روى أبو داود ، والترمذي ، وابن أبي شيبة والبيهقي من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس رفعه: "يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر".
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء :
وقال الترمذي : ( حديث حسن صحيح ). كذا قال وابن أبي ليلى اسمه محمد بن عبد الرحمن ضعيف لسوء حفظه ولذلك قال الامام الشافعي وقد ذكر حديثه هذا :
( ولكنا هبنا روايته لأنا وجدنا حفاظ المكيين يقفونه على ابن عباس ) .
نقله البيهقي ثم أيده بقوله :
( رفعه خطأ وكان ابن أبي ليلى هذا كثير الوهم وخاصة إذا روى عن عطاء فيخطئ كثيرا، ضعفه أهل النقل مع كبر محله في الفقه ) .
قلت : وقد أشار أبو داود إلى ترجيح وقفه أيضا بقوله عقبه :
( رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام عن عطاء عن ابن عباس موقوفا ) .انتهى من الإرواء.
ورواه أحمد وابن أبي شيبة والفاكهي والبيهقي من حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: " اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر، كل ذلك يلبي حتى يستلم الحجر ".
والحجاج هو ابن أرطأة وهو ضعيف مدلس وقد عنعنه.
وقال البيهقي عقبه:
وقد قيل عن الحجاج عن عطاء عن بن عباس مرفوعا والحجاج بن أرطأة لا يحتج به ..
بل هو عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً .. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه :قال حدثنا حفص عن حجاج وعبد الملك عن عطاء قال كان بن عباس يلبي في العمرة حتى يستلم الحجر وكان بن عمر يقطع إذا دخل الحرم.
فلعل حجاجاً وهم فرواه عن عمرٍو بدل عطاء ورفعه بدل أن يوقفه.
وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن علي المروزي ثنا أحمد بن حفص ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال لم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يلبي في العمرة حتى استلم الحجر الأسود قال إبراهيم بن طهمان وحدثني أيوب بن موسى عن عطاء عن بن عباس بذلك أيضا.
لم يرو هذا الحديث عن بن أبي نجيح إلا إبراهيم بن طهمان تفرد به حفص بن عبد الله.اهـ
حفص بن عبد الله السلمي صدوق حسن الحديث ومثله ابنه وثقهما النسائي.
وإبراهيم بن طهمان ثقة من رجال الصحيح.
وشيخ الطبراني هو أبو عبد الله الهُزمُزْفَرَمي المروزي وثقه الذهبي والخطيب وغيرهما.
وأيوب بن موسى ثقة حافظ.
وقول الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن بن أبي نجيح إلا إبراهيم بن طهمان. فلعله يقصد لم يروه من حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد برواية الرفع وإلا فقد رواه ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً كما عند أبي شيبة في مصنفه قال حدثنا بن علية عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن عباس قال حتى يستلم الحجر.
وكذلك أخرجه البيهقي :
من طريق أبو على الروذبارى وأبو الحسين بن بشران وأبو محمد : عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكرى قالوا أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا أبو معاوية عن عمر بن ذر عن مجاهد عن ابن عباس موقوفاً.
الصفار وثقه الدارقطني.
وسعدان بن نصر هو البغدادي وثقه أبو حاتم.
وأخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس مرفوعاً من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا عبد السلام بن حرب، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبّى في العمرة حتى استلم الحجر.
محمد بن عبد الله الحضرمي يلقب بمطّين: ثقة حافظ وثقه الدارقطني والخليلي.
ومسلم بن سلام هو أبو عبد الملك الحنفي مجهول لم يوثقه غير ابن حبان.
وعبد السلام بن حرب ثقة حافظ احتج به الشيخان.
وليث هو ابن أبي سليم ضعفه الأئمة لاختلاطه.
فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها وخاصة ما روى إبراهيم بن طهمان عن أيوب بن موسى وهو من ثقات المكيين وطريق طاووس.
فلعل الوجهين محفوظان فحدث به ابن عباس رضي الله عنهما فرفعه تارة ووقفه أخرى..
وما قد يقوي ذلك ما رواه البزار والبيهقي من حديث أبي بكرة رضي الله عنه من طريق عمرو بن مالك ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ، قال : حدثنا بحر بن مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن جده عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في بعض عمرة ، وخرجت معه ما قطع التلبية حتى استلم الحجر.
قال البزار :وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه ، عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه ، ولا نعلم أحدا تابع عمرو بن مالك على هذا الحديث ، عن أبي بكرة ، ولا عن بحر بن مرار وبحر بن مرار بصري معروف.
قال البيهقي:
هذا إسناد غير قوي والله أعلم.
وصدق رحمه الله:
فبحر بن مرار صدوق وثقه ابن معين ورماه يحيى بن سعيد وابن حبان بالاختلاط وقال ابن عدى : لا أعرف له حديثا منكرا ، و لم أجد أحدا من المتقدمين ضعفه إلا يحيى بن سعيد فى قوله : خولط .
وعبد الرحمن بن عثمان ضعيف الحديث ضعفه ابن المديني والنسائي وقال أحمد لا بأس به وقال أبو حاتم : ليس بقوى ، يكتب حديثه و لا يحتج به ونحوه عن ابن عدي.
وعمرو بن مالك الراسبي ضعفه أبو حاتم.
لكنه قد يشهد لما مضى من طرق.
وقد يشهد له ما روى ابن أبي شيبة في مصنفه :قال حدثنا اسباط بن محمد عن أشعث عن الحكم قال كان أصحاب عبد الله يلبون في العمرة حتى يستلمون الحجر
وأشعث هو ابن سوار ضعيف ضعفه ابن معين والنسائي والدارقطني ولينه أبو زرعة.
وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وطاووس من أصحاب بن عباس وخالفهما عطاء فقال يقطع إذا دخل القرية كما عند ابن أبي شيبة.
وفي رواية أخرى عنه وافق قول ابن عباس كما عند البيهقي قال : ( سئل عطاء متى يقطع المعتمر التلبية ؟ فقال : قال ابن عمر : إذا دخل الحرم، وقال ابن عباس : حتى يمسح الحجر قلت : يا أبا محمد أيهما أحب إليك ؟ قال : قول ابن عباس ) .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ومن عنده فائدة من استدراك أو تعقيب فلا يبخل بها.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء :
وقال الترمذي : ( حديث حسن صحيح ). كذا قال وابن أبي ليلى اسمه محمد بن عبد الرحمن ضعيف لسوء حفظه ولذلك قال الامام الشافعي وقد ذكر حديثه هذا :
( ولكنا هبنا روايته لأنا وجدنا حفاظ المكيين يقفونه على ابن عباس ) .
نقله البيهقي ثم أيده بقوله :
( رفعه خطأ وكان ابن أبي ليلى هذا كثير الوهم وخاصة إذا روى عن عطاء فيخطئ كثيرا، ضعفه أهل النقل مع كبر محله في الفقه ) .
قلت : وقد أشار أبو داود إلى ترجيح وقفه أيضا بقوله عقبه :
( رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام عن عطاء عن ابن عباس موقوفا ) .انتهى من الإرواء.
ورواه أحمد وابن أبي شيبة والفاكهي والبيهقي من حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: " اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر، كل ذلك يلبي حتى يستلم الحجر ".
والحجاج هو ابن أرطأة وهو ضعيف مدلس وقد عنعنه.
وقال البيهقي عقبه:
وقد قيل عن الحجاج عن عطاء عن بن عباس مرفوعا والحجاج بن أرطأة لا يحتج به ..
بل هو عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً .. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه :قال حدثنا حفص عن حجاج وعبد الملك عن عطاء قال كان بن عباس يلبي في العمرة حتى يستلم الحجر وكان بن عمر يقطع إذا دخل الحرم.
فلعل حجاجاً وهم فرواه عن عمرٍو بدل عطاء ورفعه بدل أن يوقفه.
وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن علي المروزي ثنا أحمد بن حفص ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال لم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يلبي في العمرة حتى استلم الحجر الأسود قال إبراهيم بن طهمان وحدثني أيوب بن موسى عن عطاء عن بن عباس بذلك أيضا.
لم يرو هذا الحديث عن بن أبي نجيح إلا إبراهيم بن طهمان تفرد به حفص بن عبد الله.اهـ
حفص بن عبد الله السلمي صدوق حسن الحديث ومثله ابنه وثقهما النسائي.
وإبراهيم بن طهمان ثقة من رجال الصحيح.
وشيخ الطبراني هو أبو عبد الله الهُزمُزْفَرَمي المروزي وثقه الذهبي والخطيب وغيرهما.
وأيوب بن موسى ثقة حافظ.
وقول الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن بن أبي نجيح إلا إبراهيم بن طهمان. فلعله يقصد لم يروه من حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد برواية الرفع وإلا فقد رواه ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً كما عند أبي شيبة في مصنفه قال حدثنا بن علية عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن عباس قال حتى يستلم الحجر.
وكذلك أخرجه البيهقي :
من طريق أبو على الروذبارى وأبو الحسين بن بشران وأبو محمد : عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكرى قالوا أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا أبو معاوية عن عمر بن ذر عن مجاهد عن ابن عباس موقوفاً.
الصفار وثقه الدارقطني.
وسعدان بن نصر هو البغدادي وثقه أبو حاتم.
وأخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس مرفوعاً من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا عبد السلام بن حرب، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبّى في العمرة حتى استلم الحجر.
محمد بن عبد الله الحضرمي يلقب بمطّين: ثقة حافظ وثقه الدارقطني والخليلي.
ومسلم بن سلام هو أبو عبد الملك الحنفي مجهول لم يوثقه غير ابن حبان.
وعبد السلام بن حرب ثقة حافظ احتج به الشيخان.
وليث هو ابن أبي سليم ضعفه الأئمة لاختلاطه.
فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها وخاصة ما روى إبراهيم بن طهمان عن أيوب بن موسى وهو من ثقات المكيين وطريق طاووس.
فلعل الوجهين محفوظان فحدث به ابن عباس رضي الله عنهما فرفعه تارة ووقفه أخرى..
وما قد يقوي ذلك ما رواه البزار والبيهقي من حديث أبي بكرة رضي الله عنه من طريق عمرو بن مالك ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ، قال : حدثنا بحر بن مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن جده عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في بعض عمرة ، وخرجت معه ما قطع التلبية حتى استلم الحجر.
قال البزار :وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه ، عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه ، ولا نعلم أحدا تابع عمرو بن مالك على هذا الحديث ، عن أبي بكرة ، ولا عن بحر بن مرار وبحر بن مرار بصري معروف.
قال البيهقي:
هذا إسناد غير قوي والله أعلم.
وصدق رحمه الله:
فبحر بن مرار صدوق وثقه ابن معين ورماه يحيى بن سعيد وابن حبان بالاختلاط وقال ابن عدى : لا أعرف له حديثا منكرا ، و لم أجد أحدا من المتقدمين ضعفه إلا يحيى بن سعيد فى قوله : خولط .
وعبد الرحمن بن عثمان ضعيف الحديث ضعفه ابن المديني والنسائي وقال أحمد لا بأس به وقال أبو حاتم : ليس بقوى ، يكتب حديثه و لا يحتج به ونحوه عن ابن عدي.
وعمرو بن مالك الراسبي ضعفه أبو حاتم.
لكنه قد يشهد لما مضى من طرق.
وقد يشهد له ما روى ابن أبي شيبة في مصنفه :قال حدثنا اسباط بن محمد عن أشعث عن الحكم قال كان أصحاب عبد الله يلبون في العمرة حتى يستلمون الحجر
وأشعث هو ابن سوار ضعيف ضعفه ابن معين والنسائي والدارقطني ولينه أبو زرعة.
وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وطاووس من أصحاب بن عباس وخالفهما عطاء فقال يقطع إذا دخل القرية كما عند ابن أبي شيبة.
وفي رواية أخرى عنه وافق قول ابن عباس كما عند البيهقي قال : ( سئل عطاء متى يقطع المعتمر التلبية ؟ فقال : قال ابن عمر : إذا دخل الحرم، وقال ابن عباس : حتى يمسح الحجر قلت : يا أبا محمد أيهما أحب إليك ؟ قال : قول ابن عباس ) .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ومن عنده فائدة من استدراك أو تعقيب فلا يبخل بها.
تعليق