بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحَمدُ لله تَعالى؛ لا يَهدي للخيرِ إلاّهُ.
إخوتي في الله؛
أمّا الأبناءُ فأمانةٌ في أيدي الآباءِ.
طوبى لمَن أحسَن تربيتهم؛ ليكونوا له شاهِداً.
:
إخوتي في الله؛
أمّا الأبناءُ فأمانةٌ في أيدي الآباءِ.
طوبى لمَن أحسَن تربيتهم؛ ليكونوا له شاهِداً.
:
حكم التّغاضي عن مُخالفة الأبناء لأمور دينهم
:
السّؤالُ:
لي أخت في العقد الخامس من عمرها ولها ابن من شدة حبها له تتغاضى كثيراً عن مخالفاته لأمر دينه ولأمور تتعلق بالأخلاق،
وتقول: إن ّهذا شأن كثير من الوالدات وبعض الآباء.
أرجو التوجيه في هذا لو تكرمتم وجزاكم الله خيرا.
الجَوابُ:
الواجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه وفي أهل بيته وفي جيرانه وفي كل شئونه ومع كل المسلمين؛ وذلك بدعوتهم إلى الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وألاّ تأخذه في الله لومة لائم،
هذا هو الواجب على كل مسلم، فلا يدع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل قرابة قريب أو محبة شخص، بل من حبه لقريبه ومن صلته له الصلة الحقيقية التي يؤجر عليها أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر كما قال عز وجل: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى[1]،
فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يتقي الله وأن يؤدي الحق الذي عليه مع القريب والبعيد يقول سبحانه:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ[2] الآية،
ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ[3].
فالواجب على المؤمن والمؤمنة أن ينصح كل منهما قريبه وغيره، وأن ينكر المنكر، وأن يأمر بالمعروف مع الأقرباء وغيرهم،
فإن من أهم المهمات أن ينصح قريبه وأن يوجهه إلى الخير وهذا أعظم من صلته بالمال إن كان يصله بالمال ويؤجر على صلة الرحم،
فكونه يصله بتوجيهه للخير أو تعليمه الخير وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أهمّ من صلته بالمال؛ لأنّ توجيهه إلى الخير ينفعه في الدنيا والآخرة، فليس لأختك ولا لغيرها أن تدع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحبها لولدها أو لأخيها أو لأختها أو غيرهم، بل يجب عليها أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالطرق التي تراها مفيدة مجدية، وبالأساليب الحسنة حتى تنجح إن شاء الله في عملها وتبرأ ذمتها.
[1] سورة الأنعام الآية 152.
[2] سورة النساء الآية 135.
[3] سورة التحريم الآية 6.
ـــــــــــــــ
واللهُ تعالى أعلى وأعلمُ.
مِن فَتاوى سَماحَةِ الشّيخ/عَبدالعَزيز بن عَبدالله بن باز؛
رحمهُ اللهُ تَعالى.
رحمهُ اللهُ تَعالى.
مجموع فتاوى و مقالات مُتنوعة الجُزء السّادس
رحمَ اللهُ تعالى سَماحَة الوالد، وعَفا عنهُ وغفرَ لهُ.
ونَستغفرُ الله.