من فوائد هذه الآيات الكريمة :
فخر العرب لأن القرآن عربي وهو للأمم كلها.
ومن فوائدها حكمة الله تبارك وتعالى في إنزال القرآن باللغة التي يفهمها من أنزل إليه وهذا كقوله تعالى : (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )).
ومن فوائد الآية الكريمة : التأكيد على معرفة اللغة العربية، وجه ذلك أنه إذا كان القرآن عربيا وكنا مخاطبين به وملزمين بالعمل به فإنه لا يمكن الوصول إلى ذلك إلا بتعلم اللغة العربية .
ومن فوائد الآية : الإشارة إلى أن الناس جميعا ينبغي أن يكونوا يتحدثون باللغة العربية، لأن الناس كلهم جميعا يجب أن يكون دينهم الإسلام، فإذا كان يجب أن يكون دينهم الإسلام فإنه يلزم من ذلك أن يجب أن يتعلموا لغة الإسلام، ولذلك نرى أن الإسلام لما كان في أوج عزته وقوته دخل الناس في دين الله، وتعلموا اللغة العربية، ومن الفرس والروم من كانوا أئمة في الدين وأئمة في العربية، القاموس المحيط مرجع الناس في اللغة الآن وقبل الآن، من مؤلفه ؟ الفيروزأبادي، من قريش أو من بني هاشم ؟ لا هذا ولا هذا فارسي، ومع ذلك هو مرجع اللغة العربية، البخاري إمام المحدثين، يعني إمام نقلة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، عربي أو غير عربي ؟ غير عربي، لأنه في الفتوحات الإسلامية كانت الغلبة للمسلمين الذين يتكلمون باللغة العربية، فتعلم الناس العربية ضرورة أنه لا يمكن الوصول إلى فهم الدين إلا باللغة العربية،
ما حال الناس اليوم ؟ على العكس، الآن العربي يحاول أن يتعلم اللغة الغير عربية، لأن الإسلام مع الأسف الشديد بمعاصي أهله خذلوا وذلوا، وكانوا من أذل الأمم إن لم أقل أذل الأمم، أنا أقول : أذل الأمم ولا أبالي، لأن عند المسلمين من الثروات العظيمة والمعادن العظيمة والأماكن الفسيحة والواسعة ما إذا قسناه بحالهم وجدنا أنهم أذل الأمم، من يكون عنده مثل هذه الثروات ثم يتخلف هذا التخلف، حفنة من اليهود تلعب بعقولهم ليلا ونهارا، ولو قلت : أمم من النصارى يلعبون بهم، ولو كان لهم عزة لكانوا هم الذين يتحكمون في الناس ويقاتلونهم حتى يكون الدين كله لله، لكن لما ذلوا ذلت لغتهم، الآن تجد المتاجر في بلاد العرب في مدننا في قرانا تجدها مملوءة باللافتات باللغة غير العربية، أحيانا تجد المتاجر كأنك في سوق لندن إلا أن يشاء الله، كل هذا من الذي طيب....
من تفسير القرآن الكريم-الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سورة الشورى
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_59.shtml