شرح أثر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: "حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ "
فضيلة الشيخ الألباني -رحمه الله-
للاستماع المباشر
فضيلة الشيخ الألباني -رحمه الله-
للاستماع المباشر
السائل : هناك أثر عن علي رضي الله عنه يقول:" حدثوا الناس بما يفهمون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله"
وقد نقل الحافظ بن حجر قولا عن مالك أن المراد بذلك الصفات، فهل هذا الأثر صحيح وإن يكن صحيحا فما المراد بذلك الأمر ؟
الشيخ : هذا الأثر صحيح موقوفا على علي رضي الله عنه فقد رواه البخارى متصل الإسناد إلى علي رضي الله عنه فهو صحيح لا ريب فيه ، أما المعنى المقصود به فهو أنه يجب ألا نحدث عامة الناس بشئ لا تتحمله عقولهم، وليس من هذا القبيل كما ذُكر عن مالك أن نحدث الناس بآيات الصفات وأحاديث الصفات، لأنه معنى هذا ألا نحدث الناس بآيات الصفات وهذا لا يقوله ما دون مالك بمراحل، فضلا عن أن يقوله الإمام مالك إمام دار الهجرة لا سيما وفطرة عامة الناس أقرب إلى العقيدة السلفية في هذه القضية من المثقفين المتأثرين بعلم الكلام، لأن عقيدة السلف هي باعتراف الخلف أسلم فكيف يقال بأنه لا ينبغي أن نحدث العامة بالعقيدة التي هى أسلم ، فهذا المثال لهذا الأثر غير مطابق له ولا هو المقصود منه ، وإنما نأخذ مثالا له ما رواه البخارى نفسه في ظني أنه في هذا الباب أن معاذا رضي الله عنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبى صلى الله عليه وسلم:
ألا أبشرك يا معاذ قال : بلى يا رسول الله ، قال: من مات وهو يشهد ألا إله إلا الله حرم الله بدنه على النار، قال معاذ: يا رسول الله أفلا أبشر الناس ، قال: دعهم يعملون إذن يتكلوا، فقول الرسول عليه الصلاة والسلام لمعاذ وتبشيره إياه بفضيلة هذه الشهادة هذه الكلمة الطيبة ،أن من قالها مخلصا من قلبه حرم ا لله بدنه على النار قد يفهم بعض الناس كما هو الواقع في كثير من البلاد خاصة عندنا في سوريا إنه خلاص ما دام أنه يشهد ألا إله إلا الله دخل الجنة لا حساب ولا عذاب ، بينما ليس المقصود من هذه الشهادة التي لها تلك الفضيلة هو أن من قال بها مجرد قول أنجاه الله من النار، بل لابد أن يؤمن بها ، والإيمان بها لابد له أن يتقدمه معرفة معناها ونحن مع الأسف الشديد لا نزال نجادل جماهير المسلمين في تفسيرهم معنى هذه الكلمة الطيبة ، فإنهم لا يزالون يفسرونها تفسيرا ناقصا ، يقولون معنى لا إله أي لا رب وهذا تفسير قاصر ، ولا أريد أن أدخل في هذا الموضوع وإنما المعنى لا إله أى لا معبود بحق إلا الله ، فإذا عرف المسلم بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة الطيبة ثم آمن به جازما من قلبه هذا بلا شك كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر " من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من داره "
لكن من مستلزمات هذه الكلمة الطيبة أن يعمل بمقتضاها، ومقتضاها العمل على الأقل بالأركان ، فمن عمل بلوازم هذه الشهادة حرم الله بدنه على النارتحريما مطلقاً على المعنى الصحيح الكامل، أما إن قصر في قليل أو كثير من العمل بلوازم هذه الشهادة فأمره إلى الله ، كما قال ربنا جل وعلا في كتابه :(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فإذا مات هذا الموحد القائل المؤمن بهذه الشهادة أنجته من الخلود في النار لكن لا تحول بينه وبين أن يدخل النار بسبب ذنوب كان قد اقترفها أو أصابها ،إن شاء الله عذبه وإن شاء الله غفر له ، ففهم هذه النص كثير من الناس يسيئونه ، لذلك لما إستأذن معاذ من رسول الله ليبشر الناس قال له: لا إذن يتكلوا ، دعهم يعملون .
فهذا المثال صادق لأثر علي كلموا الناس على قدر عقولهم ، فإن الناس الذين يفهمون منك إذا بشرتهم بهذه البشارة النبوية خلاف المعنى الصحيح فلا ينبغي أن تحدثهم به إلا أن تحدثهم وتشرح لهم المعنى كاملا بحيث أن هذه الشهادة حين ذاك إذا ما عرفوها زادتهم إيمانا على إيمانهم وصلاحا على صلاحهم .
من شريط عورة المرأة المسلمة على المرأة المسلمة وقد نقل الحافظ بن حجر قولا عن مالك أن المراد بذلك الصفات، فهل هذا الأثر صحيح وإن يكن صحيحا فما المراد بذلك الأمر ؟
الشيخ : هذا الأثر صحيح موقوفا على علي رضي الله عنه فقد رواه البخارى متصل الإسناد إلى علي رضي الله عنه فهو صحيح لا ريب فيه ، أما المعنى المقصود به فهو أنه يجب ألا نحدث عامة الناس بشئ لا تتحمله عقولهم، وليس من هذا القبيل كما ذُكر عن مالك أن نحدث الناس بآيات الصفات وأحاديث الصفات، لأنه معنى هذا ألا نحدث الناس بآيات الصفات وهذا لا يقوله ما دون مالك بمراحل، فضلا عن أن يقوله الإمام مالك إمام دار الهجرة لا سيما وفطرة عامة الناس أقرب إلى العقيدة السلفية في هذه القضية من المثقفين المتأثرين بعلم الكلام، لأن عقيدة السلف هي باعتراف الخلف أسلم فكيف يقال بأنه لا ينبغي أن نحدث العامة بالعقيدة التي هى أسلم ، فهذا المثال لهذا الأثر غير مطابق له ولا هو المقصود منه ، وإنما نأخذ مثالا له ما رواه البخارى نفسه في ظني أنه في هذا الباب أن معاذا رضي الله عنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبى صلى الله عليه وسلم:
ألا أبشرك يا معاذ قال : بلى يا رسول الله ، قال: من مات وهو يشهد ألا إله إلا الله حرم الله بدنه على النار، قال معاذ: يا رسول الله أفلا أبشر الناس ، قال: دعهم يعملون إذن يتكلوا، فقول الرسول عليه الصلاة والسلام لمعاذ وتبشيره إياه بفضيلة هذه الشهادة هذه الكلمة الطيبة ،أن من قالها مخلصا من قلبه حرم ا لله بدنه على النار قد يفهم بعض الناس كما هو الواقع في كثير من البلاد خاصة عندنا في سوريا إنه خلاص ما دام أنه يشهد ألا إله إلا الله دخل الجنة لا حساب ولا عذاب ، بينما ليس المقصود من هذه الشهادة التي لها تلك الفضيلة هو أن من قال بها مجرد قول أنجاه الله من النار، بل لابد أن يؤمن بها ، والإيمان بها لابد له أن يتقدمه معرفة معناها ونحن مع الأسف الشديد لا نزال نجادل جماهير المسلمين في تفسيرهم معنى هذه الكلمة الطيبة ، فإنهم لا يزالون يفسرونها تفسيرا ناقصا ، يقولون معنى لا إله أي لا رب وهذا تفسير قاصر ، ولا أريد أن أدخل في هذا الموضوع وإنما المعنى لا إله أى لا معبود بحق إلا الله ، فإذا عرف المسلم بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة الطيبة ثم آمن به جازما من قلبه هذا بلا شك كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر " من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من داره "
لكن من مستلزمات هذه الكلمة الطيبة أن يعمل بمقتضاها، ومقتضاها العمل على الأقل بالأركان ، فمن عمل بلوازم هذه الشهادة حرم الله بدنه على النارتحريما مطلقاً على المعنى الصحيح الكامل، أما إن قصر في قليل أو كثير من العمل بلوازم هذه الشهادة فأمره إلى الله ، كما قال ربنا جل وعلا في كتابه :(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فإذا مات هذا الموحد القائل المؤمن بهذه الشهادة أنجته من الخلود في النار لكن لا تحول بينه وبين أن يدخل النار بسبب ذنوب كان قد اقترفها أو أصابها ،إن شاء الله عذبه وإن شاء الله غفر له ، ففهم هذه النص كثير من الناس يسيئونه ، لذلك لما إستأذن معاذ من رسول الله ليبشر الناس قال له: لا إذن يتكلوا ، دعهم يعملون .
فهذا المثال صادق لأثر علي كلموا الناس على قدر عقولهم ، فإن الناس الذين يفهمون منك إذا بشرتهم بهذه البشارة النبوية خلاف المعنى الصحيح فلا ينبغي أن تحدثهم به إلا أن تحدثهم وتشرح لهم المعنى كاملا بحيث أن هذه الشهادة حين ذاك إذا ما عرفوها زادتهم إيمانا على إيمانهم وصلاحا على صلاحهم .
تعليق