الاِجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنَ النِّيَاحَةِ))

      في كلامي السابق ما يبين ضعف ما ذكره هذا الكاتب وفقه الله والله أعلم

      تعليق

      يعمل...
      X