سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من أغرب ما قرأت في الكتب ، حيث استشكل عليّ فهمه , و لكن هو من فصيح
اللغة العربية ، ومعناه :"ليس من امبر امصيام في امسفر ."
وأترككم مع الحديث ...
الحديث أخرجه أحمد في <مسنده > (22567) قال :حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهريّ ، عن صفوان بن عبد الله ، عن أم الدرداء ، عن كعب بن عاصم الأشعري _ وكان من أصحاب السقيفة _ قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) يقول :
" ليس من امبر امصيام في امسفر ", وهذا إسناد رواته ثقات لكنه بهذا اللفظ شاذ .
ذكره الشيخ محمد علي آدم حفظه الله في كتابه "المنحة الرضية " .
و قد ذكره الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة 3/264
(1130 - " ليس من امبر امصيام في امسفر " :شاذ بهذا اللفظ . أخرجه أحمد ( 5/434 ) عن معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري - و كان من أصحاب السقيفة - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، و علته الشذوذ و مخالفة الجماعة . فقد قال أحمد أيضا : حدثنا سفيان عن الزهري به بلفظ :" ليس من البر الصيام في السفر " .
و تابعه عليه ابن جريج و يونس و محمد بن أبي حفصة و الزبيدي كلهم رووه عن الزهري بلفظ سفيان، و تابعهم معمر نفسه عند البيهقي و قال :" و هو المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم " .
وليس يشك عالم بأن اللفظ الذي وافق معمر الثقات عليه ، هو الصحيح الذي ينبغي الأخذ به ، والركون إليه ، بخلاف اللفظ الآخر الذي خالفهم فيه ، فإنه ضعيف لا يعتمد عليه ، لا سيما ومعمر ، وإن كان من الثقات الأعلام فقد قال الذهبي في ترجمته :
" له أوهام معروفة ، احتملت له في سعة ما أتقن ، قال أبو حاتم : صالح الحديث ، وما حدث به بالبصرة فيه أغاليط " .
وإن مما يؤكد وهم معمر في هذا اللفظ الذي شذ به عن الجماعة أن الحديث قد ورد عن جماعة آخرين من الصحابة ، مثل جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن أبي برزة الأسلمي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وعمار بن ياسر ، وأبي الدرداء ، جاء ذلك عنهم من طرق كثيرة ، وكلها أجمعت على روايته باللفظ الثاني الذي رواه الجماعة ، وقد خرجت أحاديثهم جميعا في " إرواء الغليل " (925) فمن شاء الوقوف عليه فليرجع إليه إن شاء .
وإنما عنيت هنا عناية خاصة لبيان ضعف الحديث بهذا اللفظ لشهرته عند علماء اللغة والأدب ، ولقول الحافظ ابن حجر في " التلخيص " :
" هذه لغة لبعض أهل اليمن ، يجعلون لام التعريف ميما ، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بها الأشعري كذلك لأنها لغته ، ويحتمل أن يكون الأشعري ( يعني : كعب بن عاصم ) هذا نطق بها على ما ألف من لغته ، فحملها عنه الراوي ، وأداها باللفظ الذي سمعها به ، وهذا الثاني أوجه عندي ، والله أعلم " .
فأقول : إن إيراد الحافظ رحمه الله تعالى هذين الاحتمالين قد يشعر القارىء لكلامه أن الرواية ثبتت بهذا اللفظ عن الأشعري ، وإنما تردد في كونه من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، أو من الأشعري ، ورجح الثاني . وهذا الترجيح لا داعي إليه ، بعد أن أثبتنا أنه وهم من معمر ، فلم يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا الأشعري ، بل ولا صفوان بن عبد الله ولا الزهري . [ فليعلم هذا فإنه عزيز نفيس إن شاء الله تعالى ] .ا.هـ.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
من أغرب ما قرأت في الكتب ، حيث استشكل عليّ فهمه , و لكن هو من فصيح
اللغة العربية ، ومعناه :"ليس من امبر امصيام في امسفر ."
وأترككم مع الحديث ...
الحديث أخرجه أحمد في <مسنده > (22567) قال :حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهريّ ، عن صفوان بن عبد الله ، عن أم الدرداء ، عن كعب بن عاصم الأشعري _ وكان من أصحاب السقيفة _ قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) يقول :
" ليس من امبر امصيام في امسفر ", وهذا إسناد رواته ثقات لكنه بهذا اللفظ شاذ .
ذكره الشيخ محمد علي آدم حفظه الله في كتابه "المنحة الرضية " .
و قد ذكره الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة 3/264
(1130 - " ليس من امبر امصيام في امسفر " :شاذ بهذا اللفظ . أخرجه أحمد ( 5/434 ) عن معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري - و كان من أصحاب السقيفة - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، و علته الشذوذ و مخالفة الجماعة . فقد قال أحمد أيضا : حدثنا سفيان عن الزهري به بلفظ :" ليس من البر الصيام في السفر " .
و تابعه عليه ابن جريج و يونس و محمد بن أبي حفصة و الزبيدي كلهم رووه عن الزهري بلفظ سفيان، و تابعهم معمر نفسه عند البيهقي و قال :" و هو المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم " .
وليس يشك عالم بأن اللفظ الذي وافق معمر الثقات عليه ، هو الصحيح الذي ينبغي الأخذ به ، والركون إليه ، بخلاف اللفظ الآخر الذي خالفهم فيه ، فإنه ضعيف لا يعتمد عليه ، لا سيما ومعمر ، وإن كان من الثقات الأعلام فقد قال الذهبي في ترجمته :
" له أوهام معروفة ، احتملت له في سعة ما أتقن ، قال أبو حاتم : صالح الحديث ، وما حدث به بالبصرة فيه أغاليط " .
وإن مما يؤكد وهم معمر في هذا اللفظ الذي شذ به عن الجماعة أن الحديث قد ورد عن جماعة آخرين من الصحابة ، مثل جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن أبي برزة الأسلمي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وعمار بن ياسر ، وأبي الدرداء ، جاء ذلك عنهم من طرق كثيرة ، وكلها أجمعت على روايته باللفظ الثاني الذي رواه الجماعة ، وقد خرجت أحاديثهم جميعا في " إرواء الغليل " (925) فمن شاء الوقوف عليه فليرجع إليه إن شاء .
وإنما عنيت هنا عناية خاصة لبيان ضعف الحديث بهذا اللفظ لشهرته عند علماء اللغة والأدب ، ولقول الحافظ ابن حجر في " التلخيص " :
" هذه لغة لبعض أهل اليمن ، يجعلون لام التعريف ميما ، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بها الأشعري كذلك لأنها لغته ، ويحتمل أن يكون الأشعري ( يعني : كعب بن عاصم ) هذا نطق بها على ما ألف من لغته ، فحملها عنه الراوي ، وأداها باللفظ الذي سمعها به ، وهذا الثاني أوجه عندي ، والله أعلم " .
فأقول : إن إيراد الحافظ رحمه الله تعالى هذين الاحتمالين قد يشعر القارىء لكلامه أن الرواية ثبتت بهذا اللفظ عن الأشعري ، وإنما تردد في كونه من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، أو من الأشعري ، ورجح الثاني . وهذا الترجيح لا داعي إليه ، بعد أن أثبتنا أنه وهم من معمر ، فلم يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا الأشعري ، بل ولا صفوان بن عبد الله ولا الزهري . [ فليعلم هذا فإنه عزيز نفيس إن شاء الله تعالى ] .ا.هـ.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
تعليق