بسم الله
أنواع التلبية الزائدة عن تلبية النبي ﷺ | الشيخ صالح العصيمي
تفريغ :
وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى تلبية عزاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ثم يلبي بتلبية النبي صلى الله عليه وسلم وذكرها، وهذا هو الذي ثبتت به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك من الأحاديث التي فيها زيادة شيء في ألفاظ تلبيته صلى الله عليه وسلم على هذا اللفظ فلم يصح منها شيء، وما سوى هذا اللفظ من ألفاظ التلبية فهو ثلاثة أقسام. القسم الأول ما لبى به الصحابة رضوان الله عنهم وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم منهم فلم ينكر عليهم، وهو قولهم لبيك إلاه المعارج. فهذه التلبية ثبت الخبر بها أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يلبون بها ويسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، فيعد هذا مما أقره النبي صلى الله عليه وسلم من التلبية. والنوع الثاني ما زاده أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت أنهم لبوا به في حضرته، كما صح عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول لبيك مرغوبا أو مرهوبا لبيك ذي النعماء والفضل الحسن. وثبت عن ابنه عبد الله أنه كان يقول لبيك وسعديك، والخير بيديك والعمل والرغباء كله إليك. وثبت عن أنس عند البزار أنه كان يقول لبيك حقا حقا، لبيك تعبدا ورقا. فهذه الأثار وما كان من جنسها مما زاده الصحابة لم يسمعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أفضل ما يلبى به بعد المأثور عنه صلى الله عليه وسلم. والقسم الثالث ما زيد فيها غير المأثور عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سواء مما زادوه وسمعه أو زادوه بعده، والأصل فيه الجواز، فإذا زاد الإنسان لفظا من الألفاظ المعظمة لربنا سبحانه وتعالى في تلبيته كأن يقول لبيك يا رحمن يا رحيم، لبيك يا حليم يا كريم، فهذه من جنس الجائز، لكنها ليست مما يستحب، والأولى أن يلزم الإنسان المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا خشي ملل نفسه أو رفقته مزج ذلك بما أثر عن الصحابة رضوان الله عنهم وأمثاله ما كانوا يزيدونه ويسمعه النبي صلى الله عليه وسلم وهو لبيك إلاه المعارج.
أنواع التلبية الزائدة عن تلبية النبي ﷺ | الشيخ صالح العصيمي
تفريغ :
وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى تلبية عزاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ثم يلبي بتلبية النبي صلى الله عليه وسلم وذكرها، وهذا هو الذي ثبتت به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك من الأحاديث التي فيها زيادة شيء في ألفاظ تلبيته صلى الله عليه وسلم على هذا اللفظ فلم يصح منها شيء، وما سوى هذا اللفظ من ألفاظ التلبية فهو ثلاثة أقسام. القسم الأول ما لبى به الصحابة رضوان الله عنهم وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم منهم فلم ينكر عليهم، وهو قولهم لبيك إلاه المعارج. فهذه التلبية ثبت الخبر بها أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يلبون بها ويسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، فيعد هذا مما أقره النبي صلى الله عليه وسلم من التلبية. والنوع الثاني ما زاده أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت أنهم لبوا به في حضرته، كما صح عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول لبيك مرغوبا أو مرهوبا لبيك ذي النعماء والفضل الحسن. وثبت عن ابنه عبد الله أنه كان يقول لبيك وسعديك، والخير بيديك والعمل والرغباء كله إليك. وثبت عن أنس عند البزار أنه كان يقول لبيك حقا حقا، لبيك تعبدا ورقا. فهذه الأثار وما كان من جنسها مما زاده الصحابة لم يسمعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أفضل ما يلبى به بعد المأثور عنه صلى الله عليه وسلم. والقسم الثالث ما زيد فيها غير المأثور عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سواء مما زادوه وسمعه أو زادوه بعده، والأصل فيه الجواز، فإذا زاد الإنسان لفظا من الألفاظ المعظمة لربنا سبحانه وتعالى في تلبيته كأن يقول لبيك يا رحمن يا رحيم، لبيك يا حليم يا كريم، فهذه من جنس الجائز، لكنها ليست مما يستحب، والأولى أن يلزم الإنسان المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا خشي ملل نفسه أو رفقته مزج ذلك بما أثر عن الصحابة رضوان الله عنهم وأمثاله ما كانوا يزيدونه ويسمعه النبي صلى الله عليه وسلم وهو لبيك إلاه المعارج.