بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد :
رويت الكثير من الأحاديث في فضل مصر , فأحببت في هذه العجالة بيان الصحيح منها والضعيف , وذلك لأنه قد كثر تداول بعض الروايات المنكرة والموضوعة في فضل مصر على الشبكة العنكبوتية , بل وفي بعض المنتديات السلفية , فوجب البيان ...
رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" مصر كنانة الله في أرضه ، ما طلبها عدو إلا أهلكه الله "
والحديث بهذا اللفظ لا أصل له
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
لا أصل له . أورده السخاوي في " المقاصد " ( 1029 ) و قال : " لم أره بهذا
اللفظ في مصر ، و لكن عند أبي محمد الحسن بن زولاق في " فضائل مصر " له بمعناه
، و لفظه : " مصر خزائن الأرض كلها ، من يردها بسوء قصمه الله " . و عزاه
المقريزي في " الخطط " لبعض الكتب الإلهية " . قلت : و ابن زولاق هذا لا أعرف
عنه شيئا ، و لا عن كتبه ، و هل هو على طريقة المحدثين في سوق الأحاديث
بالأسانيد أم هو على طريقة المتأخرين في ذكر الأحاديث تعليقا بدون إسناد ؟ فإذا
كان الأول ، فلا أدري لماذا سكت عليه الحافظ السخاوي ، و لقد كان من الواجب
عليه أن يسوق إسناده على الأقل ليمكن النظر فيه و الحكم على الحديث به ، و إن
كان يغلب على الظن أنه لا يصح ، بل هو مأخوذ من بعض أهل الكتاب كما أشار إلى
ذلك المقريزي ، فهو مثل حديث : " الشام كنانتي .... " و قد تقدم برقم ( 15 ) .
انتهى
" السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 291 )
قلت : وبهذا تعلم أن المقولة المنتشرة على الألسنة أن مصر هي أرض الكنانة ! , أو مصر هي كنانة الله في الأرض ! , هي مأخوذة من هذه الرواية التي لا أصل لها , فلا يصح هذا الوصف لبلدنا مصر بحال.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" بارك في عسل بنها ! "
( منكر ) السلسلة الضعيفة 1258 ( بنها : قرية من قُرى مصر )
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" الجيزة روضة من رياض الجنة ، و مصر خزائن الله في الأرض " .
قلت : الجيزة من محافظات مصر المشهورة ..
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 292 ) :
موضوع . أخرجه أبو نعيم في " نسخة نبيط بن شريط " ( ق 158 / 2 ) عن أحمد بن
إبراهيم بن نبيط بن شريط أبي جعفر الأشجعي قال : حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن
نبيط قال : حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط بن شريط مرفوعا . و
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 87 ) من طريق أبي نعيم ، ثم
قال : " قال في " الميزان " : أحمد هذا حدث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلايا ،
منها هذا الحديث ، لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب " . و أقره ابن عراق في
" تنزيه الشريعة " ( 2 / 57 ) ، و ذكر العجلوني هذا الحديث في " كشف الخفاء " (
ص 212 ) و قال : " قال في " اللآلي " : كذب " . و الله أعلم . انتهى كلام الشيخ رحمه الله
قلت : كل هذه الروايات لا تصح وهي إما موضوعة أو منكرة أو لا أصل لها ! , فلا يجوز روايتها أو ذكرها إلا مع بيان حالها ...
وللفائدة , فهذه رواية في ذمّ مصر ! , وهي أيضا لا تصح , بل موضوعة !
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إن مصر ستفتح عليكم فانتجعوا خيرها و لا تتخذوها دارا ! فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا ! "
( موضوع ) انظر حديث رقم : 1978 في ضعيف الجامع .
_______________________________________
ولا يصح في فضل مصر إلا بعض الروايات القليلة , منها :
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الله الله في قبط مصر فأنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله "
3113 السلسلة الصحيحة
قلت : القبط أو الأقباط هم المصريون , وليس كما يُشاع في بلدنا أنهم النصارى ! , فانتبه.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما "
1374 السلسلة الصحيحة
3- وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لها ذمة ورحما أو قال : ذمة وصهرا فإذا رأيتم رجلين يختصمان في موضع لبنة فاخرج منها " .
قال : فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها . رواه مسلم
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم :
" قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَر فِيهَا الْقِيرَاط ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ؛ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّة وَرَحِمًا ، فَإِذَا رَأَيْت رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِع لَبِنَة فَاخْرُجْ مِنْهَا قَالَ : فَمَرَّ بِرَبِيعَة وَعَبْد الرَّحْمَن اِبْنَيْ شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة يُنَازِعَانِ . فِي مَوْضِع لَبِنَة ، فَخَرَجَ مِنْهَا ) وَفِي رِوَايَة : ( سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ ، وَهِيَ أَرْض يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاط وَفِيهَا : فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّة وَرَحِمًا أَوْ قَالَ : ذِمَّة وَصِهْرًا ) قَالَ الْعُلَمَاء : الْقِيرَاط جُزْء مِنْ أَجْزَاء الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَغَيْرهمَا ، وَكَانَ أَهْل مِصْر يُكْثِرُونَ مِنْ اِسْتِعْمَاله وَالتَّكَلُّم بِهِ . وَأَمَّا الذِّمَّة فَهِيَ الْحُرْمَة وَالْحَقّ ، وَهِيَ هُنَا بِمَعْنَى الذِّمَام . وَأَمَّا الرَّحِم فَلِكَوْنِ هَاجَرَ أُمّ إِسْمَاعِيل مِنْهُمْ ، وَفِيهِ مُعْجِزَات ظَاهِرَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنْهَا إِخْبَاره بِأَنَّ الْأُمَّة تَكُون لَهُمْ قُوَّة وَشَوْكَة بَعْده بِحَيْثُ يَقْهَرُونَ الْعَجَم وَالْجَبَابِرَة ، وَمِنْهَا أَنَّهُمْ يَفْتَحُونَ مِصْر ، وَمِنْهَا تَنَازُع الرَّجُلَيْنِ فِي مَوْضِع اللَّبِنَة ، وَوَقَعَ كُلّ ذَلِكَ وَلِلَّهِ الْحَمْد .
وَمَعْنَى ( يَقْتَتِلَانِ )
يَخْتَصِمَانِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة ."
انتهى كلامه رحمه الله
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
رويت الكثير من الأحاديث في فضل مصر , فأحببت في هذه العجالة بيان الصحيح منها والضعيف , وذلك لأنه قد كثر تداول بعض الروايات المنكرة والموضوعة في فضل مصر على الشبكة العنكبوتية , بل وفي بعض المنتديات السلفية , فوجب البيان ...
رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" مصر كنانة الله في أرضه ، ما طلبها عدو إلا أهلكه الله "
والحديث بهذا اللفظ لا أصل له
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
لا أصل له . أورده السخاوي في " المقاصد " ( 1029 ) و قال : " لم أره بهذا
اللفظ في مصر ، و لكن عند أبي محمد الحسن بن زولاق في " فضائل مصر " له بمعناه
، و لفظه : " مصر خزائن الأرض كلها ، من يردها بسوء قصمه الله " . و عزاه
المقريزي في " الخطط " لبعض الكتب الإلهية " . قلت : و ابن زولاق هذا لا أعرف
عنه شيئا ، و لا عن كتبه ، و هل هو على طريقة المحدثين في سوق الأحاديث
بالأسانيد أم هو على طريقة المتأخرين في ذكر الأحاديث تعليقا بدون إسناد ؟ فإذا
كان الأول ، فلا أدري لماذا سكت عليه الحافظ السخاوي ، و لقد كان من الواجب
عليه أن يسوق إسناده على الأقل ليمكن النظر فيه و الحكم على الحديث به ، و إن
كان يغلب على الظن أنه لا يصح ، بل هو مأخوذ من بعض أهل الكتاب كما أشار إلى
ذلك المقريزي ، فهو مثل حديث : " الشام كنانتي .... " و قد تقدم برقم ( 15 ) .
انتهى
" السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 291 )
قلت : وبهذا تعلم أن المقولة المنتشرة على الألسنة أن مصر هي أرض الكنانة ! , أو مصر هي كنانة الله في الأرض ! , هي مأخوذة من هذه الرواية التي لا أصل لها , فلا يصح هذا الوصف لبلدنا مصر بحال.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" بارك في عسل بنها ! "
( منكر ) السلسلة الضعيفة 1258 ( بنها : قرية من قُرى مصر )
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" الجيزة روضة من رياض الجنة ، و مصر خزائن الله في الأرض " .
قلت : الجيزة من محافظات مصر المشهورة ..
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 292 ) :
موضوع . أخرجه أبو نعيم في " نسخة نبيط بن شريط " ( ق 158 / 2 ) عن أحمد بن
إبراهيم بن نبيط بن شريط أبي جعفر الأشجعي قال : حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن
نبيط قال : حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط بن شريط مرفوعا . و
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 87 ) من طريق أبي نعيم ، ثم
قال : " قال في " الميزان " : أحمد هذا حدث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلايا ،
منها هذا الحديث ، لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب " . و أقره ابن عراق في
" تنزيه الشريعة " ( 2 / 57 ) ، و ذكر العجلوني هذا الحديث في " كشف الخفاء " (
ص 212 ) و قال : " قال في " اللآلي " : كذب " . و الله أعلم . انتهى كلام الشيخ رحمه الله
قلت : كل هذه الروايات لا تصح وهي إما موضوعة أو منكرة أو لا أصل لها ! , فلا يجوز روايتها أو ذكرها إلا مع بيان حالها ...
وللفائدة , فهذه رواية في ذمّ مصر ! , وهي أيضا لا تصح , بل موضوعة !
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إن مصر ستفتح عليكم فانتجعوا خيرها و لا تتخذوها دارا ! فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا ! "
( موضوع ) انظر حديث رقم : 1978 في ضعيف الجامع .
_______________________________________
ولا يصح في فضل مصر إلا بعض الروايات القليلة , منها :
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الله الله في قبط مصر فأنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله "
3113 السلسلة الصحيحة
قلت : القبط أو الأقباط هم المصريون , وليس كما يُشاع في بلدنا أنهم النصارى ! , فانتبه.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما "
1374 السلسلة الصحيحة
3- وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لها ذمة ورحما أو قال : ذمة وصهرا فإذا رأيتم رجلين يختصمان في موضع لبنة فاخرج منها " .
قال : فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها . رواه مسلم
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم :
" قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَر فِيهَا الْقِيرَاط ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ؛ فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّة وَرَحِمًا ، فَإِذَا رَأَيْت رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِع لَبِنَة فَاخْرُجْ مِنْهَا قَالَ : فَمَرَّ بِرَبِيعَة وَعَبْد الرَّحْمَن اِبْنَيْ شُرَحْبِيل بْن حَسَنَة يُنَازِعَانِ . فِي مَوْضِع لَبِنَة ، فَخَرَجَ مِنْهَا ) وَفِي رِوَايَة : ( سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ ، وَهِيَ أَرْض يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاط وَفِيهَا : فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّة وَرَحِمًا أَوْ قَالَ : ذِمَّة وَصِهْرًا ) قَالَ الْعُلَمَاء : الْقِيرَاط جُزْء مِنْ أَجْزَاء الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَغَيْرهمَا ، وَكَانَ أَهْل مِصْر يُكْثِرُونَ مِنْ اِسْتِعْمَاله وَالتَّكَلُّم بِهِ . وَأَمَّا الذِّمَّة فَهِيَ الْحُرْمَة وَالْحَقّ ، وَهِيَ هُنَا بِمَعْنَى الذِّمَام . وَأَمَّا الرَّحِم فَلِكَوْنِ هَاجَرَ أُمّ إِسْمَاعِيل مِنْهُمْ ، وَفِيهِ مُعْجِزَات ظَاهِرَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنْهَا إِخْبَاره بِأَنَّ الْأُمَّة تَكُون لَهُمْ قُوَّة وَشَوْكَة بَعْده بِحَيْثُ يَقْهَرُونَ الْعَجَم وَالْجَبَابِرَة ، وَمِنْهَا أَنَّهُمْ يَفْتَحُونَ مِصْر ، وَمِنْهَا تَنَازُع الرَّجُلَيْنِ فِي مَوْضِع اللَّبِنَة ، وَوَقَعَ كُلّ ذَلِكَ وَلِلَّهِ الْحَمْد .
وَمَعْنَى ( يَقْتَتِلَانِ )
يَخْتَصِمَانِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة ."
انتهى كلامه رحمه الله
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه