تركُ الأولادِ يلعبونَ بالأضحيةِ ليسَ منْ تعظيمِ شعائرِ اللهِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله و سلم على نبينا محمد الأمين، و على آله الطاهرين و صحبه الطيبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن الله تعالى شرع لعباده أعيادا في مواسم الخيرات، و من تلكم المواسم : موسم الحج، فإن الله تعالى شرع لعباده في ختام هذه العبادة الجليلة عيدا هو عيد الأضحى المبارك، روى أبو داود و غيره عن أنس، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال : ما هذان اليومان؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما : يوم الأضحى، ويوم الفطر" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (1134)، و قد شرع الله تعالى عبادات في هذا اليوم من ذكر، و صلاة، و ذبح الأضاحي.
و الأضحية هي كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الممتع (3/423) : "ما يذبح من النعم في أيام الأضحى تقربا إلى الله عز و جل".
و ذبح الأضاحي عبادة شرعها الله تعالى لعباده فقال {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ} [الكوثر 2] و قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَن ُسُكِي و مَحْيَايَ و َمَمَاتِيَ لِلًّهِ رَبِّ الْعَالَميِنَ} [الأنعام 162]، و روى الشيخان عن البراء بن عازب، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر"، و روى ابن ماجه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من كان له سعة، ولم يضح، فلا يقربن مصلانا" حسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (6490).
و إن الله تعالى جعل من دينه شعائر ينبغي تعظيمها، قال الله تعالى {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج 32] قال العلامة السعدي رحمه الله في التيسير (ص 510) : "و المراد بالشعائر : أعلام الدين الظاهرة، و منها المناسك كلها، كما قال تعالى {إِنَّ الصَّفَاوَالْمَرْوَةَمِن شَعَائِرِ اللَّهِ} و منها الهدايا و القربان للبيت. و تقدم أن معنى تعظيمها إجلالها، و القيام بها، و تكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد".
و من شعائر الله التي ينبغي تعظيمها أضحية العيد، و ذلك بأن تكون كبيرة سمينة سليمة، و من تعظيم الأضحية عدم امتهانها و إهمالها أو إذايتها.
و من الصور المنتشرة في أوساط المسلمين التي تنافي تعظيم الأضحية و تعظيم شعائر الله : ترك الأولاد يلعبون بأضحية العيد، فيجهدونها و يجبرونها على الجري طويلا، أو يحرشون بينها و بين الكباش الأخرى.
قال شيخنا المفضال عباس و لد عمر حفظه الله و رعاه : "ترك الأضحية في يد الأولاد يلعبون بها من عدم تعظيم شعائر الله، و الأضحية من شعائر الدين، و هذا من عدم تعظيم الأضحية، و قد يؤدي هذا إلى إذاية الأضحية فينكسر قرنها أو تجرح".
فنسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته، و أن يوفقنا لتعظيم شعائره.
و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
و صلى الله و سلو على نبينا محمد و على آله و صحبه.
يوسف صفصاف
02 ذو الحجة 1436
16 سبتمبر 2015