الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد ..
وبعد ..
فإنَّ علماءَ الحديثِ بَـوَّبُوا في عِلم المصطلحِ بابـًا في ذِكر ما يقعُ مِن التصحيفِ والتحريفِ في الحديثِ ، في ألفاظِ متنِه أو إسنادِه ، وحتَّى ما يقعُ منه في فهمِ معناه أحيانًـا .
واشتقاقُ التَّصحيفِ مِن ( الصَّحيفة ) لأنَّ مَن يقرأ في الصحيفةِ ولا يتلـقَّى من شيخٍ فإنَّه غالبـًا يقع في الخطأِ والوهَمِ ، فيقال له : صحَّـف .
ولهذا فإنَّ أهل العِلم يحذِّرون مِن الأخذِ مِن بُطونِ الدَّفاترِ والصُّحفِ دونَ التلـقِّي مِن المشايخِ .
ولهذا فإنَّ أهل العِلم يحذِّرون مِن الأخذِ مِن بُطونِ الدَّفاترِ والصُّحفِ دونَ التلـقِّي مِن المشايخِ .
وِمن طَريفِ ما ذُكر في التصحيفِ في لفظِ الحديثِ أو معناه ما أَوردَه العلَّامة السَّخاويُّ رحمه الله تعالى في كتابِه ( فَتحُ المغيثِ بشَرحِ ألفيَّـة الحديثِ للعراقي : 3/467 ) قالَ :
( و ) قد ( صحَّف المعنى ) فقطْ بعضُ شيوخ الخطَّابيِّ في الحديث فيما حكاه عنه ، وأنَّـه لما رَوى حديثَ النهي عن التَّحليق يومَ الجمعةِ قبلَ الصَّلاةِ قالَ : " مُنذُ أربعينَ سنة ما حلقتُ رأسي قبلَ الصلاةِ . " فهمَ منه حلقَ الرؤوس ، وإنمَّا هو تحلِيقُ الناس حِـلَـقًا .
( و ) قد ( صحَّف المعنى ) فقطْ بعضُ شيوخ الخطَّابيِّ في الحديث فيما حكاه عنه ، وأنَّـه لما رَوى حديثَ النهي عن التَّحليق يومَ الجمعةِ قبلَ الصَّلاةِ قالَ : " مُنذُ أربعينَ سنة ما حلقتُ رأسي قبلَ الصلاةِ . " فهمَ منه حلقَ الرؤوس ، وإنمَّا هو تحلِيقُ الناس حِـلَـقًا .
* وبعضُهم سمعَ خطيبًا يروي حديثَ : ( لَا يَدخُل الجنَّـة قَـتَّـاتٌ ) فبكى وقالَ : ما الذي أصنعُ وليست لي حِرفةٌ إلا بيع القَتِّ ؟ يعني : الذي يَعلفُ الدَّوابِّ .
ـ والقتات في الحديث هو النمام ـ* وأبو موسى محمَّد بن المثنَّى الزَّمِنْ ( إِمَامُ عَنَزةَ ) حيثُ ( ظَنَّ القَبيلَ ) يعني القبيلةَ ، واحدةُ القبائلِ الجامع لها أبٌ واحدٌ ، فأبوها هنا : عَنَزةُ بنُ أسدٍ ، حيٌّ من رَبيعةَ ( بِحَديثِ العَنَزةِ ) التي كانَ النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم يصلِّي إليها ، فقالَ يومًا : " نحنُ قومٌ لنا شَرَفٌ ، نحنُ مِن عَنَزةَ قد صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلينا . " ذكرَه الدَّارَ قُطنيُّ .
* ( وبعضُهم ) ـ وهو كما ذكره الحاكمُ أعرابيٌّ ـ صحَّف لفظَه ومعناه معًا ، حيثُ ( ظنَّ سُكونَ نَونهِ ) أيْ : لفظَ : العَنزةِ ، ورواه مع هذا الظنِّ بالمعنى ( فقالَ : شاةً ) فأخطأ و ( خابَ في ظُنونِه ) من وجهَين ، إذ الصَّوابُ عَنَزة ـ بفتح النون وهي : الحربـةُ تُنصبُ بين يدَيهِ .
ولذلك حكايةٌ حكاها الحاكمُ عن الفقيهِ أبي منصور قالَ : " كنتُ بـ( عَدَن اليمنِ ) يومَ عيدٍ ، فشُدَّت عَـنْزةٌ ـ يعني : شاة ـ بقُربِ المحرابِ ، فلما اجتمعَ الناسُ سألتُهم بعد فراغِ الخطبةِ و الصلاةِ : ما هذه العَنْزةُ المشدودة في المحرابِ ؟ قالوا : كانَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم يصلِّي يومَ العيدِ إلى عَنْزةٍ . فقلتُ : يا هؤلاءِ صحَّفتُم ، ما فَعلَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم هذا ، وإنَّما كان يُصلِّي إلى العَنَزةِ ، الحربة !! " ا.هـ
ولذلك حكايةٌ حكاها الحاكمُ عن الفقيهِ أبي منصور قالَ : " كنتُ بـ( عَدَن اليمنِ ) يومَ عيدٍ ، فشُدَّت عَـنْزةٌ ـ يعني : شاة ـ بقُربِ المحرابِ ، فلما اجتمعَ الناسُ سألتُهم بعد فراغِ الخطبةِ و الصلاةِ : ما هذه العَنْزةُ المشدودة في المحرابِ ؟ قالوا : كانَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم يصلِّي يومَ العيدِ إلى عَنْزةٍ . فقلتُ : يا هؤلاءِ صحَّفتُم ، ما فَعلَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم هذا ، وإنَّما كان يُصلِّي إلى العَنَزةِ ، الحربة !! " ا.هـ
* تنبيه : ما بين قوسين باللون الأحمر هو متن ألفية العراقي .