بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله العلي العظيم ، الرحيم العليم ، بديع السماوات والأرض ، وأصلي وأسلم على رسول الهدى
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أستمر معك أخي القارئ عبر هذه السلسلة والتي أسأل الله جل وعلا أن يتقبلها ويكتب لي أجرها يوم لقاءه .
{عن عائشة رضي الله عنها : أنها سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية : { و ما جعل عليكم في الدين من حرج } قال : الضيق }إسناده ضعيف جدا ،أو موضوع .
أخرجه الحاكم في "المستدرك " (2/424)، وابن عدي في "الكامل" (2/203) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/143) من طريق الحكم بن عبد الله : أنه سمع القاسم بن محمد يحدث عن عائشة رضي الله عنها : أنها سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية : { و ما جعل عليكم في الدين من حرج } قال : الضيق
قال الحاكم عقبه " هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه"
فتعقبه الذهبي بقوله " بل الحكم تركوه من أهل أيلة "
والحكم هذا قال فيه ابن معين " الحكم بن عبد الله بن سعد ليس بثقة ولا مأمون " وقال مرة " ليس يشئ " ومرة " ضعيف " .
قال البخاري الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي مولى الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تركوه وكان بن المبارك يوهنه .
قال السعدي الحكم بن عبد الله بن سعد جاهل كذاب .
قلت وقد روي بالإسناد السابق ـ ذكره ـ قرابة العشرون حديثا قال ابن عدي " وما هو منها معروف بالمتن فهو باطل بهذا الإسناد" .
قلت قد ورد باسناد حسنه الحافظ العسقلاني عن ابن عباس رضي الله عنه ــ في تفسير الآية ــ أنه الضيق .والله أعلم .
{ معنى الآية من تفسير ابن كثير} قال رحمه الله (5ـ/ 455) { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } أي: ما كلفكم ما لا تطيقون، وما ألزمكم بشيء فَشَقَ عليكم إلا جعل الله لكم فرجا ومخرجا، فالصلاة -التي هي أكبر أركان الإسلام بعد الشهادتين-تجب في الحَضَر أربعًا وفي السفر تُقْصَر إلى ثِنْتَين، وفي الخوف يصليها بعض الأئمة ركعة، كما ورد به الحديث، وتُصَلى رجالا وركبانا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها. وكذا في النافلة في السفر إلى القبلة وغيرها، والقيام فيها يسقط بعذر المرض، فيصليها المريض جالسا، فإن لم يستطع فعلى جنبه، إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات، في سائر الفرائض والواجبات؛ ولهذا قال، عليه السلام : "بُعِثْتُ بالحنِيفيَّة السَّمحة". وقال لمعاذ وأبي موسى، حين بعثهما أميرَين إلى اليمن: "بَشِّرا ولا تنفرا، ويَسِّرا ولا تُعسِّرَا". والأحاديث في هذا كثيرة؛ ولهذا قال ابن عباس في قوله: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } يعني: من ضيق.
كتبه خادم علم الحديث
محمد أشرف الألباني
الحمد لله العلي العظيم ، الرحيم العليم ، بديع السماوات والأرض ، وأصلي وأسلم على رسول الهدى
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أستمر معك أخي القارئ عبر هذه السلسلة والتي أسأل الله جل وعلا أن يتقبلها ويكتب لي أجرها يوم لقاءه .
{عن عائشة رضي الله عنها : أنها سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية : { و ما جعل عليكم في الدين من حرج } قال : الضيق }إسناده ضعيف جدا ،أو موضوع .
أخرجه الحاكم في "المستدرك " (2/424)، وابن عدي في "الكامل" (2/203) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/143) من طريق الحكم بن عبد الله : أنه سمع القاسم بن محمد يحدث عن عائشة رضي الله عنها : أنها سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية : { و ما جعل عليكم في الدين من حرج } قال : الضيق
قال الحاكم عقبه " هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه"
فتعقبه الذهبي بقوله " بل الحكم تركوه من أهل أيلة "
والحكم هذا قال فيه ابن معين " الحكم بن عبد الله بن سعد ليس بثقة ولا مأمون " وقال مرة " ليس يشئ " ومرة " ضعيف " .
قال البخاري الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي مولى الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تركوه وكان بن المبارك يوهنه .
قال السعدي الحكم بن عبد الله بن سعد جاهل كذاب .
قلت وقد روي بالإسناد السابق ـ ذكره ـ قرابة العشرون حديثا قال ابن عدي " وما هو منها معروف بالمتن فهو باطل بهذا الإسناد" .
قلت قد ورد باسناد حسنه الحافظ العسقلاني عن ابن عباس رضي الله عنه ــ في تفسير الآية ــ أنه الضيق .والله أعلم .
{ معنى الآية من تفسير ابن كثير} قال رحمه الله (5ـ/ 455) { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } أي: ما كلفكم ما لا تطيقون، وما ألزمكم بشيء فَشَقَ عليكم إلا جعل الله لكم فرجا ومخرجا، فالصلاة -التي هي أكبر أركان الإسلام بعد الشهادتين-تجب في الحَضَر أربعًا وفي السفر تُقْصَر إلى ثِنْتَين، وفي الخوف يصليها بعض الأئمة ركعة، كما ورد به الحديث، وتُصَلى رجالا وركبانا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها. وكذا في النافلة في السفر إلى القبلة وغيرها، والقيام فيها يسقط بعذر المرض، فيصليها المريض جالسا، فإن لم يستطع فعلى جنبه، إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات، في سائر الفرائض والواجبات؛ ولهذا قال، عليه السلام : "بُعِثْتُ بالحنِيفيَّة السَّمحة". وقال لمعاذ وأبي موسى، حين بعثهما أميرَين إلى اليمن: "بَشِّرا ولا تنفرا، ويَسِّرا ولا تُعسِّرَا". والأحاديث في هذا كثيرة؛ ولهذا قال ابن عباس في قوله: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } يعني: من ضيق.
كتبه خادم علم الحديث
محمد أشرف الألباني