بسم الله الرحمان الرحيم
حديث ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد
ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالا يهوي بها في جهنم).
رواه البخاري (( ك الرقاق باب حفظ اللسان)) رقم ( 647 واللفظ له والبيهقي في ((شعب
الإيمان)) (4/646) (4955) وفي ((السنن الكبرى))(8/164)(16442) من طريق عبد
الرحمان بن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
وخالفه مالك فرواه عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح السمان أنه أخبره أن أبا هريرة قال (إن
الرجل ليتكلم بالكلمة..) ((الموطأ))(2/985) رقم ( 1782:الليثي) ومن طريق مالك أخرجه
ابن أبي الدنيا في ((الصمت وآداب اللسان))رقم(72) . فانحصر الخلاف بين الوقف والرفع
وعبد الرحمان بن عبد الله هذا قال فيه ابن حبان في ((الضعفاء))(2/51) (لايجوز الاحتجاج
بخبره إذا انفرد ، كان يحي القطان يحدث عنه وكان محمد بن إسماعيل البخاري ممن يحتج به
في كتابه ويترك حماد بن سلمة) وقال أبو حاتم في ((الجرح والتعديل))(فيه لين يكتب حديثه
ولا يحتج به) وقال ابن معين (في حديثه ضعف) وقال البيهقي( لايحتج به )وقال الحافظ في
(( التقريب)) (صدوق يخطئ) وقال الذهبي في ((الميزان)) (صالح الحديث وقد وثق) ففيه
ضعف يسير ولا منافاة بين الصدق وسوء الحفظ فرواية مالك الموقوفة أرجح ولها حكم الرفع
لأن الوعيد في الحديث يقتضي من أخبر أبا هريرة به وعمل البخاري على هذا الوجه يتنزل.
ومال الدارقطني لرجحان رواية مالك فقال في ((العلل)) (8/214)(1525)(سئل عن حديث
لأبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايلقي بها
بالا يهوي بها في جهنم وإنه ليتكلم بالكلمة لايلقي بها بالا يرفعه الله بها في الجنة" فقال يرويه
(1)
محمد بن يحي بن حبان وعبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة واختلف على عبد الله
محمد بن يحي بن حبان وعبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة واختلف على عبد الله
بن دينار فرواه عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم . وخالفه مالك بن أنس رواه عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح
(1)
عن أبي هريرة موقوفا وهو المحفوظ).
(1)
عن أبي هريرة موقوفا وهو المحفوظ).
ورواه البخاري من وجه آخر عن أبي هريرة برقم (6477) عن عبد العزيز بن أبي حازم
ومسلم (ك الزهد والرقائق باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار)(50: 298 عن عبد العزيز
الدراوردي وفي (49: 298 عن بكر ابن مضر والبيهقي في ((شعب الإيمان))(4/247)
(4956) عن الدراوردي مفردا ومقرونا بعبد العزيز بن حازم من رواية تلميذهم إبراهيم بن
حمزة شيخ البخاري ثلاثتهم [ الدراوردي وابن أبي حازم وابن مضر] عن يزيد بن الهاد
عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ " إن العبد ليتكلم
بالكلمة ما يتبين ما فيها ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " يبقى أن إبراهيم
بن حمزة رواه عن عبد العزيز بن أبي حازم والدراوردي معا كما عند البيهقي وعن ابن أبي
حازم وحده كما عند البخاري فلعله حدث به البخاري على هذا الوجه فقط فينظر كلام ابن حجر
في الفتح عند شرحه للحديث.
وتابع يزيد بن الهاد محمد بن إسحاق أخرجه أحمد في ((المسند)) (2/236)(7214) وإسناده
حسن والترمذي (4/557) (2314: شاكر) بلفظ" يهوي بها في النار سبعين خريفا" وقال
(2)
" هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" .
(2)
" هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" .
________________________________________
(1) مثله تماما حديث أم سلمة ( يارسول الله تصلي المرأة في درع وخمار وليس عليها إزار ؟ قال نعم إذا كان سابغا يغطي
(1) مثله تماما حديث أم سلمة ( يارسول الله تصلي المرأة في درع وخمار وليس عليها إزار ؟ قال نعم إذا كان سابغا يغطي
ظهور قدميها ) فخالفت رواية مالك الموقوفة رواية عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار المرفوعة .
(2) ذهل الامام الألباني في الصحيحة (2/67) فبعدما ذكر متابعة محمد بن اسحاق ليزيد بن هارون ساق سند الترمذي وأحمد
هكذا : ثني محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي سلمة به . وهو سهو مما لاينفك عنه البشر فعيسى بن طلحة
يرويه عن أبي هريرة وليس عن أبي سلمة . يتأكد ذلك بالرجوع لمصدر الإسنادين .
وتوبع أيضا يزيد بن الهاد من يزيد بن هارون أخرجه الحاكم في ((المستدرك))(4/640)
(8769) وقال عقبه " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " قلت هو منقطع
فيزيد بن هارون لم يسمع من محمد بن إبراهيم التيمي . فالأول ولد سنة (117)وقيل(11
ومحمد بن إبراهيم توفي سنة (120) فعند وفاته كان ليزيد من العمر عام أو عامين .ورواية
يزيد بن هارون عن محمد بن إبراهيم هذه هي الوحيدة في ((المستدرك)) فكلام الحاكم مما
يستدرك عليه ويمكن أن يوجه كلام الذهبي حينما قال بعد كلام الحاكم( صحيح) أنه يقصد
المتن. إن كان هذا فهو ما ذكرت وإن كان غيره فهو من أوهام الحارث بن أبي أسامة
لينه ابن حزم وأبو الفتح الأزدي وتأرجح فيه قول الذهبي . وجانب المعدلين أرجح ممن جرحه
فهو إن شاء الله في منزلة وسطى يمشى حديثه " صدوق وسط" ولا تعارض وتجافي بين من
كان فيه ضعف قريب أو فيه ضعف وبين من يحسن حديثه.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في (( مسنده)) رقم (45) ومن طريقه ابن حبان (3/24)
(5716) وابن أبي الدنيا في (( الصمت وآداب اللسان)) رقم (71) وهذا الطريق مداره على
الزبير بن سعيد ضعفه النسائي ولينه جماعة .
وأخرجه عبد الله بن المبارك في مسنده رقم (1 والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4/213)
4832) من طريق يحي بن عبيد الله قال سمعت أبي به ، وسياقه " إن العبد ليقول الكلمة
لايقولها إلا ليضحك الناس يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض وإنه ليزل عن لسانه أشد
مما يزل عن قدميه " وهذا سند ضعيف جدا يحي بن عبيد الله قال فيه البخاري
ـ تركه يحي القطان
ـ وقال أحمد منكر الحديث وقال لايعرف هو ولا أبوه .
ـ وقال أبو حاتم كان ابن عيينةيضعفه
ـ وقال ابن معين ليس بشئ
ــ قال النسائي لايكتب حديثه
ـ قال الدارقطني ضعيف
ـ قال الدارقطني ضعيف
ـ قال الحاكم روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة أكثرها مناكير.
وأبوه هو عبيد الله بن عبد الله بن موهب
قال الشافعي لانعرفه ، وقال ابن القطان الفاسي مجهول الحال .
ورواه أيضا الإمام أحمد في (( مسنده)) (2/533) (1090 و(10913) ثنا عبد الرحمان
بن مهدي ثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يحدث عن أبي هريرة مرفوعا وفي آخره "
يهوي بها في النار سبعين خريفا " ورجال إسناده ثقاث وعلته الانقطاع بين الحسن البصري
وأبي هريرة ، سمع منه في الجملة وقصته شبيهة بروايته عن سمرة بن جندب فقد قال الحسن
بعد حديث " المختاعات والمنتزعات هن المنافقات" أخرجه النسائي (2/104) والبهقي(7/316)
" لم أسمعه من غير أبي هريرةّ" . والامام النسائي قال بعد سياقه الحديث " لم يسمع الحسن من
أبي هريرة " قال السخاوي في (( فتح المغيث)) " فكأنه جوز التدليس في هذه العبارة أيضا
بإرادة لم أسمعه من غير حديث أبي هريرة" كلامه في (2/23) ورد هذا العلائي في ((جامع
التحصيل)) (115) فقال " وفيه نظر من وجوه أحدها : أنه لا نعلم أحد من المدلسين المقبولين
قولهم أطلق حدثنا أو أخبرنا فيما لم يتحمله من شيخه وقد اتفق أئمة الحديث قاطبة على قبول
ما قال فيه المدلس الثقة حدثنا أو أخبرنا فمتى تطرق وهم التدليس إلى هاتين اللفظين أدى ذلك
إلى أنه لايقبل من مدلس خبر أبدا والاجماع على خلافه .
ثانيها: إن ماذكره عن الحسن من قوله حدثنا أبو هريرة فلا يرد على ذلك لأحد وجهين إما أن
يثبث للحسن السماع من أبي هريرة كما قال بعضهم وأما أن يكون ذلك من غلط الرواة عنه
اعتقدوا أنه سمع منه فغيرا لفظة عن بحدثنا وهذا هو اختيار أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين.."
فالجمهور أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة إلا حديث المختلعات والله أعلم.
وفي الباب من حديث عبد الله ابن مسعود أخرجه البزار في ((مسنده)) رقم(1732) من طريق
الحسن بن أبي جعفر عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم وسياقه " يهوي بها كذا وكذا في خريفا" قال البزار " وهذا الحديث
لانعلم يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الاسناد" قلت هذا الطريق منكر والحديث
لايعرف إلا من رواية أبي هريرة وقد قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) " رواه البزار
وفيه من لم أعرفهم" يقصد معاذ بن سهل شيخ البزار . والحمد لله رب العالمين.
خادم علم الحديث
محمد أشرف
محمد أشرف