بسم الله الرحمن الرحيم
صعد النبي صلى الله عليه و سلم يوما المنبر ليخطب الناس و ما كان يصعد إليه إلا في يوم الجمعة فقال : " إني والله ، ما قمت مقامي لأمر ينفعكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين ، فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم ، ألا إن تميما الداري أخبرني : أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها ، فقعدوا في قوارب السفينة ، حتى خرجوا إلى الجزيرة ، فإذا هم بشيء أهلب ، كثير الشعر ، قالوا له : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة* ، قالوا : أخبرينا ، قالت : ما أنا بمخبرتكم شيئا ؛ ولا سائلتكم شيئا ولكن هذا الدير* ، قد رمقتموه فأتوه ، فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه ويخبركم ، فأتوه ، فدخلوا عليه ، فإذا هم بشيخ موثق ، شديد الوثاق ، يظهر الحزن ؛ شديد التشكي ؛ فقال لهم : من أين ؟ قالوا : من الشام ، قال : ما فعلت العرب ؟ قالوا : نحن قوم من العرب ، عم تسأل ؟ قال : ما فعل هذا الرجل الذي خرج فيكم ؟ قالوا : خيرا ، ناوى قوما ، فأظهره الله عليهم ، فأمرهم اليوم جميع : إلههم واحد ، ودينهم واحد ، قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : خيرا ، يسقون منها زرعهم ، ويستقون منها لسقيهم ، قال : ما فعل نخل بئر عمان وبيسان ؟ قالوا : يطعم ثمرة كل عام ، قال : ما فعلت بحيرة طبرية ؟ قالوا : تدفق جنباتها من كثرة الماء ، فزفر ثلاث زفرات ثم قال : لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلي هاتين ؛ إلا طيبة ، ليس لي عليها سبيل ، إلى هذا انتهى فرحي ، هذه طيبة ، والذي نفسي بيده ، ما فيها طريق ضيق ، ولا واسع ، ولا سهل ، ولا جبل ، إلا وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة"
الراوي: فاطمة بنت قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2508
خلاصة حكم المحدث: صحيح
* الجسّاسة : دابة المسيح الدجال.
* الدير : القصر أو الحصن.
الدرر السنية - بتصرف بسيط-
صعد النبي صلى الله عليه و سلم يوما المنبر ليخطب الناس و ما كان يصعد إليه إلا في يوم الجمعة فقال : " إني والله ، ما قمت مقامي لأمر ينفعكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين ، فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم ، ألا إن تميما الداري أخبرني : أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها ، فقعدوا في قوارب السفينة ، حتى خرجوا إلى الجزيرة ، فإذا هم بشيء أهلب ، كثير الشعر ، قالوا له : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة* ، قالوا : أخبرينا ، قالت : ما أنا بمخبرتكم شيئا ؛ ولا سائلتكم شيئا ولكن هذا الدير* ، قد رمقتموه فأتوه ، فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه ويخبركم ، فأتوه ، فدخلوا عليه ، فإذا هم بشيخ موثق ، شديد الوثاق ، يظهر الحزن ؛ شديد التشكي ؛ فقال لهم : من أين ؟ قالوا : من الشام ، قال : ما فعلت العرب ؟ قالوا : نحن قوم من العرب ، عم تسأل ؟ قال : ما فعل هذا الرجل الذي خرج فيكم ؟ قالوا : خيرا ، ناوى قوما ، فأظهره الله عليهم ، فأمرهم اليوم جميع : إلههم واحد ، ودينهم واحد ، قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : خيرا ، يسقون منها زرعهم ، ويستقون منها لسقيهم ، قال : ما فعل نخل بئر عمان وبيسان ؟ قالوا : يطعم ثمرة كل عام ، قال : ما فعلت بحيرة طبرية ؟ قالوا : تدفق جنباتها من كثرة الماء ، فزفر ثلاث زفرات ثم قال : لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلي هاتين ؛ إلا طيبة ، ليس لي عليها سبيل ، إلى هذا انتهى فرحي ، هذه طيبة ، والذي نفسي بيده ، ما فيها طريق ضيق ، ولا واسع ، ولا سهل ، ولا جبل ، إلا وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة"
الراوي: فاطمة بنت قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2508
خلاصة حكم المحدث: صحيح
* الجسّاسة : دابة المسيح الدجال.
* الدير : القصر أو الحصن.
الدرر السنية - بتصرف بسيط-
تعليق