رياض الاطفال واللغة الانجليزية للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله عند قوله تعالى ((بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:195] وهذا فخر عظيم للسان
العربي؛ أن يكون كتاب الله العظيم نزل بهذا اللسان العربي، ومع ذلك
لسان عربي مبين، مبين أي: بيِّن مبيِّن، فهو نفسه بيِّن وهو كذلك
مبيِّن لغيره. فهذا القرآن بين واضح ومبين للحق أيضاً بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ [الشعراء:195]وهو لسان العرب الذي هم أبلغ البلغاء،
وأقول: إن هذا فخر عظيم للغة العربية أن ينزل القرآن بها، ولقد
تعربت الأعاجم في صدر الإسلام حتى يصلوا إلى معاني القرآن؛
لأنه مهما كان الإنسان في فهمه إذا لم يكن لسانه عربياً فإنه لن يدرك
طعم القرآن تماماً. لن يدرك طعم القرآن إلا من وفقه الله للفهم وكان
لسانه لساناً عربياً، ولهذا تعربت الأمم في صدر الإسلام حتى صاروا
عرباً فصحاء في الكلام، فـالبخاري نسبه فارسي من بخارى، بعيد
عن العرب، لكنه تعرب، وكذلك الفيروزآبادي الذي له القاموس
المحيط في اللغة العربية أصله غير عربي لكنه تعرب؛ لأنه لا يمكن
أن يفهم كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا باللسان
العربي. وكانت اللغة العربية مزدهرة في صدر الإسلام، فالعجم
يتعلمونها حتى يكونوا عرباً بلسانهم، ولكن الآن -مع الأسف الشديد-
أن أقوامنا العرب يريدون أن يقضوا على لغتنا العربية، لغة الإسلام،
الآن في رياض الأطفال مع الأسف هنا في المملكة العربية السعودية
يعلمون الصبيان الصغار اللغة الإنجليزية أكثر مما يعلمونهم اللغة
العربية. وسبحان الله! أيريدون أن يخرج أبناؤنا وأطفالنا غداً باللغة
الإنجليزية البعيدة عن اللغة العربية، حتى يصبحوا لا يفقهون كتاب
الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم سوف يعشقون هذه
اللغة ويتكلمون بها؟! ولهذا أنا أنصح كل ذي طفل أن يبتعد عن هذه
الرياض وألا يدخل أبناءه فيها ولا بناته؛ لأنه مسئول عنهم، وكان
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس إذا رطنوا رطانة
الأعاجم، كيف تذهبون عن اللغة العربية لغة دينكم وكتابكم وسنة
نبيكم إلى لغة أعجمية؟ إذا كان الدين ضعيفاً في عهدنا هذا، واللغة
الأجنبية معشوقة يعلمها الصبيان من ذكور وإناث ماذا تكون الحال
في المستقبل؟ خطيرة بلا شك. أنرضى أن يكون شعبنا غداً لا
يتخاطب إلا باللغة الإنجليزية؟ لا أحد يرضى بذلك، وثقوا بأننا إذا
علمنا أبناءنا اللغة الإنجليزية، فهو فخر للإنجليز مثلاً، هم يفخرون
أن لغتهم يتعلمها العرب حتى يدعوا لغتهم العربية، فنصيحتي من هذا
المكان لله -عز وجل- ولإخواني المسلمين أن يبتعدوا عن هذه
الرياض ما دامت على هذه المناهج، والحمد لله في المدارس
الحكومية ما يغني عنها، اصبر ودع ولدك حتى يتم السن الذي يؤهله
لدخول المدرسة الابتدائية مثلاً واجعله يدخل، وإذا كنت تريد مصلحة
ابنك فاجلس معه ساعة من النهار أو ساعة من الليل علمه الفاتحة ..
علمه السور القصيرة من القرآن الكريم .. علمه ما يحتاج إليه في
وضوئه وصلاته، حتى تنشئه تنشئة دينية صحيحة، أما أن تدخله
رياضاً لا نعلم عن مناهجها، وإن كنا لا نسيء الظن، لكن أدنى ما
فيها أنها تعلم اللغة الإنجليزية لهؤلاء الصبيان، وغداً تقلب ألسنتهم
ألسنة أجنبية. لماذا؟ ألا نخاف الله؟ ألم يعلم الواحد منا أن كل شخص
قد استرعاه الله ورسوله على أهله، الرجل راع في أهله ومسئول عن
رعيته، فإذا مات الإنسان وهو غاش لرعيته، أي: لأهله حيث لم
يوجهم التوجيه السليم، فقد جاء في الحديث أنه: (ما من مسلم
يسترعيه الله على رعيته فيموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم
الله عليه الجنة) وهذه مسألة ليست هينة، أولادنا لسنا نربيهم
ليؤكلوننا إذا عجزنا بعد عن تحصيل الأكل، إنما نربيهم ليقوموا لله
عز وجل وليعبدوا الله، فنحن مسئولون عنهم من هذه الناحية. أما
مسألة الترف والتنعيم الدنيوي فاستمع إلى قول الله تعالى في نفس
الآيات التي قرأناها الليلة: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا
كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:105-207] وقال تعالى في آل فرعون: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ [الدخان:25-27]
لما عصوا الله تركوا كل هذا وهلكوا، وتركوها وراء ظهورهم. فالله
الله أيها المسلمون لا نغلب على لغتنا؛ لأن لغتنا من مقومات ديننا،
هي لغة كتاب الله ولغة سنة رسول الله .. لغة أئمة المسلمين .. لغة
علماء المسلمين وليكن على أقل تقدير لدينا نخوة عربية. لا نأخذ بدل
لغتنا شيئاً، فإني الآن أبرأ إلى الله من أولئك القوم الذين يدخلون
أبناءهم مثل هذه الرياض حتى يتعلموا اللغة الإنجليزية من الصغر،
وحتى ينسوا لغتهم العربية، وأرى أنهم متحملون للمسئولية أمام الله
عز وجل، وأن هذا له خطره العظيم في المستقبل. وأرجو منكم أن
تبلغوا هذه النصيحة لكل من رأيتموه قد أدخل أبناءه أو بناته لهذه
الرياض التي فيها مثل هذه المناهج. وأقول: اصبروا .. اجعلوا
أولادكم عندكم في البيوت يألفونكم وتألفونهم، ويحبونكم وتحبونهم، ثم
إذا بلغوا السن التي تخولهم أن يدخلوا المدارس الحكومية فأدخلوهم،
وأنتم لم تدخلوا الرياض والحمد لله أنتم على مستوى عظيم من
الثقافة، فأبناؤكم مثلكم، هذا ما أقوله وأستغفر الله لي ولكم ولكافة
المسلمين من كل ذنب. والآن قد أتى دور الأسئلة نسأل الله أن يوفقنا
فيها للصواب.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله عند قوله تعالى ((بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:195] وهذا فخر عظيم للسان
العربي؛ أن يكون كتاب الله العظيم نزل بهذا اللسان العربي، ومع ذلك
لسان عربي مبين، مبين أي: بيِّن مبيِّن، فهو نفسه بيِّن وهو كذلك
مبيِّن لغيره. فهذا القرآن بين واضح ومبين للحق أيضاً بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ [الشعراء:195]وهو لسان العرب الذي هم أبلغ البلغاء،
وأقول: إن هذا فخر عظيم للغة العربية أن ينزل القرآن بها، ولقد
تعربت الأعاجم في صدر الإسلام حتى يصلوا إلى معاني القرآن؛
لأنه مهما كان الإنسان في فهمه إذا لم يكن لسانه عربياً فإنه لن يدرك
طعم القرآن تماماً. لن يدرك طعم القرآن إلا من وفقه الله للفهم وكان
لسانه لساناً عربياً، ولهذا تعربت الأمم في صدر الإسلام حتى صاروا
عرباً فصحاء في الكلام، فـالبخاري نسبه فارسي من بخارى، بعيد
عن العرب، لكنه تعرب، وكذلك الفيروزآبادي الذي له القاموس
المحيط في اللغة العربية أصله غير عربي لكنه تعرب؛ لأنه لا يمكن
أن يفهم كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا باللسان
العربي. وكانت اللغة العربية مزدهرة في صدر الإسلام، فالعجم
يتعلمونها حتى يكونوا عرباً بلسانهم، ولكن الآن -مع الأسف الشديد-
أن أقوامنا العرب يريدون أن يقضوا على لغتنا العربية، لغة الإسلام،
الآن في رياض الأطفال مع الأسف هنا في المملكة العربية السعودية
يعلمون الصبيان الصغار اللغة الإنجليزية أكثر مما يعلمونهم اللغة
العربية. وسبحان الله! أيريدون أن يخرج أبناؤنا وأطفالنا غداً باللغة
الإنجليزية البعيدة عن اللغة العربية، حتى يصبحوا لا يفقهون كتاب
الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم سوف يعشقون هذه
اللغة ويتكلمون بها؟! ولهذا أنا أنصح كل ذي طفل أن يبتعد عن هذه
الرياض وألا يدخل أبناءه فيها ولا بناته؛ لأنه مسئول عنهم، وكان
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس إذا رطنوا رطانة
الأعاجم، كيف تذهبون عن اللغة العربية لغة دينكم وكتابكم وسنة
نبيكم إلى لغة أعجمية؟ إذا كان الدين ضعيفاً في عهدنا هذا، واللغة
الأجنبية معشوقة يعلمها الصبيان من ذكور وإناث ماذا تكون الحال
في المستقبل؟ خطيرة بلا شك. أنرضى أن يكون شعبنا غداً لا
يتخاطب إلا باللغة الإنجليزية؟ لا أحد يرضى بذلك، وثقوا بأننا إذا
علمنا أبناءنا اللغة الإنجليزية، فهو فخر للإنجليز مثلاً، هم يفخرون
أن لغتهم يتعلمها العرب حتى يدعوا لغتهم العربية، فنصيحتي من هذا
المكان لله -عز وجل- ولإخواني المسلمين أن يبتعدوا عن هذه
الرياض ما دامت على هذه المناهج، والحمد لله في المدارس
الحكومية ما يغني عنها، اصبر ودع ولدك حتى يتم السن الذي يؤهله
لدخول المدرسة الابتدائية مثلاً واجعله يدخل، وإذا كنت تريد مصلحة
ابنك فاجلس معه ساعة من النهار أو ساعة من الليل علمه الفاتحة ..
علمه السور القصيرة من القرآن الكريم .. علمه ما يحتاج إليه في
وضوئه وصلاته، حتى تنشئه تنشئة دينية صحيحة، أما أن تدخله
رياضاً لا نعلم عن مناهجها، وإن كنا لا نسيء الظن، لكن أدنى ما
فيها أنها تعلم اللغة الإنجليزية لهؤلاء الصبيان، وغداً تقلب ألسنتهم
ألسنة أجنبية. لماذا؟ ألا نخاف الله؟ ألم يعلم الواحد منا أن كل شخص
قد استرعاه الله ورسوله على أهله، الرجل راع في أهله ومسئول عن
رعيته، فإذا مات الإنسان وهو غاش لرعيته، أي: لأهله حيث لم
يوجهم التوجيه السليم، فقد جاء في الحديث أنه: (ما من مسلم
يسترعيه الله على رعيته فيموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم
الله عليه الجنة) وهذه مسألة ليست هينة، أولادنا لسنا نربيهم
ليؤكلوننا إذا عجزنا بعد عن تحصيل الأكل، إنما نربيهم ليقوموا لله
عز وجل وليعبدوا الله، فنحن مسئولون عنهم من هذه الناحية. أما
مسألة الترف والتنعيم الدنيوي فاستمع إلى قول الله تعالى في نفس
الآيات التي قرأناها الليلة: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا
كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:105-207] وقال تعالى في آل فرعون: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ [الدخان:25-27]
لما عصوا الله تركوا كل هذا وهلكوا، وتركوها وراء ظهورهم. فالله
الله أيها المسلمون لا نغلب على لغتنا؛ لأن لغتنا من مقومات ديننا،
هي لغة كتاب الله ولغة سنة رسول الله .. لغة أئمة المسلمين .. لغة
علماء المسلمين وليكن على أقل تقدير لدينا نخوة عربية. لا نأخذ بدل
لغتنا شيئاً، فإني الآن أبرأ إلى الله من أولئك القوم الذين يدخلون
أبناءهم مثل هذه الرياض حتى يتعلموا اللغة الإنجليزية من الصغر،
وحتى ينسوا لغتهم العربية، وأرى أنهم متحملون للمسئولية أمام الله
عز وجل، وأن هذا له خطره العظيم في المستقبل. وأرجو منكم أن
تبلغوا هذه النصيحة لكل من رأيتموه قد أدخل أبناءه أو بناته لهذه
الرياض التي فيها مثل هذه المناهج. وأقول: اصبروا .. اجعلوا
أولادكم عندكم في البيوت يألفونكم وتألفونهم، ويحبونكم وتحبونهم، ثم
إذا بلغوا السن التي تخولهم أن يدخلوا المدارس الحكومية فأدخلوهم،
وأنتم لم تدخلوا الرياض والحمد لله أنتم على مستوى عظيم من
الثقافة، فأبناؤكم مثلكم، هذا ما أقوله وأستغفر الله لي ولكم ولكافة
المسلمين من كل ذنب. والآن قد أتى دور الأسئلة نسأل الله أن يوفقنا
فيها للصواب.
-----------------
منقول
منقول
تعليق