بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ونشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد:
قال الإمام البخاري رحمه الله :حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ) .
وأنا أقرأ في كتاب "الإيمان" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فوجدته قد عزا رواية { ومن عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة }للبخاري فقال رحمه الله:
وأما الجمهور فيقولون : الولاية والعداوة وإن تضمنت محبة الله ورضاه وبغضه وسخطه فهو سبحانه يرضى عن الإنسان ويحبه بعد أن يؤمن ويعمل صالحا ؛ وإنما يسخط عليه ويغضب بعد أن يكفر كما قال تعالى : { ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه }1 فأخبر أن الأعمال أسخطته ؛ وكذلك قال : { فلما آسفونا انتقمنا منهم }2 قال المفسرون : أغضبونا وكذلك قال الله تعالى : { وإن تشكروا يرضه لكم }3 وفي الحديث الصحيح الذي في البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يقول الله تعالى : من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ؛ ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ؛ ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه }اهــ4
قال العلامة الحافظ الألباني رحمه الله :صحيح لإخراج البخاري [6502]إياه ، وإسناده قوي لغيره ،له طرق وشواهد عدة خرجتها في (الأحاديث الصحيحة) (1604)،لكن لفظ المبارزة ليس عند البخاري،وإنما هو عند غيره من حديث أبي أمامة بسند فيه ضعيفان،كما بينته هناك .وقد كنت توقفت فيه قبل سنين،ثم يسر الله لي جمع كثير من طرقه ،وحققت الكلام عليها ،فتبين لي أنه صحيح بمجموعها ،وأودعت تفصيل ذلك في الموضع المشار إليه ،وعليه استجزت إيراده في كتابي الكبير (صحيح الجامع الصغير وزياداته) (1782) اهــ5
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
1:سورة محمد الآية:[24].
2:سورة الزخرف الآية:[51].
3:سورة الزمر الآية:[7].
4:كتاب"الإيمان"ص [344]ط/المكتب الإسلامي .
5:العقيدة الطحاوية[ص264]ط/المكتب الإسلامي .
3:سورة الزمر الآية:[7].
4:كتاب"الإيمان"ص [344]ط/المكتب الإسلامي .
5:العقيدة الطحاوية[ص264]ط/المكتب الإسلامي .