تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3<>
فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :
فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .
من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .
إن العلماء تكلموا فيمن أحب شيئاً من الدنيا وأحب أن يكون أفضل من غيره، مثل أن يحب الرجل أن يكون نعله أحسن من نعل غيره، أو أن يحب أن يكون ثوبه أحسن من ثوب غيره، فهل هذا ينفي عنه كمال الإيمان الواجب؟ وهل هو من العلو المحرم ؟
هناك خلاف بين أهل العلم في هذه المسألة، والصحيح أنه قد يدخل في هذا الحديث، وأما الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في أن الرجل يحب أن كون نعله حسناً وثوبه حسناً فهذا لا يحب أن يكون أحسن من غيره؛ وإنما يحب أن يكون نعله حسناً، وفرق بين من يحب أن يكون نعله حسناً وبين من يحب أن يكون نعله أحسن نعل، فإن هذه درجة فوق تلك الدرجة، وهذه الدرجة وهو أن يحب لنفسه فوق ما يحب لإخوانه قد تكون داخلة في الوعيد، وبعض أهل العلم يرى أنها داخلة في العلو الذي نهى الله عز وجل عنه وقال فيه:{ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض }، فالعلو في الأرض هو أن يحب أن يكون عالياً في الأرض فوق غيره.
ثم ذكر العلماء أن من كانت هذه الصفة فيه خلقية كجمال في الخلقة، وأحب أن يكون أحسن الناس؛ فإن هذا لا بأس به، كما سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُوتِيتُ مِنَ الْجَمَالِ مَا تَرَى ، وَحُبِّبَ إِلَيَّ ، حَتَّى مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يَسُرُّنِي أَنْ يَفْضُلَنِي بِشِرَاكِ نَعْلٍ فَمَا سِوَاهُ ، أَفَمِنَ الْكِبْرِ ذَاكَ ؟ قَالَ : ((وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ ، وَغَمَضَ النَّاسَ ))، قال العلماء الفرق بين هذا وهذا: أن هذه منّة من الله، وهو من خلق الله، فهو يحب لنفسه إذا كان هذا من فضل الله أن يكون أسبق الناس إلى فضل الله، وأن يمنّ الله عليه بأعظم من غيره، وهذا ليس من العلو في الأرض وليس من حب العلو في الأرض؛ وإنما أتى من حب نعم الله عز وجل، بخلاف من يتعمد العلو في الأرض باللباس أو بغيره.
درجات معاملة المسلم لإخوانه على مراتب:
1- فهو إما أن يحب أن يكونوا دونه.
2- وإما أن يحب أن يكونوا مثله.
3- والواجب هو أن يحب لهم ما يحب لنفسه.
4- والكمال والأفضل هو أن يحب لهم فوق ما يحب لنفسه.
وهذه المرتبة الأخيرة هي الواجبة على الأمة في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يحبوا النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من محبتهم لأنفسهم، فلاحظوا هذه الدرجة هي للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنها في حق المسلمين هي مستحبة.
وأما الدرجة الثالثة وهو أن يحب لهم ما يحب لنفسه فهذه هي الواجبة على المسلم في معاملة أخيه.
والدرجة الثانية وهو أن يحب أن يكونوا على مثل ما هو عليه. ومن يحب أن يكون المسلمين على ما هو عليه هو دون من يحب أن يحب للمسلم ما يحب لنفسه.
يعني نظرة الإنسان لنفسه يعلم أنه على حال معيَّنة، فهو إذا أحب لإخوانه ما هو عليه في الواقع؛ فإنه لن ينصح لهم، وإنما يجب عليه أن يحب لهم ما يحب لنفسه، وأن لا يحب لهم أن يكونوا على درجته.
ولهذا قال الفضيل بن عياض :( مَن أحب أن يكون المسلمين على ما هو عليه فلم ينصح لهم، فكيف بمن أحب أن يكونوا دونه؟!).
ومعلوم أن الإنسان وخصوصاً من كان يراقب نفسه فإنه لا يرضى عن نفسه في عمله وفي علمه وإنما نفسه تشتاق لما هو أعلى، فهو في درجة وما تطلب نفسه وما تحب درجة ثانية، والذي يجب عليه هو أن يطلب للمسلمين الدرجة الثانية وإن كان هو مقصراً فيها، ولهذا ينبغي أن يجتهد في أن يحب لإخوانه فوق ما هو عليه وإن كان هو قصر في هذا.
وأما المرتبة الأولى وهو أن يحب لهم أن يكونوا دونه فإن هذا محرم ولا يجوز؛ لأنه يجب عليه أن يحب لهم ما يحب لنفسه.
إنا لله و إنا إليه راجعون من أحوالنا في هذا الزمان
أين نحن من هذا الحديث , أين نحن من هذا الحديث
هؤلاء هم أهل الإيمان , أهل الإيمان التام الواجب الذين صدقوا في إيمانهم يحبون لإخوانهم المسلمين ما يحبون لأنفسهم و يبغضون لإخوانهم ما يبغضون لأنفسهم
أين نحن من هذه المرتبة و نحن قد كثر فينا الحسد و انتشرت بيننا البغضاء و ظهرت فينا القطيعة
فإنا لله و إنا إليه راجعون ,
علينا أن نراجع إيماننا و أن نفتش في قلوبنا و أن ندعوا الله عز و جل أن يصلح أحوالنا
أحوالنا يرتى لها هذا يحسد هذا و هذا يبغض هذا و هذا يحمل على هذا و هذا ينم على هذا و هذا
إنا لله و إنا إليه راجعون
نزغ الشيطان بيننا و الله المستعان
نحن إذا سمعنا هذه الأحاديث و الله يا إخواني هذه الأحاديث مربية تربي الإنسان تربي الإنسان لو تأثر بها و عمل بها فأين نحن من هذه الأحاديث نسأل الله عز و جل أن يصلح أحوالنا و قلوبنا
من كلام الشيخ الجهني حفظه الله في شرح صحيح البخاري كتاب الإيمان باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه
تم تفريغه و الحمد لله رب العالمين
وأظن -والله أعلم- أن سبب عدم تأثرنا بما نتعلّمه هو أننا لم نسأل أنفسنا أو إن سألناها لم نصدق معها في الإجابة على هذا السؤال الذي لابد أن نسألها إياه على الدوام، قبل وأثناء وبعد طلبها لأي شيء من هذا العلم:
ما الذي أرجوه من هذا العلم؟
فإنه ولابد إن صدقنا في الإجابة وقفنا على الحقيقة،،
ولكن لنعلم أن الحقيقة لابد أن تظهر على القلب والعمل،، والمرء أعرف بحاله من غيره من البشر،،
فإنه قد تخادعنا أنفسنا أننا نطلب العلم لنيل رضا الله والنجاة ولكن ليس في القلب ولا على الجوارح أثر!!
فحينها لنعلم أنها تخادعنا والشيطان يلاعبنا،، فإنما طلبناه وفي قلوبنا دَخَن؛ إما حب رياسة أو سمعة أو رياء ..أو غير ذلك من حظوظ النفس،، نعوذ بعز ةالله من هذا البلاء
وعند اكتشاف هذه المصيبة العظمى،، نحتاج أن نلح على ربنا أن يرزقنا الصدق وألا يضلنا ((اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون)) [متفق عليه].
أسأل الله أن يمنّ علينا جميعا بالصدق والتقوى وأن يتوفانا على ذلك، إنه المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وبحمده
سنواصل بارك الله فيكم ... لكن فقط ندع الفرصة لجل الإخوة كي يشاركوا
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا على الفوائد النافعة و نتمنى المزيد ..
الحديث الرابع عشر
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بـإحـدي ثـلاث: الـثـيـّب الــزاني، والـنـفـس بـالنفس، والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة }.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله إخوني في الله،فلنشمير إخوني في طلب العلم ،وفي حفظه،وعلم أخي أن هذا العلم لا يثبت إلى بالمذكرته والعمل به ،وما هذه المدراسات على هذه شبكة السلفية المباركة،إلى وسيلة من وسائل تثبت الحفظ في الآذهان ، نسأل الله أن ينفع بها ،وأن يبارك في القائمين عليها. وعليك أخي طالب العلم أن تهتم بالحفظ ،فإن كل حافظ إمام. وقدقال بعضهم ليس العلم ماحوى القمطرــــ ماالعلم إلا ماحواه الصدر وقال بعض الآئمة الآعلام من علماء الآندلس ،كما في نفح الطيب: تكتب العلم وتلقي في سفط ــــ ثم لاتحفظ لاتفلح قـــــط إنما يفلـــــح من يحفظـــــه ــــ بعد فهم وتوق من غلط وقال –رحمه الله-: العلـم في القلــــب ليس في الكتــــب ـــ فلا تكن مغرما باللهو واللعب فاحفظه وافهمه واعمل كي تفوز به ـــ فالعلم لايجتبى إلا مع التـعب وسمع يونس بن حبيب رجلا ينشد: استودع العلم قرطاسا فضيعه ـــ وبئس مستودع العلم القراطيس
وإن شاء الله لي عودة في المدارسة مع إخوني طالبة العلم.
الحمد لله الذي يسر لنا مذاكرة الأربعين النووية مع إخوة جمع بيننا و بينهم كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ,
و الصلاة و السلام على رسول الله الذي قال : من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة , و قال عليه الصلاة و السلام: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ". قال الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله : هذا حديث عظيم يدل على أن من علامات السعادة ، وأن الله أراد بالعبد خيراً أن يفقه في الدين، وأن يتبصر في الدين، كما يدل على أن من علامات الهلاك، وعدم الخير أن لا يتفقه في الدين ، وأن يعرض....انتهى نقلته من موقعه رحمه الله
إخواني الأفاضل وصلنا إلى الحديث الرابع عشر و مما يستفاذ منه :
الثيب الزاني : هو المحصن و حكمه الرجم كما قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
النفس بالنفس : أي القتل قصاصا كما قال تعالى : {يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص في القتلى } كما قال الشيخ عبد المحسن كذلك , و هنا جواز القصاص فهل الإنسان مخير -يعني من له القصاص- بين أن يقتص أو يعفو إلى الدية أو يعفو مجانا ؟؟
التارك لدينه المفارق للجماعة : ذكر الشيخ عبد المحسن فيما أذكر أنه هو المرتد و استدل بقول النبي صلى اله عليه و سلم من بدل دينه فاقتلوه و ذكر الشيخ ابن عثيمين أيضا الذي يخرج على الحاكم
و أقول أخيرا : يستفاد من هذا الحديث أمور أكتفي بواحدة :
عصمة دم المسلم إلا إذا أتى بواحد من هذه الثلاث كما ذكر الشيخ عبد المحسن العباد , و هناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم و كلام النبي صلى الله عليه و سلم يجمع بعضه بعضا و يكمل بعضه بعضا كما قال الشيخ العالم ابن عثيمين رحمه الله و أيضا ذكر ابن رجب رحمه الله قتل جماعة غير من ذكر في الحديث كما ذكر ذلك الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
و أكتفي بهذا و أدع المجال لإخواننا الآخرين حفظهم الله لذكر بعض فوائد الحديث
قال الشخ ابن عثيمين رحمه الله
من فوائد هذا الحديث:
.1احترام دماء المسلمين، لقوله: "لايَحِلُّ دَمُ امرِئٍ مُسلمٍ" وهذا أمر مجمع عليه دلَّ عليه الكتاب والسنة والإجماع،قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93)
فقتل المسلم المعصوم الدم من أعظم الذنوب، ولهذا أول ما يقضى بين الناس في الدماء.
.2أن غير المسلم يحلّ دمه ما لم يكن معَاهَداً، أومستأمِناً، أو ذميّاً، فإن كان كذلك فدمه معصوم.
والمعاهد: من كان بيننا وبينه عهد، كما جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش في الحديبية.
والمستأمن: الذي قدم من دار حرب لكن دخل إلينا بأمان لبيع تجارته أو شراء أو عمل، فهذا محترم معصوم حتى وإن كان من قوم أعداء ومحاربين لنا، لأنه أعطي أماناً خاصاً.
والذّميّ: وهو الذي يسكن معنا ونحميه ونذبّ عنه، وهذا هو الذي يعطي الجزية بدلاً عن حمايته وبقائه في بلادنا.
إذاً قوله: "لايَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ" يخرج بذلك غير المسلم فإن دمه حلال إلا هؤلاء الثلاثة.
.3حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يرد كلامه أحياناً بالتقسيم، لأن التقسيم يحصر المسائل ويجمعها وهو أسرع حفظاً وأبطأ نسياناً.
.4أن الثيب الزاني يقتل، برجمه بالحجارة، وصفته: أن يوقف ويرميه الناس بحجارة لاكبيرة ولا صغيرة، لأن الكبيرة تقتله فوراً فيفوت المقصود من الرّجم، والصغيرة يتعذّب بها قبل أن يموت، بل تكون وسطاً، فالثيب الزاني يرجم بالحجارة حتى يموت،سواء كان رجلاً أم امرأة
جزاك الله كل خير على هذا العمل ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتك
quote=أبو الحسين عبد الحميد حفاينة;45986]و من الفوائد التي ذكرها الشيخ ابن عثيمين :
قوله صلى الله عليه وسلم : " فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله " الواو هنا يقال فيها ما كان في الأمور الشرعية فيجوز أن تقول الله و رسوله أعلم مثلا و ما كان في الأمور الكونية فلا يجوز كأن يسألك أحد هل سقط المطر اليوم ؟ فتقول له الله و رسوله أعلم هذا خطأ فالرسول لا يعلم العلم الأمور الكونية إلا ما أطلعه ربه عليه بالوحي .
أن الهجرة أقسام :
1- هجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام و هي هجرة واجبة . 2- هجرة من مكة إلى المدينة وهذه إنقطعت لقول النبي عليه الصلاة و السلام : " لا هجرة بعد الفتح " وفي هذا أن مكة تبقى دار إسلام وسلام و أمن . 3- وهجرة ما حرم الله و رسوله وهذه تتم بهجرة العمل [المعاصي] و العامل [العاصي] و الأمكنة و الأزمنة [أزمنت و أمكنة الشرك و البدع و المعاصي]
قوله صلى الله عليه وسلم :فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسولهأن الأصل في الكلام التأسيس لا التوكيد أي أن الجملتين ليس لها المعنى نفسه و المعنىفمن كانت هجرته إلى الله ورسوله نيةً و قصداً فهجرته إلى الله ورسوله ثواباً و أجراً .
دم : و المقصود هنا النفس و إن كان التعرض لدم المسلم بغير إزهاق للنفس غير جائز .
جملة [ يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله ] فسرت و بينت معنى [ المسلم ] .
المسلم : هو المتسلم المنقاد لأوامر الله عز وجل .
يشهد : يقر و يعترف حالا و عملا و مقالا .
أن لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله و لها ركنان : و هما النفي في قولك : لا إله و الإثبات في قولك : إلا الله
و هي لا تنفع صاحبها إلا بتحقيق كل شروطها و هي سبعة :
العلم: بمعناها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل. اليقين: هو كمال العلم بها المنافي للشك والريب . الإخلاص: المنافي للشرك و الرياء . المحبة: لهذه الكلمة ولما دلت عليه المنافي للكره و البغض. الصدق في قولها:المنافي للكذب . القبول لما دلت عليه: المنافي للرد. الانقياد لما دلت عليه : المنافي للترك .
و أن محمد رسول الله : عبده و رسوله بغير غلو و لا جفاء فيه عبد كي لا يعبد ورسول كي لا يكذب .
الثيب : و يقال المحصن و هو الذي سبق و أن تزوج و تطلق الكلمة على الذكر و الأنثى و يقابلها البكر .
الزاني : و هو الواطئ في نكاح غير شرعي .
و النفس بالنفس : و هذا يدل على القصاص إلا أنه يستثنى منه حالات لعل أحدكم يذكرنا بها ؟
الـتـارك لـديـنـه [ المرتد عن دين الإسلام ] هو في هذه الحالة مـفـارق لـجـمـاعـة الملسمين .
ذكر الشيخ إبراهيم الرحيلي -حفظه الله- في شرح هذا الحديث هذه الفائدة:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( التارك لدينه المفارق للجماعة))، قيل: إن هذا وصف متعلق بالردة، وهو أن الذي ارتد عن دينه فارق جماعة المسلمين، وبعض العلماء قال: هذا شيء آخر، فهو أن يرتد ويفارق جماعة المسلمين، فإذا ارتد وفارق جماعة المسلمين فإنه يُقتل بهذا، والصحيح أنه يقتل بمجرد الردة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :(( من بدل دينه فاقتلوه )). وكل مرتد فإنه مفارق لجماعة المسلمين؛ فإن العلماء ذكروا مفارقة جماعة المسلمين تكون بعدة صورة:
1- المفارقة بالرأي: وهو أن يشذ في رأيه، ويكون شاذاً مخالفاً لجماعة المسلمين؛ فهو مخالف لهم، والذي يدل على هذا أن عثمان -رضي الله عنه- لمّا أتم الصلاة في منى وكان عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون الإتمام، وكانوا ناصحوا عثمان -رضي الله عنه-، وكان ابن مسعود يصلي بأصحابه إماماً، وكان عبد الرحمن بن عوف يصلي بأصحابه، ثم قال عبد الرحمن لابن مسعود: هل أتممت؟ قال: نعم, قال وأنت؟ قال: أنا قصرت, فسأل عبد الرحمن ابن مسعود قال: لِمَ أتممت؟ قال: "الخلاف شر", ابن مسعود كان يرى القصر لكن لمّا أتم الإمام أتم هو بأصحابه حتى لا يحصل هناك نزاع ولا يحصل هناك شذوذ, قال: الخلاف شر؛ لأن هذه مسألة ترجع لاجتهاد الإمام، وعثمان -رضي الله عنه- قيل أنه كان له عذر، فإنه جاءه من كان قد حج من العام الماضي وقال: مازلت منذ أن فارقتك وأنا أقصر الصلاة، فظن بعض الناس أن الصلاة قُصرت وأنها على هذه الهيئة، فأتم عثمان -رضي الله عنه- حتى يبيّن للناس أن الصلاة إنما هي تصلى على أربع ركعات وإنما تُقصر في السفر أو في الحج، على كل حال الشاهد قول ابن مسعود:" الخلاف شر".
2- وقد يكون الشذوذ بكلمة، ولهذا يقال أن أول من خرج على عثمان رجل قال كلمة قبيحة في حق عثمان، فكانوا يعدونه أول من خرج على عثمان، فمفارقة جماعة المسلمين بكلمة شاذة يخالف فيها الجماعة وتنفر عن ولاة الأمر، لأن جمع القلوب على ولاة الأمر فيه مصلحة للمسلمين، وهذا لا يعني أنهم دائماً يصيبون، قد يخطئون؛ ولكن من وقف على شيء من الأخطاء عليه أن يناصح ولاة الأمر، لا يشيع أخطاءهم في الناس حتى تكون هناك فتن ويتجرأ عليهم أهل الجهل، وبعض الناس يتكلم فيهم ويقول أنا ما دعوة للخروج عليهم، لكن انظر أنت لمن يسمع هذه الكلمة ما الذي ستفعله، وإن كنت لم تدعُ لهذا فالذي يسمع هذا الكلام قد يفهم هذا، فليس كل الناس في عقل واحد وفهم واحد، بعض الناس إذا سمع مخالفة ظن أنه لا يسعه إلا أن يفعل ويفعل، فتكون هذه الكلمة فتنة للناس، فمفارقة الجماعة تكون بكلمة.
3- وتكون أيضاً بمخالفتهم في الدين؛ في أن يعتقد اعتقاد مخالف لجماعة المسلمين.
وأعظم ما تُفارَق به الجماعة الردة، ولهذا قارن النبي صلى الله عليه وسلم مفارقة الجماعة هنا بالردة.
ومَن فهم مِن أهل العلم أن هذا قيد آخر لقتله هذا غير صحيح، بل النبي صلى الله عليه وسلم يشير هنا أن من ارتد فقد فارق جماعة المسلمين.
فهذه بعض أنواع المفارقات التي تحصل بها مفارقة جماعة المسلمين وأعظمها الردة، فالصحيح أنه متى ما ارتد فإنه يقتل بردته.
وبمناسبة قول النبي صلى الله عليه وسلم :(( إلا بإحدى ثلاث))، ينبغي أن يُفرَّق بين القسمة الشرعية وبين ما جاء عن الشارع من الأعداد التي نص عليها الشارع وبين ما استنبطه أهل العلم من التقسيمات، فالتقسيمات الشرعية ليس للناس اجتهاد فيها وأن يزيدوا أو ينقصوا؛ بل يجب عليهم أن يعتقدوا صحة ذلك وأن القسمة لا تزيد عن هذا، ثم بعد ذلك يُنظر في النصوص فإذا كان هناك شيء متعيَّن لا يدخل في هذه، فإما أن يكون هناك نسخ، وإما أن يكون هناك شيء آخر دلّ على أن هذا غير معتبَر، لأن الآن القتل بالتعزير بأنواع كثيرة، لكن النبي صلى الله عليه وسلم هنا ذكر القتل بالحدود، وأما التعزير بابه واسع، لولي الأمر أن يُعزِّر، قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من جاءكم وأمركم جميع على رجل منكم فاضربوه بالسيف كائناً من كان))، فهذه الأمور هي تدخل فيما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فالتقسيمات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تُعتقَد ولا يُزاد فيها ولا يًنقص، مثل تقسيم الإيمان إلى ستة أركان والإسلام إلى خمس، هذه تقسيمات شرعية، وأما التقسيمات التي هي مُستقرأة من نصوص الكتاب والسنة، مثل تقسيم التوحيد إلى ثلاث أقسام، أو تقسيم مراتب القدر إلى أربعة مراتب، فإن هذه التقسيمات مستقرأة من النصوص وهي صحيحة، ولكن مَن أَجْمَل وأدخل بعضها في بعض فإنه لا يُحرَّج عليه، كمن قال مثلاً: إن مراتب القدر مرتبتان، وأدخَل في المرتبة الأولى العلم والكتابة، وأـدخل في المرتبة الثانية المشيئة والخلق، أو قال: إن التوحيد ينقسم إلى قسمين أو إلى نوعين: توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في القصد والطلب –كما قال بعض أهل العلم-، أو قال قائل: التوحيد أربعة أنواع، ثم بعد أن ذكر توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات قال توحيد الإخلاص، وتوحيد المتابعة، فإنه لا يُضيَّق على الناس في هذا، وأما إذا قصَّر في المقصود وفيما دلت عليه النصوص فلا شك أن هذا خروج عن النصوص وما دلت عليه، لكن يُفرَّق بين التقسيم الشرعي الذي لا سبيل للزيادة فيه أو النقص، وبين التقسيمات المستقرأة من نصوص الكتاب والسنة فلا يُضيَّق على الناس فيها، وهذا لا يعني التهاون بما ذكره أهل العلم، ولكن ينبغي أن يُعتقد الاعتقاد الصحيح، لأن المسلم لا يَكفر ولا يُعتقد كفره إذا أتى بمضمون ما دلت عليه النصوص، وإن كان من أراد التواصل إلى مخالفة أو إلى بدعة بإنكار تقسيم التوحيد، كمن ينكر تقسيم التوحيد ويزعم أنه نوع واحد هو توحيد الربوبية، فهذا يُتَّهم ويُشنَّع عليه ويُؤدَّب ويُعزَّر؛ لأنه أراد التوصُّل بهذا إلى إبطال بعض أنواع التوحيد، ولكن كلام أهل العلم إذا تكلموا في هذا فذكروا نوعين أو ثلاثة أو أربعة فإن كلامهم هذا كله يرجع إلى معنى واحد.
تعليق