قال الماوردي : ( وقال بعض الحكماء بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال وتفرق البال ) .
ينبغي للرجل أن يكره ولده على سماع الحديث
بوب الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بقوله : ( باب من قال : ينبغي للرجل أن يُكرِه ولده على سماع الحديث ) ثم ساق بأسانيده إلى عبد الله بن داود أنه قال : ( ينبغي للرجل أن يكره ولده على سماع الحديث ) . وكان يقول : ( ليس الدين بالكلام ، إنّما الدين بالآثار ) . (1) .
وقال الخطيب أيضا : ( من تألف ولده على سماع الحديث ) ثم ساق إسناده إلى النظر بن الحارث قال : ( سمعت ابراهيم بن الأدهم يقول : قال لي أبي : يابني ، اطلب الحديث ، فكلما سمعت حديثا وحفظته فلك درهم ، فطلبت الحديث على هذا ) (2) .
ومر رجل بالأعمش وهو يحدث فقال له : ( تحدث هؤلاء الصبيان ؟ فقال الأعمش : هؤلاء الصبيان يحفظون عليك دينك ) (3) .
وكانوا يفرحون بسماع أبنائهم للعلم من العلماء والقرب منهم : فقد جاء في ترجمة عبد الله بن سليمان بن الأشعث (4) : أن أول شيخ سمع منه هو محمد بن أسلم وسر أبوه بذلك ، لجلالة محمد بن أسلم ( 5 ) .
وفي السنن الإمام ابن ماجه بعد أن ساق حديثا طويلا في أخبار الدجال ، قال الإمام ابن ماجه : ( سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول : سمعت عبد الرحمان المحاربي يقول : ينبغي أن يُدفع هذا الحديث الى المؤدب ، حتى يعلمه الصبيان في الكتاب ) (6).
ومن الطرائف في هذا : ما جاء في ترجمة عبد الله بن سليمان بن الأشعث أيضا : أن أحمد بن صالح ـ أحد الأئمة ـ كان يمنع المرد من حضور مجلسه فأحب أبو داود أن يسمع ابنه منه ، فشدّ على وجهه لحية وحضر! فعرف الشيخ فقال : أمثلي يُعمل معه هذا ؟ فقال أبو داود : لا يُنكر عليّ سوى جمع ابني مع الكبار فإن لم يقاومهم في المعرفة فحرمه السماع . (7) .
قال الشاعر :
ينشـا الصـغير على ما كــان والده
إن الأصــول عليـها يـنبث الــشجر (8)
ينشـا الصـغير على ما كــان والده
إن الأصــول عليـها يـنبث الــشجر (8)
المراجع :
( 1 ) . شرف أصحاب الحديث ص 65
( 2 ) . شرف أصحاب الحديث ص 66
( 3 ) . شرف أصحاب الحديث ص 64
( 4 ) . سليمان بن الأشعث هو: الإمام أبو داود ، صاحب السنن.
( 5 ) . سير أعلام النبلاء 222/13
( 6 ) . سنن بن ماجه 1363/2
( 7 ) . سير أعلام النبلاء 226/13 ـ 227 .
( 8 ) . أدب الدنيا والدين ص 334 .
منقول من كتاب معالم في طريق طلب العلم . عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان . ص 134 ـ 135 ـ 136 ـ 137.
تعليق