ما نحل والد ولده من نحل أفضل من أدب حسن
عن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ما نحل والد ولده من نحل أفضل من أدب حسن) رواه الترمذي.
****************************
هذا الحديث ضعيف أيضا، ضعيف ولم يقل أحد بتحسينه ولا تصحيحه، لكنه كما تقدم يعني مقاصد الشريعة وقواعد الشريعة وأصول الشريعة تشهد له "ما نحل والد" نحله أعطاه، النحلة أو النحل، النحل العطاء، نحله ينحله نحلا، أي: أعطاه عطاء (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا ) .. قبل ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) أعطوهن صدقاتهن، وقال سعد بن بشير قال: يا رسول الله إني نحلت ابني هذا غلاما -يريد النعمان بن بشير- إني نحلت ابني هذا غلاما - بشير بشير الوالد اسمه بشير، بشير بن سعد، الوالد من شأنه أنه يعني يُعنى بولده بما ينفعه يريد أن يكرمه، يريد أن يعطيه، ففي هذا الحديث أنه: (ما نحل والد ولده أفضل -يعني نحلا أفضل- من أدب حسن ) .
الوالد معني بتربية أولاده تربية أبدانهم وتربية أرواحهم، هو مسئول عن تربية أبدانهم بالنفقة ودرء ما يضرهم، تجنيبهم ما يضرهم، هذا جانب يلتقي ويتفق عليه الناس، إلا من فرط وضيع الواجب.
ويُعنى بتربية نفوسهم وعقولهم وأرواحهم وذلك بالتعليم والتثقيف والأمر والنهي يربيهم على الأخلاق الفاضلة، يأمرهم بالصلاة، يأمرهم بالصيام، يأمرهم بحسن الكلام، يأمرهم بتوقير الكبير ورحمة الصغير، يعلمهم التربية الحسنة، فهذا أفضل ما يقدمه الوالد لولده، أفضل ما يقدمه لهم التربية الصالحة، تربية أرواحهم أهم من تربية أبدانهم.
وأكثر الناس إنما يهتمون بتربية أبدان الأولاد، من علاج صحتهم والحرص عليها، وبالإنفاق، هذا الغالب، ثم إذا فسدت تصورات الآباء، يعني تربية النفوس والأرواح تختلف باختلاف أيضا حال الآباء، وفاقد الشيء لا يعطيه، إذا كان الأب نفسه يعني ليس مؤهلا للتربية الصالحة، عنده أفكار وعنده أخلاقيات وعنده توجهات ويعتقد، هذا نسأل الله العافية، تنعكس يعني أحواله الخلقية والعقلية والفكرية والعقدية، تنعكس على أولاده، يريد أنه يعني الذي يعني ما يرى فضيلة للعلوم الشرعية كبيرة، يعني ما هو بعقيدة لكن كذا شعورا وتصورا، ما يوجه أولاده ليتعلموا العلوم الشرعية ويكونوا على..، إذا كان هو نفسه مفرطا غير محافظ على الصلاة يتعاطى بعض الأمور، هو نفسه غير قادر على أن يربي أولاده، بل يمكن يربيهم على مزاجه على المزاج الذي يريده، على المزاج الذي يريده.
فالوالد لا يمكن أن يربي أولاده التربية الصالحة إلا أن يكون هو نفسه قادرا على هذا، يعني موفق، وبعض الناس فكره طاهر نظيف وإن لم يكن يعني عنده علم وكذا، لكن عنده اعتقاد وفكر طيب، تجد عاميا من عوام المسلمين جاهلا لكنه عنده إيمان بفضل القرآن وفضل السنة، وفضل العلوم الشرعية، وفضل الأعمال الصالحة، فتجده يربي أولاده على هذا، ويعمل على أنه يعلمهم، يلحقهم في مثلا حلق التحفيظ، تحفيظ القرآن، يوجههم يرشدهم إلى -مثلا- الأخلاق الفاضلة، يحثهم على الصلاة، على الصدق، على -يعني- احترام الآخرين، وكف العدوان، إلى آخره.
(ما نحل والد ولده نحلا أفضل من أدبٍ حسن ) والله أعلم.
ونسأل الله لنا ولكم الثبات على دينه وأن يعلمنا وإياكم ما ينفعنا، وينفعنا وإياكم بما علمنا، وألا يجعل ما علمنا علينا وبالا، وأن يرزقنا فهم كتابه، أن يفتح علينا فهما في كتابه، وفي سنة رسوله، وأن يفقهنا في دينه (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
-----------------------------
شرح جوامع الأخبار شرح الشيخ عبد الرحمن البراك
عن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ما نحل والد ولده من نحل أفضل من أدب حسن) رواه الترمذي.
****************************
هذا الحديث ضعيف أيضا، ضعيف ولم يقل أحد بتحسينه ولا تصحيحه، لكنه كما تقدم يعني مقاصد الشريعة وقواعد الشريعة وأصول الشريعة تشهد له "ما نحل والد" نحله أعطاه، النحلة أو النحل، النحل العطاء، نحله ينحله نحلا، أي: أعطاه عطاء (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا ) .. قبل ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) أعطوهن صدقاتهن، وقال سعد بن بشير قال: يا رسول الله إني نحلت ابني هذا غلاما -يريد النعمان بن بشير- إني نحلت ابني هذا غلاما - بشير بشير الوالد اسمه بشير، بشير بن سعد، الوالد من شأنه أنه يعني يُعنى بولده بما ينفعه يريد أن يكرمه، يريد أن يعطيه، ففي هذا الحديث أنه: (ما نحل والد ولده أفضل -يعني نحلا أفضل- من أدب حسن ) .
الوالد معني بتربية أولاده تربية أبدانهم وتربية أرواحهم، هو مسئول عن تربية أبدانهم بالنفقة ودرء ما يضرهم، تجنيبهم ما يضرهم، هذا جانب يلتقي ويتفق عليه الناس، إلا من فرط وضيع الواجب.
ويُعنى بتربية نفوسهم وعقولهم وأرواحهم وذلك بالتعليم والتثقيف والأمر والنهي يربيهم على الأخلاق الفاضلة، يأمرهم بالصلاة، يأمرهم بالصيام، يأمرهم بحسن الكلام، يأمرهم بتوقير الكبير ورحمة الصغير، يعلمهم التربية الحسنة، فهذا أفضل ما يقدمه الوالد لولده، أفضل ما يقدمه لهم التربية الصالحة، تربية أرواحهم أهم من تربية أبدانهم.
وأكثر الناس إنما يهتمون بتربية أبدان الأولاد، من علاج صحتهم والحرص عليها، وبالإنفاق، هذا الغالب، ثم إذا فسدت تصورات الآباء، يعني تربية النفوس والأرواح تختلف باختلاف أيضا حال الآباء، وفاقد الشيء لا يعطيه، إذا كان الأب نفسه يعني ليس مؤهلا للتربية الصالحة، عنده أفكار وعنده أخلاقيات وعنده توجهات ويعتقد، هذا نسأل الله العافية، تنعكس يعني أحواله الخلقية والعقلية والفكرية والعقدية، تنعكس على أولاده، يريد أنه يعني الذي يعني ما يرى فضيلة للعلوم الشرعية كبيرة، يعني ما هو بعقيدة لكن كذا شعورا وتصورا، ما يوجه أولاده ليتعلموا العلوم الشرعية ويكونوا على..، إذا كان هو نفسه مفرطا غير محافظ على الصلاة يتعاطى بعض الأمور، هو نفسه غير قادر على أن يربي أولاده، بل يمكن يربيهم على مزاجه على المزاج الذي يريده، على المزاج الذي يريده.
فالوالد لا يمكن أن يربي أولاده التربية الصالحة إلا أن يكون هو نفسه قادرا على هذا، يعني موفق، وبعض الناس فكره طاهر نظيف وإن لم يكن يعني عنده علم وكذا، لكن عنده اعتقاد وفكر طيب، تجد عاميا من عوام المسلمين جاهلا لكنه عنده إيمان بفضل القرآن وفضل السنة، وفضل العلوم الشرعية، وفضل الأعمال الصالحة، فتجده يربي أولاده على هذا، ويعمل على أنه يعلمهم، يلحقهم في مثلا حلق التحفيظ، تحفيظ القرآن، يوجههم يرشدهم إلى -مثلا- الأخلاق الفاضلة، يحثهم على الصلاة، على الصدق، على -يعني- احترام الآخرين، وكف العدوان، إلى آخره.
(ما نحل والد ولده نحلا أفضل من أدبٍ حسن ) والله أعلم.
ونسأل الله لنا ولكم الثبات على دينه وأن يعلمنا وإياكم ما ينفعنا، وينفعنا وإياكم بما علمنا، وألا يجعل ما علمنا علينا وبالا، وأن يرزقنا فهم كتابه، أن يفتح علينا فهما في كتابه، وفي سنة رسوله، وأن يفقهنا في دينه (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
-----------------------------
شرح جوامع الأخبار شرح الشيخ عبد الرحمن البراك