المجلس 25 من مجالس مذاكرة متن الأربعين النووية،، هلموا وأقبلوا إلى كلام رسول الله

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً )، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )

- فيه تنويه و إشادة و تعلية لمرتبة المؤمنين بحيث أمرهم بما أمر به خاصته و رسله .

- و الطيب من الأكل [ المؤمور به في الآية ] هو ما كان مما أحله الله و اكتسب عن طريق شرعي .

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

الله أكبر ماتت الهمم

أظن أني قد دارست الحديث الماضي لوحدي .

ما هذا العزوف عن طلب العلم و عن مذاكرته

و سأذكر إخوتي ببعض فضائل الهلم فإن الذكرى تنفع المؤمنين

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه :
" هلموا نزداد إيمانًا "

وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول :
"اجلسوا بنا نزدد إيمانًا "

وكما قال الإمام أحمد : العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته ، لا يعدله شيء أي شيء لمن صحت نيته

قال أبو الدرداء رضي الله عنه لن جاء يطلب العلم : " قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " .

وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: مُذاكرة العلم ساعة خيْرٌ من قيام ليلة .

ألا يكفيكم هذا الفضل

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

من الفوائد:

قوله صلى الله عليه وسلم " يمد يديه إلى السماء " فيه دليل على أن الله عز وجل في السماء و ذاك موافق لما فطر عليه بنو آدم على خلاف ما قال به أهل البدع .

قوله صلى الله عليه وسلم " يا رب ! يا رب ! " فيه الإلحاح في الدعاء سبب من إجابة الدعاء .

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

الحديث الحادي عشر

عن أبي محمد الحسن بن على بن أبي طالب سبط رسول الله وريحانته رضي الله عـنهـما، قـال: ( حـفـظـت مـن رســول الله : { دع ما يـريـبـك إلى ما لا يـريـبـك } ).

[رواه الترمذي:2520، والنسائي:5711، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح].

أرجو تفاعلكم

[أبو حذيفة محمد الأثري]

بسم الله الرحمن الرحيم

[الحسن بن علي]: هو ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابن علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم
[سبط ]: السبط هو ابن البنت
[ريحانته]: أي زهرة طيبة الرائحة و هو وصف النبي لهما قال صلى الله عليه و سلم (( إن الحسن و الحسين هما ريحانتي من الدنيا )) أخرجه البخاري و الترمذي و أحمد و صححه الألباني
[دع] : أترك
[يريبك]: أي ما يلحقك به شك و ريب
[دع ما يريبك إلى ما لا يريبك] : أي أترك الأمر الذي تشك فيه إلى الأمر الذي لا تشك فيه.
و هذا الترك يكون في العبادات و في المعاملات .

من شرح الأربعين للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

من الفوائد :

الحسن هو بن علي رضي الله عنه أخو الحسين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ابناي هذان : الحسن و الحسين : سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما "
( ابن عساكر ) عن علي وعن ابن عمر .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 47 في صحيح الجامع

إلا أن الحسن أفضل من الحسين لما ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام : " إن ابني هذا سيد و لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين "
( حم خ 3 ) عن أبي بكرة .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1528 في صحيح الجامع

هذا الحديث قاعدة في الدين بين أن الإنسان يدع أي شيئ فيه شك و شبهة .

وفيه حرص الصحابة على حفظ الأحاديث .

أن قول الترمذي حديث حسن صحيح فيه إحتمالان :
- إما أن يكون للحديث طريقان أحدهما صحيح و الأخر حسن
- و إما أن يكون تردد الترمذي في الحديث هل هو حسن أو ارتقى إلا درجة الصحة .

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

من الفوائد :

من حسن تعليم و تربية النبي عليه الصلاة و السلام أنه ما يمنع من شيء [دع ما يـريـبـك] إلا و يفتح آخر [إلى ما لا يـريـبـك]

دع ما يـريـبـك ضُبِطَت يَريِبُكَ و يُرِيبُكَ .

قال النووي في الأذكار:

قوله يَريبك بفتح الياء وضمّها لغتان، والفتح أشهر

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

[مذاكرة] المجلس 12 في مذاكرة متن الأربعين النووية

الحديث الثاني عشر

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعـنيه }.

[حديث حسن، رواه الترمذي:2318 وابن ماجه:3976 ].

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

من : تبعيضية .

حُسن : جمال .

إسلام : الإسلام هو الدين الذي تعبدنا الله به و هو بمعنى الإستسلام و الإنقياد .

المرء : الشخص .

تركه : ما يقدر عليه

ما لا يعـنيه : ما لا تتعلق عنايته به .

[أبو حذيفة محمد الأثري]

من فوائد هذا الحديث :
أن للإسلام محاسن
أن المسلم ينبغي له أن يطلب تلك المحاسن.
أن من تتيع ما لا يعنيه يدل على ضعف إسلامه
أن من ترك ما لا يعنيه فهو من حسن إسلامه

و في هذا الحديث و الذي قبله دليل على أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أُوتي جوامع الكلم.

من شرح الأربعين للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

من الفوائد :

فيه إمكانية إضافة الإسلام للمرء .

ما لا يعني الإنسان : الفضول و المباحات و تدخل المكروهات و المحرمات من باب أولى .

حث النبي عليه الصلاة و السلام على حفظ اللسان من اللغو .

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

من الفوائد :

أن هذا الحديث أصل من أصول الدين فيجب عليك تطبيقه في شتى المجالات فمثلا :

في باب العبادات تقدم الفرائض في وقتها على النوافل لأن النوافل في ذلك الوقت مما لا يعني الشخص .

في باب طلب العلم يقدم العلم الفرض على المكلف بدل علوم الآلة و ما أشبهها مما هو زائد على حاجة الإنسان لأنها آنذاك مما لا يعنيه ، و قس بقية الأمور على هاته الأمثلة ..

[أبو أيوب هشام البيضاوي]

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين أما بعد :
من فوائد حديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
ذكر الشيخ صالح آله الشيخ في شرحه لهذا الحديث : و من حسن إسلام المرء الاهتمام بما يعنيه .

و ذكر الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في كتابه فتح القوي المتين أن في ترك ما لا يعنيه راحة لنفسه و حفظا لوقته و سلامة لعرضه
و قال ابن رجب في جامع العلوم و الحكم نقلا من فتح القوي المتين للشيخ عبد المحسن العباد ما معناه : ليس المراد أنه يترك ما لا عناية له و لا إرادة بحكم الهوى و طلب النفس , بل بحكم الشرع و الإسلام و لهذا جعله من حسن الإسلام
و قال أيضا العناية : شدة الاهتمام بالشيء

[أبو أيوب هشام البيضاوي]

الحمد لله
أخي أبو الحسين : ما معنى من للتبعيض؟

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

أخي أبو الحسين : ما معنى من للتبعيض؟

إذا صح استبدال " من " بـ " بعض " فهي تبعيضية .

كقولك : "شربت من الماء " أي بعضه .

و كقول الله عز وجل : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103) سورة التوبة . أي من بعض أموالهم و هو نصيب الزكاة المفروض .