[صوتية] [محاضرة قيمة][ أفلح إن صدق ][ الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني - حفظه الله -]

[أبو أحمد زياد الأردني]

بسم الله الرحمن الرحيم

الثلاثاء 17/ربيع الثاني /1432هـ الموافق 22/3/2011م

مدة التسجيل
48 دقيقة

التحميل من الآجري
الحجم 11 ميغابايت

[أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي]

رد: [محاضرة قيمة][ أفلح و إن صدق ][ الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني - حفظه الله -]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه المحاضرة القيمة , و أحببت أن أزيد عليها تخريج الحديث لمن أراد الاستفادة منه .
فقد كتبت سابفاً :

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تخريجي لهذا الحديث : " أفلح و أبيه إن صدق " .
قال مسلم في صحيحه (11) : و حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد جميعاً عن إسمعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث نحو حديث مالك غير أنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق .

1- ذكر ترجمة مختصرة لرواته مع بيان حالهم بتلخيص ما نقله الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب , و بيان السماع :
(1) يحي بن أيوب : هو المقابري أبو زكرياء البغدادي . قال ابن المديني و أبو حاتم : صدوق , و ذكره ابن حبان في الثقات , و قال ابن قانع : ثقة . قلت : ثقة عابد . و قد سمع من إسماعيل بن جعفر .
(1) قتيبة بن سعيد : هو الثقفي أبو رجاء البغلاني . قال ابن معين و أبو حاتم و النسائي : ثقة . قلت : ثقة حافظ . و قد سمع من إسماعيل بن جعفر .
(2) إسماعيل بن جعفر : هو ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم أبو إسحاق القاري . قال أبو زرعة و ابن المديني و ابن معين و ابن سعد : ثقة , و هكذا عن أحمد , و ذكره ابن حبان في الثقات . قلت : ثقة . و قد سمع من أبي سهيل .
(3) أبو سهيل : هو التيمي المديني نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي . قال عبد الله بن أحمد عن أبيه : من الثقات , و قال أبو حاتم و النسائي : ثقة , و ذكره ابن حبان في الثقات . قلت : ثقة . و قد سمع من أبيه .
(4) أبوه : هو مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو أنس و يقال أبو محمد . قال النسائي و ابن سعد : ثقة , و ذكره ابن حبان في الثقات . قلت : ثقة . و قد سمع من طلحة بن عبيد الله .
(5) طلحة بن عبيد الله : هو القرشي التيمي أبو محمد المدني . صحابي جليل , هو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة , و أحد السابقين . و قد سمع من النبي صلى الله عليه و سلم .

2- جمع طرق الحديث من السنن والمساند وجميع كتب الحديث :
أخرجه أبو داود ( ر:392) و ( ر:3252) , و النسائي في السنن الكبرى (2/61) , و ابن خزيمة في صحيحه (1/15 , و الدارمي ( ر: 1451) , و البيهقي في السنن الكبرى (2/466) , و ابن المنده في الإيمان (1/280) , و ابن عبد البر في التمهيد (16/15 , و غيرهم . كلهم من طريق إسماعيل بن جعفر به نحوه .

3- الحكم على الحديث :
ضعيف بهذه الزيادة " و أبيه " , التي انفرد بها إسماعيل بن جعفر ( دون مالك ) عن أبي سهيل .
فقد قال الإمام البخاري في صحيحه (46) : حدثنا إسما عيل حدثنا مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحه بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنى فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل على غيرها ؟ قال لا ألا أن تطوع . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام رمضان . قال هل على غيره ؟ قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى اله عليه وعلى أله وسلم الزكاة ، قال هل على غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق .
و أخرجه مسلم ( ر:11) , و مالك في الموطأ(1/175) , و أبو داود ( ر:391) , و النسائي (1/226) و (4/121) , و الشافعي في مسنده (1/234) , و أحمد (1/162) , و ابن حبان ( ر:1724) , و ابن الجارود في المنتقى ( ر:144) , و البزار في مسنده البحر الزخار (3/14 , و البغوي في شرح السنة (1/1 , و اللالكائي في شرح أصول أهل السنة و الجماعة (ر:1545) , و المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/40 , و ابن عبد البر في التمهيد (16/157) , و غيرهم . كلهم من طرق عن مالك به , نحوه دون ذكر الزيادة .
و الرواة عن مالك تسعة ( هم : قتيبة بن سعيد , إسماعيل بن سلمة , عبد الرحمن بن القاسم , عبد الله بن نافع , الشافعي , مطرف بن عبد الله , عبد الرحمن بن مهدي , أحمد بن أبي بكر الزهري , معن بن عيسى ) , ولم يختلف أحد منهم على مالك بعدم ذكر هذه الزيادة . خلافاً لإسماعيل بن جعفر فمن الرواة عنه من رواه بمثل رواية مالك , و منهم من رواه بهذه الزيادة .
بل الإمام البخاري نفسه أخرجه في صحيحه (4/12) من طريق إسماعيل بن جعفر دون ذكر الزيادة .
فمع وصف إسماعيل بن جعفر بأنه ثقة لم يكن أرجح من مالك في الحفظ و الإتقان . فقد ذكر الحافظ ابن حجر في التهذيب ( 10/ تـ: 3 ) : " قال عبد الله بن أحمد سألت أبي : من أثبت أصحاب الزهري ؟ قال: مالك أثبت في كل شيء ".اهـ
و هو(مالك) لم يذكرها , فهي زيادة منكرة لمخالفة إسماعيل بن جعفر لمن هو أولى منه .
و مما يزيد اطمئناناً للنفس في الحكم عليها بالنكرة , أن لرواية مالك شواهد . منها :
الأول : عن أنس , وله طريقان :
الأولى: من طريق نوح بن قيس عن خالد بن قيس عن قتادة عنه قال : سأل رجل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! كم افترض الله عز وجل على عباده من الصلوات ؟ قال :
افترض الله على عباده صلوات خمساً . قال : يا رسول الله قبلهن أو بعدهن شيء ؟ قال :
افترض الله على عباده صلوات خمساً . فحلف الرجل لا يزيد عليه شيئاً , ولا ينقص منه شيئاً . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن صدق الرجل ؛ ليدخلن الجنة .
أخرجه النسائي (1/ 80) , و ابن حبان ( ر:1444) , وأبو يعلى في مسنده (2/ 270) .
الثانية : من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عنه به مطولاً , و فيه قوله : ثم أولى قال : والذي بعثك بالحق ! لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن . فقال النبي صلي الله عليه وسلم : لئن صدق ؛ ليدخلن الجنة .
أخرجه مسلم (1/ 32) و غيره .
الثاني : عن ابن عباس , وله عنه طريقان :
الأولى : من طرق عن عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال ...( الحديث نحو حديث أنس من الطريق الثاني ) و في آخره : فضحك النبي صلي الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال : و الذي نفسي بيده لئن صدق ليدخلن الجنة .
أخرجه الدارمي (1/ 165) , وابن أبي شيبة في "الإيمان" ( ر: 4 . بتحقيق الألباني) .
الثانية : من طريق محمد بن إسحاق حدثني سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع عن كريب مولى ابن عباس عنه نحوه . ( وفيه قال ) : ثم قال : لا أزيد ولا أنقص , ثم انصرف إلى بعيره . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم حين ولى : إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة .
أخرجه الدارمي (1/165) , وأحمد (1/ 250) .
الثالث : عن أبي هريرة :
أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة ؟ قال : تعبد الله لا تشرك به شيئاً (ثم ذكر صلي الله عليه وسلم الصلاة والزكاة ورمضان) . قال : والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئاً أبداً ، ولا أنقص منه . فلما ولى قال النبي صلي الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا .
أخرجه مسلم (1/ 33) , و غيره .
فهي أحاديث أربعة تتحدث عن قصة واحدة كما صرح بذلك ابن بطال و غيره . قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/8: " والحامل لهم على ذلك إيراد مسلم لقصته عقب حديث طلحة ولأن في كل منهما أنه بدوي وأن كلاً منهما قال في آخر حديثه : لا أزيد على هذا ولا أنقص" .اهـ
و في كل من رواية مالك و الشواهد هذه الثلاثة لم يرد فيها ذكر هذه الزيادة ( و أبيه ) . مما دل على أنها زيادة منكرة غير محفوظة . و هكذا قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد (14/361) : " لفظة منكرة تردّها الآثار الصحاح " . اهـ و هكذا غيره من أهل العلم .

وعلى فرض صحة هذه اللفظة فقد اختلف العلماء في تأويلهاكما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 1 /132 ) فقال :
" وقع عند مسلم من رواية إسماعيل بن جعفر المذكورة (( أفلح وأبيه إن صدق )) أو (( دخل الجنة وأبيه إن صدق )) ولأبي داود مثله لكن بحذف (( أو )) فإن قيل : ما الجامع بين هذا وبين النهى عن الحلِف بالآباء ؟ أجيب بأن ذلك كان قبل النهي أو بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها الحلف كما جرى على لسانهم عقرى ، حلقى وما أشبه ذلك أو فيه إضمار اسم الرب كأنه قال : ورب أبيه ، وقيل : هو خاص ويحتاج إلى دليل وحكى السهيلي عن بعض مشايخه أنه قال : هو تصحيف وإنما كان والله فقصرت اللامان واستنكر القرطبي هذا وقال : إنه يجزم الثقة بالروايات الصحيحة وغفل القرافي فادعى أن الرواية بلفظ : وأبيه لم تصح لأنها ليست في الموطأ وكأنه لم يرتض الجواب فعدل إلى رد الخبر وهو صحيح لا مرية فيه وأقوى الأجوبة الأولان " اهـ .
فممن قال بالنسخ الإمام ابن عبد البر في التمهيد ( 16 / 158 ) :
"وهذه لفظة إن صحت فهي منسوخة لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالآباء وبغير الله وقد ذكرنا ذلك فيما سلف من كتابنا هذا " اهـ .
ولكن هذه الدعوى غير صحيحة ولا أجزم بها لعدم معرفة التاريخ و الله أعلم .

و الذي أراه راجحاً في تألويها لموافقة الأدلة ما ذهب إليه الإمام البغوي في شرح السنة ( 10 / 6 ) فقال :
"قيل : تلك كلمة جرت على لسانه على عادة الكلام الجاري على الألسن ، لا على قصد القسم ، وكانت العرب تستعملها كثيراً في خطابها تؤكد بها كلامها لا على وجه التعظيم والتهي إنما وقع عنه إذا كان على وجه التوقير والتعظيم له كالحالف بالله يقصد بذكر الله سبحانه وتعالى في يمينه التعظيم والتوقير يدلُّ عليه أن فيه ذكر أبي الأعرابي ولا يحلف بأبي الغير تعظيماً وتوقيراً وقيل : فيه إضمار ، معناه : ورب أبيه كما سبق في تأويل الآية وإنما نهاهم عن ذلك لأنهم لم يكونوا يضمرون ذلك في أيمانهم وإنما كان مذهبهم في ذلك مذهب التعظيم لآبائهم ، والله أعلم " اهـ .
و كذا قال ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم ص (53):
"وقوله في رواية أخرى : (( أفلح وأبيه إن صدق )) ليس حلِفاً بأبيه وإنما هذه كلمة جرت عادة العرب بأنهم يبدؤون بها كلامهم ، قصدٌ لِقَسَمٍ مُحَقّق والله أعلم " اهـ .

والحمد لله رب العالمين .

[أبو عبد الله صابر الجزائري]

رد: [محاضرة قيمة][ أفلح و إن صدق ][ الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني - حفظه الله -]

بارك الله فيك، وعلى مانقله اخانا الفاضل أبو عبد الرحمن عادل الصقلي الإيطالي من الفاظ الحديث "أفلح إن صدق" من غير زيادة للواو "وإن صدق" والتي ربما يتغيربها المعنى