السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(قال ابن ماجة في سننه)
حدثنا محمد بن الحارث بن راشد المصري حدثنا الحكم بن عبدة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقنوهم قلت للحكم ما اقنوهم قال علموهم.
حدثنا محمد بن الحارث بن راشد المصري حدثنا الحكم بن عبدة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقنوهم قلت للحكم ما اقنوهم قال علموهم.
تحقيق الألباني: حسن، الصحيحة (280)
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم. يعني طلبة الحديث ".
أخرجه تمام في " الفوائد " (1 / 4 / 2 - نسخة الحافظ عبد الغني المقدسي) عن
عبد الله بن الحسين المصيصي، وأبو بكر بن أبي علي في " الأربعين " (ق 117 /
1) عن موسى بن هارون، والرامهرمزي في " الفاصل بين الراوي والواعي "
(ق 5 / 2) وعنه العلائي في " بغية المتلمس " (2 / 2) عن ابن إ3
شكاب، والحاكم (1 / 8 عن القاسم بن مغيرة الجوهري وصالح بن محمد بن حبيب
الحافظ كلهم عن سعيد بن سليمان (زاد موسى بن هارون والجوهري وصالح: الواسطي
) حدثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال
: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... فذكره.
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن
سليمان وعباد بن العوام، ثم الجريري، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة، فقد
عددت له في " المسند الصحيح " أحد عشر أصلا للجريري، ولم يخرجا هذا الحديث
الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث، ولا يعلم له علة، ولهذا الحديث طرق
يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد، وأبو هارون ممن سكتوا
عنه ".
ووافقه الذهبي، وقال العلائي عقبه:
" إسناده لا بأس به، لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي، فيه لين يحتمل، حدث
عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازي، وغيرهما ".
قلت: ليس هو النشيطي وذلك لأمور:
الأول: أنه جاء مصرحا في بعض الطرق كما رأيت أنه (الواسطي) ، والنشيطي بصري
وليس بواسطي.
الثاني: أن شيخه في هذا السند عباد بن العوام لم يذكر في ترجمة النشيطي،
وإنما في ترجمة الواسطي.
الثالث: أن بعض الرواة لهذا الحديث عنه لم يذكروا في ترجمته أيضا وإنما في
ترجمة الواسطي مثل صالح بن محمد الحافظ الملقب بـ (جزرة) .
فثبت مما ذكرنا أن سعيد بن سليمان إنما هو الواسطي وهو ثقة احتج به الشيخان
كما تقدم في كلام الحاكم، وتوثيقه موضع اتفاق بين أهل العلم بالرجال، اللهم
إلا قول الإمام أحمد في " كتاب العلل ومعرفة الرجال " (ص 140) :
" كان صاحب تصحيف ما شئت ".
وليس في هذا الحديث ما يمكن أن يصحف من مثل هذا الثقة لقصره! فينبغي أن تكون
صحته موضع اتفاق أيضا، لكن قد جاء عن أحمد أيضا غير ذلك، ففي " المنتخب "
لابن قدامة (10 / 199 / 1) :
" قال مهنا: سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان (قلت: فساقه بسنده)
فقال أحمد: ما خلق الله من ذا شيئا، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد ".
قلت: وجواب أحمد هذا يحتمل أحد أمرين:
إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي، وحينئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه
له في نظرى لثقته كما سبق.
وإما أن يكون عنى أنه النشيطي الضعيف، وهذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه
الواسطي. على أنه لم يتفرد به، فرواه بشر بن معاذ العقدي، حدثنا أبو عبد
الله - شيخ ينزل
وراء منزل حماد بن زيد -: حدثنا الجريري عن أبي نضرة عنه.
أنه كان إذا رأى الشباب قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أمرنا أن نحفظكم الحديث، ونوسع لكم في المجالس.
أخرجه الرامهرمزي ومن طريقه الحافظ العلائي وقال:
" أبو عبد الله هذا لم أعرفه ".
لكن للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد:
1 - عن أبي خالد مولى ابن الصباح الأسدي عنه أنه كان يقول:
" مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاؤوه في العلم ".
أخرجه الرامهرمزي وأبو خالد هذا لم أعرفه.
2 - عن شهر بن حوشب عنه به وزاد:
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيأتيكم أناس يتفقهون، ففقهوهم
وأحسنوا تعليمهم ".
أخرجه عبد الله بن وهب في " المسند " (8 / 167 / 2) وعبد الغني المقدسي في
" كتاب العلم " (50 / 1) عن ابن زحر عن ليث بن أبي سليم عن شهر.
قلت: وهذا سند ضعيف مسلسل بالضعفاء: شهر فمن دونه. ولكنه أحسن حالا من
حديث أبي هارون العبدي الذي سبقت الإشارة إليه في كلام الحاكم، كذلك ذكر
ابن معين، ففي " المنتخب ":
" عن إبراهيم بن الجنيد قال: ذكر ليحيى بن معين حديث أبي هارون هذا فقال:
قد رواه ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد مثله.
فقيل ليحيى: هذا أيضا ضعيف مثل أبي هارون؟ قال: لا، هذا أقوى من ذلك وأحسن
حدثناه ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن ليث ".
قلت: كذا في الأصل ليس فيه " ابن زحر " وهو في المصدرين السابقين من رواية
يحيى بن أيوب عنه عن ليث. فالله أعلم.
وبالجملة فهذه الطرق إن لم تزد الطريق الأولى قوة إلى قوة، فلن توهن منها.
وله شاهد من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ:
" إنه سيضرب إليكم في طلب العلم، فرحبوا، وبشروا، وقاربوا ".
أخرجه الرامهرمزي عن زنبور الكوفي حدثنا رواد بن الجراح عن المنهال بن عمرو عن
رجل عنه.
وهذا سند ضعيف، للرجل الذي لم يسم، وزنبور لم أجد له ترجمة. والعمدة على
ما تقدم.
وللحديث طريقان آخران عن أبي سعيد، وشاهد آخر عن أبي هريرة بأسانيد واهية
جدا، ولذلك استغنيت عن ذكرهما، وفيما ذكرنا كفاية. وقد تكلمت على أحد
الطريقين المشار إليهما في تعليقنا على " الأحكام الكبرى " لعبد الحق الإشبيلي
(رقم الحديث 71) وصححه.
ثم وجدت للحديث شاهدا آخر، فقال الدارمي (1 / 99) : أخبرنا إسماعيل ابن أبان
حدثنا يعقوب هو القمي عن عامر بن إبراهيم قال:
" كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال: مرحبا بطلبة العلم، وكان يقول:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكم ".
قلت: وهذا إسناد رجاله موثقون غير عامر بن إبراهيم فلم أعرفه وليس هو عامر
بن واقد الأصبهاني، فإن هذا من شيوخ القمي المتوفى سنة (174) وذاك من
الرواة عن القمي، وتوفي سنة (202) ، إلا أن يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر. والله أعلم.
أخرجه تمام في " الفوائد " (1 / 4 / 2 - نسخة الحافظ عبد الغني المقدسي) عن
عبد الله بن الحسين المصيصي، وأبو بكر بن أبي علي في " الأربعين " (ق 117 /
1) عن موسى بن هارون، والرامهرمزي في " الفاصل بين الراوي والواعي "
(ق 5 / 2) وعنه العلائي في " بغية المتلمس " (2 / 2) عن ابن إ3
شكاب، والحاكم (1 / 8 عن القاسم بن مغيرة الجوهري وصالح بن محمد بن حبيب
الحافظ كلهم عن سعيد بن سليمان (زاد موسى بن هارون والجوهري وصالح: الواسطي
) حدثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال
: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... فذكره.
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن
سليمان وعباد بن العوام، ثم الجريري، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة، فقد
عددت له في " المسند الصحيح " أحد عشر أصلا للجريري، ولم يخرجا هذا الحديث
الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث، ولا يعلم له علة، ولهذا الحديث طرق
يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد، وأبو هارون ممن سكتوا
عنه ".
ووافقه الذهبي، وقال العلائي عقبه:
" إسناده لا بأس به، لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي، فيه لين يحتمل، حدث
عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازي، وغيرهما ".
قلت: ليس هو النشيطي وذلك لأمور:
الأول: أنه جاء مصرحا في بعض الطرق كما رأيت أنه (الواسطي) ، والنشيطي بصري
وليس بواسطي.
الثاني: أن شيخه في هذا السند عباد بن العوام لم يذكر في ترجمة النشيطي،
وإنما في ترجمة الواسطي.
الثالث: أن بعض الرواة لهذا الحديث عنه لم يذكروا في ترجمته أيضا وإنما في
ترجمة الواسطي مثل صالح بن محمد الحافظ الملقب بـ (جزرة) .
فثبت مما ذكرنا أن سعيد بن سليمان إنما هو الواسطي وهو ثقة احتج به الشيخان
كما تقدم في كلام الحاكم، وتوثيقه موضع اتفاق بين أهل العلم بالرجال، اللهم
إلا قول الإمام أحمد في " كتاب العلل ومعرفة الرجال " (ص 140) :
" كان صاحب تصحيف ما شئت ".
وليس في هذا الحديث ما يمكن أن يصحف من مثل هذا الثقة لقصره! فينبغي أن تكون
صحته موضع اتفاق أيضا، لكن قد جاء عن أحمد أيضا غير ذلك، ففي " المنتخب "
لابن قدامة (10 / 199 / 1) :
" قال مهنا: سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان (قلت: فساقه بسنده)
فقال أحمد: ما خلق الله من ذا شيئا، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد ".
قلت: وجواب أحمد هذا يحتمل أحد أمرين:
إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي، وحينئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه
له في نظرى لثقته كما سبق.
وإما أن يكون عنى أنه النشيطي الضعيف، وهذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه
الواسطي. على أنه لم يتفرد به، فرواه بشر بن معاذ العقدي، حدثنا أبو عبد
الله - شيخ ينزل
وراء منزل حماد بن زيد -: حدثنا الجريري عن أبي نضرة عنه.
أنه كان إذا رأى الشباب قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أمرنا أن نحفظكم الحديث، ونوسع لكم في المجالس.
أخرجه الرامهرمزي ومن طريقه الحافظ العلائي وقال:
" أبو عبد الله هذا لم أعرفه ".
لكن للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد:
1 - عن أبي خالد مولى ابن الصباح الأسدي عنه أنه كان يقول:
" مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاؤوه في العلم ".
أخرجه الرامهرمزي وأبو خالد هذا لم أعرفه.
2 - عن شهر بن حوشب عنه به وزاد:
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيأتيكم أناس يتفقهون، ففقهوهم
وأحسنوا تعليمهم ".
أخرجه عبد الله بن وهب في " المسند " (8 / 167 / 2) وعبد الغني المقدسي في
" كتاب العلم " (50 / 1) عن ابن زحر عن ليث بن أبي سليم عن شهر.
قلت: وهذا سند ضعيف مسلسل بالضعفاء: شهر فمن دونه. ولكنه أحسن حالا من
حديث أبي هارون العبدي الذي سبقت الإشارة إليه في كلام الحاكم، كذلك ذكر
ابن معين، ففي " المنتخب ":
" عن إبراهيم بن الجنيد قال: ذكر ليحيى بن معين حديث أبي هارون هذا فقال:
قد رواه ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد مثله.
فقيل ليحيى: هذا أيضا ضعيف مثل أبي هارون؟ قال: لا، هذا أقوى من ذلك وأحسن
حدثناه ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن ليث ".
قلت: كذا في الأصل ليس فيه " ابن زحر " وهو في المصدرين السابقين من رواية
يحيى بن أيوب عنه عن ليث. فالله أعلم.
وبالجملة فهذه الطرق إن لم تزد الطريق الأولى قوة إلى قوة، فلن توهن منها.
وله شاهد من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ:
" إنه سيضرب إليكم في طلب العلم، فرحبوا، وبشروا، وقاربوا ".
أخرجه الرامهرمزي عن زنبور الكوفي حدثنا رواد بن الجراح عن المنهال بن عمرو عن
رجل عنه.
وهذا سند ضعيف، للرجل الذي لم يسم، وزنبور لم أجد له ترجمة. والعمدة على
ما تقدم.
وللحديث طريقان آخران عن أبي سعيد، وشاهد آخر عن أبي هريرة بأسانيد واهية
جدا، ولذلك استغنيت عن ذكرهما، وفيما ذكرنا كفاية. وقد تكلمت على أحد
الطريقين المشار إليهما في تعليقنا على " الأحكام الكبرى " لعبد الحق الإشبيلي
(رقم الحديث 71) وصححه.
ثم وجدت للحديث شاهدا آخر، فقال الدارمي (1 / 99) : أخبرنا إسماعيل ابن أبان
حدثنا يعقوب هو القمي عن عامر بن إبراهيم قال:
" كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال: مرحبا بطلبة العلم، وكان يقول:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكم ".
قلت: وهذا إسناد رجاله موثقون غير عامر بن إبراهيم فلم أعرفه وليس هو عامر
بن واقد الأصبهاني، فإن هذا من شيوخ القمي المتوفى سنة (174) وذاك من
الرواة عن القمي، وتوفي سنة (202) ، إلا أن يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر. والله أعلم.
المصدر:سلسلة الأحاديث الصحيحة