إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

خطوات عملية لتربية الأبناء على العمل بهذا الدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطوات عملية لتربية الأبناء على العمل بهذا الدين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبهه ومن والاه. وبعد:
    فقد قرأت موضوعا نافعا يعرض خطوات عملية طيبة في تربية الأبناء على القيام بهذا الدين، أنقله إليكم سائلة الله أن ينفعنا وإياكم به.

    ***


    ا
    لخطوة «1»
    صلاح الأم والأب
    أولى تلك الخطوات وأهمها وعمادها، هو «صلاح الوالدين»؛ فبصلاحهما يصلح الأبناء، وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه..
    وقد بدأت بالأمِّ قبل الأب؛ لأنَّ العبء الأكبر في تربية الأبناء يقع على عاتق الأم من خلال طول مكثها معهم، وانشغال الأب في طلب الرزق، وحتى ينشأ الأبناء على حبِّ هذا الدين والعمل له، لا بدَّ لتلك الزهرة من تربة صالحة نافعة.
    لذا لَمَّا كان للأم الصالحة (الزوجة) أهمية كبرى في بناء المجتمع وتخريج الأفذاذ؛ فقد حثَّ ورغَّب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «تُنكح المرأة لأربع: لِمالها، ولِحَسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» صحيح البخاري (5090)كتاب «النكاح» باب الأكفاء في الدين..
    نعم..
    فتربت يداك يا من حرصت على الزوجة الصالحة العالمة فأنجبت لنا العلماء.
    وتربت يداك يا من حرصت على الزوجة المجاهدة فأخرجت لنا الأبطال.
    وتربت يداك يا من حرصت عل الزوجة الدَّاعية فأنجبت لنا الدعاة.
    وتربت يداك يا من حرصت على الزوجة العابدة فأنجبت لنا العُبَّاد.
    وتربت يداك.
    لذا على الأمَّهات دورٌ كبيرٌ وعظيمٌ في بناء شخصية الأبناء وتربيتهم على العمل لهذا الدين، وكذا الآباء فلهم دورٌ كبيرٌ لا يقلّ أهميةً عنهنّ.
    وهنا تنبيه لابد منه
    :
    على الوالدين أن يراعوا بعض القضايا المهمة، والتي تؤثِّر تأثيرًا كبيرًا في شخصية الأبناء، ألا وهي تعامل الوالدين فيما بينهم، فهي دروس يومية يشاهدها الأبناء أمام أعينهم، فينبغي عليهم ما يلي:
    1- أن يكون تقدير كلٍّ من الأب والأم لبعضهما تقديرًا عظيمًا، خاصة أمام أعين الأبناء.
    2- ألاَّ يُظهِرا خلافاتهما أمام الأبناء.
    3- اتِّباع الهدي النبوي في حقوق المعاشرة، والتزام كلٍّ من الأب والأم بحقوق الآخر.

  • #2
    قصص في أهمية الوالدين في بناء شخصية الأبناء:
    لقد حفظ لنا التاريخ الإسلامي المجيد قصصًا ونماذج لتأثُّر الأبناء بشخصيات آبائهم وأمهاتهم .. ومن ذلك ما يلي:

    شَجَاعَـة أَب
    وتحكي تأثُّر عبد الله بن الزبير بشجاعة أبيه وأمه رضي الله عنهما واكتسابه لها:
    روى الليث عن أبي الأسود عن عروة قال:
    أسلم الزبير، ابن ثمان سنين، ونفحت من الشيطان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وهو غلام، ابن اثنتي عشرة سنة، بيده السيف، فمن رآه عجب وقال: «الغلام معه السيف»، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما لك يا زبير؟» فأخبره وقال: أتيت أضرب بسيفي من أخذك. سير أعلام النبلاء ، (1/41-42) .
    * * *

    شَجَاعَـة أُم
    وتحكي شجاعة أسماء بنت أبي بكر أمّ عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم:
    قال الإمام الذهبي:
    حدَّثنا أبو المحياة بن يعلى التيمي عن أبيه قال: دخلت مكة بعد قتل ابن الزبير بثلاث وهو مصلوب، فجاءت أمه عجوز طويلة عمياء، فقالت للحجَّاج: أمَا آن للراكب أن ينـزل؟ فقال: المنافق؟ قالت: والله ما كان منافقًا، كان صوَّامًا قوَّامًا برًّا . قال: انصرفي يا عجوز، فقد خرفت. قالت: لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «في ثقيف كذاب ومبير...». سير أعلام النبلاء ، (2/294).
    * * *
    شَجَاعَـة الابن

    وتحكي شجاعة الابن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما:
    وعن إسحاق بن أبي إسحاق قال:
    حضرت قتل ابن الزبير، جعلت الجيوش تدخل عليه من أبواب المسجد، فكلَّما دخل قومٌ من باب حمل عليهم حتى يُخرجهم، فبينا هو على تلك الحال إذ وقعت شرفة من شرفات المسجد على رأسه فصرعته وهو يتمثَّل:
    أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لاَ تَبْكِينِي

    لَمْ يَبْقَ إلاَّ حَسْبِي وَدِينِي

    وَصَارِمٌ لاَثَتْ بِهِ يَمِينِي. سير أعلام النبلاء، (3/377).

    * * *
    خِشيَةُ أَب

    قصة في خوف الأب «الفضيل بن عياض» رحمه الله، وخشيته من الله :
    عن محمد بن ناحية قال:
    صلَّيتُ خلف الفضيل فقرأ «الحاقة» في الصبح، فلمَّا بلغ إلى قوله {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} غلبة البكاء..[سير أعلام النبلاء، (8/444)..
    * * *
    عن إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: ما رأيت أحدًا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسِّلة، كأنه يخاطب إنسانًا، وكان إذا مرَّ بآية فيها ذكر الجنة يردِّد فيها. سير أعلام النبلاء (8/427-42.

    وَخِشْيَةُ ابن

    قصة الخوف وخشية الابن «علي بن الفضيل بن عياض» رحمهما الله:
    عن أبي بكر بن عياش قال:
    صلَّيت خلف فضيل بن عياض المغرب وابنه علي إلى جانبي فقرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
    فلما قال: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} سقط على علي وجهه مغشيًّا عليه، وبقى فضيل عند الآية . سير أعلام النبلاء (8/443-444).
    * * *
    وقال أبو سليمان الداراني: كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ {الْقَارِعَةُ} ولا تُقرأ عليه. سير أعلام النبلاء، (8/445).
    * * *
    الابن وأبويه

    في تأثُّر حبيب بن زيد - الابن- بوالديه
    تَضحِيَةُ أُم
    عن أنس قال:
    خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: إنه لا ينبغي أن أتزوَّج مشركًا!.. أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها عبد آل فلان، وأنكم لو أشعلتم فيها نارًا لاحترقت؟
    قال: فانصرف وفي قلبه ذلك، ثم أتاها وقال: الذي عرضت علي قد قبلتُ، فما كان لها مهرًا إلا الإسلام. سير أعلام النبلاء (2/306).
    * * *
    وتضحية الأب

    عن أنس قال:
    لَمَّا كان يوم أُحُد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوِّبٌ به عليه بحجفةٍ له، وكان أبو طلحة رجلاً راميًا شديد القدّ، يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجل يَمُرُّ معه الجعبة من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة .. فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. البخاري برق، (3811) والفتح، (7/506).
    * * *
    الابن شهيدًا

    قال ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية»:
    قتله حبيب بن زيد، مسيلمة الكذاب، حين جعل يقول له: أتشهد أنَّ محمدًا رسول الله؟ فيقول: نعم، فيقول: أتشهد أني رسول الله؟ فيقول: لا أسمع، فجعل يُقطِّعه عضوًا عضوًا حتى مات في يديه وهو لا يزيد على ذلك. البداية والنهاية، (3/116).

    تعليق


    • #3
      الخطوة «2»
      اخْتِيَـار الاسْـم الحَسَـن
      إنَّ للأسماء عاملاً مهمًّا في بناء شخصية المرء وسلوكه، بل وحتى المجتمعات، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة كان اسمها في السابق «يثرب» فأبدلها بـ«طابة» أو «المدينة»، وهي أسماء كلّها تدلُّ على الحُسن في معناها، وذلك لِما للاسم الحسن من دلالته النفسية في بداء حياة جديدة مصدرها الفأل الحسن .. لذا كان لزامًا على الوالدين اختيار الاسم المناسب حتى ينعكس إيجابًا على الأبناء.
      * * *
      مثال عملي وقصة في أهمية اختيار الاسم في بناء شخصية الأبناء:
      ا- في الجانب الإيجابي للاسم الحسن:
      عن عبد الرحمن بن عوف قال:
      كان اسمي «عبد عمرو»، فلمَّا أسلمت سمَّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم : «عبد الرحمن» . سير أعلام النبلاء، (1/74).
      * * *
      ورُوي أنَّ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه باع أرضًا له، فقسَّم ريعها في فقراء بني زهرة وفي المهاجرين وأمَّهات المؤمنين .. وقال المسور: فأتيت عائشة بنصيبها، فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبد الرحمن بن عوف، قالت : أما أنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يحنو عليكنَّ بعدي إلا الصابرون». سير أعلام النبلاء ، (1/86) .
      فـ«عبد الرحمن» مأخوذ من «الرحمن» الذي يُشتق منه صفة الرحمة، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمس فيه صفة الرحمة والشفقة فسمَّاه «عبد الرحمن».
      * * *
      ب-الجانب المقابل للاسم غير الحسن:
      عن ابن المسيب عن أبيه أنَّ أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «ما أسمك؟» قال: حزن، قال : «أنت سهل» قال: لا أُغيِّر اسمًا سمَّانيه أبي.
      قال ابن المسيب : فما زالت تلك الحُزونة فينا بعد. أخرجه البخاري كتاب الأدب باب اسم الحزن رقم الحديث (6190) الجزء العاشر.
      قال الداودي: يريد الصعوبة في أخلاقهم، إلاَّ أنَّ سعيدًا أفضى به ذلك إلى الغضب في الله..
      وقال غيره: ُيشير إلى الشدَّة التي بقيت في أخلاقهم.فتح البارى، (10/703).
      وهكذا متى أردنا صلاح أبنائنا فعلينا القيام بالخطوة الثانية، وهي اختيار الأسماء الحسنة لهم، لِما لها من تأثير في شخصية الأبناء كما رأينا في النموذجين السابقين.
      [/center]

      تعليق


      • #4
        [center]
        الخطوة «3»
        تعليمه أمور الشرع
        يجب أن يتعلَّم الأبناء منذ نعومة أظفارهم أمور الشرع التي لا بدَّ منها، كالصلاة والصيام ونحوها، وذلك حتى ينشئوا نشأةً صالحة، وكما قيل: التعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
        مثال عملي:
        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مروا أولادكم للصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع» . سنن أبي داود رقم الحديث (495) باب متى يؤمر الصبي بالصلاة.

        تعليق


        • #5
          ا
          لخطوة «4»
          انقش على ابنك العلم
          «التعلُّم في الصِّغَـر»

          يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى بذاكرة حادة آلية؛ فعلينا أن نُوجِّههم لطلب العلم وتعليمهم أمور الشرع، ومن ذلك حفظ القرآن الكريم والسُنة النبوية المطهَّرة وترسيخ العقيدة الصحيحة.
          فالأمَّة بحاجةٍ إلى العلماء الأقوياء والدعاة المتبصِّرين بنور الكتاب والسنة، ولا يتأتَّى ذلك إلا بطلب العلم منذ الصِّغر .. ولا تقل إنَّ هذا صعبٌ أو مستحيل.
          قال ابن مفلح [الآداب الشرعية، (1/244)]:
          والعلم في الصغر أثبت؛ فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة، لاسيَّما الأذكياء المتيقِّظين الحريصين على أخذ العلم، فلا ينبغي أن يجعل – على ذلك – صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعًا من مراعاتهم والاعتناء بهم.
          * * *
          مثال عملي وقصص على أهمية طلب العلم منذ الصغر وأهميته في بناء الشخصية:
          1- عن ابن عباس قال:
          لَمَّا تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلمّ نسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير، فقال: وا عجبًا لك يا ابن عباس؛ أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ترى؟!
          فتركت ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائلٌ فأتوسَّد ردائي على بابه، فتسفي الريح عليّ التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا بن عمِّ رسول الله؟ ألا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحقُّ أن آتيك فأسألك..
          قال: فبقى الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ فقال: هذا الفتى أعقل مني. سير أعلام النبلاء، (3/343).
          * * *
          عن معمر قال:
          سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعت في تلك السنين إلاَّ وكأنه مكتوب في صدري. سير أعلام النبلاء (7/5-1.
          قالت أم الدرداء:
          اطلبوا العلم صغارًا تعملوا به كبارًا؛ فإنَّ لكلِّ حاصدٍ ما زرع. سير أعلام النبلاء (12/615).

          تعليق


          • #6
            الخطوة «5»
            القُـدوَة العَمَلِيَّـة

            وهو أحد أهمِّ الخطوات وأكثرها نفعًا وغرسًا في نفوس أبنائنا، وذلك لِما يتميَّزون به من شدَّة في التقليد في مراحلهم الأولى، فترى الطفل يُقلِّد أمه في صلاتها، فهو يركع عندما تركع وتسجد حين تسجد، إلى غير ذلك من صور التقليد التي نلحظها صباح مساء، فعلينا أن نُوجِّه ذلك التقليد ونستغلَّ تلك الفترة بما يُحيي في نفوسهم حبَّ العمل لهذا الدين، وذلك بما يلي:
            1- نحكي له حكايات الصحابة والصالحين والعلماء.
            2- نصطحبه في كلِّ ما هو حسن ليُقلِّده كالذهاب معه إلى المساجد.
            3- إسماعه الشرائط الإسلامية المفيدة التي تناسب عمره.
            4- أداء بعض العبادات أمام عينيه مثل الصلاة والصدقة.
            * * *
            قصَّة تدل على أهمية القدوة العلمية في بناء شخصية الأبناء
            :
            تقدَّم معنا في صلاح الأب والأم بعض النماذج على أهمية القدوة في بناء الشخصية، ولكن إليك هذا النموذج العملي الآخر:
            1-عن كريب مولي ابن عباس أنَّ ابن عباس – رضي الله عنهما – أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته قال:
            فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنٍّ مُعلَّقة فتوضَّأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يُصلِّي.
            قال ابن عباس:
            فقمت، فصنعتُ مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلَّى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلَّى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلَّى الصبح . أخرجه البخاري كتاب التفسير باب (ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان) رقم الحديث (4572) –فتح الباري كتاب التفسير، (8/300)..
            * * *
            2- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:
            ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة..
            وهذا هو الشاهد من الأثر مِمَّا يدلُّنا على أنَّ الأبناء من أشدِّ الناس تأثُّرًا بآبائهم وتقليدًا لهم. سير أعلام النبلاء ، (2/118-134).
            مثال عملي على أهمية القدوة العملية في بناء شخصية الأبناء:
            الصَّدَقَـة:
            فإذا رأيت مسكينًا، وكان ابنك معك فأعطِ ابنك ريالاً واحدًا، واطلب منه أن يتصدَّق به على ذلك المسكين، وفي حال قيامه بهذا العمل اشكره وأثنِ عليه كثيرًا أمام إخوانه، عندها سيغرس حبّ هذا العمل في نفسه، وعلى ذلك قس فينشأ جيل يحب الصدقة ومد يد العون للمحتاج الضعيف.

            تعليق


            • #7
              الخطوة «6»
              دعه يلعب، ولكن صب معاني الدين فيه

              وبما أنَّ اللعب وكثرة الحركة أحد خصائص الأبناء، فقم بتوجيه ذلك اللعب بما يصبُّ في مصلحة العمل لهذا الدين.
              فكثرة حركة الأبناء وعدم استقرارهم هذا ليس عيبًا أو خطأ أو سلوكًا غير مرغوب فيه، بل له فوائد عدَّة، ومن ذلك أنه يزيد من صحَّة الأبناء وذكائهم وخبرتهم بعد أن يكبروا.
              أمَّا الأبناء الذين لا يتحرَّكون إمَّا بأنفسهم أو بإرغامٍ من آبائهم وأمَّهاتهم فبتعويدهم على هذا النمط من الحياة تجد أنَّ ذلك الابن أو تلك الفتاة غير أسوياء، وغالبًا ما سيُصاب بعد ذلك بالانطواء والكبت والخوف والخجل أو ضعف في الصحَّة نتيجة لذلك السلوك.
              * * *
              مثال عملي وقصة تدل على أهمية الألعاب في بناء شخصية الأبناء:
              ومن أمثلة ذلك الفروسية والسباحة والرماية، كما ورد ذلك في الأثر، أو الألعاب التي تُنمِّي المدارك العقلية فهي وسيلة لاكتساب المهارات وتجميع الخبرات وتنمية الذكاء.
              فعندما تُوجِّه لعب أبنائك مثلاً للألعاب التي تُربِّى فيهم الشجاعة بالنسبة للبنين - كالفروسية والسباحة والرماية - فهذه سيُفيد الأمة مستقبلاً بأن يكون أفرادها لديهم الشجاعة والإقدام في تحدِّي الخطوب: إذا دعونا نلعب مع أبنائنا كلٌّ بما يناسبه.
              * * *
              قصـة:
              1- عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن عبد الله بن شدَّاد بن الهاد بن أبيه: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص على عاتقه فصلَّى، فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها. أخرجه البخاري كتاب الأدب رقم الحديث (5996).
              قال ابن حجر: واستنبط منه بعضهم عظم قدر رحمه الولد، لأنه تعارض حينئذ المحافظة على المبالغة في الخشوع والمحافظة على مراعاة خاطر الولد فقدم الثاني ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك لبيان الجواز . فتح الباري، (10/526).
              * * *
              2- وقال أبو قتادة رضي الله عنه:
              خرج علينا سول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتَي العشاء وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبَّر للصلاة فصلَّى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتها حتى ظنَّنا أنه قد حدث أمر أو أنه يُوحَى إليك!
              قال: «كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته». سنن النسائي رقم الحديث (731).
              فهذا في أمور العبادة أشفق عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضوا حاجتهم من اللعب، فكيف إذا كان الوقت غير وقت عبادة!

              تعليق


              • #8
                ا
                لخطوة «7»
                شجِّع ابنك وحفِّزه دائمًا
                يحب الأبناء في مراحلهم الأولى - بشكلٍ خاص - كلمات وعبارات المدح والثناء، ولها تأثير عجيب في نفوسهم وإقدامهم على معالي الأمور، وهكذا كان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه على معاني الدين.
                * * *
                قصة تدلُّ على أهمية التشجيع والتحفيز في الإقدام على معالي الأمور:
                1- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرَّض الناس على القتال، وقال: «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة».
                قال عمير بن الحمام أخو بني سلمة، وكان في يده تمرات يأكلهن: بخٍ بخ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلاَّ أن يقتلني هؤلاء؟..
                قال: ثم قذف التمرات من يده، وأخذ معه سيف فقاتل القوم حتى قُتل رحمه الله ورضي عنه. البداية والنهاية (3/276).
                * * *
                2- وقالت الخنساء لأبنائها الأربعة قبل معركة القادسية:
                يا بَنِي، إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم وما غيرت نسبكم، واعلموا أنَّ الدار الآخرة خيرٌ من الدار الفانية، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلَّكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وحللتم نارًا على أرواقها، فيمِّموا وطيسها وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة..
                فلمَّا كشرت الحرب عن نابها تدافعوا عليها، وكانوا عند ظنِّ أمِّهم بهم حتى قُتِلوا واحدًا في إثر واحد..
                ولَمَّا وافتها النعاة بِخَبَرِهم لم تزد على أن قالت:
                «الحمد الله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته».

                تعليق


                • #9
                  الخطوة «8»
                  التفكير الخيالي والتوجيه المناسب

                  يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى بالتفكير غير الواقعي والتخيُّلات الكثيرة، لذا علينا ألاَّ نتهمهم بالكذب أو تحطيم خيالاتهم أو السخرية منهم، لِما في ذلك من نتائج سلبية على شخصياتهم، بل نقوم بتوجيه ذلك الخيال من خلال مجموعة من القصص الهادفة التي تُشبِع تلك الخاصية في نفوسهم، والمتوفِّرة في المكتبات الإسلامية، فتسري تلك الأخلاق بأسلوب غير مباشر ومُحبَّب في ذات الوقت لنفوسهم.
                  * * *
                  مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية التفكير الخيالي والتوجيه المناسب في بناء شخصية الأبناء:
                  عن عائشة رضي الله عنها أنَّها خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، وكانت في حجرة عليها عباءة، فدخل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبَّت ريح كشفت عن بناتٍ لعائشة لعب فقال: «ما هذا يا عائشة؟» قالت: بناتي، ورأى بين ظهرانيهنَّ فرسٌ له جناحان، قال: «فرس له جناحان؟» قالت: أو ما سمعت أنَّ لسليمان خيلاً لها أجنحة، فضحك صلَّى الله عليه وسلَّم حتى رأت نواجذه. سنن النسائي الكبرى (5/ 306).

                  تعليق


                  • #10
                    الخطوة «9»
                    التوجيه عند الخطأ مباشرة

                    يصعب على الأبناء في مراحلهم الأولى التمييز بين الصواب والخطأ، وذلك لقلَّة معرفتهم وعملهم بالأمور، وهذا يدعونا لتوجيههم عند الأخطاء وتحصينهم من بعض الشرور، من مثل: «الغزو الفكري» أو «الغزو الثقافي»، وعليهم إيجاد البديل المناسب بما يخدم الدين في ظلِّ هذه الحملة الشرسة من أعداء الدين في العالم كلِّه.
                    تنبيه: لابد أن تراعي بعض الأمور عند التوجيه حال الخطأ:
                    1- أن يكون التوجيه مُتضمنًا للرحمة والشفقة على الابن المخطئ.
                    2- أن تنتقد الخطأ دون المساس بشخصية ابنك؛ وذلك حتى لا يكون لذلك نتائج عكسية.
                    3- أن تُثنِي عليه أولاً قبل توجيه اللوم عليه إذا كان مُميّزًا، فهو أدعى لقبول كلامك.
                    * * *
                    قصة ومثال على أهمية التوجيه المباشر عند الخطأ:
                    1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
                    أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرةً من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كخ كخ» ليطرحها، ثم قال: «أما شعرت أنَّا لا نأكل الصدقة» . أخرجه البخاري كتاب الزكاة باب رقم (60) ما يذكر في الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (1491)..
                    * * *
                    2- قال أنس:
                    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لِما أمرني به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي .. قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: «يا أُنَيس، أذهبت حيث أمرتك؟»، قال: قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله.
                    قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته لِمَ فعلت كذا أو كذا، أو لشيء تركته : هلا فعلت كذا وكذا. صحيح مسلم رقم الحديث (2309-2310) كتاب الفضائل باب كان رسول الله أحسن الناس خلقًا.
                    * * *
                    3- عن عمر بن سلمة قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                    «يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك»، فما زالت تلك طعمتي بعد. أخرجه البخاري كتاب الأطعمة باب التسمية على الطعام والأكل باليمين رقم الحديث (5376).
                    * * *
                    4- وكان لسعيد بن جبير ديك، كان يقوم من الليل بصياحه، فلم يصح ليلة من الليلة حتى أصبح، فلم يصلِّ سعيد تلك الليلة، فشقَّ عليه فقال: ما له قطع الله صوته؟ فما سمع له صوت بعد، فقالت له أمُّه: يا بني، لا تدعُ على شيء بعدها. سير أعلام النبلاء (4/323).

                    تعليق


                    • #11
                      ا
                      لخطوة «10»
                      الإجابة على جميع الأسئلة وتوجيه المناسب منها

                      مِمَّا يتميَّز به الأبناء في مراحلهم الأولى هي أسئلتهم الكثيرة والمملَّة، فعلى جميع الآباء والأمهات ألاَّ ينهروا أبناءهم في ذلك، لِما فيه من فوائد كثيرة منها:
                      1- تفتيح مدارك الأبناء العقلية.
                      2- قرب الأبناء من الوالدَين أكثر.
                      3- معرفة ميول الأبناء من خلال أسئلتهم ، بالإضافة إلى عدم الفرصة للمعلومات الخاطئة أن تتسرَّب إليهم من خلال معارف السوء أو وسائل الإعلام و غيرها.

                      تعليق


                      • #12
                        الخطوة «11»
                        حُبُّ التَّنَافُس

                        يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى بحبِّ التنافس فيما بينهم، فعلينا أن نُوجِّه ذلك التنافس في معالي الأمور {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين : 26]
                        من مثل أمور الطاعات كالصلاة والصيام والسُنن، فنجعلها ميدانًا للتنافس.

                        * * *
                        مثال عملي وقصة تدل على أهمية التنافس في الطاعات في بناء شخصية الأبناء:
                        1- عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:
                        كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار في كلّ عام فإذا ظنَّ أنَّ أحدهم قد بلغ أمضاه إلى الغزو .. قال: فعرضت عامًا من تلك الأعوام، فأتاه غلامٌ في الأنصار فأمضاه وردَّني، فقلت: يا رسول الله، لقد أمضيت غلامًا لو صارعته لصرعته، قال: «فَصارعْهُ». مسند الروماني (2/ 7.

                        * * *
                        2- عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال:
                        إني لفي الصف يوم بدر إذا التفتُّ فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرًّا من صاحبه: يا عمّ، أرني أبا جهل. فقلت: يا ابن أخي، وماذا تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرًّا من صاحبه مثله، قال: فما سرَّني أنِّي بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه فشدَّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه وهما ابنا عفراء. صحيح البخاري رقم الحديث (398 كتاب المغازي.

                        * * *
                        3- أخرج ابن جرير في تاريخه من طريق سيف عن عبد الله ابن شبرمة عن شقيق قال: اقتحمنا القادسية صدر النهار فتراجعنا وقد أتى الصلاة، وقد أصيب المؤذِّن، فتشاح الناس في الأذان، أي أراد كلٌّ منهم أن يكون هو الغالب حتى كادوا أن يجتلدوا بالسيوف، فأقرع سعد رضي الله عنه بينهم، فخرج سهم رجل، فأذن.

                        تعليق


                        • #13
                          الخطوة «12»
                          ليكن جوادًا مؤثرا إخوانه على نفسه

                          يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى من حياتهم بحبِّ التملك، وهي غريزة فطرية في جميع بني البشر، لذا على الوالدين تهذيب تلك الغريزة، وذلك بغرس خصلة الأنصار التي امتدحهم الله بها فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر : 9].
                          وهي «الإيثار»، فتُغرس في نفوسهم بطرق عملية وغير مباشرة من مثل حكايات وقصص تحثٌّ على الإيثار.
                          * * *
                          مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية تحلِّي الأبناء بـ«الإيثار» في بناء الشخصية:
                          1- لَمَّا قدم المهاجرون المدينة، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن بن عوف: إنِّي أكثر الأنصار مالاً، فاقسم مالي قسمين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدَّتها فتزوجها..
                          قال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، أي سوقكم؟ فدلّوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقطٍ وسمن. البخاري برقم (3780) والفتح ، (7/486).
                          أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
                          قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل قال: «لا»، فقال: «يكفوننا المئونة ويُشركوننا في الثمرة؟» قالوا: سمعنا وأطعنا. البخاري رقم (3782) باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار- الفتح (7/486).
                          * * *
                          مثال عملي:
                          يمتلك ابنك مائة ريال في حصالة النقود الخاصة به، فتأخذه يومًا معك إلى إحدى الجمعيات الخيرية التي تقدِّم يد العون والمساعدة، فتتبرَّع أمام عينيه، وأثناء عودتكم من تلك الجمعية تحكي له معاناة الأطفال الذين هم في سنِّ ابنك، ثم تقترح له أن لو تبرَّع بشيءٍ يسيرٍ غدًا لهم، ستجده يُلبِّي ذلك دون تردُّد، وذلك لأنه رآك تطبق ذلك أمامه.

                          تعليق


                          • #14
                            الخطوة «13»
                            اهتم بلباس ابنك

                            إنَّ اللباس له أهمية في تكوين شخصية الأبناء، فعلينا مراعاة ذلك وفق المعايير الشرعية الواضحة في ذلك دون إفراطٍ أو تفريط، لذا فقد اعتنى السلف الصالح بهذا الجانب ولم يغفلوه.

                            * * *
                            مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية اللباس في تكوين شخصية الأبناء.
                            1- قال مالك:
                            قلت لأمِّي: أذهب فأكتب العلم؟
                            فقالت: تعال فالبس ثياب العلم .. فألبستني ثيابًا مشمرة ووضعت الطويلة على رأسي وعمَّمتني فوقها، ثم قالت: اذهب فاكتب الآن .. وكانت تقول: اذهب إلى ربيع فتعلّم من أدبه قبل علمه.

                            * * *
                            2- عن محمد بن عوف قال:
                            كنت ألعب في الكنيسة بالكرة وأنا حدث، فدخلت الكرة فوقعت قرب المعافى بين عمران الحمصي، فدخلت لآخذها فقال: ابن من أنت؟ قلت: ابن عوف بن سفيان قال: أما إنَّ أباك كان من إخواننا، فكان مِمَّن يكتب الحديث والعلم والذي كان يشبهك أن تتبع ما كان عليه والدك..
                            فصرت إلى أمي، فأخبرتها فقالت: صدق، هو صديقٌ لأبيك، فألبستني ثوبًا وإزارًا ثم جئت إلى المعافى ومعي محبرة وورق. سير أعلام النبلاء (12/615).

                            تعليق


                            • #15
                              الخطوة «14»
                              عالج حدَّة انفعالات أبنائك

                              يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى من حياتهم بالانفعال بدرجة واحدة للأمور الهامة والتافهة، ومن أهم تلك القضايا التي ينبغي التنبُّه لها ما يلي:
                              1- الخوف:
                              من الأخطاء الشائعة لدى كثيرٍ من الآباء والأمَّهات تخويف أبنائهم بالظلام أو اللصوص، وهذا أمرٌ خاطئ؛ فلا ينبغي أن يُخوَّف بذلك؛ لأنَّ لذلك عواقب وخيمة، وسيترتَّب عليه الكثير من الأمراض النفسية والتبول اللاإرادي والكبت والانطواء، بل الواجب علينا أن يشعر أبناؤنا بالأمان معنا وأن نربط قضية الخوف بالله فقط.
                              * * *
                              2- الغضب:
                              قد يغضب الأبناء من آبائهم وأمهاتهم، ومن مظاهر هذا الغضب الامتناع عن الأكل .. وبواعث الغضب قد تكون اللوم والنقد، ولا يُعتبر عقوقًا، لأنهم في مرحلة غير التمييز.
                              فمتى غضب ابنك أو ابنتك دعه قليلاً ولا تُجِبه، ومن أكبر الأخطاء أن يدعنا غضبه لأن نلبِّي جميع طلباته، فهذا خطأٌ أكبر، ولكن بعد أن يهدأ بيِّن له خطأه بأسلوبٍ مُبسَّط، وكذلك علينا أن نُربِّي أبناءنا أننا إذا غضبنا، فإننا نغضب في حقٍّ من حقوق الله، بتغيُّر ملامح وجهك إذا رأيت منكرا ولم تستطع تغييره لا بلسانك ولا بيدك.
                              * * *
                              مثال عملي وقصة على ذلك.
                              1- بعث عبد العزيز بن مروان ابنه عمر إلى المدينة يتأدَّب بها، وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده وكان يُلزمه الصلوات، فأبطأ يومًا عن الصلاة فقال: ما حبسك؟ قال: كانت مرجلتي تسكن شعري، فقال: بلغ من تسكين شعرك أن تُؤثِره على الصلاة؟!
                              وكتب بذلك إلى والده، فبعث عبد العزيز رسولاً إليه، فما كلَّمه حتى حلق شعره. سير أعلام النبلاء 5/116.
                              * * *
                              2- الغيـرة:
                              وهي من الخصائص التي جُبلت عليها النفوس، فذاك ابن يقول: إنَّ أباه يحبُّ أخاه الأصغر أكثر .. ونحو ذلك من صور الغيرة.
                              فعلى الوالدين مراعاة هذا الجانب مراعاةً عظيمةً بإعطاء جميع الأبناء كلّ حقوقهم وعدم تمييز أحدٍ على أحد، حتى لا يتولَّد بين الإخوة الحقد والحسد.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X