شرط الامام أحمد-رحمه الله في المسند-
من المعلوم أنّ أصحاب المسانيد لا يشترطون الرواية عمن يحتج به فقط بل يروون حديث الضعفاء، و من لا يحتج به ما لم يكن متهما أو متروكا. و الامام أحمد رحمه الله قد احتاط في وضع الأحاديث: اسنادا و متنا.
قال الحافظ أببو موسى المديني:* و لم يخرج إلا عمن ثبت عنده صدقه، و ديانته، دون من طعن في أمانته*
هذا من حيث السند، أما من حيث المتن فكمثال على ذلك، ما رواه القطيعي قال: حدثنا عبد الله قال:حدثني أبي قال: قال حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي التياح قال: قال سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه و سلم-: يهلك أمتي هذا الحي من قريش* قالوا: و ما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: * لو أنّ الناس اعتزلوهم*
قال عبد الله: قال لي أبي في مرضه الذي مات فيه اضرب على هذا الحديث فإنّه خلاف الأحاديث عن النبي-صلى الله عليه و سلم- يعني قوله-صلى الله عليه و سلم-: *اسمعوا و اطيعوا**واصبروا*
و هذا و مع ثقة رجال اسناده حين شد لفظه عن الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه فقال عليه ما قلناه، و فيه نظائر.
و كلمة أحمد-رحمه الله- في الأمر بالضرب عليه ثابتة عقبه، و قد زيدت كلمة *واصبروا* وهو من أمانة عبد الله و شدة تحريه، فإنّ الاسناد صحيح لا مطعن فيه.
أخبرنا ابن الحصين باسناده: حدثنا عبد الله حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير عن محمد بن سالم عن أبي اسحاقعن عاصم بن ضمرة عن علي-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:* فيما سقت السماء العشر، و مايسقى بالغرب و الدالية ففيه نصف العشر* قال أبو عبد الرحمن: فحدتث أبي بحديث عثمان عن جرير فأنكره جدا، و كان أبي لا يحدثنا عن محمد بن سالم لضعفه عنده و انكاره لحديثه.
و كمثال آخر:
حدثنا أبو عامر حدثنا خارجة بن عبد الله عن أبي الرجال عن أمه عمرة ، و به حدثنا عصام بن خالد حدثني صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الخبائري ، و أبو اليمان الهوزني عن أبي أمامة أن رسول الله-صلى الله عليه و سلم-قال: *إن الله تعالى و عدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفابغير حساب* فقال يزيد بن الأخنس السلمي: و الل ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب. فقال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-:* فإن ربي قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألفا سبعين ألف ، و زادني ثلاث حثيات*قال: فما سعت حوضك يا رسول الله؟ قال: كما بين عدن إلى عمان و أوسع و أوسع *يشير بيديه.قال: فيه شعبان من ذهب و فضة* قال: فما حوضك؟ قال: ماء أشد بياضا من اللبن، و أحلى مذاقة من العسل، و أطيب رائحة من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها* و بهذا الاسناد قال عبد الله : وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخطه و قد ضرب عليه، فضننت أنه ضرب عليه لأنه خطأ ، فإنما هو عن زيد بن أبي سلام عن أبي أمامة.
قال حدثنا يزيد قال: أخبرنا رجل، و الرجل كان يسمى في كتاب أبي عبد الرحمن عمرو بن عبيد ، حدثنا أبو الرجاء العطاردي عن عمرات بن حصين قال: ما شبع آل محمد -صلى الله عليه و سلم- من خبز مأدوم حتى مضى وحهه*
قال عبد الله : و كان أبي قد ضرب على هذا الحديث في كتابه، فسألته، و حدثني به و كتب عليه، صح صح .قال: إنما ضرب على هذا الحديث لأنه لم يرضى الرجلالذي حدث عنه يزيد.
وذكر العز بن كادس أن عبد الله بن أحمد، قال لأبيه: ما تقول في حديث ربعي عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي روّاد ؟ قلت: يصح؟ قال: لا الأحاديث بخلافه، وقد رواه الخياط عن الربعي عن رجل لم يسموه . قال: قلت له: فقد ذكرته في المسند.فقال : قصدت في المسند الحديث المشهور و تركت الناس تحت ستر الله تعالى ، و لو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء ، و لكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث لست أخالف ما ضعف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه .
سمعت صالح يقول: قلت لأبي : يكون في الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-فيجعله الانسان قال النبي -صلى الله عليه و سلم-قال : أرجو ألا يكون به بأس.
قلت: الكتاب قد طال على الانسان عهده لا يعرف بعض حروفه فيجيز بعض اصحابه ما ترى في ذلك. قال: ان كان يعلم أنه كما في الكتاب فليس به بأس.
-المراجع: المسند .خصائص المسند.
من المعلوم أنّ أصحاب المسانيد لا يشترطون الرواية عمن يحتج به فقط بل يروون حديث الضعفاء، و من لا يحتج به ما لم يكن متهما أو متروكا. و الامام أحمد رحمه الله قد احتاط في وضع الأحاديث: اسنادا و متنا.
قال الحافظ أببو موسى المديني:* و لم يخرج إلا عمن ثبت عنده صدقه، و ديانته، دون من طعن في أمانته*
هذا من حيث السند، أما من حيث المتن فكمثال على ذلك، ما رواه القطيعي قال: حدثنا عبد الله قال:حدثني أبي قال: قال حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي التياح قال: قال سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه و سلم-: يهلك أمتي هذا الحي من قريش* قالوا: و ما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: * لو أنّ الناس اعتزلوهم*
قال عبد الله: قال لي أبي في مرضه الذي مات فيه اضرب على هذا الحديث فإنّه خلاف الأحاديث عن النبي-صلى الله عليه و سلم- يعني قوله-صلى الله عليه و سلم-: *اسمعوا و اطيعوا**واصبروا*
و هذا و مع ثقة رجال اسناده حين شد لفظه عن الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه فقال عليه ما قلناه، و فيه نظائر.
و كلمة أحمد-رحمه الله- في الأمر بالضرب عليه ثابتة عقبه، و قد زيدت كلمة *واصبروا* وهو من أمانة عبد الله و شدة تحريه، فإنّ الاسناد صحيح لا مطعن فيه.
أخبرنا ابن الحصين باسناده: حدثنا عبد الله حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير عن محمد بن سالم عن أبي اسحاقعن عاصم بن ضمرة عن علي-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:* فيما سقت السماء العشر، و مايسقى بالغرب و الدالية ففيه نصف العشر* قال أبو عبد الرحمن: فحدتث أبي بحديث عثمان عن جرير فأنكره جدا، و كان أبي لا يحدثنا عن محمد بن سالم لضعفه عنده و انكاره لحديثه.
و كمثال آخر:
حدثنا أبو عامر حدثنا خارجة بن عبد الله عن أبي الرجال عن أمه عمرة ، و به حدثنا عصام بن خالد حدثني صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الخبائري ، و أبو اليمان الهوزني عن أبي أمامة أن رسول الله-صلى الله عليه و سلم-قال: *إن الله تعالى و عدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفابغير حساب* فقال يزيد بن الأخنس السلمي: و الل ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب. فقال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-:* فإن ربي قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألفا سبعين ألف ، و زادني ثلاث حثيات*قال: فما سعت حوضك يا رسول الله؟ قال: كما بين عدن إلى عمان و أوسع و أوسع *يشير بيديه.قال: فيه شعبان من ذهب و فضة* قال: فما حوضك؟ قال: ماء أشد بياضا من اللبن، و أحلى مذاقة من العسل، و أطيب رائحة من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها* و بهذا الاسناد قال عبد الله : وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخطه و قد ضرب عليه، فضننت أنه ضرب عليه لأنه خطأ ، فإنما هو عن زيد بن أبي سلام عن أبي أمامة.
قال حدثنا يزيد قال: أخبرنا رجل، و الرجل كان يسمى في كتاب أبي عبد الرحمن عمرو بن عبيد ، حدثنا أبو الرجاء العطاردي عن عمرات بن حصين قال: ما شبع آل محمد -صلى الله عليه و سلم- من خبز مأدوم حتى مضى وحهه*
قال عبد الله : و كان أبي قد ضرب على هذا الحديث في كتابه، فسألته، و حدثني به و كتب عليه، صح صح .قال: إنما ضرب على هذا الحديث لأنه لم يرضى الرجلالذي حدث عنه يزيد.
وذكر العز بن كادس أن عبد الله بن أحمد، قال لأبيه: ما تقول في حديث ربعي عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي روّاد ؟ قلت: يصح؟ قال: لا الأحاديث بخلافه، وقد رواه الخياط عن الربعي عن رجل لم يسموه . قال: قلت له: فقد ذكرته في المسند.فقال : قصدت في المسند الحديث المشهور و تركت الناس تحت ستر الله تعالى ، و لو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء ، و لكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث لست أخالف ما ضعف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه .
سمعت صالح يقول: قلت لأبي : يكون في الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-فيجعله الانسان قال النبي -صلى الله عليه و سلم-قال : أرجو ألا يكون به بأس.
قلت: الكتاب قد طال على الانسان عهده لا يعرف بعض حروفه فيجيز بعض اصحابه ما ترى في ذلك. قال: ان كان يعلم أنه كما في الكتاب فليس به بأس.
-المراجع: المسند .خصائص المسند.
تعليق