السلام عليكم و رحمةا لله و بركاته
" نهى عن الوحدة : أن يبيت الرجل وحده ، أو يسافر وحده " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 90 :
رواه أحمد ( 2 / 91 ) عن عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح ، و هو على شرط البخاري ، رجاله كلهم من رجال الشيخين ،
غير أبي عبيدة الحداد و اسمه عبد الواحد بن واصل فمن رجال البخاري وحده و هو
ثقة . و عاصم بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري و قد روى
عن العبادلة الأربعة و منهم جده عبد الله بن عمر .
و الحديث أورده في " المجمع " ( 8 / 104 ) و قال : " رواه أحمد و رجاله رجال
الصحيح " .
و قد رواه جماعة عن عاصم بلفظ آخر ، و هو :
" لو يعلم الناس في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ( أبدا ) " .
======
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لو يعلم الناس في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ( أبدا ) " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 91 :
رواه البخاري ( 2 / 247 ) و الترمذي ( 1 / 314 ) و الدارمي ( 2 / 289 )
و ابن ماجه ( 3768 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 1970 - موارد ) و الحاكم
( 2 / 101 ) و أحمد ( 2 / 23 و 24 ، 86 ، 120 ) و البيهقي ( 5 / 257 )
و ابن عساكر ( 18 / 89 / 2 ) من طرق عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله
بن عمر عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عاصم " .
قلت : قد تابعه أخوه عمر بن محمد فقال أحمد ( 2 / 111 - 112 ) : حدثنا مؤمل
حدثنا عمر بن محمد به ، و حدثنا مؤمل مرة أخرى و لم يقل : " عن ابن عمر " .
و للحديث شاهد من حديث جابر بزيادة :
" و لا نام رجل في بيت وحده " .
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 104 ) :
" رواه الطبراني في الأوسط " و فيه محمد بن القاسم الأسدي وثقه ابن معين ،
و ضعفه أحمد و غيره ، و بقية رجاله ثقات " .
قلت : الأسدي هذا قال الحافظ في " التقريب " : " كذبوه " فلا يستشهد به .
و هذه الزيادة و ردت في بعض طرق حديث ابن عمر و هو قبل هذا الحديث ، فعليه
الاعتماد فيها .
-----
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " الراكب شيطان و الراكبان شيطانان و الثلاثة ركب ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 92 :
مالك ( 2 / 978 / 35 ) ، و عنه أبو داود ( 2607 ) ، و كذا الترمذي ( 1 / 314 )
و الحاكم ( 2 / 102 ) ، و البيهقي ( 5 / 267 ) ، و أحمد ( 2 / 186 ، 214 ) من
طريق عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده مرفوعا .
و سببه كما في " المستدرك " و البيهقي :
" أن رجلا قدم من سفر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صحبت ؟ فقال :
ما صحبت أحدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
و قال الترمذي : " حديث حسن " .
قلت : و إسناده حسن ، للخلاف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . و المتقرر فيه
أنه حسن كما فصلت القول فيه في " صحيح أبي داود " ( رقم 124 ) .
و في هذه الأحاديث تحريم سفر المسلم وحده و كذا لو كان معه آخر ، لظاهر النهي
في الحديث الذي قبل هذا ، و لقوله فيه : " شيطان " أي عاص ، كقوله تعالى
( شياطين الإنس و الجن ) فإن معناه : عصاتهم كما قال المنذري .
و قال الطبري : " هذا زجر أدب و إرشاد لما يخاف على الواحد من الوحشة ، و ليس
بحرام ، فالسائر وحده بفلاة ، و البائت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش ،
لاسيما إن كان ذا فكرة رديئة أو قلب ضعيف . و الحق أن الناس يتفاوتون في ذلك ،
فوقع الزجر لحسم المادة فيكره الانفراد سدا للباب ، و الكراهة في الاثنين أخف
منها في الواحد " .
ذكره المناوي في " الفيض " .
قلت : و لعل الحديث أراد السفر في الصحارى و الفلوات التي قلما يرى المسافر
فيها أحدا من الناس ، فلا يدخل فيها السفر اليوم في الطرق المعبدة الكثيرة
المواصلات . و الله أعلم .
ثم إن فيه ردا صريحا على خروج بعض الصوفية إلى الفلاة وحده للسياحة و تهذيب
النفس ، زعموا ! و كثيرا ما تعرضوا في أثناء ذلك للموت عطشا و جوعا ، أو لتكفف
أيدي الناس ، كما ذكروا ذلك في الحكايات عنهم . و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم .
تعليق