بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب: النّكاح وآدابه وما يتعلّق به
لابن قدامة المقدسي رحمه الله
كتاب: النّكاح وآدابه وما يتعلّق به
لابن قدامة المقدسي رحمه الله
لا يختلف العلماء في أنّ النكاح مستحب، مندوب إليه، كثير الفضائل، وفيه فوائد؛ منها:
الولد؛ لأن المقصود بقاء النسل، وفيه فوائد محبة الله تعالى بالسعي لذلك، ليبقى جنس الإنسان.
وفيه طلب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تكثير من به مباهاته.
وفيه طلب التبرك بدعاء الولد الصالح والشفاعة بموت الولد الصغير.
ومن فوائد النكاح: التحصّن من الشيطان بدفع غوائل الشهوة.
وفيه ترويح النفس، وإيناسها بمخالطة الزوجة. ومنها: تفريغ القلب عن تدبير المنزل، والتكلف به بشغل الطبخ والكنس والفرش وتنظيف الأواني وتهيئة أسباب العيش؛ فإن الإنسان يتعذر عليه أكثر ذلك مع الوحدة، ولو تكفل به لضاع أكثر أوقاته، ولم يتفرغ للعلم والعمل، فالمرأة الصالحة عون على الدين بهذه الطريقة، إذ اختلال هذه الأسباب شواغل للقلب.
ومن فوائده أيضا: مجاهدة النفس ورياضتها بالرعاية والولادة، والقيام بحقوق الأهل، والصبر على أخلاقهنَّ، واحتمال الأذى منهنَّ، والسعي في إصلاحهنَّ وإرشادهنَّ إلى طريق الدين، والاجتهاد في كسب الحلال لأجلهنَّ، والقيام بتربية للأولاد، وكل هذه الأعمال عظيمة الفضل، فإنها رعاية وولاية، وفضل الرعاية عظيم، وإنما يتحرز منها من يخاف من القصور عن القيام بحقها، ومقاسات الأهل والولد بمنزلة الجهاد في سبيل الله عزَّ وجلَّ.
وفي أفراد مسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: دينار أن أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقته على أهلك.[1]
_______________
: [1] أخرجه مسلم برقم 995 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
[مختصر منهاج القاصدين (ص: 47)]