إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مدارسة] الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

    روى أبو داود ، والترمذي ، وابن أبي شيبة والبيهقي من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس رفعه: "يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر".

    قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء :
    وقال الترمذي : ( حديث حسن صحيح ). كذا قال وابن أبي ليلى اسمه محمد بن عبد الرحمن ضعيف لسوء حفظه ولذلك قال الامام الشافعي وقد ذكر حديثه هذا :
    ( ولكنا هبنا روايته لأنا وجدنا حفاظ المكيين يقفونه على ابن عباس ) .
    نقله البيهقي ثم أيده بقوله :
    ( رفعه خطأ وكان ابن أبي ليلى هذا كثير الوهم وخاصة إذا روى عن عطاء فيخطئ كثيرا، ضعفه أهل النقل مع كبر محله في الفقه ) .
    قلت : وقد أشار أبو داود إلى ترجيح وقفه أيضا بقوله عقبه :
    ( رواه عبد الملك بن أبي سليمان وهمام عن عطاء عن ابن عباس موقوفا ) .انتهى من الإرواء.

    ورواه أحمد وابن أبي شيبة والفاكهي والبيهقي من حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: " اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر، كل ذلك يلبي حتى يستلم الحجر ".
    والحجاج هو ابن أرطأة وهو ضعيف مدلس وقد عنعنه.

    وقال البيهقي عقبه:
    وقد قيل عن الحجاج عن عطاء عن بن عباس مرفوعا والحجاج بن أرطأة لا يحتج به ..

    بل هو عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً .. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه :قال حدثنا حفص عن حجاج وعبد الملك عن عطاء قال كان بن عباس يلبي في العمرة حتى يستلم الحجر وكان بن عمر يقطع إذا دخل الحرم.
    فلعل حجاجاً وهم فرواه عن عمرٍو بدل عطاء ورفعه بدل أن يوقفه.

    وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن علي المروزي ثنا أحمد بن حفص ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال لم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يلبي في العمرة حتى استلم الحجر الأسود قال إبراهيم بن طهمان وحدثني أيوب بن موسى عن عطاء عن بن عباس بذلك أيضا.
    لم يرو هذا الحديث عن بن أبي نجيح إلا إبراهيم بن طهمان تفرد به حفص بن عبد الله.اهـ

    حفص بن عبد الله السلمي صدوق حسن الحديث ومثله ابنه وثقهما النسائي.
    وإبراهيم بن طهمان ثقة من رجال الصحيح.
    وشيخ الطبراني هو أبو عبد الله الهُزمُزْفَرَمي المروزي وثقه الذهبي والخطيب وغيرهما.
    وأيوب بن موسى ثقة حافظ.
    وقول الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن بن أبي نجيح إلا إبراهيم بن طهمان. فلعله يقصد لم يروه من حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد برواية الرفع وإلا فقد رواه ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً كما عند أبي شيبة في مصنفه قال حدثنا بن علية عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن عباس قال حتى يستلم الحجر.

    وكذلك أخرجه البيهقي :
    من طريق أبو على الروذبارى وأبو الحسين بن بشران وأبو محمد : عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكرى قالوا أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا أبو معاوية عن عمر بن ذر عن مجاهد عن ابن عباس موقوفاً.

    الصفار وثقه الدارقطني.
    وسعدان بن نصر هو البغدادي وثقه أبو حاتم.

    وأخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس مرفوعاً من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا مسلم بن سلام ثنا عبد السلام بن حرب، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبّى في العمرة حتى استلم الحجر.

    محمد بن عبد الله الحضرمي يلقب بمطّين: ثقة حافظ وثقه الدارقطني والخليلي.
    ومسلم بن سلام هو أبو عبد الملك الحنفي مجهول لم يوثقه غير ابن حبان.
    وعبد السلام بن حرب ثقة حافظ احتج به الشيخان.
    وليث هو ابن أبي سليم ضعفه الأئمة لاختلاطه.


    فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها وخاصة ما روى إبراهيم بن طهمان عن أيوب بن موسى وهو من ثقات المكيين وطريق طاووس.
    فلعل الوجهين محفوظان فحدث به ابن عباس رضي الله عنهما فرفعه تارة ووقفه أخرى..
    وما قد يقوي ذلك ما رواه البزار والبيهقي من حديث أبي بكرة رضي الله عنه من طريق عمرو بن مالك ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ، قال : حدثنا بحر بن مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن جده عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في بعض عمرة ، وخرجت معه ما قطع التلبية حتى استلم الحجر.
    قال البزار :وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه ، عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه ، ولا نعلم أحدا تابع عمرو بن مالك على هذا الحديث ، عن أبي بكرة ، ولا عن بحر بن مرار وبحر بن مرار بصري معروف.
    قال البيهقي:
    هذا إسناد غير قوي والله أعلم.
    وصدق رحمه الله:
    فبحر بن مرار صدوق وثقه ابن معين ورماه يحيى بن سعيد وابن حبان بالاختلاط وقال ابن عدى : لا أعرف له حديثا منكرا ، و لم أجد أحدا من المتقدمين ضعفه إلا يحيى بن سعيد فى قوله : خولط .
    وعبد الرحمن بن عثمان ضعيف الحديث ضعفه ابن المديني والنسائي وقال أحمد لا بأس به وقال أبو حاتم : ليس بقوى ، يكتب حديثه و لا يحتج به ونحوه عن ابن عدي.
    وعمرو بن مالك الراسبي ضعفه أبو حاتم.

    لكنه قد يشهد لما مضى من طرق.
    وقد يشهد له ما روى ابن أبي شيبة في مصنفه :قال حدثنا اسباط بن محمد عن أشعث عن الحكم قال كان أصحاب عبد الله يلبون في العمرة حتى يستلمون الحجر
    وأشعث هو ابن سوار ضعيف ضعفه ابن معين والنسائي والدارقطني ولينه أبو زرعة.
    وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وطاووس من أصحاب بن عباس وخالفهما عطاء فقال يقطع إذا دخل القرية كما عند ابن أبي شيبة.
    وفي رواية أخرى عنه وافق قول ابن عباس كما عند البيهقي قال : ( سئل عطاء متى يقطع المعتمر التلبية ؟ فقال : قال ابن عمر : إذا دخل الحرم، وقال ابن عباس : حتى يمسح الحجر قلت : يا أبا محمد أيهما أحب إليك ؟ قال : قول ابن عباس ) .

    والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    ومن عنده فائدة من استدراك أو تعقيب فلا يبخل بها.

  • #2
    رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

    بارك الله فيك أخانا الفاضل

    إلا أني أحببتُ أن أنبهك على أمر قبل مناقشة هذه الدراسة , أ لا و هو ذكر المصادر لتُسهل على القراء الرجوع إليها .

    - فما ذكرتَه عن الشيخ الألباني رحمه من كتابه إرواء الغليل هو في (ج:4/ص:296)(ح:1099) .

    - أما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فهو في مسند أحمد (ج:2/ص:180)(ح:6685-6686) و مصنف ابن أبي شيبة (ج:5/ص:329)(ح:14187) و أخبار مكة للفاكهي (ح:2895) و سنن الكبرى للبيهقي . (1)

    و هو حديث ضعيف جداً غير صالح في الشواهد و المتابعات . لا كما يُفهم من قولك : " فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها ... "

    و ذلك لأن مع الكلام الذي في حجاج بن أرطأة من قبل حفظه و تدليسه , فكما لا يخفى عليك أخي الفاضل يذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الرابعة في طبقات المدلسين , و هم الذين أكثروا من التدليس عن الضعفاء و المجاهل .

    و قال ابن معين : صدوق ليس بالقوي يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب . اهـ (2)

    قال عبد الله بن المبارك : كان الحجاج يدلس و كان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي , و العرزمي متروك لا نقر به . اهـ (3)

    فمع الكلام الذي فيه من جهة حفظه , روايته عن عمرو بن شعيب خاصة شديدة الضعف بما تسقط الاعتبار بها في باب الشواهد و المتابعات .

    و مما يؤكد شدة ضعف هذه الرواية , أن الحجاج بن أرطأة اضطرب فيه فرواه تارة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص و أخرى من حديث ابن عباس . و هكذا رفعه تارة و أوقفه أخرى , فهذا مما يؤكد أنه ما حفظه و هذا ما لا ريب فيه , لا كما تقول : " فلعل حجاجاً وهم فرواه عن عمرٍو بدل عطاء ورفعه بدل أن يوقفه "


    - و أما حديث ابن عباس رضي الله عنه الموقوف عليه من طريق الحجاج الذي عزوتَه لابن أبي شيبة فهو في المصنف (ج:5/ص:329)(ح:14189)

    و لا يضر ما سبق بيانه من حال حجاج بن أرطأة هاهنا, و ذلك لأن ابن أبي شيبة ذكره مقروناً بعبد الملك و هو ابن أبي سليمان العرزمي . قال الحافظ في التقريب (ت:4184) " صدوق له أوهام " . و قال ابن حبان في الثقات (ج:7/ص:97) : " ... كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة و حفاظهم و الغالب على من يحفظ و يحدث من حفظه أن يهم و ليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عدالته بأوهام يهم في روايته . و لو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري و ... " اهـ

    فعلى هذا هو ممن يحسن حديثه ما لم يتبين أنه أخطاء . و مما تزيد اطمئنان للنفس لتصحيحه موقوفاً , متابعة ابن أبي نجيح لهما كما سيأتي ذكرها , فالحديث يصح موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنه . و هذا ما قاله العلامة الشيخ الألباني رحمه في الإرواء ( و لو اقتصر هذا البحث على نقل تخريجه لكان كافياً في نظري )


    - و أما ما عزوته إلى الطبراني في الأوسط فهو في (ج:7/ص:101) .


    - و أما ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف فهو في (ج:5/ص:329)(ح:14190) ,. رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين , فهذه متابعة قوية لما سبق من طريق حجاج بن أرطأة و عبد الملك لحديث ابن عباس رضي الله عنه الموقوف عليه .


    - و أما ا عزوته إلى الطبراني في الكبير فهو في (ج:11/ص:37)(ح:10967)

    و هو ضعيف كما بينتَه , إلا أني أسألك هنا أ ترى رواية مجهول العين صالحة للاعتبار ؟

    و إن قلتَ لا , فمرة ثانية أقول لك أنه غير صالح للاعتبار لاكما يُفهم من قولك : " فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها ... "

    و إن قلتَ نعم , فكما لا يخفى عليك استشهد به بعض العلماء ولكن بقيود . و هنا أقيفك على ما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار (ج:2/ص:146) في عبد الله بن علي : " و لم يسمه من الحسن بن علي , بل الظاهر أن جده مات قبل أن يولد . لأن أباه زين العابدين أدرك من حياة عمه الحسن رضي الله عنه نحو عشر سنين فقط . فتبين أن هذا السند ليس من شرط الحسن لانقطاعه و جهالة راو , و لم ينجبر بمجيئه من وجه أخر ... " اهـ

    فعلى هذا لم يكن صالحاً للاعتبار و هذا على أي واحد من القولين اخترتَه .


    - أما قولك : " فلعل الوجهين محفوظان فحدث به ابن عباس رضي الله عنهما فرفعه تارة ووقفه أخرى.."

    بل لا يصح مرفوعاً كما بُين . و إنما الصحيح وقفه , فلا يقال لعل الوجهين محفوظان . و من سبقك بهذا الاحتمال ؟


    - أما ما ذكرتَه للاستشهاد فهو ما أخرجه البزار (ج:9/ص:98/ح:3632)(1)

    قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (ج:2/ص:279)(ح:5667) : " رواه البزار و فيه من لم أعرفه " اهـ

    بل نقل الشيخ الألباني عن البيهقي بعد أن ذكر حديث عبد بن عمرو بن العاص : " إسناده أضعف من حديث ابن عباس , و الحجاج بن أرطأة لا يحتج به . و روي عن أبي بكرة مرفوعاً أنه خرج معه في بعض عمرة فما قطع التلبية حتى استلم الحجر , و إسناده ضعيف " اهـ من إرواء الغليل . و اكتفيتُ بالنقل عن الشيخ لأني كما أشارتُ إلى ذلك سابقاً المجلد الخامس من السنن الكبرى للبيهقي ناقصة من مكتبتي فالله المستعان .

    و أما الكلام على رواته :

    بحر بن مرار مع صدقه الذي ذكرتَه فإنه اختلط إلى أن لم يميز ما حدث به قبل ذلك . كما قال ابن حبان في المجروحين (ج:1/ص:221/ت:143) : " ... اختلط بأخرة حتى كان لا يدري ما يحدث . فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم و لم يتميز . تركه يحي القطان . " اهـ


    - أما قولك : " لكنه قد يشهد لما مضى من طرق " .

    فلا لأن في طريقه ضعيفين و هكذا من اختلط , و لم يتميز حديثه القديم . فعلى هذا لا يصلح في الشواهد و المتابعات .


    - أما قولك : " وقد يشهد له ما روى ابن أبي شيبة في مصنفه :قال حدثنا أسباط بن محمد عن أشعث عن الحكم قال كان أصحاب عبد الله يلبون في العمرة حتى يستلمون الحجر "

    فعجباً , كيف تجعل موقوفاً ضعيفاً شاهداً لمرفوع أضعف ؟
    ما علمتُ يوماً أن الضعيف يقوي ضعيفا أشد .


    - أما ما روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أصحاب ابن عباس فهو في (ج:5/ص:331)(ح:14200)
    - و أما قول سعيد بن جبير فهو في مصنف ابن أبي شيبة (ج:5/ص:329)(ح:1418 و (ج:5/ص:330)(ح:14191)
    - و قول مجاهد فهو فيه (ج:5/ص:330)(ح:14191) , و قول طاووس ففيه (ج:5/ص:331)(ح:14201)


    فعلى هذا لا يصح ما ذهب إليه أخونا من احتمال تصحيح الوجهين , و إنما الصواب عندي ضعف الرواية المرفوعة , و أن الصحيح وقفه على ابن عباس رضي الله عنه كما بُين . و هذا ما استفدنا من كلام أئمة هذا الشأن , و اتبعناهم فيه .

    فقال الإمام أبو دواد (ج:3/ص:222 ) : " رواه عبد المالك بن أبي سليمان و همام (عن) عطاء (عن) ابن عباس موقوفاً " اهـ

    و قال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج:3/ص:225)(ح:5380) : " روى له أبو داود و حديث العمرة موقوف " اهـ

    و هكذا من حسن صنيع علامة هذا العصر في هذا الشأن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى حينما ضعف المرفوع و صحح الموقوف ,كما في تخريج مشكاة المصابيح (ح:2547) : " إسناد المرفوع ضعيف و هو عن ابن عباس موقوفاً , و رفعه خطاء " اهـ و بهذا المعنى في ضعيف أبي داود (ج:2/ص:156. طبعة غراس )

    والله تعالى أعلى و أعلم




    (1): لا يمكنني العزو إلى كتاب البيهقي السنن الكبرى لأن أبواب الحج التي نحتج غليها في هذا البحث في الجز الخامس و هو ناقص من مكتبتي فالله المستعان و عليه التكلان .
    (2): تهذيب الكمال للحافظ المزي (ج:5/ص:425)
    (3): الكامل لابن عدي (ج:2/ص:521)
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي; الساعة 29-Oct-2011, 07:21 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

      بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..
      جزاك الله خيراً على تواضعك وحسن أدبك مع إخوانك ..
      ولي على وقفتك هذه وقفات ..وقد ميزت كلامي باللون الأخضر ..

      بارك الله فيك أخانا الفاضل

      إلا أني أحببتُ أن أنبهك على أمر قبل مناقشة هذه الدراسة , أ لا و هو ذكر المصادر لتُسهل على القراء الرجوع إليها .


      هذه فمعك الحق فيها فجزاك الله خيراً على نصيحتك ..


      -
      أما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فهو في مسند أحمد (ج:2/ص:180)(ح:6685-6686) و مصنف ابن أبي شيبة (ج:5/ص:329)(ح:14187) و أخبار مكة للفاكهي (ح:2895) و سنن الكبرى للبيهقي . (1)

      و هو حديث ضعيف جداً غير صالح في الشواهد و المتابعات . لا كما يُفهم من قولك : " فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها... "


      ولي هنا وقفتان :
      الأولى أن قولك أن هذه الرواية لا يحتج بها في الشواهد فلو قصدت أن الحجاج لا يعتبر بحديثه عامة ولا يصلح للمتابعات ففيه نظر فقد اعتبر حديثه الألباني في الشواهد وقد قال الذهبي رحمه الله :
      وكان من بحور العلم ، تُكُلم فيه لِبَأْوٍ فيه ، ولتدليسه ، ولنقص قليل في حفظه ،ولم يترك .
      ولو قلت لا يعتبر بحديثه عن عمرو بن شعيب فقد اعتبر الألباني بحديث الحجاج عامة وبحديثه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده خاصة في عدة أحاديث ورده تارة أخرى لعلمه أن هذا مما تلقاه عن العزرمي جزماً.
      وهو الحق فلا وجه لردها بمجرد التخرص والظن.
      وأما الوقفة الثانية فهي أني لم أستشهد بحديثه بل لو أعدت النظر كرة أخرى لوجدتني قلت:
      (فلعل حجاجاً وهم فرواه عن عمرٍو بدل عطاء ورفعه بدل أن يوقفه).
      وقلت أيضاً: وخاصة ما روى إبراهيم بن طهمان عن أيوب بن موسى وهو من ثقات المكيين وطريق طاووس.
      ولعل هذا من العجلة وعدم التروي أثناء القراءة والاندفاع عند الرد.
      و ذلك لأن مع الكلام الذي في حجاج بن أرطأة من قبل حفظه و تدليسه , فكما لا يخفى عليك أخي الفاضل يذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الرابعة في طبقات المدلسين , و هم الذين أكثروا من التدليس عن الضعفاء و المجاهل .

      و قال ابن معين : صدوق ليس بالقوي يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب. اهـ (2)

      قال عبد الله بن المبارك : كان الحجاج يدلس و كان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي , و العرزمي متروك لا نقر به. اهـ (3)

      فمع الكلام الذي فيه من جهة حفظه , روايته عن عمرو بن شعيب خاصة شديدة الضعف بما تسقط الاعتبار بها في باب الشواهد و المتابعات .

      وأما رد رواية حجاج هنا فيحتمل ردها لتدليسه عن غيره ويحتمل أن يكون مردها للوهم والاضطراب وهذا أقوى والله أعلم.

      و مما يؤكد شدة ضعف هذه الرواية , أن الحجاج بن أرطأة اضطرب فيه فرواه تارة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص و أخرى من حديث ابن عباس . و هكذا رفعه تارة و أوقفه أخرى , فهذا مما يؤكد أنه ما حفظه و هذا ما لا ريب فيه , لا كما تقول : " فلعل حجاجاً وهم فرواه عن عمرٍو بدل عطاء ورفعه بدل أن يوقفه"

      وأما قولك (فإن هذا مما لا ريب فيه) فلا جسارة عندي للجزم به ولا بأنه تلقاه عن العزرمي جزماً بذلك ... على أني أشرت إلى وهم حجاج وأنه اضطرب فرواه عن عمروٍ تارة وعن عطاء أخرى وأوقفه تارة ورفعه أخرى .. والأمر عندي لا يعدو كونه مدارسة لأستفيد وقد ختمت كلامي بطلب الاستدراك والتعقيب لتعم الفائدة.


      -
      و أما حديث ابن عباس رضي الله عنه الموقوف عليه من طريق الحجاج الذي عزوتَه لابن أبي شيبة فهو في المصنف (ج:5/ص:329)(ح:14189)

      و لا يضر ما سبق بيانه من حال حجاج بن أرطأة هاهنا, و ذلك لأن ابن أبي شيبة ذكره مقروناً بعبد الملك و هو ابن أبي سليمان العرزمي . قال الحافظ في التقريب (ت:4184) " صدوق له أوهام " . و قال ابن حبان في الثقات (ج:7/ص:97) : " ... كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة و حفاظهم و الغالب على من يحفظ و يحدث من حفظه أن يهم و ليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عدالته بأوهام يهم في روايته . و لو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري و... " اهـ

      فعلى هذا هو ممن يحسن حديثه ما لم يتبين أنه أخطاء . و مما تزيد اطمئنان للنفس لتصحيحه موقوفاً , متابعة ابن أبي نجيح لهما كما سيأتي ذكرها , فالحديث يصح موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنه . و هذا ما قاله العلامة الشيخ الألباني رحمه في الإرواء ( و لو اقتصر هذا البحث على نقل تخريجه لكان كافياً في نظري )

      وأما قولك لو نقل تخريج الإمام الألباني لكان كافياً فهذه وجهة نظر لك أحترمها على أن فيها ما فيها ولو اكتفيت بذكر موضع الخطأ بالحجة لكان خيراً.

      -
      و أما ما عزوته إلى الطبراني في الأوسط فهو في (ج:7/ص:101) .

      لم أرك عقبت على هاتين الطريقين.

      -
      و أما ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف فهو في (ج:5/ص:329)(ح:14190) ,. رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين , فهذه متابعة قوية لما سبق من طريق حجاج بن أرطأة و عبد الملك لحديث ابن عباس رضي الله عنه الموقوف عليه .

      -
      و أما ا عزوته إلى الطبراني في الكبير فهو في (ج:11/ص:37)(ح:10967)

      و هو ضعيف كما بينتَه , إلا أني أسألك هنا أ ترى رواية مجهول العين صالحة للاعتبار ؟
      و إن قلتَ لا , فمرة ثانية أقول لك أنه غير صالح للاعتبار لاكما يُفهم من قولك : " فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها... "

      و إن قلتَ نعم , فكما لا يخفى عليك استشهد به بعض العلماء ولكن بقيود . و هنا أقيفك على ما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار (ج:2/ص:146) في عبد الله بن علي : " و لم يسمه من الحسن بن علي , بل الظاهر أن جده مات قبل أن يولد . لأن أباه زين العابدين أدرك من حياة عمه الحسن رضي الله عنه نحو عشر سنين فقط . فتبين أن هذا السند ليس من شرط الحسن لانقطاعه و جهالة راو , و لم ينجبر بمجيئه من وجه أخر... " اهـ


      سبق بيان أنه قد أتى من أوجه لا من وجه واحد.
      أضف إليه أن مسلم بن سلام مجهول الحال لا العين كما حققه الإمام الألباني فارجع إليه في ضعيف أبي داود.
      فلا وجه حينئذ لقولك:
      (فعلى هذا لم يكن صالحاً للاعتبار و هذا على أي واحد من القولين اخترتَه) .

      -
      أما قولك : " فلعل الوجهين محفوظان فحدث به ابن عباس رضي الله عنهما فرفعه تارة ووقفه أخرى.."

      بل لا يصح مرفوعاً كما بُين . و إنما الصحيح وقفه , فلا يقال لعل الوجهين محفوظان . و من سبقك بهذا الاحتمال ؟

      صححه مرفوعاً الترمذي ولو أن عنده تساهل..

      -
      أما ما ذكرتَه للاستشهاد فهو ما أخرجه البزار (ج:9/ص:98/ح:3632)(1)

      قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (ج:2/ص:279)(ح:5667) : "رواه البزار و فيه من لم أعرفه" اهـ

      بل نقل الشيخ الألباني عن البيهقي بعد أن ذكر حديث عبد بن عمرو بن العاص : " إسناده أضعف من حديث ابن عباس , و الحجاج بن أرطأة لا يحتج به . و روي عن أبي بكرة مرفوعاً أنه خرج معه في بعض عمرة فما قطع التلبية حتى استلم الحجر , و إسناده ضعيف" اهـ من إرواء الغليل . و اكتفيتُ بالنقل عن الشيخ لأني كما أشارتُ إلى ذلك سابقاً المجلد الخامس من السنن الكبرى للبيهقي ناقصة من مكتبتي فالله المستعان .

      و أما الكلام على رواته :

      بحر بن مرار مع صدقه الذي ذكرتَه فإنه اختلط إلى أن لم يميز ما حدث به قبل ذلك . كما قال ابن حبان في المجروحين (ج:1/ص:221/ت:143) : " ... اختلط بأخرة حتى كان لا يدري ما يحدث . فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم و لم يتميز. تركه يحي القطان. " اهـ

      ذكرتُ اختلاطه فيما مضى عن يحيى بن سعيد وابن حبان فلا وجه لإعادته وقول ابن عدي أوجه.

      - أما قولك : " لكنه قد يشهد لما مضى من طرق".

      فلا لأن في طريقه ضعيفين و هكذا من اختلط , و لم يتميز حديثه القديم . فعلى هذا لا يصلح في الشواهد و المتابعات .


      -
      أما قولك : " وقد يشهد له ما روى ابن أبي شيبة في مصنفه :قال حدثنا أسباط بن محمد عن أشعث عن الحكم قال كان أصحاب عبد الله يلبون في العمرة حتى يستلمون الحجر"

      فعجباً , كيف تجعل موقوفاً ضعيفاً شاهداً لمرفوع أضعف ؟
      ما علمتُ يوماً أن الضعيف يقوي ضعيفا أشد .


      لا تعجب أخي الحبيب فهذه الرواية الموقوفة هي عن أصحاب ابن مسعود وضعفها قريب محتمَل مما يشعر أن هذا قد تلقاه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس اجتهاداً من ابن عباس وحده.

      -
      أما ما روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أصحاب ابن عباس فهو في (ج:5/ص:331)(ح:14200)
      -
      و أما قول سعيد بن جبير فهو في مصنف ابن أبي شيبة (ج:5/ص:329)(ح:1418و (ج:5/ص:330)(ح:14191)
      -
      و قول مجاهد فهو فيه (ج:5/ص:330)(ح:14191) , و قول طاووس ففيه (ج:5/ص:331)(ح:14201)


      فعلى هذا لا يصح ما ذهب إليه أخونا من احتمال تصحيح الوجهين , و إنما الصواب عندي ضعف الرواية المرفوعة , و أن الصحيح وقفه على ابن عباس رضي الله عنه كما بُين . و هذا ما استفدنا من كلام أئمة هذا الشأن , و اتبعناهم فيه .

      فقال الإمام أبو دواد (ج:3/ص:222 ) : " رواه عبد المالك بن أبي سليمان و همام (عن) عطاء (عن) ابن عباس موقوفاً" اهـ

      و قال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج:3/ص:225)(ح:5380) : " روى له أبو داود و حديث العمرة موقوف" اهـ

      و هكذا من حسن صنيع علامة هذا العصر في هذا الشأن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى حينما ضعف المرفوع و صحح الموقوف ,كما في تخريج مشكاة المصابيح (ح:2547) : " إسناد المرفوع ضعيف و هو عن ابن عباس موقوفاً , و رفعه خطاء" اهـ و بهذا المعنى في ضعيف أبي داود (ج:2/ص:156. طبعة غراس )

      والله تعالى أعلى و أعلم


      جزاك الله خيراً أخي على أدبك وتواضعك.



      (
      1): لا يمكنني العزو إلى كتاب البيهقي السنن الكبرى لأن أبواب الحج التي نحتج غليها في هذا البحث في الجز الخامس و هو ناقص من مكتبتي فالله المستعان و عليه التكلان .
      (
      2): تهذيب الكمال للحافظ المزي (ج:5/ص:425)
      (
      3): الكامل لابن عدي (ج:2/ص:521)
      في الختام أنبه على رواية فاتني ذكرها هي معلقة من مرسل عطاء عند البيهقي 8711 قال: رُوِيَ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ , عَنْ عَطَاءٍ مَرْفُوعًا , وَإِسْنَادُهُ أَضْعَفُ مِمَّا ذَكَرْنَا.اهـ .

      ولم أقف عليها مسندة.

      وأخرى عند ابن عدي في الكامل رقم الحديث: 3591 قال ثنا ابن ناجية , ثنا يحيى بن حكيم المقوم و ثنا سليم بن مسلم أبو مسلم , عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب , عن عمرو بن شعيب , عن أبيه , عن جده , قال : لبى النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة كلها حتى استلم الحجر " .
      وفيها سليم متروك الحديث كما نص عليه الأئمة.
      وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

      تعليق


      • #4
        رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

        بارك الله فيك أخي الفاضل , إ لا أن علي بتوضيح بعض شيء

        - أما قولك : " ولو قلت لا يعتبر بحديثه عن عمرو بن شعيب فقد اعتبر الألباني بحديث الحجاج عامة وبحديثه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده خاصة في عدة أحاديث ورده تارة أخرى لعلمه أن هذا مما تلقاه عن العزرمي جزماً . وهو الحق فلا وجه لردها بمجرد التخرص والظن . "

        فمجيباً و موضحاً لقصدي , كنت ُقاصداً احتمالك الثاني ( أي أني لا أعتبر بروايته عن عمرو بن شعيب ) . و الله أعلم هذا كان واضحاً ما لا مجال لاحتمال أخر , كيف عكس ذلك و قد قلتُ : " فمع الكلام الذي فيه من جهة حفظه , روايته عن عمرو بن شعيب خاصة شديدة الضعف بما تسقط الاعتبار بها في باب الشواهد و المتابعات ."

        أي كأني قلتُ : روايته عن غير عمرو بن شعيب غير شديدة الضعف ما لا تسقط به الاعتبار في باب الشواهد و متابعات . فليتنبه .

        أما أن الشيخ الألباني اعتبر بروايته عنه تارة دون أخرى فلا تفيدنا شيئاً هاهنا , و ذلك لأنه اعتبر بها تارة و ردها تارة . فنفهم من هذا أن الشيخ رحمه الله اعتبر بها بقرائن , و هذه القرائن غير ما تُفهم من قولك : " ورده تارة أخرى لعلمه أن هذا مما تلقاه عن العزرمي جزماً... " بل العكس الصواب , أي كأن الشيخ اعتبر بروايته عنه حينما علم أنه تلقى هذا الحديث عن غير العرزمي و هذا بقرائن قوية كتصريحه بالتحديث أو متابع له عن عمرو بن شعيب و هو من أقارنه ( أمثل بهذه القرائن هذا عن الشيخ احتمالاً لا جزماً لأني لم أقف بعد على الأمثلة التي تشير إليها ). و على كل أراك مخطئاً مرة ثانية و أأكد لك وجه هذا الخطاء بالنقل عن إمامين من أئمة العلل أبي حاتم و أبي زرعة الرازيين رحمهما الله , قال ابن أبي حاتم في العلل (ج:1/ص:566/س:109) :" سمعت أبي و أبا زرعة في حديث حجاج بن أرطأة (عن) عمرو بن شعيب (عن) زينب السهمية (عن) عائشة(عن) رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه كان يتوضأ و يقبل و يصلي و لا يتوضأ .
        قالا : الحجاج يدلس في حديثه عن الضعفاء و لا يحتج بحديثه
        . " اهـ

        فهل جزم أنه مما سمعه من العرزمي حتى يرده أما لا ؟ لا , بل كما قلتُ لك العكس هو الصواب .


        - أما قولك : " صححه مرفوعاً الترمذي ولو أن عنده تساهل.."

        بارك الله فيك أحسنتَ حينما أشرتَ إلى تساهله رحمه الله , لأنني لا أظننا نختلف في ضعف تصحيحه إياه , إ لا أن هناك نقطة أخرى لم تجيب عليها و هي هل سبقك في تصحيح الوجهين ؟ هل تعلم عنه أنه وقف على المرسل ؟

        و انظر ما ينقله بشار عواد في تحقيقه على جامع الترمذي (ج:2/ص:251) عن الإمام الشافعي رحمه الله ( اكتفيتُ بالنقل عنه دون رجوعي إلى كتاب البيهقي للسبب الذي ذكرتُه سابقاً أن المجلد الخامس من سننه الكبرى ناقصة من مكتبتي فالله المستعان ), و ما ذهب إليه من تصحيح المرفوع و الموقوف , فقال : " قلتُ : و تصحيح الحديث مرفوعاً فيه نظر فإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى لذلك قال الإمام الشافعي و قد ذكر حديثه هذا (126) : ولكنا هبنا روايته لأنا وجدنا حفاظ المكيين يقفونه على ابن عباس ". قد نقل البيهقي كلام الشافعي هذا ثم قال : " رفعه خطاء و كان ابن أبي ليلى هذا كثير الوهم و خاصة إذا روى عن عطاء , فيخطيء كثيراً . ضعفه أهل النقل مع كبر محله في الفقه . " فالموقوف هو الصحيح . و قد روي بأسانيد صحيحة ذكرها البيهقي . " اهـ


        - أما قولك : " ذكرتُ اختلاطه فيما مضى عن يحيى بن سعيد وابن حبان فلا وجه لإعادته وقول ابن عدي أوجه."

        بل رأيتُ فائدة في إعادة ذكرها , و ذلك لأمرين : الأول أنك أشرتَ إلى اختلاطه و لم ترجحها , قلتَ : " فبحر بن مرار صدوق... " .فلا أظن أن الإشارة كافية ليُفهم منها أنك رجحتها . على هذا فكان عليك أن تقول صدوق اختلط , أو اختلط بأخرة ثم تأتي بأقوال الأئمة التي ساعدتك على هذا الترجيح . فتنبه أخي الفاضل .

        و ثانياً لأقيفك و القراء الكرام على أن روايته القديمة لم تتميز عن روايته حال اختلاطه , فلزم من ذلك التوقف في حديثه حتى يتابع بمتابعة الثقات له فيها . و في حدود علمي لم تذكر له متابعاً , فكيف يستشهد بروايته . و هذا ما بينتُه في قولي معقباً عليك :
        " - أما قولك : " لكنه قد يشهد لما مضى من طرق " .
        فلا لأن في طريقه ضعيفين و هكذا من اختلط , و لم يتميز حديثه القديم . فعلى هذا لا يصلح في الشواهد و المتابعات ."


        - أما قولك : " في الختام أنبه على رواية فاتني ذكرها هي معلقة من مرسل عطاء عند البيهقي 8711 قال: رُوِيَ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ , عَنْ عَطَاءٍ مَرْفُوعًا , وَإِسْنَادُهُ أَضْعَفُ مِمَّا ذَكَرْنَا.اهـ .ولم أقف عليها مسندة."

        فهي رواية لا يفرح بالوقوف عليها كما لا يخفى عليك أخي الحبيب لأن وجودها و عدمها سواء , و ذلك لأنها أولاً معلقة و لم تقف على سنده بكامله. و ثانياً هي من مراسيل عطاء و لا أظن يخفى عليك أن من شروط الاستشهاد بالمرسل أن لا يعرف له رواية عن غير مقبول من مجهول أو مجروح . كما أشار إلى شيء من ذلك الإمام الشافعي رحمه في كتابه الرسالة . و مراسيل عطاء تعتبر من أوهى المراسيل , قال الإمام أحمد في رواية عنه : " أما الحسن و عطاء فليس هي بذاك هي أضعف المراسيل كلها فإنهما كانا يأخذان عن كل " اهـ ( شرح العلل الصغرى لابن رجب , ص:179)


        - أما قولك : " وأخرى عند ابن عدي في الكامل رقم الحديث: 3591 قال ثنا ابن ناجية , ثنا يحيى بن حكيم المقوم و ثنا سليم بن مسلم أبو مسلم , عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب , عن عمرو بن شعيب , عن أبيه , عن جده , قال : لبى النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة كلها حتى استلم الحجر " . وفيها سليم متروك الحديث كما نص عليه الأئمة. "

        و هنا أكرر القول بأنه لا يفرح بوجود هذه الرواية لأن وجودها و عدمها سواء , و ذلك لقولك : " وفيها سليم متروك الحديث كما نص عليه الأئمة " فحديثه ضعيف جداً ما يمتنع من الاستشهاد به .


        و في الختام أخي الحبيب ما زلتُ منتظراً لاجابتك على بعض ما سالتُك عنه في مشارتك السابقة ( ابتسامة )

        والله تعالى أعلى و اعلم .

        تعليق


        • #5
          رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

          وفيك بارك أخي الحبيب..
          كلامك لا يحتاج كثير تفصيل في رده ,
          أولاً:أذكرك أني لم استشهد به!!
          ثانياً:ظهر لي عندك تناقض فهل يستشهد بهذه الرواية عند وجود قرائن أم هي شديدة الضعف لا يستشهد به أبداًكما أشرت سابقاً. فلم تذكر هذا القول من قبل بل نفيت جواز الاستشهاد بها مطلقاً.
          أم جازت لأن الشيخ ناصر استشهد بها.(ابتسامة).

          ثالثاً: وهو قولي: : " ورده تارة أخرى لعلمه أن هذا مما تلقاه عن العزرمي جزماً ... "فقد أثبت رحمه الله هذا في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: " أن النبى صلى الله عليه وسلم رد ابنته زينب على أبى العاص , بمهر جديد ونكاح جديد ".
          قال رحمه الله في الإرواء حديث 1922:
          قلت: وهو ضعيف وعلته الحجاج هذا وهو ابن أرطاة فقد كان مدلسا , وقال عبد الله بن أحمد عقب الحديث: " قال أبى: هذا حديث ضعيف , أو قال: واه , ولم يسمعه الحجاج من عمرو بن شعيب إنما سمعه من محمد بن عبيد الله العرزمى , لا يساوى حديثه شيئا , والحديث الصحيح الذى روى أن النبى صلى الله عليه وسلم أقرهما على النكاح الأول ".
          وروى البيهقى عن الدارقطنى قال: " هذا لا يثبت , وحجاج لا يحتج به , والصواب حديث ابن عباس رضى الله عنهما " ثم قال البيهقى: " وبلغنى عن أبى عيسى الترمذى أنه قال: سألت عنه البخارى فقال:
          حديث ابن عباس أصح فى هذا الباب من حديث عمرو بن شعيب.
          وحكى أبو عبيد عن يحيى بن سعيد القطان أن حجاجا لم يسمعه من عمرو , وأنه من حديث محمد بن عبد الله العرزمى عن عمرو , فهذا وجه لا يعبأ به أحد يدرى ما الحديث ".اهـ

          فعليك أخي الحبيب إثبات أن هذه الطريق التي مرت معنا في البحث تلقاها الحجاج من العزرمي أو غيره من المتروكين بالحجة لا بالظن والتوهم.
          ولعلك أخي الحبيب تبحث في كتب الشيخ عن الأحاديث استشهد بها بهذه الطريق ومثلها أحاديث ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب فقد ذكر الأئمة فيها ما يشبه قولهم في رواية الحجاج عن عمرو بن شعيب.
          كل هذا من باب التنزل في النقاش معك أخي لبيان الوهم الذي وقعتَ فيه إذ أني لم استشهد بتلك الطريق لأنه غلب على ظني أنها وهم من الحجاج.
          ولا انتظر ردك على هذه النقاط فبإمكانك تجاهلها كما تجاهلت غيرها من قبل.
          ولعلي أفعل مثلك. (ابتسامة).

          وأما الروايتان الأخيرتان فلم أفرح بهما وإنما ذكرتهما إتماماً للتخريج لا استشهاداً بهما وهذا واضح في قولي:
          لم أجدها مسندة!
          وقولي:
          وفيها سليم متروك الحديث كما نص عليه الأئمة.
          أخيراً أشكرك على أدبك وحسن خلقك في ردك على أخيك.
          وأما مشاركتك وأسئلتك في موضوع ([مدارسة] أثر ابن عباس في تحريك السبابة في التشهد ..) فلم أرها إلا اليوم فلعلي أتفرغ للرد عليها قريباً ..
          وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

          تعليق


          • #6
            رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

            جزيتَ خيراً , إلا أن بعد عفوك أخي الكريم فاتني في مشاركتي الأخيرة مناقشة قولك : " أضف إليه أن مسلم بن سلام مجهول الحال لا العين كما حققه الإمام الألباني فارجع إليه في ضعيف أبي داود."

            أخي الحبيب مسلم بن سلام الحنفي أبو عبد الملك هو مجهول العين أقول هذا مع شدة احترامي و حبي للشيخ الألباني ولكنني لستُ ألبانياً , و كما لا يخفى على أمثالك التقليد حرام و لو قلدنا أحداً لقلدنا الحفاظ المتدقمين من أئمة الحديث الشريف .

            و هنا سأسوق شيئاً من ترجمته لندرسها و نرى من وافق الصواب :

            قال الحافظ في التقريب (ت:6631) : " مقبول " اهـ

            قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (ج:27/ص:66/ت:341 : " روى عنه ابنه عبد الملك بن مسلم بن سلام (ت/س) و عيسى بن حطان (د/ت/س) . و الصحيح : عبد الملك (س) عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام ... " اهـ

            و قال الحافظ في التهذيب : " و الصحيح أن روية عبد الملك عن عيسى بن مسلم " اهـ

            و الذي أرى أن كلمة عيسى بن مسلم تصحيف والله أعلم , و الصواب عيسى (عن) مسلم . و ذلك للنقل السابق عن المزي رحمه الله و ما سأذكره عن الحافظ ابن حجر نفسه .

            و إذا رجعنا ترجمة عبد الملك بن مسلم من التهذيب نرى أن الحافظ كرر هذا الاختيار فقال : " روى عن أبيه , و قيل عن عيسى بن حطان عنه و هو الصحيح ... " اهـ


            هذا كان باعتبار دراسة ترجمة عبد الملك بن مسلم , أما إذا درسنا ترجمة عيسى بن حطان فوجدنا أن الحافظ يقول فيه في التقريب (ت:5289) : " مقبول " و كما لا يخفى عليك أن الحافظ يقول هذا غالباً في من لا يوثق بتوثيق معتبر . و إذا رجعنا إلى التهذيب له لوجدنا أنه لم يوثقه أحداً و إنما ذكره ابن حبان في الثقات (ج:5/ص:213) و كرر ذكره فيه (ج:7/ص:232) .

            ثم رأيتُ أن العجلي وثقه كما في ثقاته (ت:1459) .

            فكيف ترتفع جهالة العين عن صاحبنا ( أي : مسلم بن سلام ) إن لم يرو عنه ثقتان , و لم يوثقه معتبر ؟
            أ لا يكون التعريف المعتبر لمجهول الحال لدي أهل الآثار أنه كل من لم يرو عنه اثنان فأكثر و لم يوثق . لكن بشترط في هذين الراويين عنه أن يكونا ثقتين ؟

            فعلى هذا يبقى صاحب الترجمة مسلم بن سلام مجهول العين , و لو قال العلامة المحدث الشيخ الألباني رحمه الله أنه مجهوول حال .


            - أما قولك في مشاركتك الأخيرة : " فعليك أخي الحبيب إثبات أن هذه الطريق التي مرت معنا في البحث تلقاها الحجاج من العزرمي أو غيره من المتروكين بالحجة لا بالظن والتوهم. "

            فكما سبق بيان ذلك العكس هو الصواب أخي الكريم , و قد ضربتُ لك مثالاً عن إمامين من أئمة العلل . فهل رأيتَهما يعللان الحديث بإثبات أن هذا الطريق تلقه الحجاج من العرزمي , هل ستطالب هذين الإمامين بإثبات ذلك أيضاً ؟

            فالذي أرى أخي أن هذا الحديث لم يزل ضعيفاً شديد الضعف لرواية الحجاج عن عمرو بن شعيب حتى يتبين لنا أنه سمعه منه ( بالقرائن التي ذكرتُها سابقاً ) . و كيف لا و قد عُرف الحجاج بالتدليس , و عُرفت روايته عن عمرو بن شعيب بواسطة العرزمي , و هنا لم يصرح بالتحديث . فهل لنا أن نحتمل أنه سمعها دون هذه الواسطة ؟

            و أردد لك كلامك لا تثبت أنه سمعه منه دون هذه الواسطة بالظنون و الوهم ما دام أنه قد عُرف بروايته عن عمرو بن شعيب بواسطة العرزمي المتروك.

            و لو جئتَنا بحديث من طريق الحجاج عن عمرو بن شعيب استشهد به الشيخ الألباني ( دون تنصيص أحد الأئمة أنه سمعه منه بدون واسطة العرزمي أو أنه صرح بالتحديث عنه ) لنرى ما دفعه إلى تصحيحه لكان أولى من ضرب مثال لم نختلف عليه , لأننا لم نختلف أن روايته عن العرزمي مردودة , و إنما نختلف في الاستشهاد بروايته عن عمرو بن شعيب بالعنعنة و لم ينص أحد الأئمة على أنه سمعه منه مباشرة دون واسطة العرزمي .


            - أما قولك : " أني لم استشهد بتلك الطريق لأنه غلب على ظني أنها وهم من الحجاج. "

            فهذا أخي الحبيب طيب ولكنه مخالف لما يُفهم من قولك في مشاركتك السابقة : " فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها"

            فكان عليك التقييد بإخراج رواية الحجاج من هذا العموم الذي يُفهم من قولك .


            و في الختام أخي الفاضل ما زلتُ منتظراً لإجابتك على من سبقك بتصحيح الوجهين ؟
            أو قد يكون علي تردد قولك : " ولا انتظر ردك على هذه النقاط فبإمكانك تجاهلها كما تجاهلت غيرها من قبل. "

            بارك الله فيك , سائلاً الله تبارك و تعالى أن يرينا الحق حقاً و يرزقنا إتباعه و أن يرينا الباطل باطلاً و يرزقنا اجتنابه , كما أسأله سبحانه و تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين و من الظاهرين المنصورين لسنة النبي الكريم إنه الوالي على ذلك و القادر عليه و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي; الساعة 31-Oct-2011, 01:21 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

              جزيتَ خيراً , إلا أن بعد عفوك أخي الكريم فاتني في مشاركتي الأخيرة مناقشة قولك : " أضف إليه أن مسلم بن سلام مجهول الحال لا العين كما حققه الإمام الألباني فارجع إليه في ضعيف أبي داود."
              وجزاك ربي مثله أخي الحبيب.
              أخي الحبيب مسلم بن سلام الحنفي أبو عبد الملك هو مجهول العين أقول هذا مع شدة احترامي و حبي للشيخ الألباني ولكنني لستُ ألبانياً , و كما لا يخفى على أمثالك التقليد حرام و لو قلدنا أحداً لقلدنا الحفاظ المتدقمين من أئمة الحديث الشريف .

              و هنا سأسوق شيئاً من ترجمته لندرسها و نرى من وافق الصواب :

              قال الحافظ في التقريب (ت:6631) : " مقبول " اهـ

              قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (ج:27/ص:66/ت:341 : " روى عنه ابنه عبد الملك بن مسلم بن سلام (ت/س) و عيسى بن حطان (د/ت/س) . و الصحيح : عبد الملك (س) عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام ... " اهـ

              و قال الحافظ في التهذيب : " و الصحيح أن روية عبد الملك عن عيسى بن مسلم " اهـ

              و الذي أرى أن كلمة عيسى بن مسلم تصحيف والله أعلم , و الصواب عيسى (عن) مسلم . و ذلك للنقل السابق عن المزي رحمه الله و ما سأذكره عن الحافظ ابن حجر نفسه .

              و إذا رجعنا ترجمة عبد الملك بن مسلم من التهذيب نرى أن الحافظ كرر هذا الاختيار فقال : " روى عن أبيه , و قيل عن عيسى بن حطان عنه و هو الصحيح ... " اهـ


              هذا كان باعتبار دراسة ترجمة عبد الملك بن مسلم , أما إذا درسنا ترجمة عيسى بن حطان فوجدنا أن الحافظ يقول فيه في التقريب (ت:5289) : " مقبول " و كما لا يخفى عليك أن الحافظ يقول هذا غالباً في من لا يوثق بتوثيق معتبر . و إذا رجعنا إلى التهذيب له لوجدنا أنه لم يوثقه أحداً و إنما ذكره ابن حبان في الثقات (ج:5/ص:213) و كرر ذكره فيه (ج:7/ص:232) .

              ثم رأيتُ أن العجلي وثقه كما في ثقاته (ت:1459) .

              فكيف ترتفع جهالة العين عن صاحبنا ( أي : مسلم بن سلام ) إن لم يرو عنه ثقتان , و لم يوثقه معتبر ؟
              أ لا يكون التعريف المعتبر لمجهول الحال لدي أهل الآثار أنه كل من لم يرو عنه اثنان فأكثر و لم يوثق . لكن بشترط في هذين الراويين عنه أن يكونا ثقتين ؟

              فعلى هذا يبقى صاحب الترجمة مسلم بن سلام مجهول العين , و لو قال العلامة المحدث الشيخ اللباني رحمه الله أنه مجهوول حال .


              - أما قولك في مشاركتك الأخيرة : " فعليك أخي الحبيب إثبات أن هذه الطريق التي مرت معنا في البحث تلقاها الحجاج من العزرمي أو غيره من المتروكين بالحجة لا بالظن والتوهم. "

              فكما سبق بيان ذلك العكس هو الصواب أخي الكريم , و قد ضربتُ لك مثالاً عن إمامين من أئمة العلل . فهل رأيتَهما يعللان الحديث بإثبات أن هذا الطريق تلقه الحجاج من العرزمي , هل ستطالب هذين الإمامين بإثبات ذلك أيضاً ؟

              فالذي أرى أخي أن هذا الحديث لم يزل ضعيفاً شديد الضعف لرواية الحجاج عن عمرو بن شعيب حتى يتبين لنا أنه سمعه منه ( بالقرائن التي ذكرتُها سابقاً ) . و كيف لا و قد عُرف الحجاج بالتدليس , و عُرفت روايته عن عمرو بن شعيب بواسطة العرزمي , و هنا لم يصرح بالتحديث . فهل لنا أن نحتمل أنه سمعها دون هذه الواسطة ؟

              و أردد لك كلامك لا تثبت أنه سمعه منه دون هذه الواسطة بالظنون و الوهم ما دام أنه قد عُرف بروايته عن عمرو بن شعيب بواسطة العرزمي المتروك.

              و لو جئتَنا بحديث من طريق الحجاج عن عمرو بن شعيب استشهد به الشيخ الألباني ( دون تنصيص أحد الأئمة أنه سمعه منه بدون واسطة العرزمي أو أن صرح بالتحديث عنه ) لنرى ما دفعه إلى تصحيحه لكان أولى من ضرب مثال لم نختلف عليه , لأننا لم نختلف أن روايته عن العرزمي مردودة , و إنما نختلف في الاستشهاد بروايته عن عمرو بن شعيب بالعنعنة و لم ينص أحد الأئمة على أنه سمعه منه مباشرة دون واسطة العرزمي .


              - أما قولك : " أني لم استشهد بتلك الطريق لأنه غلب على ظني أنها وهم من الحجاج. "

              فهذا أخي الحبيب طيب ولكنه مخالف لما يُفهم من قولك في مشاركتك السابقة : " فطرق الرواية المرفوعة لا تخلو من مقال و الأوثق رووه موقوفاً لكنها جاءت من وجوه ومخارج متباينة ولم يشتد ضعفها فلعلها تشد بعضها بعضاً وتنتهض للاحتجاج بها"

              فكان عليك التقييد بإخراج رواية الحجاج من هذا العموم الذي يُفهم من قولك .

              أخرجتها من العموم مرتين :
              مرة عند قولي:
              فلعل حجاجاً وهم فرواه عن عمرٍو بدل عطاء ورفعه بدل أن يوقفه.
              فلا يعقل أن يكون وهم الراوي وخطئه شاهداً يعتبر به!!
              وأخرى بقولي:
              وخاصة ما روى إبراهيم بن طهمان عن أيوب بن موسى وهو من ثقات المكيين وطريق طاووس.
              فلا تلمني إن لم تفهم ما قد بينتُ جلياً.


              و في الختام أخي الفاضل ما زلتُ منتظراً لإجابتك على من سبقك بتصحيح الوجهين ؟
              أو قد يكون علي تردد قولك : " ولا انتظر ردك على هذه النقاط فبإمكانك تجاهلها كما تجاهلت غيرها من قبل. "

              بل هو عين ما سأفعله معك وهو أن أنتقي ما أريد من الكلام فأرد عليه وأغفل ما أريد وهذا قد أشرت إليه بقولي:
              ولعلي أفعل مثلك.


              بارك الله فيك , سائلاً الله تبارك و تعالى أن يرينا الحق حقاً و يرزقنا إتباعه و أن يرينا الباطل باطلاً و يرزقنا اجتنابه , كما أسأله سبحانه و تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين و من الظاهرين المنصورين لسنة النبي الكريم إنه الوالي على ذلك و القادر عليه و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. .
              آمين آمين .. دعوات طيبات أسأل الله أن يستجيبها إنه على كل شيء قدير.

              تعليق


              • #8
                رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                جزاك الله خيراً أخي الفاضل

                بحمد الله جل في علا في مشاركتك الأخيرة لم أرك معقباً على شيء من المسائل العلمية التي نُقشت هاهنا فلعلك مقر لما ذُكر إن شاء الله .

                أما ما أشرتَ إليه من التصرفات السلوكية فالله أعلم و لعلك تشاركني في ما أقول ( و هذا ما أرجو ) أننا هنا لنتبادل الفوائد و المعلومات , و نحقق ما فات الأخر و نصوبه , فلا داعي لاستعمال بعض الأساليب . و على كل إن أردتَ استعمالها فلا بأس , إلا أني يهمني بيان ما كان من الهفوات العلمية في بحثك و أرجو الله تبارك و تعالى أنه ما قد فعلتُه هاهنا بأدب و احترم بإذنه سبحانه .

                كما أعتذر إليك أخي الحبيب إن حملتُ عليك ما لم تقصد ( إشارة إلى قولك : أخرجتها من العموم مرتين ... ) , فلعلي مخطيئاً و ما أكثر أخطائي .


                أما قولك : " بل هو عين ما سأفعله معك وهو أن أنتقي ما أريد من الكلام فأرد عليه وأغفل ما أريد وهذا قد أشرت إليه بقولي: ولعلي أفعل مثلك. "

                فافعل ما شئتَ إلا أن ما يهمني كما قلتُ لك سابقاً بيان ما كان من الهفوات العلمية .أما أني أنتقي ما أريد فلا و لا أعرف إلى ما تشير و ما تقصد , و على كل إنما أعقب على ما أراه محتجاً إلى التعقيب . كما أجيب على ما أسأله عنه إن كان له عناية بالبحث .


                و في الختام العفو و المعذرة منك إن أذيتُك فلم يكن قصدي بورك فيك .


                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                تعليق


                • #9
                  رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

                  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

                  جزاك الله خيراً أخي الفاضل


                  وجزيت مثله أخي الحبيب.

                  بحمد الله جل في علا في مشاركتك الأخيرة لم أرك معقباً على شيء من المسائل العلمية التي نُقشت هاهنا فلعلك مقر لما ذُكر إن شاء الله
                  .


                  لست مقراً أخي الحبيب بل إني أخاف أن أقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في المراء المذموم ولكن سأعقب بشيء يسير ولو فاتني شيء فذكرني به.
                  أما موضوع رواية الحجاج فقد رددت بما لا حاجة لذكره ولا مزيد عليه.خاصة أنك غيرت قولك فيها عند علمك بأن الشيخ ناصر يستشهد بها.

                  وأما مسألة رد توثيق مسلم بن سلام فكلامك مردودٌ ولم تعطي المسألة حقها من البحث فقد وجدت بعد البحث أن الإمام أحمد قال عن مسلم بن سلام كما في العلل (2/515) :مسلم بن سلام الحنفي يروى عنه.
                  وقد صحح الإمام أحمد له حديثاً كما نقله عنه صاحب العون (1/243).
                  وراجع ضعيف أبي داود (1/72).
                  وقد نص العلماء على أنه مجهول حالاً لا عيناً كما نقل عنهم ذلك العلامة الألباني.
                  وأتمنى منك التعليق على روايتَي ابن طهمان وخصوصاً الثانية وهي عن أيوب بن موسى فلعلك أُنسيتها.

                  أما ما أشرتَ إليه من التصرفات السلوكية فالله أعلم و لعلك تشاركني في ما أقول ( و هذا ما أرجو ) أننا هنا لنتبادل الفوائد و المعلومات , و نحقق ما فات الأخر و نصوبه , فلا داعي لاستعمال بعض الأساليب . و على كل إن أردتَ استعمالها فلا بأس , إلا أني يهمني بيان ما كان من الهفوات العلمية في بحثك و أرجو الله تبارك و تعالى أنه ما قد فعلتُه هاهنا بأدب و احترم بإذنه سبحانه
                  .


                  جزاك الله خيراً.
                  وقولك حقٌ في أننا هنا لنتبادل الفوائد و المعلومات , و نحقق ما فات الأخر و نصوبه , فلا داعي لاستعمال بعض الأساليب.
                  وفقني الله وإياك للالتزام به.
                  وأجد أنك وفقت لاتباع الأدب في ردك إلا في قولك ( و لو اقتصر هذا البحث على نقل تخريجه لكان كافياً في نظري).ولو اكتفيت بذكر موضع الخطأ بالحجة لكان خيراً. كما سبق أن قلتُ.

                  كما أعتذر إليك أخي الحبيب إن حملتُ عليك ما لم تقصد ( إشارة إلى قولك :أخرجتها من العموم مرتين... ) , فلعلي مخطيئاً و ما أكثر أخطائي .


                  لا بأس عليك ولا داعي للاعتذار.

                  أما قولك
                  : " بل هو عين ما سأفعله معك وهو أن أنتقي ما أريد من الكلام فأرد عليه وأغفل ما أريد وهذا قد أشرت إليه بقولي: ولعلي أفعل مثلك. "

                  فافعل ما شئتَ إلا أن ما يهمني كما قلتُ لك سابقاً بيان ما كان من الهفوات العلمية .أما أني أنتقي ما أريد فلا و لا أعرف إلى ما تشير و ما تقصد , و على كل إنما أعقب على ما أراه محتجاً إلى التعقيب . كما أجيب على ما أسأله عنه إن كان له عناية بالبحث
                  .


                  و في الختام العفو و المعذرة منك إن أذيتُك فلم يكن قصدي بورك فيك
                  .

                  بل أنا اعتذر إن بدر مني ما يسوؤك.

                  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

                    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                    لم أجد ما أقوله يا أخي الحبيب إلا يا آسفاً على كثرة أخطائك مع احترامي وحبي لك أخي فالله , إلا أن الحق أحق أن يقال .

                    - أما قولك : " أما موضوع رواية الحجاج فقد رددت بما لا حاجة لذكره ولا مزيد عليه.خاصة أنك غيرت قولك فيها عند علمك بأن الشيخ ناصر يستشهد بها. "

                    هذا افتراء يا أخي , لم أغير قولي فيه . و هنا أنسخ ما كتبتُه سابقاً ليعلم صدق ما أقول :

                    قلتُ في مشاركتي الأولى :" فمع الكلام الذي فيه من جهة حفظه , روايته عن عمرو بن شعيب خاصة شديدة الضعف بما تسقط الاعتبار بها في باب الشواهد و المتابعات ."
                    و هذا ما قلتُه في الثانية : " فمجيباً و موضحاً لقصدي , كنت ُقاصداً احتمالك الثاني ( أي أني لا أعتبر بروايته عن عمرو بن شعيب ) . و الله أعلم هذا كان واضحاً ما لا مجال لاحتمال أخر , كيف عكس ذلك و قد قلتُ : " فمع الكلام الذي فيه من جهة حفظه , روايته عن عمرو بن شعيب خاصة شديدة الضعف بما تسقط الاعتبار بها في باب الشواهد و المتابعات ."
                    أي كأني قلتُ : روايته عن غير عمرو بن شعيب غير شديدة الضعف ما لا تسقط به الاعتبار في باب الشواهد و متابعات . فليتنبه .
                    أما أن الشيخ الألباني اعتبر بروايته عنه تارة دون أخرى فلا تفيدنا شيئاً هاهنا , و ذلك لأنه اعتبر بها تارة و ردها تارة . فنفهم من هذا أن الشيخ رحمه الله اعتبر بها بقرائن , و هذه القرائن غير ما تُفهم من قولك : " ورده تارة أخرى لعلمه أن هذا مما تلقاه عن العزرمي جزماً... " بل العكس الصواب , أي كأن الشيخ اعتبر بروايته عنه حينما علم أنه تلقى هذا الحديث عن غير العرزمي و هذا بقرائن قوية كتصريحه بالتحديث أو متابع له عن عمرو بن شعيب و هو من أقارنه ( أمثل بهذه القرائن هذا عن الشيخ احتمالاً لا جزماً لأني لم أقف بعد على الأمثلة التي تشير إليها )
                    . "

                    يقول ربنا جل في علا : " هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "

                    و هنا أهديك بفائدة , يقول الحافظ العلائي في جامع التحصيل (ت:123) : "... وقال أبو نعيم الفضل بن دكين لم يسمع الحجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي "اهـ

                    فهل يمكنك الجزم بأن هذا الحديث من الأربعة التي تلقها الحجاج عن عمرو بن شعيب مباشرة ؟ هل يبقى احتمالك ممكناً أم عكس ذلك هو الصواب كما بينتُه مرراً و تكرراً ؟
                    أو قد يكون علي أن أقول قولك : " لم تعطي المسألة حقها من البحث "

                    ثم اعلم حفظك و رعاك أنني لستُ مقلداً للشيخ رحمه الله مع شدة احترامي و حبي له لأنه حرام و لو أُمرنا بتقليد أحد لقلدنا الحفاظ . كما عليك أن تعلم أني لم أغير رأي بمجرد أن الشيخ تكلم في المسألة , إنما أغيرها ( إن غيرتُها ) بالحجج و البرهان لأنه يتبين لي خطائي ( و ما أكثرها ) . و من أبين الأدلة على ذلك أني قلتُ في مشاركة سابقة : " فعلى هذا يبقى صاحب الترجمة مسلم بن سلام مجهول العين , و لو قال العلامة المحدث الشيخ الألباني رحمه الله أنه مجهول حال " . بل في هذه المسألة نفسها قلتُ : " أما أن الشيخ الألباني اعتبر بروايته عنه تارة دون أخرى فلا تفيدنا شيئاً هاهنا ... " . ولماذا لم تأتنا بحديث من طريق الحجاج عن عمرو بن شعيب استشهد به الشيخ الألباني ( دون تنصيص أحد الأئمة أنه سمعه منه بدون واسطة العرزمي أو أنه صرح بالتحديث عنه ) لنرى ما دفعه إلى تصحيحه كما طلبتُه منك سابقاً ؟ أو علي أن أقول قولك : " لعلك أُنسيتها "




                    - أما قولك : " وأما مسألة رد توثيق مسلم بن سلام ... "

                    يا عجباً , ألم تقل في مشاركتك الأولى : " ومسلم بن سلام هو أبو عبد الملك الحنفي مجهول لم يوثقه غير ابن حبان "

                    فإن كان توثيقه معتبر عندك لماذا حكمتَ عليه بالجهالة ؟
                    فدقق أسلوبك لأن هناك ثمة فرق بين مناقشة حال الراوي , أهو مجهول حال أو مجهول عين و بين الكلام على توثيقه .
                    كما أعطيك فائدة اعلم أن مجرد ذكر الراوي في الثقات لابن حبان لا يُستفد منه توثيقه إياه , و إنما قد يذكره ليُعرف . كيف لا و ابن حبان يذرك بعض الرواة في ثقاته ثم يقول : لا يُعرف من هو و من أبوه . كما يذكر ابن حبان بعض الرواة في ثقاته و يذكرهم في المجروحين .
                    و لهذا نرى حسن تعبير و صنيع الحافظ في التهذيب فيفرق بين قوله ذكره ابن حبان في ثقات , و قوله وثقه ابن حبان . فافهم هذا فإنه مهم .



                    - أما قولك : "... فكلامك مردودٌ ولم تعطي المسألة حقها من البحث فقد وجدت بعد البحث أن الإمام أحمد قال عن مسلم بن سلام كما في العلل (2/515) :مسلم بن سلام الحنفي يروى عنه. " و قولك : " وقد نص العلماء على أنه مجهول حالاً لا عيناً كما نقل عنهم ذلك العلامة الألباني. "

                    هذا ما يقوله العلامة الألباني رحمه في ضعيف أبي داود (ج:1/ص:66. ط:غراس) :
                    " قلت (الألباني) :إسناده ضعيف . و قال ابن القطان : و هذا حديث لا يصح . فإن مسلم بن سلام الحنفي أبا عبد الملك مجهول الحال . و أقره الحافظان الزيلعي و العسقلاني . و أشار ابن حزم إلى ضعف الحديث .
                    إسناده : (ثنا) عثمان بن أبي شيبة (ثنا) جرير بن عبد الحميد (عن) عاصم الأحول (عن) عيسى بن حطان (عن) مسلم بن سلام .
                    و هذا إسناده رجاله كلهم ثقات غير مسلم بن سلام . قال في التهذيب : روى عن علي بن طلق . و عنه ابنه عبد الملك و عيسى بن حطان . و الصحيح أن رواية عبد الملك (عن) عيسى بن مسلم .ذكره ابن حبان في الثقات ...
                    قلت (الألباني) : هذا الرجل ليس بالمشهور لم يرو عنه غير عيسى ابنه عبد الملك على الخلاف المذكور , مع أن الحافظ صحح أن بينهما عيسى بن حطان . و نحن إن كان لا ندري حجته في ذلك . فالرجل برواية هذين عنه يخرج ن الجهالة العينية إلى الجهالة الحالية ... " اهـ بتصرف يسير
                    و قال فيه (ج:1/ص:69. ط:غراس) : " و عبد الملك بن مسلم ثقة وثقه ابن معين و غيره . لكن قيل فيه عن عيسى بن حطان عن ابيه ...
                    هو الصحيح عند الحافظ كما سبق
                    " اهـ

                    فمن هؤلاء العلماء الذين تزعم تنصيصهم على ذلك ؟ أ هو ابن القطان فقط أم غيرهم .

                    و هذا ما قلتُه سابقاً لأبين لك ضعف و بطلان هذه الدعوى مرة ثانية :
                    " قال الحافظ في التقريب (ت:6631) : " مقبول " اهـ
                    قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (ج:27/ص:66/ت:341 : " روى عنه ابنه عبد الملك بن مسلم بن سلام (ت/س) و عيسى بن حطان (د/ت/س) . و الصحيح : عبد الملك (س) عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام ... " اهـ
                    و قال الحافظ في التهذيب : " و الصحيح أن روية عبد الملك عن عيسى بن مسلم " اهـ
                    و الذي أرى أن كلمة عيسى بن مسلم تصحيف والله أعلم , و الصواب عيسى (عن) مسلم . و ذلك للنقل السابق عن المزي رحمه الله و ما سأذكره عن الحافظ ابن حجر نفسه .
                    و إذا رجعنا ترجمة عبد الملك بن مسلم من التهذيب نرى أن الحافظ كرر هذا الاختيار فقال : " روى عن أبيه , و قيل عن عيسى بن حطان عنه و هو الصحيح ... " اهـ
                    فكيف ترتفع جهالة العين عن صاحبنا ( أي : مسلم بن سلام ) إن لم يرو عنه ثقتان , و لم يوثقه معتبر ؟
                    أ لا يكون التعريف المعتبر لمجهول الحال لدي أهل الآثار أنه كل من لم يرو عنه اثنان فأكثر و لم يوثق . لكن بشرط في هذين الراويين عنه أن يكونا ثقتين ؟
                    فعلى هذا يبقى صاحب الترجمة مسلم بن سلام مجهول العين , و لو قال العلامة المحدث الشيخ الألباني رحمه الله أنه مجهول حال
                    . "


                    و على من ترد حينما تقول : قولك مردود , أ على الأخ عادل المسكين الذي لا يعلم من هذا العلم الشريف إلا ما يعلمه الجميع أم على حفاظ هذا العلم الذين لم يمكنك تصحيح و تضعيف حديث واحد إلا بالوقوف على ما ينقلون عن الأئمة المتقدمين الذين يجزمون بعدم صحة سماعه من أبيه ؟
                    من لم يعطي المسألة حقها من البحث الأخ عادل أم الحافظان المزي و ابن حجر الذين جزما و صححا عدم صحة سماعه من أبيه ؟ أرجو الإجابة عليها



                    - أما قولك : " وقد صحح الإمام أحمد له حديثاً كما نقله عنه صاحب العون (1/243)."

                    أين تصحيح الإمام أحمد لحديثه ؟ لماذا لم تأت به لنقيف عليه ؟

                    الجواب هو أنك لم تستعمل أسلوب أهل العلم المبرزين , انظر ما قاله العلامة الألباني رحمه الله :
                    " ثم إني رأيت صاحب العون ذكر أن الإمام أحمد صحح هذا الحديث . و هذا نقل تفرد هو به فلم أجده عند غيره . فإذا صح فالحديث صحيح ... " اهـ من ضعيف أبي داود (ج:1/ص:72 . ط:غراس)

                    فهل جزم بتصحيح الإمام أحمد له كما تفعله أنتَ أما قال إن صح . أي أن الحديث سيكون صحيحاً بالشرط أن يكون هذا النقل صحيحاً عن الإمام أحمد الذي تفرد به هو , فتنبه بارك الله فيك و دقق أسلوبك .



                    - أما قولك : " وأجد أنك وفقت لإتباع الأدب في ردك إلا في قولك ( و لو اقتصر هذا البحث على نقل تخريجه لكان كافياً في نظري)... "

                    فيا عجباً ألم تقل أيضاً : "ً فهذه وجهة نظر لك أحترمها على أن فيها ما فيها... "

                    كيف تحترم شيئاً و تنكره في نفس الأمر ؟ وعلى كل كما قلتُ و قلتَ هذا وجهة نظري لا حكم لا يجوز مخالفته , و لهذا قيدتُه بقولي : " و لو اقتصر هذا البحث على نقل تخريجه لكان كافياً في نظري " فمن وافقني فالحمد لله و من لم يوافقني الحمد لله , و هل سنسمي هذا تصرفات غير مؤدبة ؟ إن كان كذلك فالعفو منك المعذرة بعد المعذرة .



                    - أما قولك : " ولو اكتفيت بذكر موضع الخطأ بالحجة لكان خيراً ... "

                    أظن أنه ما فعلتُه . و أسألك هل تكلمتُ بهوى ؟ أو بمخالفة الاصطلاح المعروف عند أهله ؟ ما هي الحجة عندك إن لم تكن ما ذكرتُه عن أئمة الشأن ؟

                    أما سكوتي على روايتي ابن طمهان . أسألك هل يلزم من التعقيب على بعض نقط البحث التعقيب على جميعه ؟
                    لا أظن . فكما قلتُ لك سابقاً أن ما سكتُه علي , هو ما لم أره محتجاً إلى تعليق أو تعقيب لأنك لم تخطئ .


                    و في الختام لم أراك مجيباً على هذا فأذكرك به كما طلبتَ :

                    (1): قد ضربتُ لك مثالاً عن إمامين من أئمة العلل . فهل رأيتَهما يعللان الحديث بإثبات أن هذا الطريق تلقه الحجاج من العرزمي , هل ستطالب هذين الإمامين بإثبات ذلك أيضاً ؟

                    (2): ما زلتُ منتظراً لإجابتك على من سبقك بتصحيح الوجهين ؟

                    من أخيك و محبك فالله
                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي; الساعة 03-Nov-2011, 08:58 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

                      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

                      لم أجد ما أقوله يا أخي الحبيب إلا يا آسفاً على كثرة أخطائك مع احترامي وحبي لك أخي فالله , إلا أن الحق أحق أن يقال .

                      لم أدع العصمة يوماً وجزى الله خيراً من أهدى إلي عيوبي.

                      وكما أسلفت نحن هنا لنبين لبعض أخطاء بعض وننصح لبعض ..
                      فكلنا خطّاء ولو ذهبت أحصي أخطاءك الإملائية واللغوية في كل مشاركة لك لأتعبني ذلك أيما تعب لكن سيكون حيدة مني عن المقصود وهو توضيح ما يحتاج لإيضاح في هذا البحث.


                      - أما قولك : " أما موضوع رواية الحجاج فقد رددت بما لا حاجة لذكره ولا مزيد عليه.خاصة أنك غيرت قولك فيها عند علمك بأن الشيخ ناصر يستشهد بها. "

                      هذا افترى يا أخي , لم أغير قولي فيه , إنما أطلقتُ القول فيه أولاً ثم قيدتُه . و هنا أنسخ ما كتبتُه سابقاً ليعلم صدق ما أقول :

                      قلتُ في مشاركتي الأولى :" فمع الكلام الذي فيه من جهة حفظه , روايته عن عمرو بن شعيب خاصة شديدة الضعف بما تسقط الاعتبار بها في باب الشواهد و المتابعات ." ............الخ


                      وأما رواية الحجاج فلا زلت تدندن حولها ربما لأنك لم تجد ما تتمسك به غيرها علماً أني (وأقولها للمرة الثالثة) لم أستشهد بها.


                      ثم اعلم حفظك و رعاك أنني لستُ مقلداً للشيخ رحمه الله مع شدة احترامي و حبي له لأنه حرام و لو أُمرنا بتقليد أحد لقلدنا الحفاظ . كما عليك أن تعلم أني لم أغير رأي بمجرد أن الشيخ تكلم في المسألة , إنما أغيرها ( إن غيرتُها ) بالحجج و البرهان لأنه يتبين لي خطائي ( و ما أكثرها ) . و من أبين الأدلة على ذلك أني قلتُ في مشاركة سابقة : " فعلى هذا يبقى صاحب الترجمة مسلم بن سلام مجهول العين , و لو قال العلامة المحدث الشيخ الألباني رحمه الله أنه مجهول حال " . بل في هذه المسألة نفسهل قلتُ : " أما أن الشيخ الألباني اعتبر بروايته عنه تارة دون أخرى فلا تفيدنا شيئاً هاهنا ... " كما عليك أن تعلم أني لم أخجل من مخالفة الشيخ رحمه الله إن سبقني أحد الحفاظ . و هذا أقوله مع العلم أني لم أقف على كلام الشيخ بعد , فلماذا لم تأتنا بحديث من طريق الحجاج عن عمرو بن شعيب استشهد به الشيخ الألباني ( دون تنصيص أحد الأئمة أنه سمعه منه بدون واسطة العرزمي أو أنه صرح بالتحديث عنه ) لنرى ما دفعه إلى تصحيحه كما طلبتُه منك سابقاً ؟ أو علي أن أقول قولك : " لعلك أُنسيتها "

                      لم أُنسها أخي الحبيب ولكني نصحتك سابقاً في مشاركة مضت أن تبحث عنها وعن رواية ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب لعلك تفيد إخوانك وتستفيد.
                      أما أنا فلا أنشط للبحث عنها.



                      - أما قولك : " وأما مسألة رد توثيق مسلم بن سلام ... "

                      يا عجباً , ألم تقل في مشاركتك الأولى : " ومسلم بن سلام هو أبو عبد الملك الحنفي مجهول لم يوثقه غير ابن حبان "

                      فإن كان توثيقه معتبر عندك لماذا حكمتَ عليه بالجهالة ؟

                      لم أقل أن توثيقه معتبر فلا تقولني ما لم أقل أخي الحبيب .. ولا تقع فيما رميتني به من الافتراء.


                      فدقق أسلوبك لأن هناك ثمة فرق بين مناقشة حال الراوي , أهو مجهول حال أو مجهول عين و بين الكلام على توثيقه .
                      كما أعطيك فائدة اعلم أن مجرد ذكر الراوي في الثقات لابن حبان لا يُستفد منه توثيقه إياه , و إنما قد يذكره ليُعرف . كيف لا و ابن حبان يذرك بعض الرواة في ثقاته ثم يقول : لا يُعرف من هو و من أبوه . كما يذكر ابن حبان بعض الرواة في ثقاته و يذكرهم في المجروحين .

                      هذا معروف لا حاجة لذكره.

                      و لهذا نرى حسن تعبير و صنيع الحافظ في التهذيب فيفرق بين قوله ذكره ابن حبان في ثقات , و قوله وثقه ابن حبان . فافهم هذا فإنه مهم .

                      جزاك الله خيراً أخي الحبيب على النصائح والفوائد مع أنها مرت معي سابقاً .. لكن لا أدري من أدخل ابن حبان في موضوعنا هذا؟!


                      - أما قولك : "... فكلامك مردودٌ ولم تعطي المسألة حقها من البحث فقد وجدت بعد البحث أن الإمام أحمد قال عن مسلم بن سلام كما في العلل (2/515) :مسلم بن سلام الحنفي يروى عنه. " و قولك : " وقد نص العلماء على أنه مجهول حالاً لا عيناً كما نقل عنهم ذلك العلامة الألباني. "

                      هذا ما يقوله العلامة الألباني رحمه في ضعيف أبي داود (ج:1/ص:66. ط:غراس) :
                      " قلت (الألباني) :إسناده ضعيف . و قال ابن القطان : و هذا حديث لا يصح . فإن مسلم بن سلام الحنفي أبا عبد الملك مجهول الحال . و أقره الحافظان الزيلعي و العسقلاني . و أشار ابن حزم إلى ضعف الحديث .
                      إسناده : (ثنا) عثمان بن أبي شيبة (ثنا) جرير بن عبد الحميد (عن) عاصم الأحول (عن) عيسى بن حطان (عن) مسلم بن سلام .
                      و هذا إسناده رجاله كلهم ثقات غير مسلم بن سلام . قال في التهذيب : روى عن علي بن طلق . و عنه ابنه عبد الملك و عيسى بن حطان . و الصحيح أن رواية عبد الملك (عن) عيسى بن مسلم .ذكره ابن حبان في الثقات ...
                      قلت (الألباني) : هذا الرجل ليس بالمشهور لم يرو عنه غير عيسى ابنه عبد الملك على الخلاف المذكور , مع أن الحافظ صحح أن بينهما عيسى بن حطان . و نحن إن كان لا ندري حجته في ذلك . فالرجل برواية هذين عنه يخرج ن الجهالة العينية إلى الجهالة الحالية ... " اهـ بتصرف يسير
                      و قال فيه (ج:1/ص:69. ط:غراس) : " و عبد الملك بن مسلم ثقة وثقه ابن معين و غيره . لكن قيل فيه عن عيسى بن حطان عن ابيه ...
                      هو الصحيح عند الحافظ كما سبق " اهـ

                      فمن هؤلاء العلماء الذين تزعم تنصيصهم على ذلك ؟ أ هو ابن القطان فقط أم غيرهم .

                      ليس ابن القطان بل ومعه الزيلعي والعسقلاني.

                      و هذا ما قلتُه سابقاً لأبين لك ضعف و بطلان هذه الدعوى مرة ثانية :
                      " قال الحافظ في التقريب (ت:6631) : " مقبول " اهـ
                      قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (ج:27/ص:66/ت:341 : " روى عنه ابنه عبد الملك بن مسلم بن سلام (ت/س) و عيسى بن حطان (د/ت/س) . و الصحيح : عبد الملك (س) عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام ... " اهـ
                      و قال الحافظ في التهذيب : " و الصحيح أن روية عبد الملك عن عيسى بن مسلم " اهـ
                      و الذي أرى أن كلمة عيسى بن مسلم تصحيف والله أعلم , و الصواب عيسى (عن) مسلم . و ذلك للنقل السابق عن المزي رحمه الله و ما سأذكره عن الحافظ ابن حجر نفسه .
                      و إذا رجعنا ترجمة عبد الملك بن مسلم من التهذيب نرى أن الحافظ كرر هذا الاختيار فقال : " روى عن أبيه , و قيل عن عيسى بن حطان عنه و هو الصحيح ... " اهـ
                      فكيف ترتفع جهالة العين عن صاحبنا ( أي : مسلم بن سلام ) إن لم يرو عنه ثقتان , و لم يوثقه معتبر ؟
                      أ لا يكون التعريف المعتبر لمجهول الحال لدي أهل الآثار أنه كل من لم يرو عنه اثنان فأكثر و لم يوثق . لكن بشرط في هذين الراويين عنه أن يكونا ثقتين ؟
                      فعلى هذا يبقى صاحب الترجمة مسلم بن سلام مجهول العين , و لو قال العلامة المحدث الشيخ الألباني رحمه الله أنه مجهول حال . "

                      فيا أخي الحبيب إياك و التقليد , لأن التقليد حرام و إن أردتَ تقليد أحد فقلد الحفاظ المتقدمين من أئمة الحديث الشريف من ابن حجر و قبله المزي الذين رجحا عدم صحة سماع ابنه منه إلا بواسطة عيسى بن حطان .

                      ابن حجر قال عنه مقبول فارجع لكتب ابن حجر لتعرف ما معنى مقبول ثم قلده بما أنه من الحفاظ المتقدمين!!

                      و على من ترد حينما تقول : قولك مردود , أ على الأخ عادل المسكين الذي لا يعلم من هذا العلم الشريف إلا ما يعلمه الجميع أم على حفاظ هذا العلم الذين لم يمكنك تصحيح و تضعيف حديث واحد إلا بالوقوف على ما ينقلون عن الأئمة المتقدمين الذين يجزمون بعدم صحة سماعه من أبيه ؟
                      من لم يعطي المسألة حقها من البحث الأخ عادل أم الحافظان المزي و ابن حجر الذين جزما و صححا عدم صحة سماعه من أبيه ؟ أرجو الإجابة عليها

                      الحافظ لم يقل أنه مجهول العين بل أقر القطان على أن مجهول الحال كما نقله الألباني عنه.
                      وعل كل حال:
                      أعيد بأني لم أوثق مسلم بن سلام ولو فهمت أنني أوثقه فهذا ليس خطئي ولو فهمت من قولي (رد توثيق مسلم ..) أني أوثقه فأعتذر عن هذه العبارة فلا أعنيها .. وقول أحمد يُروى عنه أقل ما فيه أنه يعتبر بحديثه وليس مجهولاً عيناً.

                      وأقول هل بعد قول الإمام أحمد يروى عنه : هل لا يزال لا يستشهد بحديثه عندك ولا يزال مجهول العين؟أرجو منك الإجابة...



                      - أما قولك : " وقد صحح الإمام أحمد له حديثاً كما نقله عنه صاحب العون (1/243)."

                      أين تصحيح الإمام أحمد لحديثه ؟ لماذا لم تأت به لنقيف عليه ؟

                      الجواب هو أنك لم تستعمل أسلوب أهل العلم المبرزين , انظر ما قاله العلامة الألباني رحمه الله :
                      " ثم إني رأيت صاحب العون ذكر أن الإمام أحمد صحح هذا الحديث . و هذا نقل تفرد هو به فلم أجده عند غيره . فإذا صح فالحديث صحيح ... " اهـ من ضعيف أبي داود (ج:1/ص:72 . ط:غراس)

                      فهل جزم بتصحيح الإمام أحمد له كما تفعله أنتَ أما قال إن صح . أي أن الحديث سيكون صحيحاً بالشرط أن يكون هذا النقل صحيحاً عن الإمام أحمد الذي تفرد به هو , فتنبه بارك الله فيك و دقق أسلوبك .

                      كلامك له وجه لو أني لم أسند القول لصاحب العون فأنا بريء من العهدة وهذا باب مطروق عند أهل العلم... فقد قلت كما نقله عنه صاحب العون...وهو قد جزم به أم أن صاحب العون ليس من المبرزين؟!



                      - أما قولك : " وأجد أنك وفقت لإتباع الأدب في ردك إلا في قولك ( و لو اقتصر هذا البحث على نقل تخريجه لكان كافياً في نظري)... "

                      فيا عجباً ألم تقل أيضاً : "ً فهذه وجهة نظر لك أحترمها على أن فيها ما فيها... "

                      كيف تحترم شيئاً و تنكره في نفس الأمر ؟ وعلى كل كما قلتُ و قلتَ هذا وجهة نظري لا حكم لا يجوز مخالفته , و لهذا قيدتُه بقولي : " و لو اقتصر هذا البحث على نقل تخريجه لكان كافياً في نظري " فمن وافقني فالحمد لله و من لم يوافقني الحمد لله , و هل سنسمي هذا تصرفات غير مؤدبة ؟ إن كان كذلك فالعفو منك المعذرة بعد المعذرة .



                      - أما قولك : " ولو اكتفيت بذكر موضع الخطأ بالحجة لكان خيراً ... "

                      أظن أنه ما فعلتُه . و أسألك هل تكلمتُ بهوى ؟ أو بمخالفة الامصطلاح المعروف عند أهله ؟ ما هي الحجة عندك إن لم تكن ما ذكرتُه عن أئمة الشأن ؟

                      أما سكوتي على روايتي ابن طمهان . أسألك هل يلزم من التعقيب على بعض نقط البحث التعقيب على جميعه ؟
                      لا أظن . فكما قلتُ لك سابقاً أن ما سكتُه علي , هو ما لم أره محتجاً إلى تعليق أو تعقيب لأنك لم تخطئ .

                      أما قولك فلا يحتاج إلى تعقيب هذا مسلم لك إن وافقت على نتيجة البحث كيف وأنت تخالفني وقد جعلتُ هذه الطريق عموداً من أعمدة البحث ..
                      فطريقة أهل العلم في الرد الإتيان على كل النقاط التي استدل بها الخصم وإبطال الاستدلال بها من أوجه ولا يصح انتقاء شيء وترك شيء فبتركه يظل الإشكال فيه قائماً بما يستوجب على الراد دفعه وإبطاله بالحجة والدليل...



                      و في الختام لم أراك مجيباً على هذا فأذكرك به كما طلبتَ :

                      (1): قد ضربتُ لك مثالاً عن إمامين من أئمة العلل . فهل رأيتَهما يعللان الحديث بإثبات أن هذا الطريق تلقه الحجاج من العرزمي , هل ستطالب هذين الإمامين بإثبات ذلك أيضاً ؟

                      (2): ما زلتُ منتظراً لإجابتك على من سبقك بتصحيح الوجهين ؟

                      من أخيك و محبك فالله

                      وفقك الله.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

                        بعد طول تأمل :أعتذر عن الاستمرار في المشاركة في هذا الموضوع لأني أخاف من تقلب نيتي عليّ وقد قال سفيان الثوريّ: "ما عالجت شيئاً عليّ أشد من نيّتي، إنها تتقلب عليّ".
                        وأعتذر إن كنت أخطأت في حقك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.


                          مجيباً على ما سألتني عنه و زيادة .

                          - أما قولك : "وأما رواية الحجاج فلا زلت تدندن حولها ربما لأنك لم تجد ما تتمسك به غيرها"

                          قلتُ : "و قال ابن معين : صدوق ليس بالقوي يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب ". اهـ تهذيب الكمال للحافظ المزي (ج:5/ص:425)
                          و " قال عبد الله بن المبارك : كان الحجاج يدلس و كان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي , و العرزمي متروك لا نقر به . اهـ الكامل لابن عدي (ج:2/ص:521)
                          و " يقول الحافظ العلائي في جامع التحصيل (ت:123) : "... وقال أبو نعيم الفضل بن دكين لم يسمع الحجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي "اهـ
                          و " قال ابن أبي حاتم في العلل (ج:1/ص:566/س:109) :" سمعت أبي و أبا زرعة في حديث حجاج بن أرطأة (عن) عمرو بن شعيب (عن) زينب السهمية (عن) عائشة(عن) رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه كان يتوضأ و يقبل و يصلي و لا يتوضأ .
                          قالا : الحجاج يدلس في حديثه عن الضعفاء و لا يحتج بحديثه
                          . " اهـ

                          فهذا ما تقول فيه: ربما لم تجد ما تتمسك به . و هنا سأنقل ما قلتَ لنرى ما تتمسك به أنتَ يا أبا حمزة .

                          قلتَ : " قولك أن هذه الرواية لا يحتج بها في الشواهد فلو قصدت أن الحجاج لا يعتبر بحديثه عامة ولا يصلح للمتابعات ففيه نظر فقد اعتبر حديثه الألباني في الشواهد "
                          و " ولو قلت لا يعتبر بحديثه عن عمرو بن شعيب فقد اعتبر الألباني بحديث الحجاج عامة وبحديثه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده خاصة في عدة أحاديث ورده تارة أخرى لعلمه أن هذا مما تلقاه عن العزرمي جزماً. وهو الحق فلا وجه لردها بمجرد التخرص والظن "
                          و " ورده تارة أخرى لعلمه أن هذا مما تلقاه عن العزرمي جزماً ... "فقد أثبت رحمه الله هذا في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: " أن النبى صلى الله عليه وسلم رد ابنته زينب على أبى العاص , بمهر جديد ونكاح جديد ". قال رحمه الله في الإرواء حديث 1922: قلت: وهو ضعيف وعلته الحجاج هذا وهو ابن أرطاة فقد كان مدلسا , وقال عبد الله بن أحمد عقب الحديث: " قال أبى: هذا حديث ضعيف , أو قال: واه , ولم يسمعه الحجاج من عمرو بن شعيب إنما سمعه من محمد بن عبيد الله العرزمى , لا يساوى حديثه شيئا , والحديث الصحيح الذى روى أن النبى صلى الله عليه وسلم أقرهما على النكاح الأول ". وروى البيهقى عن الدارقطنى قال: " هذا لا يثبت , وحجاج لا يحتج به , والصواب حديث ابن عباس رضى الله عنهما " ثم قال البيهقى: " وبلغنى عن أبى عيسى الترمذى أنه قال: سألت عنه البخارى فقال: حديث ابن عباس أصح فى هذا الباب من حديث عمرو بن شعيب. وحكى أبو عبيد عن يحيى بن سعيد القطان أن حجاجا لم يسمعه من عمرو , وأنه من حديث محمد بن عبد الله العرزمى عن عمرو , فهذا وجه لا يعبأ به أحد يدرى ما الحديث ".اهـ "

                          هذه أدلتك , ما شاء الله مثال غير مطابق على المسألة ( لأننا لم نختلف في در روايته بواسطة العرزمي ) , و لأن الشيخ الألباني رحمه الله اعتبر بها في الشواهد .



                          - أما قولك : " ليس ابن القطان بل ومعه الزيلعي والعسقلاني. "

                          سبحان الله من سبقك على هذا ؟ أفهمت هذا من كلام الشيخ الألباني رحمه الله ؟

                          قال العلامة الألباني رحمه الله في ضعيف أبي داود (ج:1/ص:66. ط:غراس) : "إسناده ضعيف . و قال ابن القطان : و هذا حديث لا يصح . فإن مسلم بن سلام الحنفي أبا عبد الملك مجهول الحال . و أقره الحافظان الزيلعي و العسقلاني ... ( إلى أن قال ) ... قلت (الألباني) : هذا الرجل ليس بالمشهور لم يرو عنه غير عيسى ابنه عبد الملك على الخلاف المذكور , مع أن الحافظ صحح أن بينهما عيسى بن حطان . و نحن إن كان لا ندري حجته في ذلك . فالرجل برواية هذين عنه يخرج من الجهالة العينية إلى الجهالة الحالية ... "
                          و قال فيه (ج:1/ص:69. ط:غراس) : " و عبد الملك بن مسلم ثقة وثقه ابن معين و غيره . لكن قيل فيه عن عيسى بن حطان عن ابيه ... هو الصحيح عند الحافظ كما سبق " .

                          فهل فهم كما فهمتَ أو أشار إلى أن الحافظين أقرا ابن القطان على تضعيف الحديث ؟ الثاني هو الصحيح , كما يتبين من قول الشيخ رحمه الله : ": هذا الرجل ليس بالمشهور لم يرو عنه غير عيسى ابنه عبد الملك على الخلاف المذكور , مع أن الحافظ صحح أن بينهما عيسى بن حطان . و نحن إن كان لا ندري حجته في ذلك . فالرجل برواية هذين عنه يخرج من الجهالة العينية إلى الجهالة الحالية ..." , و قوله : " و عبد الملك بن مسلم ثقة وثقه ابن معين و غيره . لكن قيل فيه عن عيسى بن حطان عن ابيه ... هو الصحيح عند الحافظ كما سبق "



                          - أما قولك : " الحافظ لم يقل أنه مجهول العين بل أقر القطان على أن مجهول الحال كما نقله الألباني عنه "

                          سبحان الله بعد تقولك على حافظين تتقول على الشيخ رحمه الله كما بين . الشيخ لم يقل ما تزعم , و إنما قال : ", مع أن الحافظ صحح أن بينهما عيسى بن حطان . و نحن إن كان لا ندري حجته في ذلك . فالرجل برواية هذين عنه يخرج من الجهالة العينية إلى الجهالة الحالية ..." , و قال " و عبد الملك بن مسلم ثقة وثقه ابن معين و غيره . لكن قيل فيه عن عيسى بن حطان عن ابيه ... هو الصحيح عند الحافظ كما سبق " . فليتنبه .

                          أما أن الحافظ يقول أنه مجهول حال هذا من قلة تأملك للعبارات .كيف سيكون الرجل مجهول حال عند الحافظ إن قال : " و الصحيح أن روية عبد الملك عن عيسى بن مسلم " اهـ كما في موضعين من كتابه التهذيب .



                          - أما قولك : " ابن حجر قال عنه مقبول فارجع لكتب ابن حجر لتعرف ما معنى مقبول ثم قلده بما أنه من الحفاظ المتقدمين!! "

                          أولاً ما يذكره الحافظ في التقريب تسمى ترجيحات , و من أراد أن يفهمها لا بد له من الرجوع إلى أصل الكتاب الذي هو تهذيب التهذيب . أما رجلنا هاهنا فقد رجح في التهذيب أنه لم يرو عنه غير عيسى بن حطان حينما قال : " و الصحيح أن روية عبد الملك عن عيسى بن مسلم " اهـ و هذا في موضعين .

                          و أما ما ذكره الحافظ في مقدمة التقريب في المرتبة السادسة أنه يطلق كلمة مقبول على الراوي الذي ليس له من الحديث إلا القليل و لم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله إذا توبع و إلا فلين الحديث . فهذا عام و إلا فكل من له عناية و ممارسة على هذا الكتاب علم أن الحافظ كثيراً ما يطلقه على مجهول الحال أو مجهول العين الذي وثقه ابن حبان و هذا أغلب ما يكون .
                          فقد قال في التقريب (ت:776 : " يزيد بن كيسان , مقبول ... "
                          و قال في التهذيب (ج:11/ص:312) : " عن طاووس قوله , و عنه أبو نعيم , قلت: ذكره ابن في الثقات " .

                          كما يقوله أيضاً في من وثق و لم يجرح .
                          قال في التقريب (ت:7946) : " أبو أمامة , و يقال أبو أميمة التيمي الكوفي مقبول ..."
                          قال في التهذيب (ج:12/ص:17) : " وثقه ابن معين و قال أبو زرعة لا بأس به ... "

                          و هكذا يطلقه على غير ذلك فليتنبه .



                          - أما قولك : " وأقول هل بعد قول الإمام أحمد يروى عنه : هل لا يزال لا يستشهد بحديثه عندك ولا يزال مجهول العين؟ أرجو منك الإجابة. "

                          معنى قول الإمام أحمد هذا أنه لا يحتج به و لم يصل إلى حد الترك , أي كأن قال يعتبر به . و هذا شامل للضعيف و مجهولي العين و الحال .
                          و نعم كنا سنستشهد به إذا لم يضم إليه هذا الضعف الموجود في سندنا . فكما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار (ج:2/ص:146) في عبد الله بن علي : " و لم يسمه من الحسن بن علي , بل الظاهر أن جده مات قبل أن يولد . لأن أباه زين العابدين أدرك من حياة عمه الحسن رضي الله عنه نحو عشر سنين فقط . فتبين أن هذا السند ليس من شرط الحسن لانقطاعه و جهالة راو , و لم ينجبر بمجيئه من وجه أخر ... " اهـ
                          فتنبه .



                          كما أذكرك مرة بعد مرات أني ما زلتُ منتظراً لإجابتك على كل من :

                          (1): قد ضربتُ لك مثالاً عن إمامين من أئمة العلل . فهل رأيتَهما يعللان الحديث بإثبات أن هذا الطريق تلقه الحجاج من العرزمي , هل ستطالب هذين الإمامين بإثبات ذلك أيضاً ؟
                          (2): ما زلتُ منتظراً لإجابتك على من سبقك بتصحيح الوجهين ؟
                          (3): أين تصحيح الإمام أحمد لحديثه ؟ لماذا لم تأت به لنقيف عليه ؟
                          (4): أتنا بحديث من طريق الحجاج عن عمرو بن شعيب استشهد به الشيخ الألباني ( دون تنصيص أحد الأئمة أنه سمعه منه بدون واسطة العرزمي أو أنه صرح بالتحديث عنه ) لنرى ما دفعه إلى تصحيحه كما طلبتُه منك سابقاً ؟
                          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي; الساعة 03-Nov-2011, 09:03 AM.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: الكلام على حديث ابن عباس: يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر.

                            بارك الله فيكما على ما أفدتما من فوائد قيمة، ومن باب الإنصاف والعدل أقول إن الحافظ الزيلعي قال عن عبد الملك أنه مجهول الحال كما في نصب الراية(2/62)، و قال الحافظ ابن الملقن لقد ارتفعت عنه الجهالتين معا كما في البدر المنير(4/96، ورجح العراقي في ذيل الميزان أن من الرواة عنه ابنه عبد الملك .
                            لكن الذي يظهر والله أعلم صواب ما ذهب إليه الأخ عادل أنه مجهول العين وذلك لما نقله عن المزي وابن حجر كما في تهذيب التهذيب أنه لم يرو عنه غير واحد وهو عيسى بن حطان ، وكذا رجح ابو حاتم كما نقل عنه ابنه في الجرح والتعديل أنه لم يرو عنه الا ابنه ،وهو ما ذهب إليه الحافظ أبي زرعة العراقي في تحفة التحصيل فليراجع.
                            كما أننا لو نظرنا في ترجمة ابنه لا نجد في شيوخه والده عبد الملك إلا نادرا،ومعلوم أن من لم يرو عنه إلا واحد ولم يوثقه معتبر هو في حيز الجهالة العينية والله الموفق.

                            تعليق

                            يعمل...
                            X