الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ..أما بعد :
قال بن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر: "
وقال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى(12/10 :"
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْغَلَطِ فِي فَهْمِ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْ يَنْشَأَ الرَّجُلُ عَلَى اصْطِلَاحٍ حَادِثٍ فَيُرِيدُ أَنْ يُفَسِّرَ كَلَامَ اللَّهِ بِذَلِكَ الِاصْطِلَاحِ وَيَحْمِلَهُ عَلَى تِلْكَ اللُّغَةِ الَّتِي اعْتَادَهَا . وَمَا ذُكِرَ فِي مُسَمَّى " الْكَلَامِ " مَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ عَنْ الْعَرَبِ فَقَالَ : وَاعْلَمْ " أَنَّ " فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إنَّمَا وَقَعَتْ عَلَى أَنْ تُحْكَى وَإِنَّمَا يُحْكَى بَعْدَ الْقَوْلِ مَا كَانَ كَلَامًا قَوْلًا ؛ وَإِلَّا فَلَا يُوجَدُ قَطُّ لَفْظُ الْكَلَامِ وَالْكَلِمَةِ إلَّا لِلْجُمْلَةِ التَّامَّةِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَلَفْظُ الْحَرْفِ يُرَادُ بِهِ الِاسْمُ وَالْفِعْلُ وَحُرُوفُ الْمَعَانِي وَاسْمُ حُرُوفِ الْهِجَاءِ ؛ وَلِهَذَا سَأَلَ الْخَلِيلُ أَصْحَابَهُ : كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالزَّايِ مَنْ زَيْدٌ ؟ فَقَالُوا : زَاي فَقَالَ نَطَقْتُمْ بِالِاسْمِ وَإِنَّمَا الْحَرْفُ زه ؛ فَبَيَّنَ الْخَلِيلُ أَنَّ هَذِهِ الَّتِي تُسَمَّى حُرُوفَ الْهِجَاءِ هِيَ أَسْمَاءٌ . وَكَثِيرًا مَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ الْمُتَقَدِّمِينَ هَذَا " حَرْفٌ مِنْ الْغَرِيبِ " يُعَبِّرُونَ بِذَلِكَ عَنْ الِاسْمِ التَّامِّ فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ } " مَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ : " وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ " . وَعَلَى نَهْجِ ذَلِكَ : وَذَلِكَ حَرْفٌ وَالْكِتَابُ حَرْفٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ . وَقَدْ قِيلَ : إنَّ ذَلِكَ أَحْرُفٌ وَالْكِتَابَ أَحْرُفٌ وَرُوِيَ ذَلِكَ مُفَسَّرًا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ . وَالنُّحَاةُ اصْطَلَحُوا اصْطِلَاحًا خَاصًّا فَجَعَلُوا لَفْظَ " الْكَلِمَةِ " يُرَادُ بِهِ الِاسْمُ أَوْ الْفِعْلُ أَوْ الْحَرْفُ الَّذِي هُوَ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي ؛ لِأَنَّ سِيبَوَيْهِ قَالَ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ : الْكَلَامُ اسْمٌ وَفِعْلٌ وَحَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنَى لَيْسَ بِاسْمِ وَلَا فِعْلٍ . فَجَعَلَ هَذَا حَرْفًا خَاصًّا وَهُوَ الْحَرْفُ الَّذِي جَاءَ لِمَعْنَى لَيْسَ بِاسْمِ وَلَا فِعْلٍ ؛ لِأَنَّ سِيبَوَيْهِ كَانَ حَدِيثَ الْعَهْدِ بِلُغَةِ الْعَرَبِ وَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ يُسَمُّونَ الِاسْمَ أَوْ الْفِعْل حَرْفًا فَقَيَّدَ كَلَامَهُ بِأَنْ قَالَ : وَقَسَّمُوا الْكَلَامَ إلَى اسْمٍ وَفِعْلٍ وَحَرْفٍ جَاءَ لِمَعْنَى لَيْسَ بِاسْمِ وَلَا فِعْلٍ وَأَرَادَ سِيبَوَيْهِ أَنَّ الْكَلَامَ يَنْقَسِمُ إلَى ذَلِكَ قِسْمَةَ الْكُلِّ إلَى أَجْزَائِهِ لَا قِسْمَةَ الْكُلِّيِّ إلَى جُزْئِيَّاتِهِ كَمَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ بِأَنَّ الْقِسْمَةَ كَمَا يُقَسَّمُ الْعَقَارُ وَالْمَنْقُولُ بَيْنَ الْوَرَثَةِ فَيُعْطَى هَؤُلَاءِ قِسْمٌ غَيْرُ قِسْمِ هَؤُلَاءِ كَذَلِكَ الْكَلَامُ هُوَ مُؤَلَّفٌ مِنْ الْأَسْمَاءِ وَالْأَفْعَالِ وَحُرُوفِ الْمَعَانِي فَهُوَ مَقْسُومٌ إلَيْهَا وَهَذَا التَّقْسِيمُ غَيْرُ تَقْسِيمِ الْجِنْسِ إلَى أَنْوَاعِهِ كَمَا يُقَالُ : الِاسْمُ يَنْقَسِمُ إلَى مُعْرَبٍ وَمَبْنِيٍّ"أنتهى كلامه رحمه الله تعالى.
قلت :ومن كلام بن الجزري وشيخ الاسلام يتبين لك جهل اولئك الدعاة امثال عمرو خالد الذين يحرضون الناس على التلاوة فتجدهم يقولون في الصفحة من المصحف عدد الاحرف كذا فعدد الحسنات في عشرة وهذا جهل مركب فحتى لو فرضنا ان المقصود بالحرف هو حرف الهجاء الا انه لا يجوز للمسلم ان يحاسب الله تعالى لان ذلك امر عظيم فقد قال الامام ابو بكر بن ابي شيبة في مصنفه (7667 )حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال كان عبد الله(اي بن مسعود) يكره العدد ويقول أيمن على الله حسناته
قلت :اسناده صحيح لان مراسيل ابراهيم النخعي عن بن مسعود صحاح كما تقرر عند اهل الحديث.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال بن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر: "
وقد سألت شيخنا شيخ الإسلام ابن كثير رحمة الله تعالى ما المراد بالحرف في الحديث؟ فقال: الكلمة، لحديث ابن مسعود رضي الله عنه (من قرأ القرآن فله كله حرف عشر حسنات لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) وهذا الذي ذكره هو الصحيح إذ لو كان المراد بالحرف حرف الهجاء لكان ألف بثلاثة أحرف ولام بثلاثة وميم بثلاثة وقد يعسر على فهم بعض الناس فينبغي أن يتفطن له فكثير من الناس لا يعرفه. وقال لي بعض أصحابنا من الحنابلة أنه رأى هذا في كلام الإمام أحمد رحمة الله عليه منصوصاً والله أعلم ولكن روينا في حديث ضعيف عن عون بن مالك الأشجعي مرفوعاً (من قرأ حرفاً من القرآن كتب الله له بها حسنة، لا أقول يسم الله ولكن باء وسين وميم ولا أقول الم ولكن الألف واللام والميم وهو إن صح لا يدل على غير ما قال شيخنا. ثم رأيت كلام بعض أصحاب الإمام أحمد في ذلك فقال ابن مفلح في فروعه: وإن كان في قراءة زيادة حرف مثل (فأزلهما وأزالهما ووصى وأوصى) فهي الأولى لأجل العشر حسنات، نقله حرب (قلت) وهذا التمثيل من ابن مفلح عجيب فإنه إذا كان المراد بالحرف اللفظي بحرفين فكان ينبغي أن يمثل بنحو (مالك وملك، ويخدعون ويخادعون) ثم قال ابن مفلح واختار شيخنا أن الحرف الكلمة (قلت) يعني شيخه الأمام أبا العباس ابن تيمية وهذا الذي قاله هو الصحيح وقد رأيت كلامه في كتابه على المنطق فقال: وأما تسمية الاسم وحده كلمة والفعل وحده كلمة والحرف وحده كلمة مثل هل وبل فهذا اصطلاح مختص ببعض النحاة ليس هذا من لغة العرب أصلاً وإنما تسمى العرب هذه مفردات حروفاً، ومنه قول النبي صلّى الله عليه وسلم (من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ألم يعنى ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف والذي عليه محققو العلماء أن المراد بالحرف الاسم وحده والفعل وحده وحرف المعنى بقوله ألف حرف وهذا اسم. ولهذا لما سأل الخليل أصحابه عن المنطق بالزاي من زيد فقالوا زاي فقال نطقتم بالاسم وإنما الحرف زه.ثم بسط الكلام في تقرير ذلك وهو واضح. وهذا الذي ذكره ابن مفلح عن حرب ومثل به تصرف منه وإلا فلا يقول مثل الإمام أحمد إن (أزال) أولى من (أزلّ) ولا (أوصى) أولى من (وصى) لأجل زيادة حرف، وللكلام على هذا محل غير هذا والقصد تعريف ذلك والله أعلم"
وقال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى(12/10 :"
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْغَلَطِ فِي فَهْمِ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْ يَنْشَأَ الرَّجُلُ عَلَى اصْطِلَاحٍ حَادِثٍ فَيُرِيدُ أَنْ يُفَسِّرَ كَلَامَ اللَّهِ بِذَلِكَ الِاصْطِلَاحِ وَيَحْمِلَهُ عَلَى تِلْكَ اللُّغَةِ الَّتِي اعْتَادَهَا . وَمَا ذُكِرَ فِي مُسَمَّى " الْكَلَامِ " مَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ عَنْ الْعَرَبِ فَقَالَ : وَاعْلَمْ " أَنَّ " فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إنَّمَا وَقَعَتْ عَلَى أَنْ تُحْكَى وَإِنَّمَا يُحْكَى بَعْدَ الْقَوْلِ مَا كَانَ كَلَامًا قَوْلًا ؛ وَإِلَّا فَلَا يُوجَدُ قَطُّ لَفْظُ الْكَلَامِ وَالْكَلِمَةِ إلَّا لِلْجُمْلَةِ التَّامَّةِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَلَفْظُ الْحَرْفِ يُرَادُ بِهِ الِاسْمُ وَالْفِعْلُ وَحُرُوفُ الْمَعَانِي وَاسْمُ حُرُوفِ الْهِجَاءِ ؛ وَلِهَذَا سَأَلَ الْخَلِيلُ أَصْحَابَهُ : كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالزَّايِ مَنْ زَيْدٌ ؟ فَقَالُوا : زَاي فَقَالَ نَطَقْتُمْ بِالِاسْمِ وَإِنَّمَا الْحَرْفُ زه ؛ فَبَيَّنَ الْخَلِيلُ أَنَّ هَذِهِ الَّتِي تُسَمَّى حُرُوفَ الْهِجَاءِ هِيَ أَسْمَاءٌ . وَكَثِيرًا مَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ الْمُتَقَدِّمِينَ هَذَا " حَرْفٌ مِنْ الْغَرِيبِ " يُعَبِّرُونَ بِذَلِكَ عَنْ الِاسْمِ التَّامِّ فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ } " مَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ : " وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ " . وَعَلَى نَهْجِ ذَلِكَ : وَذَلِكَ حَرْفٌ وَالْكِتَابُ حَرْفٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ . وَقَدْ قِيلَ : إنَّ ذَلِكَ أَحْرُفٌ وَالْكِتَابَ أَحْرُفٌ وَرُوِيَ ذَلِكَ مُفَسَّرًا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ . وَالنُّحَاةُ اصْطَلَحُوا اصْطِلَاحًا خَاصًّا فَجَعَلُوا لَفْظَ " الْكَلِمَةِ " يُرَادُ بِهِ الِاسْمُ أَوْ الْفِعْلُ أَوْ الْحَرْفُ الَّذِي هُوَ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي ؛ لِأَنَّ سِيبَوَيْهِ قَالَ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ : الْكَلَامُ اسْمٌ وَفِعْلٌ وَحَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنَى لَيْسَ بِاسْمِ وَلَا فِعْلٍ . فَجَعَلَ هَذَا حَرْفًا خَاصًّا وَهُوَ الْحَرْفُ الَّذِي جَاءَ لِمَعْنَى لَيْسَ بِاسْمِ وَلَا فِعْلٍ ؛ لِأَنَّ سِيبَوَيْهِ كَانَ حَدِيثَ الْعَهْدِ بِلُغَةِ الْعَرَبِ وَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ يُسَمُّونَ الِاسْمَ أَوْ الْفِعْل حَرْفًا فَقَيَّدَ كَلَامَهُ بِأَنْ قَالَ : وَقَسَّمُوا الْكَلَامَ إلَى اسْمٍ وَفِعْلٍ وَحَرْفٍ جَاءَ لِمَعْنَى لَيْسَ بِاسْمِ وَلَا فِعْلٍ وَأَرَادَ سِيبَوَيْهِ أَنَّ الْكَلَامَ يَنْقَسِمُ إلَى ذَلِكَ قِسْمَةَ الْكُلِّ إلَى أَجْزَائِهِ لَا قِسْمَةَ الْكُلِّيِّ إلَى جُزْئِيَّاتِهِ كَمَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ بِأَنَّ الْقِسْمَةَ كَمَا يُقَسَّمُ الْعَقَارُ وَالْمَنْقُولُ بَيْنَ الْوَرَثَةِ فَيُعْطَى هَؤُلَاءِ قِسْمٌ غَيْرُ قِسْمِ هَؤُلَاءِ كَذَلِكَ الْكَلَامُ هُوَ مُؤَلَّفٌ مِنْ الْأَسْمَاءِ وَالْأَفْعَالِ وَحُرُوفِ الْمَعَانِي فَهُوَ مَقْسُومٌ إلَيْهَا وَهَذَا التَّقْسِيمُ غَيْرُ تَقْسِيمِ الْجِنْسِ إلَى أَنْوَاعِهِ كَمَا يُقَالُ : الِاسْمُ يَنْقَسِمُ إلَى مُعْرَبٍ وَمَبْنِيٍّ"أنتهى كلامه رحمه الله تعالى.
قلت :ومن كلام بن الجزري وشيخ الاسلام يتبين لك جهل اولئك الدعاة امثال عمرو خالد الذين يحرضون الناس على التلاوة فتجدهم يقولون في الصفحة من المصحف عدد الاحرف كذا فعدد الحسنات في عشرة وهذا جهل مركب فحتى لو فرضنا ان المقصود بالحرف هو حرف الهجاء الا انه لا يجوز للمسلم ان يحاسب الله تعالى لان ذلك امر عظيم فقد قال الامام ابو بكر بن ابي شيبة في مصنفه (7667 )حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال كان عبد الله(اي بن مسعود) يكره العدد ويقول أيمن على الله حسناته
قلت :اسناده صحيح لان مراسيل ابراهيم النخعي عن بن مسعود صحاح كما تقرر عند اهل الحديث.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تعليق