بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فهذه لطائف إيمانية مهم جدا أن تغرس في قلوب أبنائنا من الصغر -وفي قلوبنا قبلهم- حتى ترسخ الأقدام في العبودية وفي تحقيق التوحيد لربِّ البرية.
ولكن لابد أن نتنبه أن كل هذا العلم في جانب التربية لن ينفعنا إن لم نحسن التوكل على الله، فلابد من التوكل على الوكيل في تربيتهم وتفويضه إياها والإكثار من الدعاء،، ولنبشر ما دامنا على الخير فإن الله قال في حق الشريكين : ((أنا ثالث الشريكين، ما لم يَخُن أحدهما صاحبه. فإن خانه خرجت من بينهما)) [رواه أبو داود] فكيف بالزوجين! هما أعظم شريكين، فلو اتقى الزوجين ربهما وتوكلا على الله وفوضا أمر التربية لله فلن يخذلا بوعده -سبحانه- ((ومن أصدق من الله قيلا)).
أسأل الله الكريم أن يكرمني بالانتفاع بما كتبت وأن يتقبله مني بقبول حسن. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.. آمين.
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فهذه لطائف إيمانية مهم جدا أن تغرس في قلوب أبنائنا من الصغر -وفي قلوبنا قبلهم- حتى ترسخ الأقدام في العبودية وفي تحقيق التوحيد لربِّ البرية.
ولكن لابد أن نتنبه أن كل هذا العلم في جانب التربية لن ينفعنا إن لم نحسن التوكل على الله، فلابد من التوكل على الوكيل في تربيتهم وتفويضه إياها والإكثار من الدعاء،، ولنبشر ما دامنا على الخير فإن الله قال في حق الشريكين : ((أنا ثالث الشريكين، ما لم يَخُن أحدهما صاحبه. فإن خانه خرجت من بينهما)) [رواه أبو داود] فكيف بالزوجين! هما أعظم شريكين، فلو اتقى الزوجين ربهما وتوكلا على الله وفوضا أمر التربية لله فلن يخذلا بوعده -سبحانه- ((ومن أصدق من الله قيلا)).
أسأل الله الكريم أن يكرمني بالانتفاع بما كتبت وأن يتقبله مني بقبول حسن. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.. آمين.
-إذا أردت أن يكون هم ابنك رؤية الله: فحثه من صغره على الطاعات داعيا له بصوت مسموع بأن يثيبه الله عليها رؤيتَه والجنة. فلا تكتفي بترغيبه في الجنة بل دائما عظِّم أمر رؤية الله وأنها أعظم ما في الجنة، وأنك إذا عملتَ صالحا ستنال بإذن الله رؤيته في الجنة.
-علمه أن المقصود هو التقوى. اربط دائما في تعليمك له أيَّ حكم من أحكام الشريع –سواء الفقهية أو العقدية أو الخلقية- بأن الغاية من تعلُّمه هذا الحكم هو العمل به من أجل نيل التقوى؛ أي من أجل أن يتقي النار وسخط الجبار.
-اغرس في نفسه محبة الدعاء، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد.
وذلك بأن تكون قدوة له أولا، بحيث تجعله يراك كثير الدعاء في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتك.فاجعله يسمعك تدعو دعاء الاستيقاظ من النوم وأذكار الصباح والمساء والأذكار المتنوعة في الأحوال المختلفة سائر اليوم.
[وهنا أذكر لكم موقفا نافعا بإذن الله: أعرف أناسا فتح الله عليهم باب الدعاء والتوكل في كل صغير وكبير في حياتهم، حتى إنني تعجّبتُ من حالهم في كثرة الدعاء، رأيتهم يدعون الله أمورا لم يخطر ببالي سؤال الله فيها، ولكن الناس مراتب في تعلق قلوبهم بالله، فإنهم يدعون الله ويتوكلون عليه في كل صغير وكبير، حتى إنهم قالوا لي يوما يحثونني على التوكل والدعاء: "إنني عندما أكون في الطريق إلى منزلي وأكون جائعة والوقت وقت الغداء والمفترض أن أمي تكون أعدت الطعام في المنزل، فإنني لابد ألا أثق إلا بالله أنه هو الرزاق، فينبغي أن أتوكل عليه وأسأله باسمه الرزاق أن يرزقني وأن يسخر لي أمي تعد لي طعاما طيبا ينفعني ويسد جوعي" وسبحان الله! هؤلاء ممن تعلقت قلوبهم بالله في كل لحظة من حياتهم نجد أن أنهم متى ما قصَّروا في الدعاء لحظة واحدة فإن الله يصرف عنهم ما أرادوا حتى يدْعوه ومن ثم يأتي لهم بالخير مضاعف،، فسبحان ربي يربي عباده تربية خاصة ويقربهم إليه بألطافه وحكمته دوما. أما المقصِّرين فإنهم تأتيهم الدنيا بأيسر ما يكون بدون دعاء في الغالب. وليس هذا كذاك. بل هم درجات عند الله].
واعلم أن في ارتباطك بالدعاء في كل أحوالك وإظهارك ذلك لأبنائك أن في هذا أيضا غرسا للتوحيد في قلوبهم وسببا قويا بإذن الله في تعليق قلوبهم بالله في كل شئونهم.
ثانيا: بأن تعلمه –متى ما عقل- فضل الدعاء وآثاره، وتحفظه أدعية الكتاب والسنة، وتحثه على استغلال ساعات الإجابة عن طريق تهييئ الأسرة أجواء الهدوء والروحانية في ساعات الإجابة كالوقت بين الأذان والإقامة ويوم الجمعة وغيرها..
- ربِّ ابنك على الافتقار لله والذل له، ذكِّره دوما بهذه الآية وحفِّظه إياها: ((ربِّ إنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير))، خاصة إن كان متميِّزا صاحب قدراتٍ طيبة، وذلك حتى تعلِّمه أن ما به من نعمةٍ فمن الله وحده، وأنه سيظل دوما فقيرا لربه مفتقرا إليه أن يبارك له فيما رزقه ومفتقرا إليه في أن يوفقه للانتفاع بهذه النعم في الدنيا والآخرة.
-علِّمه التصديق بوعود الله. اذكر له قصص الأنبياء والسلف الصالح وتحقق وعود الله لهم بالنصر والجنة، و حفِّظه قوله –تعالى-: ((وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) [النساء: 122] وقل له بعدها: فإياك ألا تثق بوعد الله فوعد الله حق لا يقبل أن يُشك في تحققه، فإذا سمعتَ مثلا قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: ((ما استُودِع الله شيئا إلا حَفِظَه)) فثق بوعد الله فلن يضيع ما حفظته عند الحفيظ. وفي قوله –تعالى-: ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) ثق بأنك ما إن توكلت عليه وحده ولم يلتفت قلبك إلى غيره فإنه حسبك وسينجز وعده وهو نعم الوكيل. واسرد له وعود الله المترتبة على الأدعية الواردة في الأحوال المتنوعة كأدعية الهم والحزن والخوف من العدو ..إلخ .
تعليق