مقطع صوتي من محاضرة " عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه "
ضمن فعاليات الدورة العلمية " العشرة المبشرون بالجنة "
فيفري-1438هـ ـ 2017م
للشيخ المربي : سالم موريدة.حفظه الله تعالى.
لسماع الصوتية : أنظر المرفقات
التفريـــغ بتصرف يسير
قال: فكان أصل تجارته من أقطٍ وسمنٍ، فرآه النبيّ صلى الله عليه وسلم يومًا أو بعد أياما وعليه وضرٌ من صفرة، نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ورآى أنه هيئته كأنه شخص جديد ذو عهد بعُرس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "مَهْيَمْ يا عبد الرحمن". ماهذا الذي أراه عليك وأنت مهاجري؟! والمهاجرين شأنهم في الحق الإنسان إذا رآهم يرى عليهم الغُبرة وينظر في حالهم فإذا بهم ربما هم فقرآء، ولكن هو حاله تغيّر وتبدّل، ورآه إنسان وكأنه من أهل المدينة أو من سكانها، قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار، قال: " فما سُقت فيها؟ " [ بمعنى بماذا أصدقتها ] قال: وزن نواة من ذهب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أولم ولو بشاة".وفي رواية "بارك الله لك " قال عبد الرحمن : فلقد رأيتني ولو رفعت حجرا لرجوت أن أُصيب تحته ذهبا أوفضة . -من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم- النبي صلى الله عليه وسلم دعى له بالبركة، والبركة :كما تقدّم أيضا قلنا أنّها هي الزيادة والنَّماء في الخير، الشيء القليل يبارك الله عزّ وجلّ فيه فيكون كشأن الشيء الكثير، فقال: لو رفعت حجا لرجوت أن أجد تجته ذهبا أو فضة. هكذا كان رضي الله عنه لو تاجر في التراب ربما يجد منه يعني رِبحا كثيرا وكبيرا . وبوّب أبو داود السِجستاني في كتابه السنن على هذه القصة بــ: باب تقليل المهر، المقصود بتقليل المهر معنى أن يكون المهر قليلا، ومعروف على كل حال أن الزواج الذي هو اليوم -على كل حال- كثير من الناس ربما يعجِز ويصعب عليه ويذكر ما أمامه من النفقات، ويتعلّل بالإنفاق وبالصَداق وما إلى ذلك، فقلت: أنّ المغالاة في المهور ظاهرة من الظواهر التي كانت سلبا على كثير من الشباب والشابات، والزواج كما هو معروف كلمّا قلّت مؤونته عظُمت بركته، ومطلوبٌ شرعا كذلك التخفيف من النفقات في كل شيء حتى في المأكل في المطعم في الملبس في الغذاء في العشاء ..إلخ. والله عزّ وجلّ قال: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }، وغلاء المهور -على كل حال- والزيادة فيها ليست مكرُمة، ولو كان مكرُمةً لاختار النبي صلى الله عليه وسلم لبناته أو لزوجاته أن يكون مهرهن كبيرا جدّا، ولكنه صلى الله عليه وسلم لا يُعلم عنه أنه زاد في مهر بناته عن إثنى عشر أوقيّة، لا في مهر بناته ولا في مهر-كذلك- زوجاته، إذن لا بركة في هذه المهور التي - ربما- تغالى الناس فيها، وسبّبّوا بها لكثير من الشابات العنوسة، نعم.
إذن فهذا عبد الحمن بن عوف رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم [وهو الذي صار تاجرا من تجّار المدينة] يقول له: " أولم ولو بشاة ". من باب التقليل وإلا فالوليمة يمكن أن تكون ولو بغير شياه، بغير لحم، نعم.
فرّغها أخوكم: ستر الله عيوبه
محمّد عوّاد