نهى أنْ يجلسَ بين الضَّحِّ(1) والظل ، وقال : مجلس الشيطان.
أخرجه أحمد (3/413- 414) : حدثنا بهز وعفان قالا : ثنا همام - قال عفان في حديثه - : ثنا قتادة عن كثير عن أبي عياض عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى...
قلت : وهذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير، وهو ابن أبي كثير البصري مولى عبد الرحمن بن سمرة ، وقد وثقه ابن حبان (5/332) والعجلي ، وروى عنه جمع من الثقات غير قتادة من التابعين الأجلاء مثل محمد ابن سيرين ومنصور بن المعتمر وأيوب السختياني ، ولذلك رد الحافظ من جهله فقال في "التهذيب " :
"وزعم عبد الحق تبعاً لابن حزم أنه مجهول ! فتعقب ذلك عليه ابن القطان بتوثيق العجلي " .
وعليه فما أنصفه الحافظ حين قال في "التقريب " :
"مقبول " .
ولا الذهبي حين قال في الكاشف " :
"وُثق " !
ولذلك ؛ فالصواب أنه ثقة ، وأن حديثه هذا صحيح كما قال في "التلخيص " كما يأتي ، ولا يخدج عليه أن صحابيه لم يسم ، لأن الصحابة كلهم عدول كما تقدم مراراً .
على أنه قد جاء مسمى ، فقال عبد الله بن رجاء : ثنا همام عن قتادة عن كثير ابن أبي كثير عن [ أبي ] عياض عن أبي هريرة قال... فذكره دون قوله : "مجلس الشيطان " .
أخرجه الحاكم (4/271) وقال :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
وعبد الله بن رجاء ثقة من رجال مسلم ، والسند إليه صحيح .
والحديث قال الهيثمي (8/60) :
"رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، غير كثير بن أبي كثير ، وهو ثقة" .
وقد عمل بالحديث راويه قتادة - رحمه الله - ، فروى عبد الرزاق في "المصنف " (11/25) عن معمر عنه قال :
"يكره أن يجلس الإنسان بعضه في الظل ، وبعضه في الشمس " .
وروى قبله عن معمر أيضاً عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال :
" إذا كان أحدكم في الفيء ، فقلص عنه ؛ فليقم ؛ فإنه مجلس الشيطان " . وتابعه عبد الوارث : ثنا محمد بن المنكدر به ؛ لكن رفعه . رواه أحمد (2/383) .
وهذا الموقوف والمرفوع رجاله ثقات .
وخالفه سفيان في إسناده فقال : عن محمد بن المنكدر قال : حدثني من سمع أبا هريرة يقول : قال أبو القاسم (... فذكره مرفوعاً نحوه بلفظ :
" إذا كان أحدكم في الشمس (وفي رواية : في الفيء ) ، فقلص عنه الظل ، وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل ؛ فليقم " .
أخرجه أبو داود (4821) ؛ ومن طريقه : البيهقي (3/236) .
قلت : ولعل رواية سفيان هذه أصح وصلاً ورفعاً ، أما الوصل ؛ فلأن ابن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة كما ذكروا في ترجمته . وأما الرفع ؛ فلرواية أبي عياض المتقدمة عن أبي هريرة ، ولعل أبا عياض هذا هو الواسطة بين ابن المنكدر وأبي هريرة .
وخالفهم جميعاً إسماعيل بن مسلم فقال : عن محمد بن المنكدر عن جابر : أن النبي ( نهى أن يقعد أو يجلس الرجل بين الظل والشمس .
أخرجه البزار (2/423/2014) وقال :
" إسماعيل لين الحديث ، ولم يتابع عليه " .
قلت : وهو المكي . قال الحافظ :
"ضعيف الحديث " .
قلت : فلا يحتج به ، ولا سيما مع المخالفة ، فالعمدة على حديث الترجمة وحديث أبي هريرة .
وللحديث شاهدان : - أحدهما من حديث بريدة - تقدما تحت قوله ( : " تحول إلى الظل " رقم (833) ، وإنما خرجت هذا هنا لهذه الزيادة : " وقال : مجلس الشيطان " ؛ فإنها تدل على أن النهي تعبدي ، وليس كما قال البيهقي بعد أن ذكر حديث بريدة :
"يحتمل أن يكون أراد كيلا يتأذى بحرارة الشمس "!
فإن هذا التعليل لا علاقة له ظاهرة بمجلس الشيطان . والله أعلم .
(تنبيه) : ذكرت تحت الحديث المتقدم (837) أن ابن المنكدر قد سمع من أبي هريرة ، وكان ذلك وهماً مني ، أرجو الله أن يغفره لي ، وكان هذا التنبيه من دواعي تخريجه هنا. قلت : وهذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير، وهو ابن أبي كثير البصري مولى عبد الرحمن بن سمرة ، وقد وثقه ابن حبان (5/332) والعجلي ، وروى عنه جمع من الثقات غير قتادة من التابعين الأجلاء مثل محمد ابن سيرين ومنصور بن المعتمر وأيوب السختياني ، ولذلك رد الحافظ من جهله فقال في "التهذيب " :
"وزعم عبد الحق تبعاً لابن حزم أنه مجهول ! فتعقب ذلك عليه ابن القطان بتوثيق العجلي " .
وعليه فما أنصفه الحافظ حين قال في "التقريب " :
"مقبول " .
ولا الذهبي حين قال في الكاشف " :
"وُثق " !
ولذلك ؛ فالصواب أنه ثقة ، وأن حديثه هذا صحيح كما قال في "التلخيص " كما يأتي ، ولا يخدج عليه أن صحابيه لم يسم ، لأن الصحابة كلهم عدول كما تقدم مراراً .
على أنه قد جاء مسمى ، فقال عبد الله بن رجاء : ثنا همام عن قتادة عن كثير ابن أبي كثير عن [ أبي ] عياض عن أبي هريرة قال... فذكره دون قوله : "مجلس الشيطان " .
أخرجه الحاكم (4/271) وقال :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
وعبد الله بن رجاء ثقة من رجال مسلم ، والسند إليه صحيح .
والحديث قال الهيثمي (8/60) :
"رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، غير كثير بن أبي كثير ، وهو ثقة" .
وقد عمل بالحديث راويه قتادة - رحمه الله - ، فروى عبد الرزاق في "المصنف " (11/25) عن معمر عنه قال :
"يكره أن يجلس الإنسان بعضه في الظل ، وبعضه في الشمس " .
وروى قبله عن معمر أيضاً عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال :
" إذا كان أحدكم في الفيء ، فقلص عنه ؛ فليقم ؛ فإنه مجلس الشيطان " . وتابعه عبد الوارث : ثنا محمد بن المنكدر به ؛ لكن رفعه . رواه أحمد (2/383) .
وهذا الموقوف والمرفوع رجاله ثقات .
وخالفه سفيان في إسناده فقال : عن محمد بن المنكدر قال : حدثني من سمع أبا هريرة يقول : قال أبو القاسم (... فذكره مرفوعاً نحوه بلفظ :
" إذا كان أحدكم في الشمس (وفي رواية : في الفيء ) ، فقلص عنه الظل ، وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل ؛ فليقم " .
أخرجه أبو داود (4821) ؛ ومن طريقه : البيهقي (3/236) .
قلت : ولعل رواية سفيان هذه أصح وصلاً ورفعاً ، أما الوصل ؛ فلأن ابن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة كما ذكروا في ترجمته . وأما الرفع ؛ فلرواية أبي عياض المتقدمة عن أبي هريرة ، ولعل أبا عياض هذا هو الواسطة بين ابن المنكدر وأبي هريرة .
وخالفهم جميعاً إسماعيل بن مسلم فقال : عن محمد بن المنكدر عن جابر : أن النبي ( نهى أن يقعد أو يجلس الرجل بين الظل والشمس .
أخرجه البزار (2/423/2014) وقال :
" إسماعيل لين الحديث ، ولم يتابع عليه " .
قلت : وهو المكي . قال الحافظ :
"ضعيف الحديث " .
قلت : فلا يحتج به ، ولا سيما مع المخالفة ، فالعمدة على حديث الترجمة وحديث أبي هريرة .
وللحديث شاهدان : - أحدهما من حديث بريدة - تقدما تحت قوله ( : " تحول إلى الظل " رقم (833) ، وإنما خرجت هذا هنا لهذه الزيادة : " وقال : مجلس الشيطان " ؛ فإنها تدل على أن النهي تعبدي ، وليس كما قال البيهقي بعد أن ذكر حديث بريدة :
"يحتمل أن يكون أراد كيلا يتأذى بحرارة الشمس "!
فإن هذا التعليل لا علاقة له ظاهرة بمجلس الشيطان . والله أعلم .
السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة للعلامة محمد الألباني رحمه الله
1. الضح لهب الشمس وحرارتها انظر المعجم الوسيط (1/ 536).