تويت
ﭑ ﭒ ﭓ
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ}.
{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ}.
{ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ}.
أما بعد:
فإنَّ أصدَق الحديثِ كتابُ الله، وأحسنَ الهدي هديُ محمد، وشرَّ الأُمور محدثاتها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكُلَّ ضلالةٍ في النارِ.كنتُ شاركتُ في "البينة السلفية" بمشاركة بينت فيها _بفضل الله تعالى_ ضعف زيادة الأكل من (كبد الأضحية) معتمداً على قواعد وأصول علماء الحديث، فتعقبني بعض الإخوة ببعض الملاحظات التى رأى أني أخطأت فيها.
فرأيت أن أُعيد رفع المشاركة في هذا المنتدى المبارك _إن شاء الله_ مع بعض الزيادات ومعها تعقبات الأخ وجوابي عليها لعل فيها نفع إن شاء الله.
هذا مع أن الخطأ وارد والكمال عزيز والتوفيق كله من الملك العلام.
قال الحافظ البيهقي في "السنن الكبرى" ( 3 / 283 ) : (أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ثنا علي بن بحر القطان ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن مهدي عن عقبة عن ابن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الفطر لم يخرج حتى يأكل شيئاً، وإذا كان الأضحى لم يأكل شيئاً حتى يرجع، وكان إذا رجع أكل من كبد أضحيته).
الحديث بزيادة الأكل من كبد الأضحية ضعيف لعلتين:
1/ الوليد بن مسلم هو القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية،«التقريب» ( 7506 )، وفي «طبقات المدلسين» ( ص 51 ) : (موصوف بالتدليس الشديد مع الصدق)، وفي «النكت على كتاب ابن الصلاح» ( 1 / 293 ) : (من المدلسين على شيوخه وعلى شيوخ شيوخه).
2/ عقبة هو ابن عبد الله الأصم الرفاعي العبدي البصري، ضعيف وربما دلس، «التقريب» ( 4676 )، وقد فرق ابن حبان بين عقبة الأصم، والرفاعي، فقال عن الأول في «كتاب المجروحين» ( 2 / 193 ) : (ينفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير)، وذكر الآخر في «الثقات» ( 7 / 246 )، وقد وهم في هذا قال الحافظ في «التقريب» ( ص 684 ) : (ووهم من فرق بين الأصم والرفاعي كابن حبان).اهـ
وكنت وقتها لم أجد من تكلم على ضعف هذه الزيادة _حسب علمي_ إلا محقق "سنن البيهقي" طبعة دار الحديث بمصر، فلم أستحسن نقل تضعيفه.
أما الآن _فبفضل الله ومنته_ تحصلت على كتاب "سبل السلام" بتعليقات الإمام الألباني _رحمه الله_ وكان حصولي عليه في شهر رمضان المبارك من هذا العام 1432 هـ.
وقد وجدت الإمام الألباني _رحمه الله_ قال ( 2 / 200 ) : (هذه الزيادة ضعيفة ؛ لأنها من رواية عقبة بن الأصم عن ابن بريدة ؛ وهو عقبة بن عبدالله الأصم ؛ ضعيف ، كما في "التقريب").
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
===================
فتعقني الأخ بقوله مع كلام آخر يأتي في الجواب: (فهل الوليد بن مسلم دلّس (كذا) في هذا الحديث؟أم لا؟
هذا هو المطلوب البحث فيه
وعقبة أحد رواة الحديث كيف جزمت أنه ابن عبد الله الأصم الرفاعي العبدي البصري
ولما لا يكون ابن أبي ثبيت الراسبس (كذا) البصري؟)اهـ
===================
فأجبته بقولي:
اللهم علمني ما جهلت، وزدني علماً، اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي، اللهم إني أعوذ بك من أن أجهل أو يُجهل عليّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الناقد يجب أن يَنتقِدَ بعلمٍ، ويبحث ويسفرغ جهده في الوصول إلى الحق الذي يرى أن المنتقَد خالفه، ولا يتسرع في الحكم على فلان أو فلان بأنه أخطأ في كذا أو كذا.
قال الإمام الألباني _رحمه الله_ : (الدقة في البحث العلمي: الذي يفقده أكثر الكاتبين في العصر الحاضر، وإذا فقدوا ذلك حل محلها السرعة في البث في القضايا العلمية الحساسة الدقيقة فيقعون في أخطاء كثيرة . . . فلا يجوز أن نُخطئ. . .[و]نتسرع ونقول: أخطأ المباركفوري، أخطأ الألباني، كذا إلخ، رويداً ؛ يجب استيعاب الموضوع من كل جوانبه.
هذه الملاحظة التي أردت أن ألفت النظر إليها لتكون سبباً لتركيز البحث العلمي مع كل طالب يطلب العلم).[سلسلة الهدى والنور شريط ( 296 ) باختصار]
أقول: كتب إليّ بعض الإخوة ناصحاً ومحذراً إياي من التعالم !!، من خلال ما رأه في بعض مشاركاتي _مما ينتقده عليّ حسب فهمه_ ومنها هاته المشاركة التي أكتب تحتها.
فقال ناصحاً: (ياأخي راجع مقالاتك،وعدّل ما يحتاج منها إلى تعديل ومن هذه المقالات: . . .)، ثم عدّ بعض المشاركات وهاته من بينها.
فقال منتقداً: (فهل الوليد بن مسلم دلّس (كذا) في هذا الحديث؟أم لا؟
هذا هو المطلوب البحث فيه
وعقبة أحد رواة الحديث كيف جزمت أنه ابن عبد الله الأصم الرفاعي العبدي البصري
ولما لا يكون ابن أبي ثبيت الراسبس (كذا) البصري؟)اهـ
فأقول سائلاً المولى _تبارك وتعالى_ العون والسداد:
الوليد بن مسلم ثقة وروى له الجماعة، لكنه معروف بتدليس التسوية، فقد روى عن شيخ شيخه بالعنعنة فقال: (ثنا بن مهدي (عن) عقبة عن ابن بريدة عن أبيه . . .).
فتصريحه بالتحديث عن شيخه لا يكفي حتى يصرح بالتحديث أو السماع عن شيخ شيخه، وهذا مفهوم من كلام الحافظ في "النكت" ( 1 / 293 ) : (من المدلسين على شيوخه وعلى شيوخ شيوخه)، بل قال بعض العلماء لا يقبل حديثه حتى يصرح بالتحديث في كل الطبقات.
قال الحافظ ابن الذهبي _رحمه الله_ في "الكاشف" ( 2 / 355 ) : (كان مدلساً فيُتقى من حديثه ما قال فيه "عن").
وقال الإمام الألباني _رحمه الله_ في "الصحيحة" ( 1 / 2 / 933 ) : (تدليس الوليد بن مسلم من النوع الذي لا يفيد تصريحه بالسماع من شيخه فقط؛ لأنه كان يدلس تدليس التسوية، أي يسقط الراوي بين شيخه وشيخ شيخه)، وقال _رحمه الله_ في الضعيفة" ( 3 / 409 – 410 ) : (فالمحققون لا يحتجون بما رواه الوليد إلا إذا كان مسلسلاً بالتحديث أو السماع. والله أعلم).
وراجع "تهذيب التهذيب" ( 11 / 151- 155 )، و"تمام المنة" ( ص 68 – 69 ).
===================
أما قولك: (ولما لا يكون ابن أبي ثبيت الراسبس (كذا) البصري؟).
أقول: لم تأتِ بالبينة على كلامك، فيُقال لك: (أثبت العرش ثم انقش).
والجزم بأنه ابن عبدالله الأصم الرفاعي العبدي البصري، هو ما استفادته من علماء الحديث الذين أنا تابع لهم.
قال الحافظ ابن عبدالهادي _رحمه الله_ في "المحرر في الحديث" ( ص 178 ) : (قد وثق ثواب بنَ عتبة ابنُ معين في رواية عباس وغيره، وأنكر أبو حاتم وأبو زرعة ذلك . وقال ابن عدي : (وثواب يعرف بهذا الحديث وآخر، وهذا الحديث قد رواه غيره عن بُرَيْدة، منهم عقبة بن عبدالله الأصم، ولا يلحقه بهذين ضعف)).
والأحاديث التي أشار إليها الحافظ ابن عدي _رحمه الله_ فيما نقله عنه الحافظ ابن عبدالهادي _رحمه الله_ بيانها في ما يلي:
فالتي عن عقبة بن الأصم مارواه الإمام أحمد في "المسند" ( 5 / 353 ) : (حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ وَلا يَأْكُلُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ).
وأيضاً قال الحافظ الدارمـي في "السنن" ( 1 / 455 ) : ( 1600- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّـانَ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ الأَصَمِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطْعَمُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ وَكَانَ إِذَا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ لَمْ يَطْعَمْ حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ ذَبِيحَتِهِ).
من هنا جاء الجزم بأن عقبة هو ابن عبدالله الأصم الرفاعي العبدي البصري، وليس عقبة بن أبي ثُبَيت الرسبي الثقة.
انظر "تهذيب الكمال" ( 20 / 205 -209 )، و( 20 / 191 -192 ).
===================
والتي عن غير عقبة بن الأصم ما رواه الحافظ الدارمـي في "السنن" ( 1 / 455 ) : (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ[1] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ[2] عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ بِنَحْوِهِ) _أي بنحو حديث بريدة من طريق عقبة_.
وهذا إسناده ضعيف من أجل هُشيم ومحمد بن إسحاق.
وقال الحافظ الطبراني في "المعجم الكبير" ( 12 / 142 – 143 )[3] : (حدثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي [الهُذَيل] عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليأكل كل رجل من أضحيته).
وهذا إسناد ضعيف جداً، راجع "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ( 7 / 3 / 1524 ).
===================
أما قولك: (وقد قيل :من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب) !.
أقول: { ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ}، مستجيباً لقول الله تبارك وتعالى: {ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ}.
ولله در الإمام الربيع حين قال : (أنت إذا نقدت شخصاً يجب أن تلتزم الحق والصدق والإخلاص ويكون قصدك بيان الحق والتنبيه على الخطأ الذي ينافي هذا الحق).[ "النقد منهج شرعي" ( ص 508 ) طبعة دار الإمام أحمد مع "شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث"].
وختاماً أنصحك بالأناة في إصدار الأحكام، وعدم إساءة الظن بإخوانك، فإن (التَّأني مِنَ اللهِ، والعجلةُ من الشيطان) كما في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ( 1795 ).
وجاء في "شعب الإيمان" [الشاملة] ( 9 / 188 ) : عن (جَعْفَرٍ الْخلديِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: (الْعَجَلَةُ تَمْنَعُ مِنْ إِصَابَةِ الْحَقِّ).
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والله الهادي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- هو ابن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية ابن أبي خازم الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، «التقريب» ( 7362 ).
[2]- ابن يسار، أبو بكر المطلبي، صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، «التقريب» ( 5762 ). وفي «طبقات المدلسين» (ص 51) : (صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما).
[3] - في الطبعة الجديدة ( 9 / 3133 ).
[1]- هو ابن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية ابن أبي خازم الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، «التقريب» ( 7362 ).
[2]- ابن يسار، أبو بكر المطلبي، صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، «التقريب» ( 5762 ). وفي «طبقات المدلسين» (ص 51) : (صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما).
[3] - في الطبعة الجديدة ( 9 / 3133 ).
تعليق