جاء في [السلسلة الصحيحة]للشيخ الألباني رحمه الله:
3228- (يا شداد بن أوسٍ! إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فأكثر هؤلاء الكلمات:
اللّهم! إني أسألك الثبات في الأمرِ، والعزيمة على الرُّشد،
وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب).
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/335- 336)، ومن طريقه: أبو نعيم في "الحلية" (1/266)، وكذا ابن عساكر في "تاريخ دمشق " (16/127) من طريقين عن سليمان بن عبدالرحمن: ثنا إسماعيل بن عياش: حدثني محمد بن يزيد الرحبي عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال:قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف لا يضر:
1- سليمان بن عبد الرحمن: هو ابن بنت شرحبيل أبو أيوب الدمشقي،
قال الذهبي في "الكاشف ":
"مُفتٍ ثقة، لكنه مُكثِرٌعن الضعفاء".
2- إسماعيل بن عياش: ثقة في روايته عن الشاميين، وهذه منها كما يأتي.
3- محمد بن يزيد الرحبي، وهو دمشقي، له ترجمة في "تاريخ دمشق "
لابن عساكر(16/127)،وأفادأنه روى عنه خمسةآخرون غير إسماعيل بن عياش،
وأكثرهم ثقات، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات " (9/35). وذكره أبو زرعة الدمشقي في "تسمية نفر ذوي إسناد وعلم " كما ذكر ابن عساكر. ولم أجده في "تاريخ دمشق " المطبوع لأ بي زرعة.
4- وأما أبو الأشعث الصنعاني- واسمه شَراحِيل بن آدّة-؛ فهو ثقة من
رجال مسلم.
فصح الإسناد والحمد لله، وهو مما فات المعلق على "الإحسان "(3/216) أن يذكره في جملة ما خرَّج من طرق الحديث، وكلها لا تخلو من ضعف أو جهالة أو انقطاع، ولذلك لم يصرح بمرتبة الحديث! لكنه صرح بأنه ضعيف عقبه في طبعته من "الموارد" (2/1089).
ومن تلك الطرق: ما عزاه للحاكم (1/50 من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي عن عكرمة بن عمار قال: سمعت شداداً أبا عمار يحدث عن
شداد بن أوس. قال المعلق:
"وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي ".
وسكت عليه ولم يتعقبهما بشيء، مع أنّ خطأهما في ذلك ظاهر؛ لأنه من
رواية أبي الحسن محمد بن سنان القزاز: ثنا عمر بن يونس...
فأقول: القزاز هذا ليس من رجال مسلم أولاً، ثم هو متكلَّم فيه، فأورده
الذهبي نفسه في "الميزان " وقال:
"رماه أبو داود بالكذب، وابن خراش يقول: ليس بثقة. وأما الدارقطني
فمشّاه، وقال: لا بأس به ".
ولذلك؛ جزم الحافظ بضعفه في "التقريب ".
ومن ذلك يتبين أن المعلِّق المشار إليه لم يحسِن حينما ساق إسناد الحاكم من عند عمر بن يونس ؛ فإن ذلك يوهم أن من دونه ليس فيهم أي ضعف، وما هكذا يكون التحقيق!
ومن هذا القبيل: أنه ضعف إسناد ابن حبان في هذا الحديث بسُويد بن عبدالعزيز قال: حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيدالله مسلم بن مِشكَم قال:
خرجت مع شداد بن أوس... فذكر قصة، وفيها هذا الحديث ؛ فعلق عليه بقوله:
"سويد بن عبدالعزيز لين الحديث، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد (4/123) من طريق روح عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: كان شداد بن أوس... ورجاله ثقات إلا أن حسان بن عطية لم يدرك شداداً".
فأقول: نعم؛ ولكن قد ذكر الحافظ المزي في ترجمة حسان أن من شيوخه أبا عبيدالله مسلم بن مشكم، فلا يبعد أن يكون هو الواسطة بين حسان وشداد،
فتكون طريق روح- وهو ابن عبادة- متابعة قوية لسويد بن عبدالعزيز.
وهناك احتمال آخر، وهو أن تكون الواسطة بينهما أبا الأشعث الصنعاني فإنه
من شيوخ حسان أيضاً.
وللحديث طرق أخرى: منها ما عند النسائي، وا بن حبان (2416- موارد)،
والطبراني(7/353/ 7180)من طريق سعيدالجُريري عن أبي العلاءعن شداد به. ورجاله ثقات،لكنه منقطع بين أبي العلاء وشداد.
ووصله الترمذي (4004)، وأحمد (4/ 125)، والطبراني (7175- 717،
وأبو نعيم أيضاً... بذكر رجل حنظلي بينهما.
والحنظلي لم أعرفه، وانظر تعليقي على "المشكاة" (995).
وقد وجدت له شاهداً، ولكنه واه جداً، فأذكره لبيان حاله، فأقول:
رواه إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا موسى بن مُطَير عن أبي إسحاق قال:
قال لي البراء بن عازب: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال:...
فذ كره.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/9- 10)، وفي "الأوسط " (2/156/2/7542)، ومن طريقه: أبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2/27)،
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا موسى بن مطير، تفرد به إسماعيل بن عمرو".
قلت: هذا ضعيف، وشيخه موسى؛ قال الذهبي:
"واهٍ، كذبه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم والنسائي وجماعة: متروك... ".
وبه أعله الهيثمي فقال (10/173):
"رواه الطبراني في" الكبير" و" الأ وسط "،وفيه موسى بن مطير وهو متروك ".
وأبو إسحاق- وهو السبيعي- كان اختلط، لكن العلة ممن دونه.
وفي حديث شداد- ولا سيما من الطريق الأولى- ما يغني عن الاستشهاد بهذا الإسناد الواهي.
3228- (يا شداد بن أوسٍ! إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فأكثر هؤلاء الكلمات:
اللّهم! إني أسألك الثبات في الأمرِ، والعزيمة على الرُّشد،
وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب).
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/335- 336)، ومن طريقه: أبو نعيم في "الحلية" (1/266)، وكذا ابن عساكر في "تاريخ دمشق " (16/127) من طريقين عن سليمان بن عبدالرحمن: ثنا إسماعيل بن عياش: حدثني محمد بن يزيد الرحبي عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال:قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف لا يضر:
1- سليمان بن عبد الرحمن: هو ابن بنت شرحبيل أبو أيوب الدمشقي،
قال الذهبي في "الكاشف ":
"مُفتٍ ثقة، لكنه مُكثِرٌعن الضعفاء".
2- إسماعيل بن عياش: ثقة في روايته عن الشاميين، وهذه منها كما يأتي.
3- محمد بن يزيد الرحبي، وهو دمشقي، له ترجمة في "تاريخ دمشق "
لابن عساكر(16/127)،وأفادأنه روى عنه خمسةآخرون غير إسماعيل بن عياش،
وأكثرهم ثقات، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات " (9/35). وذكره أبو زرعة الدمشقي في "تسمية نفر ذوي إسناد وعلم " كما ذكر ابن عساكر. ولم أجده في "تاريخ دمشق " المطبوع لأ بي زرعة.
4- وأما أبو الأشعث الصنعاني- واسمه شَراحِيل بن آدّة-؛ فهو ثقة من
رجال مسلم.
فصح الإسناد والحمد لله، وهو مما فات المعلق على "الإحسان "(3/216) أن يذكره في جملة ما خرَّج من طرق الحديث، وكلها لا تخلو من ضعف أو جهالة أو انقطاع، ولذلك لم يصرح بمرتبة الحديث! لكنه صرح بأنه ضعيف عقبه في طبعته من "الموارد" (2/1089).
ومن تلك الطرق: ما عزاه للحاكم (1/50 من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي عن عكرمة بن عمار قال: سمعت شداداً أبا عمار يحدث عن
شداد بن أوس. قال المعلق:
"وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي ".
وسكت عليه ولم يتعقبهما بشيء، مع أنّ خطأهما في ذلك ظاهر؛ لأنه من
رواية أبي الحسن محمد بن سنان القزاز: ثنا عمر بن يونس...
فأقول: القزاز هذا ليس من رجال مسلم أولاً، ثم هو متكلَّم فيه، فأورده
الذهبي نفسه في "الميزان " وقال:
"رماه أبو داود بالكذب، وابن خراش يقول: ليس بثقة. وأما الدارقطني
فمشّاه، وقال: لا بأس به ".
ولذلك؛ جزم الحافظ بضعفه في "التقريب ".
ومن ذلك يتبين أن المعلِّق المشار إليه لم يحسِن حينما ساق إسناد الحاكم من عند عمر بن يونس ؛ فإن ذلك يوهم أن من دونه ليس فيهم أي ضعف، وما هكذا يكون التحقيق!
ومن هذا القبيل: أنه ضعف إسناد ابن حبان في هذا الحديث بسُويد بن عبدالعزيز قال: حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيدالله مسلم بن مِشكَم قال:
خرجت مع شداد بن أوس... فذكر قصة، وفيها هذا الحديث ؛ فعلق عليه بقوله:
"سويد بن عبدالعزيز لين الحديث، وباقي رجاله ثقات، وأخرجه أحمد (4/123) من طريق روح عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: كان شداد بن أوس... ورجاله ثقات إلا أن حسان بن عطية لم يدرك شداداً".
فأقول: نعم؛ ولكن قد ذكر الحافظ المزي في ترجمة حسان أن من شيوخه أبا عبيدالله مسلم بن مشكم، فلا يبعد أن يكون هو الواسطة بين حسان وشداد،
فتكون طريق روح- وهو ابن عبادة- متابعة قوية لسويد بن عبدالعزيز.
وهناك احتمال آخر، وهو أن تكون الواسطة بينهما أبا الأشعث الصنعاني فإنه
من شيوخ حسان أيضاً.
وللحديث طرق أخرى: منها ما عند النسائي، وا بن حبان (2416- موارد)،
والطبراني(7/353/ 7180)من طريق سعيدالجُريري عن أبي العلاءعن شداد به. ورجاله ثقات،لكنه منقطع بين أبي العلاء وشداد.
ووصله الترمذي (4004)، وأحمد (4/ 125)، والطبراني (7175- 717،
وأبو نعيم أيضاً... بذكر رجل حنظلي بينهما.
والحنظلي لم أعرفه، وانظر تعليقي على "المشكاة" (995).
وقد وجدت له شاهداً، ولكنه واه جداً، فأذكره لبيان حاله، فأقول:
رواه إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا موسى بن مُطَير عن أبي إسحاق قال:
قال لي البراء بن عازب: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال:...
فذ كره.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/9- 10)، وفي "الأوسط " (2/156/2/7542)، ومن طريقه: أبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2/27)،
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا موسى بن مطير، تفرد به إسماعيل بن عمرو".
قلت: هذا ضعيف، وشيخه موسى؛ قال الذهبي:
"واهٍ، كذبه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم والنسائي وجماعة: متروك... ".
وبه أعله الهيثمي فقال (10/173):
"رواه الطبراني في" الكبير" و" الأ وسط "،وفيه موسى بن مطير وهو متروك ".
وأبو إسحاق- وهو السبيعي- كان اختلط، لكن العلة ممن دونه.
وفي حديث شداد- ولا سيما من الطريق الأولى- ما يغني عن الاستشهاد بهذا الإسناد الواهي.