إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

المجلس 25 من مجالس مذاكرة متن الأربعين النووية،، هلموا وأقبلوا إلى كلام رسول الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جزاكم الله خيرا ،لنتقيل لحديث الخامس عشر
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 26-Mar-2011, 01:36 PM.

    تعليق


    • بارك الله فيكم و زادكم الله من فضله على حرصكم

      الحديث الخامس عشر

      عن أبي هـريـرة رضي الله عـنه، أن رســول الله صلى الله عليه و سلم قــال: { مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم الآخر فـلـيـقـل خـيـراً أو لـيـصـمـت، ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الآخر فـليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه }.

      [رواه البخاري:6018، ومسلم:47 ].

      تعليق


      • المشاركة الأصلية بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي مشاهدة المشاركة
        بارك الله فيكم و زادكم الله من فضله على حرصكم
        اللهم امين واياك أخي الفاضل.
        قال الإمام الفقيه ،أبوزكرياء يحي بن شرف النووي رحمه الله
        1-قوله مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم الآخر فـلـيـقـل خـيـراً أو لـيـصـمـت، قال الشافعي رحمه الله تعالى:معنى الحديث إذا أرد أن يتكلم فليفكر،فإذا ظهر أنه لاضرر عليه تكلم،وإن ظهر أن فيه ضررا وشك فيه أمسك.
        عن أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى ،أنه قال :السكوت في وقته صفة الرجال،كما أن نطق في وقته من أشرف الخصال.وقال سمعت أبا علي الدقاق يقول من سكت عن الحق فهو شيطان أخراس .
        وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال -من فقه الرجل قلة كلامه فيما لايعنيه-
        ومن أرد توسع فليراجع شرح الإمام النووي رحمه الله فقد ذكر بعض الاثار المفيدة عن السكوت في وقته .
        يتبع إن شاء الله
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 26-Mar-2011, 04:10 PM. سبب آخر: تصحيح كلمة

        تعليق


        • الحمد لله رب العالمين

          قال الإمام ابن أبي زيد إمام المالكية بالمغرب في زمنه : جميع آداب الخير تتفرع في أربع أحاديث و ذكر هذا الحديث الذي نحن بصدد مذاكرته ...

          من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر : يصح نفي الإيمان لانتفاء كماله و نفي الإيمان ينقسم إلى قسمين : نفي مطلق و مطلق نفي من كلام الشيخ ابن عثيمين
          فليقل خيرا أو ليصمت : قد نقل الأخ محمد حفظه الله كلاما جميلا للشافعي رحمه الله و أذكر شيئا ذكره أيضا الإمام النووي قال : قيل لبعضهم : لم لزمت السكوت ؟ قال لم أندم على السكوت قط و قد ندمت عن الكلام مرارا
          لكن هل يسكت عن الحق ؟ سئل الإمام ابن باز حمه الله تعالى

          سمعت أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، هل هذا صحيح؟



          نعم، هذا قاله بعض السلف، ليس حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم –، إنما قاله بعض العلماء، قالوا: "الساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق" فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل هذا من الشياطين الناطقين، والذي يسكت عن الحق مع القدرة ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يغير ما يجب تغييره ويسكت وهو يستطيع أن يتكلم هذا يقال له شيطان أخرس من شياطين الإنس يعني؛ لأن الواجب على المؤمن إنكار الباطل والدعوة إلى المعروف وإذا استطاع هذا وجب عليه كما قال الله جل وعلا : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (آل عمران:104) وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم – : (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) وقال عليه الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، فهذا يبين لنا وجوب إنكار المنكر على حسب الطاقة باليد ثم اللسان ثم القلب، فالذي يسكت عن إنكار المنكر وهو قادر ليس له مانع هذا هو الشيطان الأخرس.

          الجواب: نعم، هذا قاله بعض السلف، ليس حديثًا عن النبي ﷺ، إنما قاله بعض العلماء، قالوا:

          تعليق


          • السلام عليكم ورحمة الله
            -قوله فـلـيـقـل خـيـراً . فـليكرم جاره، فليكرم ضيفه كلها أوامر وهي على سبيل الوجوب
            -قوله فـلـيـقـل خـيـراً أو ليصمت دل أن قول الخير مقدم على الصمت
            -قول الخير متعلق بثلاثة أمور مذكورة في سورة النساء هي :
            ﭧ ﭨ ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡالنساء: ١١٤
            - إكرام الجار هي أن تسعى في صفات الكمال التي تتطلبها المجاورة
            - إكرام الضيف هي أن تسعى في صفات الكمال التي تتطلبها الضيافة

            تعليق


            • قوله صلى الله عليه وسلم {ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الآخر فـليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه } قال القاضي عياض رحمه الله:معنى الحديث أن من التزم شرائع الإسلام لزمه إكرام الضيف والجار.وقد قال صلى الله عليه وسلم-مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه-وقوله تعالى-والجار ذي القربى والجار الجنب-
              الجار يقع على أربعة: الساكن معك في البيت ،ويقع على من لاصيق ببيتك ،ويقع على أربعين دارا من كل جانب،ويقع من يسكن معك في البلد.


              ــــــــــــــــــــــــ
              من هنا
              مجالس مذاكرة متن نواقض الإسلام

              تعليق


              • قوله فـلـيـقـل خـيـراً أو ليصمت دل أن قول الخير مقدم على الصمت
                لكن ما هو القول الخير ؟

                القول الخير هو الذي كان خالصا صوابا و هو ما كان قوله أفضل من تركه و هو الذي يحقق مصلحة يقينية لا ظنية و هو الذي لا تندم على قوله و تندم على السكوت عليه .

                فـلـيـقـل خـيـراً ،فـليكرم جاره، فليكرم ضيفه
                كلها جاءت مطلقة و لم تقيد بشيئ معين - إلا ما قيد جميع العبادات بالإستطاعة - و مرجعها إما إلى الشرع و إما إلى العرف .


                الصمت هو السكوت و الكف عن الكلام .

                الظاهر من قول النبي صلى الله عليه و سلم : " مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم الآخر فـلـيـقـل خـيـراً أو لـيـصـمـت، ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الآخر فـليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " أنه قد يفهم منه عدم وجوب قول الخير و إكرام الضيف و إكرام الجار على الكفار و هذا غير صحيح لأن الصحيح أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة و بالإسلام إبتداء و لعل أحدا أخر يزيدالمسألة بيانا ..

                و المراد من الجملة التحضيض كما أفاده الشيخ إبن عثيمين .
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي; الساعة 04-Apr-2011, 02:04 AM.

                تعليق


                • الحمد لله ,
                  بارك الله في الجميع
                  قال النبي صلى الله عليه و سلم :و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم جاره و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه .
                  قال القاضي عياض رحمه الله : من التزم شرائع الإسلام لزمه إكرام الجار و إكرام الضيف.
                  قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فيما معناه : أن الجار له حق فإن كان مسلما ذي قربى فله ثلاثة حقوق : حق الجوار و حق الإسلام و حق القرابة , و إن كان مسلما غير قريب فله حق الجار و حق الإسلام , و إذا كان كافرا غير قريب فله حق الجوار فقط .
                  ففي هذا الحديث الترغيب في إكرام الجار و الترهيب من إيذائه...فالحذر الحذر يا أخي من إلحاق الضرر بالجار ...

                  أما الضيف فهو الذي نزل بك و أنت في بلدك و هو مسافر غريب محتاج...كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
                  و إكرام الضيف من الحقوق التي للمسلمين على المسلمين و هي من مكارم الأخلاق كما ذكر الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في فتح القوي المتين
                  و الواجب في الضيافة يوم و ليلة و ما زاد فهو تطوع...كما قال الشيخ ابن عثيمين
                  و اختلف العلماء هل هي (يعني الضيافة) على الحاضر و البادي أم على البادي خاصة ؟ و قد ذكر النووي الخلاف و قال أن الشافعي ذهب إلى أنها على الحاضر و البادي , أما مالك فذهب إلى أنها على أهل البوادي لماذا ؟ قال لأن المسافر يجد في الحضر الفنادق و مواضع النزول و...
                  و أكتفي بما ذكرت و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
                  تنبيه: أخي عبد الحميد لم أفهم ماذا تقصد في هذه الجملة
                  أنه قد يفهم منه عدم وجوب قول الخير و إكرام الضيف و إكرام الجار إلجار و هذا غير صحيح لأن الصحيح أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة و بالإسلام إبتداء
                  . هل ينقصك فيها شيء؟
                  و الله المستعان و عليه التكلان

                  تعليق


                  • بارك الله فيك أخي أبا هشام على الفرائد و القلائد

                    و شكر الله سعيك على التنبيه . . . تم إصلاح الخطأ .

                    تعليق


                    • و من الفوائد :

                      التنبيه على عظم الإيمان بالله و اليوم الأخر و ذلك من وجهين :

                      1- أنه كررهما ثلاث مرات .

                      2- أنه ذكرهما من بين أصول الإيمان الستة .


                      و أيضا الإهتمام بالجار :

                      و الجار : هو من جاورك في المسكن و سكن بجوارك فهو مجاور لك و جار لك .

                      وورد في فضل الجار الحديث المتفق عليه حديث : " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "

                      فأخرجه البخاري ( 4 / 117 - طبع أوربا ) وفي ( الأدب المفرد ) ( رقم 101 و 106 ) ومسلم ( 8 / 36 ) وأبو داود ( 5151 ) والترمذي ( 1 / 352 ) وابن ماجه ( 3673 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 26 - 27 ) وأحمد ( 6 / 52 و 238 ) والخرائطي في " مكارم الأخلاق ) ( ص 36 ) والبيهقي ( 7 / 27 ) من طرق عن عمرة به . وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .

                      و المراد بالكرم هنا : هو السخاء و الجود و بذل الوسع في راحة المكرم .

                      و المراد بالضيف : هو من ينزل عندك في دارك خصوصا .

                      تعليق


                      • أحسن الله إليكم و آسف على التأخير


                        الحديث السادس عشر :

                        عــن أبـي هـريـرة رضي الله عــنـه أن رجــلاً قـــال للـنـبي صلى الله عليه و سلم : أوصــني.

                        قال: { لا تغضب } فردد مراراً ، قال: { لا تغضب }.


                        [رواه البخاري:6116]

                        تعليق


                        • ذكر الشيخ إبراهيم الرحيلي هذه الفائدة في شرح هذا الحديث:


                          ذكر بعض شراح الحديث أن هذه الوصية إنما كانت من النبي صلى الله عليه وسلم بحسب حال الرجل، فإنه أوصى غيره بالتقوى، وكثيراً ما كان يوصي بالتقوى، فلِمَ لم يوصي النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بالتقوى؟، ولِمَ لم يوصه بما هو أشمل من هذه الوصية؟
                          - ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا بالنظر إلى حال هذا الرجل، وأنه لربما كان متصفاً بكثرة الغضب، ولكن هذا القول مرجوح.
                          - والذي يدل على أن القول الأول مرجوح أن هذه الأحاديث مخاطبة بها الأمة، وكما هو مقرر فإن "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"، ولو كانت هذه الوصايا متعلقة بمعينين لقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إنما هذه وصية لفلان فلا تشمل إلا هذا الرجل أو من اتصف بهذه الصفة، ومعلوم حتى لو قلنا بهذا فمن الذي لا يغضب؟! فدل هذا على أن هذه وصية عامة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أحياناً في بعض الأوقات بشيء، ويوصي في وقت آخر بشيء آخر لمصلحة يراها، وربما كان للتدرج في التشريع أثر في هذا، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرر التوحيد، وقرر أركان الإسلام، ثم كان يقرر محاسن الأخلاق، ويرشد أصحابه إلى ما فيه كمال الدين، ولعل هذا هو المناسب، وهذه الوصايا كلها جامعة نافعة للأمة.

                          تعليق


                          • وقال أيضا -حفظه الله-:

                            الغضب باعتبار حكمه اختلف العلماء في حكم الغضب:

                            هل يؤاخذ الإنسان بما يصدر منه عند الغضب أم أنه لا يؤاخذ بالغضب؟
                            ذهب بعض أهل العلم من السلف ومن الصحابة إلى أن الإنسان يؤاخذ بالغضب، و قد ذكر الإمام الحافظ ابن رجب بعض الآثار عن الصحابة في المؤاخذة بالغضب، وأنهم أوجبوا الكفارة لمن حلف على يمين وحنث وهو غاضب، و ذكر أنه استفتى ابن عباس –رضي الله عنهما- رجلٌ طلّق زوجته في غضب فقال له:"طلقت زوجتك وأسخطت ربك"، وذكر بعض الآثار عن السلف.

                            ولكن هناك تفصيل يتعلق إما بمبعث الغضب وإما بنوعه ودرجته:
                            - أما ما يتعلق بمبعث الغضب:
                            فمن السلف من أرجع الحكم في الغضب إلى سببين: فإن كان السبب مباح فإنه لا يؤاخذ به، وإن كان السبب غير مباح كالخصومات والباطل فإنه مؤاخذ بما يقول في غضبه؛ لأن الباعث عليه غير شرعي وغير صحيح، فما يترتب عليه من باب أولى أن يكون له حكم الأصل، ومن نظر إلى الباعث قال: إن باعث هذا الأمر هو طاعة الله، والناس يضعف عند وجود الأمر بعد وجود سببه، فإنه صام لله فضعفت نفسه فغضب، أو مرض ولا قدرة له على ذلك فغضب فلا يؤاخذ، ولكن هذا القول على الصحيح أنه مرجوح، والصحيح أن الإنسان يؤاخذ بالغضب.

                            ولكن ما هو الغضب الذي يؤاخذ به؟
                            لعل النظر إلى نوع الغضب وإلى حجمه هو الفارق بين ما يؤاخذ به الإنسان وما لا يؤاخذ به، فمعلوم أن الغضب ليس على درجة واحدة، فمنه ما يصل إلى درجة الإغلاق ولا يدري الإنسان ما يقول، فهذا فيه تفصيل، ومما يدل على هذا ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا طلاق ولا عتاق في إغلاق ))، وقد فُسِّر الإغلاق بالغضب، وهذا الحديث مختلف في صحته، فقد حسنه الشيخ الألباني، وبعض أهل العلم يضعفه، ولكن احتج به بعضهم، وقد دلت الأدلة الأخرى أيضاً على عدم المؤاخذة في حالة الإغلاق، كما في قصة الرجل الذي فقد دابته فأيس منها، ثم نام، ولمّا استيقظ إذا بها عند رأسه، فأخذ بخطامها وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح، وهذا الإغلاق بسبب شدة الفرح، ولهذا ذكر العلماء أن الإغلاق يكون لشدة الفرح ولشدة الغضب، فمن أُغلق عليه عقله ولا يدري ما يقول فإن في كلامه وتصرفاته تفصيل:
                            - أما ما يتعلق بحق الله عز وجل فإنه معفوٌّ عن العبد، والذي يدل على هذا أن الله عذر ذلك الرجل الذي قال اللهم أنت عبدي وأنا ربك، وهذا أعظم الكفر ، ولكنه عُذِر؛ لأنه أُغلق عليه ولم يدرِ ما يقول، وكذلك إذا تكلم الرجل بكلمة الكفر أو الشرك وهو غافل أو ناسٍ فإنه غير مؤاخذ، فكذلك الغاضب الذي فقد عقله ولا قدرة له على التفكير، ولهذا رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، عن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يعقل، والعلة هنا هو ذهاب العقل، فكذلك هذا الغاضب ذهب عقله.
                            وإن كان أهل العلم يُفرِّق بين من ذهب عقله باختياره كالسكران وبين من ذهب عقله بغير اختياره كالغاضب بدون اختيار منه.
                            ولعل من ينظر إلى العلة ينظر في هذا السبب هل هو بسبب يرجع إلى الاختيار أم لا، فإذا هجم الغضب على الإنسان من غير اختيار منه و أُغلق عليه عقله ولا يدرِ ما يقول فإنه لا يؤاخذ على الصحيح في ما قال أو فعل في حق الله عز وجل.
                            - وأما حقوق المخلوقين فإنه لابد من استيفاء الحقوق، فمن غضب و أتلف مال غيره فإنه قد يعفى عنه في الإثم ولكنه لا بد من الرجوع إليه فيما أتلف من المال.
                            ولعل هذا أيضاً يرجع إلى اختلاف العلماء في الطلاق في الغضب، هل يتعلق الطلاق بهذا أو لا؟ لأن هذا يتعلق بحقوق الناس، وهو مؤاخذ به، ولأنه لو كان لم يؤاخذ الغاضب بما تكلم و فعل لذهب الكثير من أموال الناس وحقوقهم، فإن الرجل يتكلم ويفعل ويقول فعلت وأنا غاضب، ولربما قتل وهو غاضب، فإنه يؤاخذ بهذا، كذلك في سائر الحقوق.
                            فإذن الإغلاق الذي يحصل إلى ذهاب العقل فإنه يرفع الإثم عند الله و في الآخرة، وأما ما يتعلق بالحقوق فحق الله معفوٌّ عنه؛ لأنه عفو كريم، وأما حقوق الناس والآدميين فإنها لابد أن تستوفى من هؤلاء.
                            وأما ما دون الإغلاق فعلى الصحيح أنه يؤاخذ به في حق الله عز و جل وفي حق غيره؛ لأن عقله بقي معه، وهو يتكلم و يعلم ما يقول، فهو مؤاخذ بما صدر منه عند الغضب، ولأن العلة في رفع الحكم عن الغاضب هو ذهاب العقل، و الغضب الذي لا يذهب معه العقل فإن الإنسان مؤاخذ بما يقول. هذا فيما يتعلق في حكم الغضب.

                            تعليق


                            • وقال -حفظه الله- في سبب نهي النبي -صلى الله عليه وسلم عن الغضب:

                              ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغضب من باب سد الذرائع، ولأن الغضب سبب للمخالفة والمعصية، فكثير من الناس يتكلم في غضبه ما لو خُيِّر أن يتكلم به في غير الغضب أن يسجن أو أن يعاقب لاختار السجن أو العقوبة الغليظة على أن يقول هذه الكلمة، وهذا مما يدل على خطورة الغضب وأن الإنسان إذا غضب لربما قال الكلمة هلك بها في الدنيا أو في الآخرة، فإن بعض الناس قد يؤاخذ بكلامه في الدنيا فيعاقب، أو يؤاخذ بكلامه في الآخرة فيعاقب، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ترك الغضب ابتداءً.

                              ولهذا قال هذا الصحابي -كما جاء في بعض الروايات-: "فتأملت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا تغضب)) ووجدت أن الغضب هو سبب كل شر".

                              وقال جعفر بن محمد: "مفتاح كل شر الغضب".

                              وقيل لابن المبارك: قل لنا في حسن الخلق قولاً وجيزاً، فقال: (( لا تغضب)).

                              فهذا يدل على أن حسن الخلق مرجعه إلى ترك الغضب؛ لأن الإنسان إذا تجنب الغضب هو يملك عقله ويستطيع أن يتصرف بحكمه، فيعفو ويصفح، وإذا غضب جرّه هذا الغضب إلى كثير من المؤاخذات، ولربما قال الكلمة التي يندم عليها ندماً طويلاً.

                              تعليق


                              • وهذه فائدة يحسن أن تضاف هنا لتتم الفائدة من مذاكرة الحديث -وهي من شرح الشيخ الرحيلي أيضا-:

                                إن من أعظم ما يُدفع به الغضب:

                                احتساب الأجر عند الله عز و جل، أن الله رغّب في كظم الغيظ والغضب، قال:{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس و الله يحب المحسنين}، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغضب.

                                كذلك مما يُقوِّي على ترك الغضب: أن يعتبر العاقل أن الناس ليسوا على درجة واحدة في العقول، ولا في الإيمان، ولا في التقوى، فمنهم السفيه، ومنهم من هو قريب من الجنون أو المجنون، فعليه أن يتأمل أنه سيلاقي هؤلاء، وأنه لا ينبغي لمثله أن يقابل هؤلاء بالمثل، ولهذا قال بعض السلف: "ما جهل عليّ رجل إلا تركته، فهو إما أن يكون مثلي فأتفضل عليه، وإما هو خير مني فأعرف له قدره، وإما أن يكون دوني فلا أتنزّل له".

                                و زحم أحد الأئمة رجل بدابته فقال له كلمة سيئة فقال له: "ما أبعدت، يعني لربما هذه الكلمة التي قلتَ فيّ أني متصف بها".

                                وكان معاوية -رضي الله عنه- من أحلم الناس، وكان الرجل يأتيه و يغلظ عليه ويقابل سفاهته بحلم، فقال له رجل مرة: ما رأيت أنذل منك- يقول هذا لمعاوية وهو أمير المؤمنين- فقال له: "كلا، من يقابل الرجال بمثل هذا"، يعني لو كان هذا الخلق كما قلت فيّ فإن أنذل الناس هو من يقابل الرجال بمثل هذه الأخلاق، فكان -رضي الله عنه- من أحلم الناس، ويُضرب به المثل في الحلم، وكذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على درجة عالية من الحلم والصبر والتحمل.

                                ومن وسائل دفع الغضب قبل وقوعه: دفع الأسباب المفضية إلى الغضب، كما دلت على ذلك النصوص، ومن ذلك الخضومة، فإن الخصومة سواء كانت في الدنيا أو حتى الخصومة في مسائل العلم لربما أفضت إلى الغضب، ولذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن آية المنافق ثلاث ومنها: (( إذا خاصم فجر ))، فإن الخصومة سبب للفجور.

                                وكذلك من وسائل دفع الغضب قبل وقوعه، أن بعض الناس فيه حدّة في الطبع وشراسة في الخلق وسوء عشرة، فينبغي للعاقل أن يتجنب صحبة هؤلاء.
                                ومن أسباب ذلك أيضاً تجنّب أماكن تجمُّع الناس، خصوصاً الأماكن التي يكثر فيها أهل الجهل كالأسواق.

                                كذلك ينبغي للعاقل أن يتجنب الغضب خصوصاً عندما يحصل منه بعض الأسباب التي هي موجبة للغضب، إذا كان مريضاً، أو كان صائماً إذا كان يعلم من نفسه أنه إذا صام يغضب، أو كان مشغولاً بأمر، أو أغضبه أحد، أن لا يلاقي الناس في هذه الحالة، وإنما عليه أن يعتزل الناس.


                                وأما الأمور التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في دفع الغضب بعد وقوعه:

                                جاء في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلين يسب أحدهما الآخر، و رأى أحدهما وقد أشتد غضبه وأحمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)).

                                وأيضا ما جاء في حديث أبي ذر في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا اضطجع)).

                                ومن العلاج أيضاً ما جاء في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء فإِذا غضب أحدكم فليتوضَّأ ))، و في بعض الروايات: ((فليغتسل)).

                                تعليق

                                يعمل...
                                X