بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين .
ـ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ:
لَمَّا أُنْزِلَتِ: (الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ) قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: قَدْ نَزَلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا نَزَلَ، فَلَو أَنَّا عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ اتَّخَذْنَاهُ، فَقَالَ: أَفْضَلُهُ لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ.
- وفي رواية: لَمَّا نَزَلَ فِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ مَا نَزَلَ، قَالُوا: فَأَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ قَالَ عُمَرُ: فَأَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ، فَأَوْضَعَ عَلَى بَعِيرِهِ، فَأَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ فَقَالَ: لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا، وَلِسَانًا ذَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً، تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الآخِرَةِ.
ـ أخرجه الامام أحمد في " المسند" ( 22392) ( ط : التركي) وفي " الزهد" (143) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّحْمان، عن إِسْرَائِيل، عن مَنْصُور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعا ..
ـ وأخرجه الترمذي ( 3094) ( ط : عواد) من طريق عبيد الله بن موسى .
ـ وأخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره" ( 10/119) من طريق مؤمل ابن إسماعيل . تلاثتهم ( عبد الرحمان بن مهدي ، عبيد الله بن موسى ، ومؤمل بن إسماعيل ) عن إسرائيل بن يونس عن منصور بن المعتمر عن سالم عن ثوبان به .
- قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: هذا حديثٌ حَسَنٌ، سألتُ مُحَمد بن إِسْمَاعِيل (البُخَارِي) ، فقلتُ له: سالم بن أَبي الجَعْد، سَمِعَ من ثَوْبَان؟ فقال: لا. فقلتُ له: ممن سَمِعَ من أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: سَمِعَ من جابر بن عَبْد اللهِ، وأَنَس بن مالك، وذكر غير واحدٍ من أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
ـ وأخرجه الطبري (10/119) والروياني في " مسنده" (605) وأبو نعيم في " الحلية" (1/ 182) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور عن سالم، عن ثوبان قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير نسير ونحن
معه، إذ قال المهاجرون: "لو نعلم أي المال خير إذ أنزل في الذهب والفضة ما أنزل؟فقال عمر
"رضي الله عنه": "إن شئتم سألت لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلكفقالوا: "أجل".
"فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته أوضع على قعودلي، فقال: "يا رسول الله
إن المهاجرين لما نزل في الذهب والفضة ما نزل، قالوا: "لوعلمنا الآن أي المال خير، إذ أنزل فقال: "ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمرالآخرة".
قال أبو نعيم ( رواه أبو الأحوص وإسرائيل عن منصور مثله ) .
وقد جمع سفيان الثوري بين مشايخه فقال عن الأعمش وعمرو بن مرة ومنصور عن سالم بن أبي الجعد به . أخرج روايته الطبراني في " الأوسط" ( 2295) .
ـ وأخرجه ابن ماجه ( 1/596) (1856) وأحمد (22437) ( ط: التركي) من طريق وَكِيع، عن عَبْد اللهِ بن عَمْرو بن مُرَّة، عن أبيه عن سالم، عن ثوبان قال: "لما نزل في الفضة والذهب ما نزل قالوا: "فأي المال نتخذ"؟قال عمر: "فأنا أعلم لكم ذلك"، فأوضع
على بعيره، فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم،وأنا في أثره فقال: "يا رسول الله أي المال
نتخذ"؟ فقال: "ليتخذ أحدكم قلباًشاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر
الآخرة" واللفظ لابن ماجه ،
وعلى الأعمش والثوري بعض الاختلافات لا تضر فلا أطيل بذكرها.
ـ وأخرجه ابن جرير في " تفسيره" (10/119) من طريق مؤمل بن إسماعيل قال ثنا سفيان عن منصور عن الأعمش وعمرو بن مرة عن سالم مرسلا .
ـ وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (ورقة 84 مصورا )، وابن جرير في "تفسيره" (10/119) ، من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري، عن منصور، عن عمرو بن مرة،
عن سالم بن أبي الجعد قال: "لما نزلت هذهالآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا
فِيسَبِيلِ اللَّهِ} قال المهاجرون: "وأي المال نتخذه؟ فقال عمر: "أسأل النبي صلى اللهعليه وسلم
عنه، قال: "فأدركته على بعير فقلت: "يا رسول الله إن المهاجرين قالوا: "فأي المال نتخذه؟ فقال
رسول الله: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة مؤمنةتعين أحدكم على دينه".
ـ وأخرجه ابن جرير أيضا من طريق مؤمل بن إسماعيل حدثنا الثوري عن منصور عن الأعمش وعمرو بن مرة به مرسلا .
وهذا ليس بعلة تقدح في الحديث ، فقد صح عن الثوري وغيره الوجهين ، وقد نبه ابن جرير باحالته على رواية إسرائيل بن يونس المرفوعة على رواية مؤمل بن إسماعيل بقوله: "مثله"، ولم يذكره. إلى أنه صح المرفوع أيضا من رواية جمع .
وأورده ابن كثير في " تفسيره" ( 2/ 351) من رواية أحمد بن حنبل ، وحكى قول البخاري في نفي سماع سالم من ثوبان ، ثم قال " ولهذا رواه بعضهم عنه ـ قلت يقصد سالما ـ مرسلا)
وهذه اللفتة من هذا الامام النقاذ تشعر أن بعض تلاميذ الراوي ، أو من هم أنزل طبقتا ، قد يعرفون أن الراوي لم يدرك من روى عنه فيجعلونه مرسلا لا مرفوعا وهذه فائدة حديثية فاغتنمها أخي القارئ . عير أن سالم بن أبي الجعد ـ أحيانا ـ كان يصرح أنه من حديث ثوبان ولو مع روايته المرسلة ، مما يفيد أنه أرسله مع التصريح بذلك . فيقول " حديث عن ثوبان"
فاالذي يظهر لي هنا أن الرواية المرسلة لا تعل المرفوعة والله أعلم .
بيد أن سالما لم يسمع من ثوبان بينهما معدان بن أبي طلحة قال ابن أبي حاتم في "المراسيل"(79): "حدثنا محمد بن يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبليقول: "سالم ابن أبي الجعد لم يسمع من
ثوبان، بينهما "معدان بن أبي طلحة"، ونقل عنأبيه أنه قال: "سالم بن أبي الجعد لم يسمع من
ثوبان شيئاً، يدخل بينهما "معدان".
وسر ذلك ـ كما يظهر من ترجمته ـ أن سالما كوفي ورحل إلى الشام وأخذ غالب حديث ثوبان من معدان بن أبي طلحة . وكان ـ أي ثوبان ـ اتخذ منزلا بالشام لنزله.
وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب"(ترجمة معدان بن أبي طلحة ): "شامي، ثقة، من الثانية، روى
له مسلم، وأهلالسنن الأربعة".
قلت روى عن: عمر بن الخطاب، وأبي الدرداء، وثوبان وغيرهم .
لهذا قد يقال إذا عرفنا الواسطة بين سالم بن أبي الجعد وثوبان وأنه ثقة فلا مانع من قبول حديثه
وتمشيته حتى يظهر لنا ما يلغي هذا الطرد والله أعلم .
مع ذلك وصفه الامام الذهبي بالتدليس وعده الحافظ العسقلاني من الطبقة الثانية ، وهي: "من
احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته، وقلة تدليسه في جنبما روى، أو كان
لا يدلس إلا عن ثقة"-: قال الحافظ "سالم بن أبي الجعد الكوفي، ثقة مشهور، منالتابعين، ذكره الذهبي
في "الميزان"، بذلك روى له الجماعة"
قلت هو محمول على إدخال الامام الذهبي الراوي غير المدرك من جملة التدليس ، لهذا وصف عددا من الأئمة بالتدليس والمنصوص أنهم لم يدركوا من روو عنه . قال الذهبي في الموقظة ( 202 مع كفاية الحفظة) معرفا التدليس " ما رواه الرجل عن آخر ولم يسمعه منه أو لم يدركه). والله أعلم .
ولعلي لا أتفق مع الذكتور مسفر الدميني في كتابه " التدليس " بتصنيفه سالم بن أبي الجعد في
المرتبة الثالثة .فحقه فقط المرتبة الثانية ـ إن ثبت عنه ـ فقد وصفه بالتدليس الذهبي وقد يلحق به يعقوب بن شيبة , وعند التأمل نجد أنه مبالغة في الوصف بالتدليس وإلا فان الانقطاع بين كما
بينت في شأن تسليك كلام الامام الذهبي وإن وجد فهو قليل جدا مع أن معظم شيوخه ثقات .
وهذا ما يسميه بعض علماء البلاد الحجازية ـ أعزها المولى ـ المعاصرين جزاه الله خيرا بتدليس الارسال .
بالجملة سالم بن أبي الجعد من أوعية العلم المكثرين ثقة يرسل كثيرا ، الواسطة في رواياته عن ثوبان ـ في الغالب ـ معدان بن أبي طلحة وهو ثقة شامي . إن ثبت تدليسه فهو قليل بجانب ما رواه وشيوخه ثقات ، وقد يقال بافتراض أنه دلس فلا يدلس إلا عن ثقة والله أعلم .
· { طريق آخر }
وللحديث طريق آخر أخرجه الامام أحمد في " مسنده " (23101) ( ط : التركي) والنسائي معلقا ( 5326) ( ط: التركي ) وأحمد في " الزهد" ( ر 106) من طريق شعبة عن سلم بن عطية الفقيمي عن عبد الله بن أبي الهذيل عن صاحب له أنه انطلق مع عمر فقال: يا رسول الله قولك: "تباً للذهب والفضة" ماذا ؟ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين على الآخرة".
وهذا إسناد صحيح غير سلم فهو لين الحديث .
رواه عن شعبة ( عبد الرحمان بن مهدي ومحمد بن جعفر وأبو داود) ووقع في الزهد لأحمد هكذا " شعبة عن سليمان ـ يعني ـ النخعي " به وما أراه إلا تصحيفا أو خطأ
من شعبة أو ممن تحته ـ وهو بعيد ـ فالحديث يعرف بسلم بن عطية ، اتفق عليه غندر
وأبو داود وهما من هما والله أعلم .
{ شواهد الحديث }
قال الزيلعي في " تخريج الكشاف" ( 2/71) ( ط ابن خزيمة ) " وروي أيضا من حديث بريدة رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث الحكم بن ظهير حدثنا علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة قال أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يا رسول الله ما نكنز اليوم قال ( لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على إيمانه ) .
قلت وهذا إسناد لا يفرح به الحكم بن ظهير متروك ، ليس بشئ .
وللفائدة : لأخي في الغيب مشهور بن مرزوق رسالة صغيرة فيها مجموع أقوال أهل العلم في الحكم هذا ، زينها بفوائد تطرز على صدر طالب علم الحديث كمثل الجمع بين ما يفهم منه التعارض من كلام النقاد . كقولهم ( صدوق ، لايحتج به ) ونحوها .
ثم قال الزيلعي : وروي أيضا من حديث علي رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا الثوري أخبرني أبو حصين عن أبي الضحى عن جعدة بن هبيرة عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( تبا للذهب تبا للفضة ) يقولها ثلاث قال فشق ذلك على أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وقالوا أي مال نتخذ قال ( لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على دينه ).
قلت هذا سند حسن لذاته
أبو الضحى هو مسلم بن صبيح ، وأبو حصين هو عثمان بن عاصم الأسدي وهم ثقات .
إلا أن سياق القصة عند ابن كثير وضحت أن السائل هو عمر ـ رضي الله عنه ـ .
قال ابن كثير في تفسيره " (4/139) فقال عبد الرازق: أخبرنا الثوري، أخبرني أبو حصين، عن أبي الضحى، بن جعدة بن هبيرة، عن علي، رضي الله عنه، في قوله: { وَالَّذِينَ يَكْنزونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ } قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تَبّا للذهب، تَبّا
للفضة" يقولها ثلاثا، قال: فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: فأي مال
نتخذ؟ فقال: عمر، رضي الله عنه، أنا أعلم لكم ذلك فقال: يا رسول الله، إن أصحابك قد شق عليهم وقالوا: فأيَّ مال نتخذ؟ قال: "لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على دينه"
قلت وورد من حديث ابن عباس أيضا
قال البيهقي في " السنن الكبرى" (7486) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : عَبْدُ اللَّهُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِىُّ بِبَغْدَاد أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ - يَعْنِى ابْنَ جَامِعٍ - عَنْ عُثْمَانَ أَبِى الْيَقْظَانِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) هَذِهِ الآيَةُ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا : مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَّا يَدَعُ لِوَلَدِهِ مَالاً يَبْقَى بَعْدَهُ. فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ قَالُوا فَانْطَلَقَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَاتَّبَعَهُ ثَوْبَانُ فَأَتَيَا النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ : يَا نَبِىَّ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الآيَةُ فَقَالَ النَّبِىُّاللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَفْرِضِ الزَّكَاةَ إِلاَّ لِيُطَيِّبَ بِهَا مَا بَقِىَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ فِى أَمْوَالٍ تَبْقَى بَعْدَكُمْ ». - قَالَ - فَكَبَّرَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ ، الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ.
وقال بعده : وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِىُّ بِالْكُوفَةِ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِىُّ فَذَكَرَهُ بِمِثْلِ إِسْنَادِهِ وَقَصَّرَ بِهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ يَحْيَى فَلَمْ يَذْكُرْ فِى إِسْنَادِهِ عُثْمَانَ أَبَا الْيَقْظَانِ.
أخرجه أيضا أبو داود (1417) (ط: المعارف) والحاكم في " المستدرك " (3341) و (1487)
(ط: مقيل) وجماعة قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": "رواه أبو يعلي، وفيه عثمان بن عمير،
وهو ضعيف".
قلت الذي في مستدرك الخاكم عثمان بن القطان وصوابه أبي اليقظان .
بالجملة الحديث عندي حسن أو صحيح لغيره والله أعلم .
سبحانك اللهم بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
طويلب علم الحديث النبوي
محمد أشرف الألباني
الأندلس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين .
ـ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ:
لَمَّا أُنْزِلَتِ: (الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ) قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: قَدْ نَزَلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا نَزَلَ، فَلَو أَنَّا عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ اتَّخَذْنَاهُ، فَقَالَ: أَفْضَلُهُ لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ.
- وفي رواية: لَمَّا نَزَلَ فِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ مَا نَزَلَ، قَالُوا: فَأَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ قَالَ عُمَرُ: فَأَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ، فَأَوْضَعَ عَلَى بَعِيرِهِ، فَأَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ فَقَالَ: لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا، وَلِسَانًا ذَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً، تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الآخِرَةِ.
ـ أخرجه الامام أحمد في " المسند" ( 22392) ( ط : التركي) وفي " الزهد" (143) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّحْمان، عن إِسْرَائِيل، عن مَنْصُور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعا ..
ـ وأخرجه الترمذي ( 3094) ( ط : عواد) من طريق عبيد الله بن موسى .
ـ وأخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره" ( 10/119) من طريق مؤمل ابن إسماعيل . تلاثتهم ( عبد الرحمان بن مهدي ، عبيد الله بن موسى ، ومؤمل بن إسماعيل ) عن إسرائيل بن يونس عن منصور بن المعتمر عن سالم عن ثوبان به .
- قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: هذا حديثٌ حَسَنٌ، سألتُ مُحَمد بن إِسْمَاعِيل (البُخَارِي) ، فقلتُ له: سالم بن أَبي الجَعْد، سَمِعَ من ثَوْبَان؟ فقال: لا. فقلتُ له: ممن سَمِعَ من أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: سَمِعَ من جابر بن عَبْد اللهِ، وأَنَس بن مالك، وذكر غير واحدٍ من أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
ـ وأخرجه الطبري (10/119) والروياني في " مسنده" (605) وأبو نعيم في " الحلية" (1/ 182) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور عن سالم، عن ثوبان قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير نسير ونحن
معه، إذ قال المهاجرون: "لو نعلم أي المال خير إذ أنزل في الذهب والفضة ما أنزل؟فقال عمر
"رضي الله عنه": "إن شئتم سألت لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلكفقالوا: "أجل".
"فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته أوضع على قعودلي، فقال: "يا رسول الله
إن المهاجرين لما نزل في الذهب والفضة ما نزل، قالوا: "لوعلمنا الآن أي المال خير، إذ أنزل فقال: "ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمرالآخرة".
قال أبو نعيم ( رواه أبو الأحوص وإسرائيل عن منصور مثله ) .
وقد جمع سفيان الثوري بين مشايخه فقال عن الأعمش وعمرو بن مرة ومنصور عن سالم بن أبي الجعد به . أخرج روايته الطبراني في " الأوسط" ( 2295) .
ـ وأخرجه ابن ماجه ( 1/596) (1856) وأحمد (22437) ( ط: التركي) من طريق وَكِيع، عن عَبْد اللهِ بن عَمْرو بن مُرَّة، عن أبيه عن سالم، عن ثوبان قال: "لما نزل في الفضة والذهب ما نزل قالوا: "فأي المال نتخذ"؟قال عمر: "فأنا أعلم لكم ذلك"، فأوضع
على بعيره، فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم،وأنا في أثره فقال: "يا رسول الله أي المال
نتخذ"؟ فقال: "ليتخذ أحدكم قلباًشاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر
الآخرة" واللفظ لابن ماجه ،
وعلى الأعمش والثوري بعض الاختلافات لا تضر فلا أطيل بذكرها.
ـ وأخرجه ابن جرير في " تفسيره" (10/119) من طريق مؤمل بن إسماعيل قال ثنا سفيان عن منصور عن الأعمش وعمرو بن مرة عن سالم مرسلا .
ـ وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (ورقة 84 مصورا )، وابن جرير في "تفسيره" (10/119) ، من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري، عن منصور، عن عمرو بن مرة،
عن سالم بن أبي الجعد قال: "لما نزلت هذهالآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا
فِيسَبِيلِ اللَّهِ} قال المهاجرون: "وأي المال نتخذه؟ فقال عمر: "أسأل النبي صلى اللهعليه وسلم
عنه، قال: "فأدركته على بعير فقلت: "يا رسول الله إن المهاجرين قالوا: "فأي المال نتخذه؟ فقال
رسول الله: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة مؤمنةتعين أحدكم على دينه".
ـ وأخرجه ابن جرير أيضا من طريق مؤمل بن إسماعيل حدثنا الثوري عن منصور عن الأعمش وعمرو بن مرة به مرسلا .
وهذا ليس بعلة تقدح في الحديث ، فقد صح عن الثوري وغيره الوجهين ، وقد نبه ابن جرير باحالته على رواية إسرائيل بن يونس المرفوعة على رواية مؤمل بن إسماعيل بقوله: "مثله"، ولم يذكره. إلى أنه صح المرفوع أيضا من رواية جمع .
وأورده ابن كثير في " تفسيره" ( 2/ 351) من رواية أحمد بن حنبل ، وحكى قول البخاري في نفي سماع سالم من ثوبان ، ثم قال " ولهذا رواه بعضهم عنه ـ قلت يقصد سالما ـ مرسلا)
وهذه اللفتة من هذا الامام النقاذ تشعر أن بعض تلاميذ الراوي ، أو من هم أنزل طبقتا ، قد يعرفون أن الراوي لم يدرك من روى عنه فيجعلونه مرسلا لا مرفوعا وهذه فائدة حديثية فاغتنمها أخي القارئ . عير أن سالم بن أبي الجعد ـ أحيانا ـ كان يصرح أنه من حديث ثوبان ولو مع روايته المرسلة ، مما يفيد أنه أرسله مع التصريح بذلك . فيقول " حديث عن ثوبان"
فاالذي يظهر لي هنا أن الرواية المرسلة لا تعل المرفوعة والله أعلم .
بيد أن سالما لم يسمع من ثوبان بينهما معدان بن أبي طلحة قال ابن أبي حاتم في "المراسيل"(79): "حدثنا محمد بن يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبليقول: "سالم ابن أبي الجعد لم يسمع من
ثوبان، بينهما "معدان بن أبي طلحة"، ونقل عنأبيه أنه قال: "سالم بن أبي الجعد لم يسمع من
ثوبان شيئاً، يدخل بينهما "معدان".
وسر ذلك ـ كما يظهر من ترجمته ـ أن سالما كوفي ورحل إلى الشام وأخذ غالب حديث ثوبان من معدان بن أبي طلحة . وكان ـ أي ثوبان ـ اتخذ منزلا بالشام لنزله.
وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب"(ترجمة معدان بن أبي طلحة ): "شامي، ثقة، من الثانية، روى
له مسلم، وأهلالسنن الأربعة".
قلت روى عن: عمر بن الخطاب، وأبي الدرداء، وثوبان وغيرهم .
لهذا قد يقال إذا عرفنا الواسطة بين سالم بن أبي الجعد وثوبان وأنه ثقة فلا مانع من قبول حديثه
وتمشيته حتى يظهر لنا ما يلغي هذا الطرد والله أعلم .
مع ذلك وصفه الامام الذهبي بالتدليس وعده الحافظ العسقلاني من الطبقة الثانية ، وهي: "من
احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته، وقلة تدليسه في جنبما روى، أو كان
لا يدلس إلا عن ثقة"-: قال الحافظ "سالم بن أبي الجعد الكوفي، ثقة مشهور، منالتابعين، ذكره الذهبي
في "الميزان"، بذلك روى له الجماعة"
قلت هو محمول على إدخال الامام الذهبي الراوي غير المدرك من جملة التدليس ، لهذا وصف عددا من الأئمة بالتدليس والمنصوص أنهم لم يدركوا من روو عنه . قال الذهبي في الموقظة ( 202 مع كفاية الحفظة) معرفا التدليس " ما رواه الرجل عن آخر ولم يسمعه منه أو لم يدركه). والله أعلم .
ولعلي لا أتفق مع الذكتور مسفر الدميني في كتابه " التدليس " بتصنيفه سالم بن أبي الجعد في
المرتبة الثالثة .فحقه فقط المرتبة الثانية ـ إن ثبت عنه ـ فقد وصفه بالتدليس الذهبي وقد يلحق به يعقوب بن شيبة , وعند التأمل نجد أنه مبالغة في الوصف بالتدليس وإلا فان الانقطاع بين كما
بينت في شأن تسليك كلام الامام الذهبي وإن وجد فهو قليل جدا مع أن معظم شيوخه ثقات .
وهذا ما يسميه بعض علماء البلاد الحجازية ـ أعزها المولى ـ المعاصرين جزاه الله خيرا بتدليس الارسال .
بالجملة سالم بن أبي الجعد من أوعية العلم المكثرين ثقة يرسل كثيرا ، الواسطة في رواياته عن ثوبان ـ في الغالب ـ معدان بن أبي طلحة وهو ثقة شامي . إن ثبت تدليسه فهو قليل بجانب ما رواه وشيوخه ثقات ، وقد يقال بافتراض أنه دلس فلا يدلس إلا عن ثقة والله أعلم .
· { طريق آخر }
وللحديث طريق آخر أخرجه الامام أحمد في " مسنده " (23101) ( ط : التركي) والنسائي معلقا ( 5326) ( ط: التركي ) وأحمد في " الزهد" ( ر 106) من طريق شعبة عن سلم بن عطية الفقيمي عن عبد الله بن أبي الهذيل عن صاحب له أنه انطلق مع عمر فقال: يا رسول الله قولك: "تباً للذهب والفضة" ماذا ؟ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين على الآخرة".
وهذا إسناد صحيح غير سلم فهو لين الحديث .
رواه عن شعبة ( عبد الرحمان بن مهدي ومحمد بن جعفر وأبو داود) ووقع في الزهد لأحمد هكذا " شعبة عن سليمان ـ يعني ـ النخعي " به وما أراه إلا تصحيفا أو خطأ
من شعبة أو ممن تحته ـ وهو بعيد ـ فالحديث يعرف بسلم بن عطية ، اتفق عليه غندر
وأبو داود وهما من هما والله أعلم .
{ شواهد الحديث }
قال الزيلعي في " تخريج الكشاف" ( 2/71) ( ط ابن خزيمة ) " وروي أيضا من حديث بريدة رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث الحكم بن ظهير حدثنا علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة قال أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يا رسول الله ما نكنز اليوم قال ( لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على إيمانه ) .
قلت وهذا إسناد لا يفرح به الحكم بن ظهير متروك ، ليس بشئ .
وللفائدة : لأخي في الغيب مشهور بن مرزوق رسالة صغيرة فيها مجموع أقوال أهل العلم في الحكم هذا ، زينها بفوائد تطرز على صدر طالب علم الحديث كمثل الجمع بين ما يفهم منه التعارض من كلام النقاد . كقولهم ( صدوق ، لايحتج به ) ونحوها .
ثم قال الزيلعي : وروي أيضا من حديث علي رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا الثوري أخبرني أبو حصين عن أبي الضحى عن جعدة بن هبيرة عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( تبا للذهب تبا للفضة ) يقولها ثلاث قال فشق ذلك على أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وقالوا أي مال نتخذ قال ( لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على دينه ).
قلت هذا سند حسن لذاته
أبو الضحى هو مسلم بن صبيح ، وأبو حصين هو عثمان بن عاصم الأسدي وهم ثقات .
إلا أن سياق القصة عند ابن كثير وضحت أن السائل هو عمر ـ رضي الله عنه ـ .
قال ابن كثير في تفسيره " (4/139) فقال عبد الرازق: أخبرنا الثوري، أخبرني أبو حصين، عن أبي الضحى، بن جعدة بن هبيرة، عن علي، رضي الله عنه، في قوله: { وَالَّذِينَ يَكْنزونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ } قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تَبّا للذهب، تَبّا
للفضة" يقولها ثلاثا، قال: فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: فأي مال
نتخذ؟ فقال: عمر، رضي الله عنه، أنا أعلم لكم ذلك فقال: يا رسول الله، إن أصحابك قد شق عليهم وقالوا: فأيَّ مال نتخذ؟ قال: "لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على دينه"
قلت وورد من حديث ابن عباس أيضا
قال البيهقي في " السنن الكبرى" (7486) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : عَبْدُ اللَّهُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِىُّ بِبَغْدَاد أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ - يَعْنِى ابْنَ جَامِعٍ - عَنْ عُثْمَانَ أَبِى الْيَقْظَانِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) هَذِهِ الآيَةُ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا : مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَّا يَدَعُ لِوَلَدِهِ مَالاً يَبْقَى بَعْدَهُ. فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ قَالُوا فَانْطَلَقَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَاتَّبَعَهُ ثَوْبَانُ فَأَتَيَا النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ : يَا نَبِىَّ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الآيَةُ فَقَالَ النَّبِىُّاللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَفْرِضِ الزَّكَاةَ إِلاَّ لِيُطَيِّبَ بِهَا مَا بَقِىَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ فِى أَمْوَالٍ تَبْقَى بَعْدَكُمْ ». - قَالَ - فَكَبَّرَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ ، الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ.
وقال بعده : وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِىُّ بِالْكُوفَةِ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِىُّ فَذَكَرَهُ بِمِثْلِ إِسْنَادِهِ وَقَصَّرَ بِهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ يَحْيَى فَلَمْ يَذْكُرْ فِى إِسْنَادِهِ عُثْمَانَ أَبَا الْيَقْظَانِ.
أخرجه أيضا أبو داود (1417) (ط: المعارف) والحاكم في " المستدرك " (3341) و (1487)
(ط: مقيل) وجماعة قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": "رواه أبو يعلي، وفيه عثمان بن عمير،
وهو ضعيف".
قلت الذي في مستدرك الخاكم عثمان بن القطان وصوابه أبي اليقظان .
بالجملة الحديث عندي حسن أو صحيح لغيره والله أعلم .
سبحانك اللهم بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
طويلب علم الحديث النبوي
محمد أشرف الألباني
الأندلس