السلام عليكم ورحمة الله : هذا كُتيب في المرفقات، موسوم بالأربعون السلفية فيما يجب على الرعية (مرفوع على الحكاية) أرجو من طلاب العلم مناصحتي فيه .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
أما بعد
فـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها فان بنى آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ولابد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا خرج ثلاثة فى سفر فليؤمروا أحدهم " ... ـ وـ عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم " فأوجب تأمير الواحد فى الاجتماع القليل العارض فى السفر تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع ... ـ بل ـ يقال ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان والتجربة تبين ذلك ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان .. اهـ ([1])
وقال أبو بكر الطرطوشي رحمه الله : لم أزل أسمع الناس يقولون أعمالكم عمالكم كما تكونوا يولى عليكم إلى أن ظفرت بهذا المعنى في القرآن ـ الكريم ـ قال الله تعالى ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضا ً) وكان يقال : ما أنكرت من زمانك فإنما أفسده عليك عملك ؛ وقال عبد الملك بن مروان : ما أنصفتمونا يا معشر الرعية تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم بسيرة رعية أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ نسأل الله أن يعين كل على كل . اهـ ([2])
1- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم " ([4])
2- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " ([5]) ([6])
3- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من خلع يدا من طاعة لقي الله لا حجة له ومن مات ليس في رقبته بيعة مات ميتة جاهلية " ([7])
4- عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها " ([8])
5- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي فقال : أحدهما أمرني يا رسول الله وقال الآخر : مثله فقال صلى الله عليه وسلم " لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه " ([9])
6- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة " ([10])
7- وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي فناديت بأعلى صوتي وما هي يا رسول الله قال " أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل وكيف يعدل مع قريبه " ([11])
8- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال " يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها " ([12])
9- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفى وإن لم يعطه منها لم يف " ([13])
10- وعن نافع رحمه الله أن عبد الله بن عمر جمع أهل بيته حين انتزى أهل المدينة مع عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما وخلعوا يزيد بن معاوية فقال إنا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان " وإن من أعظم الغدر بعد الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته ولا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يشرفن أحد منكم في هذا الأمر فيكون صيلما بيني وبينه.([14])
11- وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " صلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم " ([15])
12- عن سلمة بن نباتة قال : خرجنا حتى وردنا الربذة فأتينا بيت أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ فسألنا عنه فاعتزلنا فقعدنا ناحية فإذا هو قد جاء يحمل عظما من جزور أو يحمل معه قال فسلم علينا ثم مضى إلى بيته فلم يلبث أن جاء فقعد فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إسمع وأطع لمن كان عليك وإن كان عبدا حبشيا مجدعا " وفي رواية " إسمع وأطع لمن كان عليك " ([17])
13- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت " يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " ([18])
14- وفي رواية لمسلم " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال حذيفة كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع "
15- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه " ([19])
16- عن أسيد بن حضير رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار قال يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا قال " إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " ([20])
17- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " سترون بعدي أثرة ([21]) وأمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا إليهم حقهم واسألوا الله حقكم " ([22])
18- وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة ([23]) ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة " ([24])
19- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فميتته جاهلية " ([25])
20- عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة " ([27])
21- وعــن عبادة بن الصامت رضي الله عنـه عـن النبي صلى الله عليـه وسلم قـال " إسمع وأطـع فـي عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن أكلـوا مالك وضربوا ظـهرك " ([28])
22- وعن عوف ابن مالك رضي الله عنه قال : غزونا غزوة إلى طرف الشام فأمر علينا خالد بن الوليد قال فانضم إلينا رجل من أمداد حمير فأوى إلى رحلنا ليس معه شيء إلا سيف ليس معه سلاح غيره فنحر رجل من المسلمين جزورا فلم يزل يحتل حتى أخذ من جلده كهيئة المجن حتى بسطه على الأرض ثم وقد عليه حتى جف فجعل له ممسكا كهيئة الترس فقضى أن لقينا عدونا فيهم أخلاط من الروم والعرب من قضاعة فقاتلونا قتالا شديدا وفي القوم رجل من الروم على فرس له أشقر وسرج مذهب ومنطقة ملطخة ذهبا وسيف مثل ذلك فجعل يحمل على القوم ويغري بهم فلم يزل ذلك المددي يحتال لذلك الرومي حتى مر به فاستقفاه فضرب عرقوب فرسه بالسيف فوقع ثم أتبعه ضربا بالسيف حتى قتله فلما فتح الله الفتح أقبل يسأل للسلب وقد شهد له الناس بأنه قاتله فأعطاه خالد بعض سلبه وأمسك سائره فلما رجع إلى رحل عوف ذكره فقال له عوف ارجع إليه فليعطك ما بقي فرجع إليه فأبى عليه فمشى عوف حتى أتى خالدا فقال أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل قال بلى قال فما يمنعك أن تدفع إليه سلب قتيله قال خالد استكثرته له قال عوف لئن رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأذكرن ذلك له فلما قدم المدينة بعثه عوف فاستعدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا خالدا وعوف قاعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما يمنعك يا خالد أن تدفع إلى هذا سلب قتيله قال استكثرته له يا رسول الله فقال ادفعه إليه " قال فمر بعوف فجر عوف بردائه فقال ليجزي لك ما ذكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغضب فقال " لا تعطه يا خالد هل أنتم تاركي أمرائي إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل اشترى إبلا وغنما فدعاها ثم تخير سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوة الماء وتركت كدره فصفوة أمرهم لكم وكدره عليهم " ([29])
23- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فإذن لهم وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي فكنت فيمن غزا معه فلما كان في بعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا فقال عبد الله وكانت فيه دعابة أليس لي عليكم السمع والطاعة قالوا بلى قال فما أنا آمركم بشيء إلا صنعتموه قالوا نعم قال فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا فلما ظن أنهم واثبون قال أمسكوا على أنفسكم فإنما كنت أمزح معكم فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه " ([30])
24- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " طاعة الإمام حق على المرء المسلم ما لم يأمر بمعصية الله عز وجل فإذا أمر بمعصية الله فلا طاعة له " ([31])
25- وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أطيعوا أمراءكم مــا كان فإن أمروكم بما حدثتكم بـه فإنهم يؤجرون عليه وتؤجـرون بطاعتكم وإن أمروكم بشيء مما لم آمركم به فهو عليهم وأنتم منه براء ذلك بأنكم إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم فتقولون ربنا أرسلت إلينا رسلا فاطعناهم بإذنك واستخلفت علينا خلفاء فاطعناهم بإذنك وأمرت علينا أمراء فاطعناهم قال فيقول صدقتم هو عليهم وأنتم منه براء " ([32])
26- وعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن السامع المطيع لا حجة عليه وإن السامع العاصي لا حجة له " ([33])
27- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس " ([34])
28- وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة " ([35])
29- وعن زياد ابن كسيب العدوي قال كنت مع أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق فقال أبو بكرة اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " ([36])
30- وعـن أنس بن مالك رضي الله عنـه قال نهانا كبراؤنا مـن أصحاب رسول الله صلى الله عليـه وسلم قال " لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقــوا الله واصبروا فـإن الأمـر قـريب " ([37])
31- عن تميم الداري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " ([39])
32- وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يرضى لكـم ثلاثا ويكره لكـم ثلاثا رضي لكـم أن تعبدوه ولا تشركـوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولى الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال " ([40])
33- وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم " ([41])
34- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " ([42])
35- وعن شريح بن عبيد قال : قال عياض بن غنم لهشام بن حكيم ألـم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه " ([43])
36- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأثرة علينا وأن لا تنازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف فى الله لومة لائم " ([45])
37- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يكون أمراء تلين لهم الجلود ولا تطمئن إليهم القلوب ثم يكون أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل يا رسول الله أفلا نقاتلهم قال لا ما أقاموا الصلاة " ([46])
38ـ وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس منى ولست منه " ([47])
39- وعن عرفجة بن شريح الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان " ([48])
40- وعنه رضي الله عنه مرفوعا " من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه "([49])
41- وعن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال " من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر " قلت أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال سمعته أذناي ووعاه قلبي قلت هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله . ([50])
42- وعن جنادة بن أبى أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ وهو مريض فقلنا حدثنا أصلحك الله بحديث ينفع الله به سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا " على السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان " ([51]) ([52])
43- عن أبي بكرة رضي الله عنه قال لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " ([53])
من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه
خ م
([1]) مجموع الفتاوى 28/390
[2])) سراج الملوك للطرطوشي وثمار القلوب للثعالبي .
([3])قال ابن حزم رحمه الله في الفصل " اتفق جميع أهل السنة .. على وجوب الإمامة .. " 4/72
وقال ابن خلدون رحمه الله في مقدمته " إن نصب الإمام واجب، قد عُرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين؛ لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وتسليم النظر إليه في أمورهم، وكذا في كل عصر من بعد ذلك، ولم يُترك الناس فوضى في عصر من الأعصار واستقر ذلك إجماعاً دالاً على وجوب نصب الإمام " اهـ ص 239
وقال الماوردي رحمه الله في الأحكام السلطانية " الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها واجب بالإجماع ... " اهـ ص3
[4])) رواه أحمد والطبراني وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد ويشهد له الحديث الأتي .
[5])) رواه أبو داود وصححه الألباني .
[6])) قال الشّوكانيّ رحمه الله : وإذا شرع هذا لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض أو يسافرون فشرعيّته لعدد أكثر يسكنون القرى والأمصار ويحتاجون لدفع التّظالم وفصل التّخاصم أولى وأحرى ، وفي ذلك دليل لقول من قال إنّه يجب على المسلمين نصب الأئمّة والولاة والحكّام . اهـ من نيل الأوطار 9/128
[7])) رواه مسلم .
[8])) رواه البخاري ومسلم .
([9]) رواه البخاري ومسلم.
([10]) رواه البخاري .
([11])أخرجه البزار في مسنده والطبراني في الأوسط والكبير وصححه الألباني في الصحيحة .
([12])رواه مسلم وفي رواية له " يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم "
([13])رواه البخاري ومسلم .
([14]) رواه البخاري وأحمد في المسند واللفظ له .
([15])رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
([16]) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح " ... وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء " 13/7
([17])رواه ابن حبان في صحيحه وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة ورواه البخاري بلفظ " إسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة "
([18])متفق عليه .
([19])متفق عليه .
([20]) رواه البخاري ومسلم .
([21]) قال الحافظ ابن حجر " بفتح الهمزة والمثلثة على المشهور وحاصلها الاختصاص بحظ دنيوي "
([22]) رواه البخاري .
([23])قال ابن القيم رحمه الله " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال الأمراء والخروج على الأئمة - وإن ظلموا أو جاروا- ما أقاموا الصلاة، سدا لذريعة الفساد العظيم والشر الكثير بقتالهم كما هو الواقع، فإنه حصل بسبب قتالهم والخروج عليهم أضعاف ما هم عليه، والأمة في بقايا تلك الشرور إلى الآن "
([24])رواه مسلم .
([25])متفق عليه .
([26])قال الطحاوي رحمه الله " ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل- فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة "
([27])متفق عليه .
([28])رواه ابن حبان في صحيحه وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة .
([29])رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والطبراني وصححه الألباني .
([30])أخرجه ابن ماجه وأحمد وحسنه الألباني وأصله في البخاري ومسلم بلفظ " لا طاعة لمخلوق في معصية الله إنما الطاعة في المعروف "
([31]) أخرجه تمام في الفوائد وصححه الألباني في السلسة الصحيحة .
([32]) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في السنن الكبرى وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة .
([33]) رواه الطبراني في مسند الشاميين وابن أبي عاصم في السنة وجود إسناده الألباني في ظلال الجنة .
([34])رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وصححه الألباني
([35])رواه ابن أبي عاصم وأصله عند أحمد وصححه الألباني .
([36])رواه الترمذي وصححه الألباني .
([37])رواه ابن أبي عاصم في السنة والبيهقي في شعب الإيمان وجود إسناده الألباني .
([38])قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : والنصيحة للأمراء تكون بأمور منها :
أولاً : اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم ...
ثانياً : نشر محاسنهم في الرعية، لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم ... وهذا عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات ...
ثالثاً : امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه، إلا إذا كان في معصية الله عزّ وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله تعالى أمر بها ...
رابعاً : ستر معايبهم مهما أمكن، وجه هذا: أنه ليس من النصيحة أن تقوم بنشر معايبهم، لما في ذلك من ملئ القلوب غيظاً وحقداً وحنقاً على ولاة الأمور ... وليس معنى قولنا : ستر المعايب أن نسكت عن المعايب، بل ننصح الأمير مباشرة إن تمكنا، وإلا فبواسطة من يتصل به من العلماء وأهل الفضل .
خامساً : عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة لهم ... اهـ بتصرف من مجموع فتاواه 13/5
([39]) رواه مسلم .
([40])رواه مسلم .
([41])رواه أحمد والدارمي وصححه الألباني .
([42])رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني .
([43])رواه أحمد وابن أبي عاصم وصححه الألباني في ظلال الجنة .
([44]) قال الإمام النووي في شرح مسلم : وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق .
وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله " فما دام أن الوِلاية يصح عليها اسم الإسلام، ولم تنتقل عنه إلى الكفر ولم يُحكم بردتها، فالطاعة والسمع واجبان، وتجميع الناس حولها ما دام اسم الإسلام باقيا واجب؛ لأنه ما يحصل للناس من الاجتماع ولو كان هناك نقص في بعض أمور الدين فإنه ما يحصل من الاجتماع أضعاف أَضعاف ما يحصل من المصلحة من التفرق، وأنتم إذا نظرتم إلى تاريخ المسلمين، وجدتم أن هذا الأصل حزم في مواضع وكلما ظن الناس أنهم بخروجهم على الوالي المسلم أنه سينتجون خيرا فإنه ترتد عليهم ولا يكون ذلك خير ... " اهـ من شرح مسائل الجاهلية
([45]) رواه مسلم .
([46])رواه أحمد وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما وابن أبي عاصم في السنة والبيهقي في شعب الإيمان ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة وهو صحيح لغيره إن شاء الله .
([47])رواه مسلم .
([48])رواه مسلم .
([49])رواه مسلم .
([50])رواه أبو داود وصححه الألباني .
([51])متفق عليه .
([52])قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ... ثم إذا جاز الخروج عليهم بهذه الشروط فهل يعني ذلك أن يخرج عليهم ؟ لأن هناك فرقاً بين جواز الخروج، وبين وجوب الخروج .
والجواب : لا نخرج حتى ولو رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، إلا حيث يكون الخروج مصلحة، وليس من المصلحة أن تقوم فئة قليلة سلاحها قليل في وجه دولة بقوتها وسلاحها، لأن هذا يترتب عليه إراقة الدماء واستحلال الحرام دون ارتفاع المحذور الذي انتقدوا به الأمراء، كما هو مشاهد من عهد خروج الخوارج في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إلى يومنا هذا، حيث يحصل من الشر والمفاسد ما لا يعلمه إلا ربُّ العباد ... اهـ بتصرف من فتاواه 13/7
([53])رواه البخاري وأحمد وفي المسند بلفظ " لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة "
الأربعون السلفية
فيما يجب على الرعية
جمع وإعداد
أبي صفية
حسام بن أحمد بن عبد الحكيم السوهاجي
حقوق الطبع محفوظة
المقدمة
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
أما بعد
فـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها فان بنى آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ولابد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا خرج ثلاثة فى سفر فليؤمروا أحدهم " ... ـ وـ عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم " فأوجب تأمير الواحد فى الاجتماع القليل العارض فى السفر تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع ... ـ بل ـ يقال ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان والتجربة تبين ذلك ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان .. اهـ ([1])
وقال أبو بكر الطرطوشي رحمه الله : لم أزل أسمع الناس يقولون أعمالكم عمالكم كما تكونوا يولى عليكم إلى أن ظفرت بهذا المعنى في القرآن ـ الكريم ـ قال الله تعالى ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضا ً) وكان يقال : ما أنكرت من زمانك فإنما أفسده عليك عملك ؛ وقال عبد الملك بن مروان : ما أنصفتمونا يا معشر الرعية تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم بسيرة رعية أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ نسأل الله أن يعين كل على كل . اهـ ([2])
وجوب نصب إمام وعقد البيعة له([3])
2- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " ([5]) ([6])
3- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من خلع يدا من طاعة لقي الله لا حجة له ومن مات ليس في رقبته بيعة مات ميتة جاهلية " ([7])
كراهة سؤال الإمارة والحرص عليها
5- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي فقال : أحدهما أمرني يا رسول الله وقال الآخر : مثله فقال صلى الله عليه وسلم " لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه " ([9])
6- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة " ([10])
7- وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي فناديت بأعلى صوتي وما هي يا رسول الله قال " أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل وكيف يعدل مع قريبه " ([11])
8- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال " يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها " ([12])
عقد البيعة للإمام ديانة وشرعة لا تكثرا
10- وعن نافع رحمه الله أن عبد الله بن عمر جمع أهل بيته حين انتزى أهل المدينة مع عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما وخلعوا يزيد بن معاوية فقال إنا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان " وإن من أعظم الغدر بعد الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته ولا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يشرفن أحد منكم في هذا الأمر فيكون صيلما بيني وبينه.([14])
11- وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " صلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم " ([15])
مبايعة من غلب واستتب له الأمر([16])
وطاعتهوإن لم يكن أهلا للولاية
13- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت " يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " ([18])
14- وفي رواية لمسلم " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال حذيفة كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع "
15- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه " ([19])
الصبر على جور الأئمة وعصيانهم
17- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " سترون بعدي أثرة ([21]) وأمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا إليهم حقهم واسألوا الله حقكم " ([22])
18- وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة ([23]) ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة " ([24])
19- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فميتته جاهلية " ([25])
السمع والطاعة للإمام على أي حال
في غير معصية الله([26])
21- وعــن عبادة بن الصامت رضي الله عنـه عـن النبي صلى الله عليـه وسلم قـال " إسمع وأطـع فـي عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن أكلـوا مالك وضربوا ظـهرك " ([28])
22- وعن عوف ابن مالك رضي الله عنه قال : غزونا غزوة إلى طرف الشام فأمر علينا خالد بن الوليد قال فانضم إلينا رجل من أمداد حمير فأوى إلى رحلنا ليس معه شيء إلا سيف ليس معه سلاح غيره فنحر رجل من المسلمين جزورا فلم يزل يحتل حتى أخذ من جلده كهيئة المجن حتى بسطه على الأرض ثم وقد عليه حتى جف فجعل له ممسكا كهيئة الترس فقضى أن لقينا عدونا فيهم أخلاط من الروم والعرب من قضاعة فقاتلونا قتالا شديدا وفي القوم رجل من الروم على فرس له أشقر وسرج مذهب ومنطقة ملطخة ذهبا وسيف مثل ذلك فجعل يحمل على القوم ويغري بهم فلم يزل ذلك المددي يحتال لذلك الرومي حتى مر به فاستقفاه فضرب عرقوب فرسه بالسيف فوقع ثم أتبعه ضربا بالسيف حتى قتله فلما فتح الله الفتح أقبل يسأل للسلب وقد شهد له الناس بأنه قاتله فأعطاه خالد بعض سلبه وأمسك سائره فلما رجع إلى رحل عوف ذكره فقال له عوف ارجع إليه فليعطك ما بقي فرجع إليه فأبى عليه فمشى عوف حتى أتى خالدا فقال أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل قال بلى قال فما يمنعك أن تدفع إليه سلب قتيله قال خالد استكثرته له قال عوف لئن رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأذكرن ذلك له فلما قدم المدينة بعثه عوف فاستعدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا خالدا وعوف قاعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما يمنعك يا خالد أن تدفع إلى هذا سلب قتيله قال استكثرته له يا رسول الله فقال ادفعه إليه " قال فمر بعوف فجر عوف بردائه فقال ليجزي لك ما ذكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغضب فقال " لا تعطه يا خالد هل أنتم تاركي أمرائي إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل اشترى إبلا وغنما فدعاها ثم تخير سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوة الماء وتركت كدره فصفوة أمرهم لكم وكدره عليهم " ([29])
23- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فإذن لهم وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي فكنت فيمن غزا معه فلما كان في بعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا فقال عبد الله وكانت فيه دعابة أليس لي عليكم السمع والطاعة قالوا بلى قال فما أنا آمركم بشيء إلا صنعتموه قالوا نعم قال فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا فلما ظن أنهم واثبون قال أمسكوا على أنفسكم فإنما كنت أمزح معكم فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه " ([30])
24- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " طاعة الإمام حق على المرء المسلم ما لم يأمر بمعصية الله عز وجل فإذا أمر بمعصية الله فلا طاعة له " ([31])
25- وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أطيعوا أمراءكم مــا كان فإن أمروكم بما حدثتكم بـه فإنهم يؤجرون عليه وتؤجـرون بطاعتكم وإن أمروكم بشيء مما لم آمركم به فهو عليهم وأنتم منه براء ذلك بأنكم إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم فتقولون ربنا أرسلت إلينا رسلا فاطعناهم بإذنك واستخلفت علينا خلفاء فاطعناهم بإذنك وأمرت علينا أمراء فاطعناهم قال فيقول صدقتم هو عليهم وأنتم منه براء " ([32])
26- وعن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن السامع المطيع لا حجة عليه وإن السامع العاصي لا حجة له " ([33])
توقير الحاكم واحترامه
وإن كان فاسقاً عاصيا
28- وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة " ([35])
29- وعن زياد ابن كسيب العدوي قال كنت مع أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق فقال أبو بكرة اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " ([36])
30- وعـن أنس بن مالك رضي الله عنـه قال نهانا كبراؤنا مـن أصحاب رسول الله صلى الله عليـه وسلم قال " لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقــوا الله واصبروا فـإن الأمـر قـريب " ([37])
النصيحة للإمام وكيفيتها([38])
32- وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يرضى لكـم ثلاثا ويكره لكـم ثلاثا رضي لكـم أن تعبدوه ولا تشركـوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولى الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال " ([40])
33- وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم " ([41])
34- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " ([42])
35- وعن شريح بن عبيد قال : قال عياض بن غنم لهشام بن حكيم ألـم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه " ([43])
حرمة الخروج وذرائعه وبيان عقابه([44])
37- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يكون أمراء تلين لهم الجلود ولا تطمئن إليهم القلوب ثم يكون أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل يا رسول الله أفلا نقاتلهم قال لا ما أقاموا الصلاة " ([46])
38ـ وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس منى ولست منه " ([47])
39- وعن عرفجة بن شريح الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان " ([48])
40- وعنه رضي الله عنه مرفوعا " من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه "([49])
41- وعن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال " من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر " قلت أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال سمعته أذناي ووعاه قلبي قلت هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله . ([50])
42- وعن جنادة بن أبى أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ وهو مريض فقلنا حدثنا أصلحك الله بحديث ينفع الله به سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا " على السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان " ([51]) ([52])
ما جاء في ذم ولاية المرأة
وفرغ من جمعها
أبو صفية
حسام بن أحمد بن عبد الحكيم الصعيدي
في يوم الإثنين الموافق 30 محرم 1430هجرية
من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه
خ م
([1]) مجموع الفتاوى 28/390
[2])) سراج الملوك للطرطوشي وثمار القلوب للثعالبي .
([3])قال ابن حزم رحمه الله في الفصل " اتفق جميع أهل السنة .. على وجوب الإمامة .. " 4/72
وقال ابن خلدون رحمه الله في مقدمته " إن نصب الإمام واجب، قد عُرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين؛ لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وتسليم النظر إليه في أمورهم، وكذا في كل عصر من بعد ذلك، ولم يُترك الناس فوضى في عصر من الأعصار واستقر ذلك إجماعاً دالاً على وجوب نصب الإمام " اهـ ص 239
وقال الماوردي رحمه الله في الأحكام السلطانية " الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها واجب بالإجماع ... " اهـ ص3
[4])) رواه أحمد والطبراني وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد ويشهد له الحديث الأتي .
[5])) رواه أبو داود وصححه الألباني .
[6])) قال الشّوكانيّ رحمه الله : وإذا شرع هذا لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض أو يسافرون فشرعيّته لعدد أكثر يسكنون القرى والأمصار ويحتاجون لدفع التّظالم وفصل التّخاصم أولى وأحرى ، وفي ذلك دليل لقول من قال إنّه يجب على المسلمين نصب الأئمّة والولاة والحكّام . اهـ من نيل الأوطار 9/128
[7])) رواه مسلم .
[8])) رواه البخاري ومسلم .
([9]) رواه البخاري ومسلم.
([10]) رواه البخاري .
([11])أخرجه البزار في مسنده والطبراني في الأوسط والكبير وصححه الألباني في الصحيحة .
([12])رواه مسلم وفي رواية له " يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم "
([13])رواه البخاري ومسلم .
([14]) رواه البخاري وأحمد في المسند واللفظ له .
([15])رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
([16]) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح " ... وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء " 13/7
([17])رواه ابن حبان في صحيحه وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة ورواه البخاري بلفظ " إسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة "
([18])متفق عليه .
([19])متفق عليه .
([20]) رواه البخاري ومسلم .
([21]) قال الحافظ ابن حجر " بفتح الهمزة والمثلثة على المشهور وحاصلها الاختصاص بحظ دنيوي "
([22]) رواه البخاري .
([23])قال ابن القيم رحمه الله " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال الأمراء والخروج على الأئمة - وإن ظلموا أو جاروا- ما أقاموا الصلاة، سدا لذريعة الفساد العظيم والشر الكثير بقتالهم كما هو الواقع، فإنه حصل بسبب قتالهم والخروج عليهم أضعاف ما هم عليه، والأمة في بقايا تلك الشرور إلى الآن "
([24])رواه مسلم .
([25])متفق عليه .
([26])قال الطحاوي رحمه الله " ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل- فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة "
([27])متفق عليه .
([28])رواه ابن حبان في صحيحه وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة .
([29])رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والطبراني وصححه الألباني .
([30])أخرجه ابن ماجه وأحمد وحسنه الألباني وأصله في البخاري ومسلم بلفظ " لا طاعة لمخلوق في معصية الله إنما الطاعة في المعروف "
([31]) أخرجه تمام في الفوائد وصححه الألباني في السلسة الصحيحة .
([32]) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في السنن الكبرى وابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة .
([33]) رواه الطبراني في مسند الشاميين وابن أبي عاصم في السنة وجود إسناده الألباني في ظلال الجنة .
([34])رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وصححه الألباني
([35])رواه ابن أبي عاصم وأصله عند أحمد وصححه الألباني .
([36])رواه الترمذي وصححه الألباني .
([37])رواه ابن أبي عاصم في السنة والبيهقي في شعب الإيمان وجود إسناده الألباني .
([38])قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : والنصيحة للأمراء تكون بأمور منها :
أولاً : اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم ...
ثانياً : نشر محاسنهم في الرعية، لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم ... وهذا عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات ...
ثالثاً : امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه، إلا إذا كان في معصية الله عزّ وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله تعالى أمر بها ...
رابعاً : ستر معايبهم مهما أمكن، وجه هذا: أنه ليس من النصيحة أن تقوم بنشر معايبهم، لما في ذلك من ملئ القلوب غيظاً وحقداً وحنقاً على ولاة الأمور ... وليس معنى قولنا : ستر المعايب أن نسكت عن المعايب، بل ننصح الأمير مباشرة إن تمكنا، وإلا فبواسطة من يتصل به من العلماء وأهل الفضل .
خامساً : عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة لهم ... اهـ بتصرف من مجموع فتاواه 13/5
([39]) رواه مسلم .
([40])رواه مسلم .
([41])رواه أحمد والدارمي وصححه الألباني .
([42])رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني .
([43])رواه أحمد وابن أبي عاصم وصححه الألباني في ظلال الجنة .
([44]) قال الإمام النووي في شرح مسلم : وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق .
وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله " فما دام أن الوِلاية يصح عليها اسم الإسلام، ولم تنتقل عنه إلى الكفر ولم يُحكم بردتها، فالطاعة والسمع واجبان، وتجميع الناس حولها ما دام اسم الإسلام باقيا واجب؛ لأنه ما يحصل للناس من الاجتماع ولو كان هناك نقص في بعض أمور الدين فإنه ما يحصل من الاجتماع أضعاف أَضعاف ما يحصل من المصلحة من التفرق، وأنتم إذا نظرتم إلى تاريخ المسلمين، وجدتم أن هذا الأصل حزم في مواضع وكلما ظن الناس أنهم بخروجهم على الوالي المسلم أنه سينتجون خيرا فإنه ترتد عليهم ولا يكون ذلك خير ... " اهـ من شرح مسائل الجاهلية
([45]) رواه مسلم .
([46])رواه أحمد وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما وابن أبي عاصم في السنة والبيهقي في شعب الإيمان ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة وهو صحيح لغيره إن شاء الله .
([47])رواه مسلم .
([48])رواه مسلم .
([49])رواه مسلم .
([50])رواه أبو داود وصححه الألباني .
([51])متفق عليه .
([52])قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ... ثم إذا جاز الخروج عليهم بهذه الشروط فهل يعني ذلك أن يخرج عليهم ؟ لأن هناك فرقاً بين جواز الخروج، وبين وجوب الخروج .
والجواب : لا نخرج حتى ولو رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، إلا حيث يكون الخروج مصلحة، وليس من المصلحة أن تقوم فئة قليلة سلاحها قليل في وجه دولة بقوتها وسلاحها، لأن هذا يترتب عليه إراقة الدماء واستحلال الحرام دون ارتفاع المحذور الذي انتقدوا به الأمراء، كما هو مشاهد من عهد خروج الخوارج في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إلى يومنا هذا، حيث يحصل من الشر والمفاسد ما لا يعلمه إلا ربُّ العباد ... اهـ بتصرف من فتاواه 13/7
([53])رواه البخاري وأحمد وفي المسند بلفظ " لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة "
تعليق