السؤال:
هذه سائلة تقول: أن زوجها تزوّج عليها زوجة ثانية أصغر منها، وهذه تسيء الأدب - يعني الثانية- هذه تسيء الأدب معها، وتصفها بالعجوز وغير ذلك من التصرفات، وأنا أريد مقاطعتها إذ أجد في ذلك راحة وقلة في المشاكل، وزوجي يجبرني على أن هذا من قطيعة الرحم؛ أرجو توجيه نصيحة للجميع.
الجواب:
أولًا: البقاء - بقاء الزوجتين- أو الجمع بين الزوجتين في بيتٍ واحد هذا ليس بواجبٍ ولا يجب على إحداهن أن تقبل به، إن قبلت فذلك كرمٌ، ولا يجب عليها ولا يلزمها الرضا به، فإن أبت فحقها أن يكون لها بيت مستقل، لكلٍّ منهما بيت مستقل، لكل منهما مكان مستقل كما كان حُجرات أمهات المؤمنين، لكن إن كان هناك توافقٌ بين الزوجتين والرجل عادل ومُنصف ومؤَدَّب ومؤدِّب يحرص على ألا تقع مثل هذه الأمور، وكلٌّ يقوم بحقه وواجبه فرغب منهن الاجتماع في بيت واحد أو تحت سقف واحد فَقَبِلن فذلك منهن فضل على الزوج، ليس بواجب، فلو طلبت إحداهن المسكن المنفرد هذا من حقّها، وكون الأخت هنا تقول أنها تريد مقاطعة تلك المرأة يعني الزوجة الثانية دفعًا للقلاقل والمشاكل وقلة الأدب التي تصف، وأن زوجها يقول هذا من قطيعة الرحم، اتق الله فاعرف معنى الرَّحم، أقول: اتق الله واعرف معنى الرحم، ولا تُنزل أحكام كيفما تشاء، فليس هذا - بارك الله فيك- مما أن تؤاخذها به، لها أن تطلب أن تكون في بيت مستقل، لها إذا ما قابلت هذه السلام عليكم، وعليكم السلام حق الله قائم بينهما، أما أكثر من هذا من خُلطة زائدة لا يلزمها ولا يجب عليها، وكونها تبتعد عنها لسوء لفظها وعشرتها فإن شر الناس من تركه الناس اتقاء فُحشه، كما قاله عليه الصلاة والسلام، فليس هذا من هذا فلها أن تطلب من زوجها إذا أرادت بيتا مستقلًا وعليه أن يعين وأن يتقي الله - جلَّ وعلا- في ذلك.
الشيخ:
عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
صوتيا