أخرج الإمام أحمد في المسند:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَ بِشَيْءٍ)
وهذا سند جيد ، لكن أبا بكر بن عياش خولف في سنده فأخرجه أبوداود في السنن قال :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُفَيْلٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ يَعْلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ بِلَا إِزَارٍ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ أَبُو دَاوُد الْأَوَّلُ أَتَمُّ. اهـ
وزهير هو ابن معاوية ثقة ثبت فروايته أرجح من رواية أبي بكر بن عياش الذي قال فيه أحمد ثقة ربما غلط .وقد يكون سلك الجادة
وأخرجه البيهقي في الشعب :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني أنا أسود بن عامر نا أبو بكر بن عياش عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله حيي ستير فإذا أراد أحدكم أن يغتسل فليتوار بشيء )
و رواه زهير بن معاوية عن عبد الملك فزاد فيه (يحب الحياء و الستر ) إلا أنه أرسله فلم يذكر في إسناده صفوان بن يعلى، ورواه ابن جريج عن عطاء فأغفله فلم يذكرهما فيه.(هذه الرواية في مصنف عبد الرزاق)
وقال ابن أبي حاتم في العلل :
2509- وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ حَيِّيٌّ سِتِّيرٌ ، إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَسْتَتِرَ وَلَوْ بِشَيْءٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : لَمْ يَصْنَعْ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ شَيْئًا ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي حِفْظِهِ شَيْءٌ ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ زُهَيْرٌ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
فرجح رواية زهير على رواية أبي بكر.
وهذه الطريق أيضا مرسلة ففي سماع عطاء من يعلى رضي الله عنه خلاف والراجح _ والله أعلم _ عدم سماعه منه .
قال المزي في تهذيب الكمال عند إيراده مشايخ عطاء:
ويعلى بن أمية (د ت س) إن كان محفوظا والصحيح أن بينهما صفوان بن يعلى بن أمية.
وهوما رجحه الدارقطني حيث قال في الإلزامات والتتبع :
واتفقا على حديث عطاء ، عَن صفوان بن يعلى ، عَن أبيه حديث : الجبة في الإحرام ، وفيه : واصنع في عمرتك ما تصنع في حجك من حديث ابن جُرَيج وهمام زاد مسلم وعمرو بن دينار ورباح بن أبي معروف وقيس بن سعد ، عَن عطاء ، عَن صفوان بن يعلى ، عَن أبيه.
ورواه قتادة ومطر الوراق ومنصور بن زاذان وعبد الملك بن أبي سليمان وسليمان بن أبي داود وغير واحد ، عَن عطاء ، عَن يعلى بن أمية ، مُرْسَلاً ليس فيه صفوان بن يعلى بن أمية، وكذلك قال الثوري ، عَن ابن جُرَيج وابن أبي ليلى ، عَن عطاء ، مُرْسَلاً.
قلت: الشاهد أنه رأى رواية عطاء عن يعلى مرسلة.
وقال الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال:
مجاهد لم يسمع من يعلى بن أمية عطاء يحدث عن صفوان بن يعلى .
قلت:قوله يحدث عن صفوان يفيد أنه لا يرى سماعه من يعلى ، خاصة أنه قال قبل ذلك مجاهد لم يسمع من يعلى.
وكذا كلام البيهقي السابق في الشعب يفيد أنه لا يرى له سماع من يعلى.
وعطاء يروي عن يعلى جل أحاديثه عن صفوان وبها أخرج له الشيخان في صحيحيهما، وهذا مما يستدل به أهل العلم على عدم السماع.
فصار الحديث منقطعا بين عطاء ويعلى بن أمية ،والمنقطع من أقسام الضعيف ، ومن لديه إفادة أو توضيح أو استدراك فلا يبخل علينا بذلك وفق الله الجميع لمراضيه.
والله أعلى وأعلم .
تعليق