بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل عرض المرأة نفسها على رجل لصلاحه يُعد منقصة لها ؟
وهل يجوز له إذا ردّها أن يحدّث الناس بذلك؟
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري
السؤال : جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال السادس؛
تقول السائلة من تونس: امرأةٌ عرضت نفسها على رجلٍ تحسبه من أهل الخير والصلاح من ثناء الناس عليه، فرَدَّها لظروفٍ لا تلائمه، فرَضِيَت خيرة الله، لكنه صار يَتَحَدَّث بين الناس بذلك؛
أولًا: هل عرض المرأة نفسها على رجلٍ لصلاحه يُعَدُّ منقصةً لها؟
ثانيًا: هل يجوز للرَّجل إذا ردَّ امرأةً أن يُحَدِّث الناس بذلك؟
ثالثًا: ما موقفها من هذا الرجل؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب : أقول وبالله التوفيق:
أولًا:لعلَّك عَجِلْتِ في عرضك نفسك على ذلك الرَّجل ولم تَتَقَصِّيْ عن حاله، لأنه لا يكفي في الرجل صلاحُ دينه فقط، بل لابُدَّ أن ينضم إلى ذلك حُسن خلقه، قال - صلَّى الله عليه وسلم-: ((إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)) وفي رواية: ((كَبِير))، والحديث بمجموعِ طرقه لا يَقِلُّ عن الحسن، فأنا أوصيك يا بنتي، وأوصي كل مسلمة؛ أن لا تستعجل في هذا الباب، ولو كان لديها يقين أو في غالب الظن أنَّ ذلك يصلح لها، وأهلها يعرفون صلاحه لكنهم يستنكفون عن ذلك في عُرْفِهم؛ فأرى أن تعرض نفسها عليه بواسطة امرأةٍ أخرى موثوقة، وأوصيكِ قبل ذلك أن تستخيري، والظاهر أنك استخرتِ، وأوصيكِ وأوصي من أراد أن يستخير - رجلًا كانَ أو امرأة- أن يستخير ثلاثًا؛ لحديثٍ في ذلك صحَّحه أو حسنه العلامة المُحَدِّث الإمام الألباني - رحمه الله -.
ثانيًا:هل هو يُسَمِّيك باسمك؟ أو يلقِّب بلقب من بيت فلان مثلًا، يعلمه الناس؛ فهذا خطأٌ منه، ولا يسوغُ له، وحرامٌ عليه؛ لأن هذا سر بينك وبينه؛ فمن الأمانة التي أوجبها الله - سبحانه تعالى- على عباده وفرضها عليهم؛ كتمان السر.
الأمر الثالث: سَلِي الله - سبحانه وتعالى- أن يَخْلِفَ لكِ خيرًا منه، ودَعِيهِ لله - سبحانه وتعالى-.
فيجب أن تُفَرِّقي بين حديثه عنك في الحالَيْن، وقد بَيَّنت لك الأولى والثانية أنه لا يذكرك باسمك، ولا بوصفٍ يعرفكِ الناس أو يعرفون بيتك، وإنما يقول عرضت عليَّ امرأة؛ فهذا إذا كان في مجالس خاصة يَثِق منهم، رَجَا يسأله من مُحتاجٌ إلى امرأة صالحة؛ فلا مانع منه، أمَّا إشاعته فهذا خطأ وليس فيه فائدة، وهو من الكلام المستقبح حتى لو ما سَمَّاك، لكن الأَوَّل الحرمة ظاهرة لي.
*- ميراث الأنبياء -*
الصوتية بإذن الله
من هنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل عرض المرأة نفسها على رجل لصلاحه يُعد منقصة لها ؟
وهل يجوز له إذا ردّها أن يحدّث الناس بذلك؟
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري
السؤال : جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال السادس؛
تقول السائلة من تونس: امرأةٌ عرضت نفسها على رجلٍ تحسبه من أهل الخير والصلاح من ثناء الناس عليه، فرَدَّها لظروفٍ لا تلائمه، فرَضِيَت خيرة الله، لكنه صار يَتَحَدَّث بين الناس بذلك؛
أولًا: هل عرض المرأة نفسها على رجلٍ لصلاحه يُعَدُّ منقصةً لها؟
ثانيًا: هل يجوز للرَّجل إذا ردَّ امرأةً أن يُحَدِّث الناس بذلك؟
ثالثًا: ما موقفها من هذا الرجل؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب : أقول وبالله التوفيق:
أولًا:لعلَّك عَجِلْتِ في عرضك نفسك على ذلك الرَّجل ولم تَتَقَصِّيْ عن حاله، لأنه لا يكفي في الرجل صلاحُ دينه فقط، بل لابُدَّ أن ينضم إلى ذلك حُسن خلقه، قال - صلَّى الله عليه وسلم-: ((إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)) وفي رواية: ((كَبِير))، والحديث بمجموعِ طرقه لا يَقِلُّ عن الحسن، فأنا أوصيك يا بنتي، وأوصي كل مسلمة؛ أن لا تستعجل في هذا الباب، ولو كان لديها يقين أو في غالب الظن أنَّ ذلك يصلح لها، وأهلها يعرفون صلاحه لكنهم يستنكفون عن ذلك في عُرْفِهم؛ فأرى أن تعرض نفسها عليه بواسطة امرأةٍ أخرى موثوقة، وأوصيكِ قبل ذلك أن تستخيري، والظاهر أنك استخرتِ، وأوصيكِ وأوصي من أراد أن يستخير - رجلًا كانَ أو امرأة- أن يستخير ثلاثًا؛ لحديثٍ في ذلك صحَّحه أو حسنه العلامة المُحَدِّث الإمام الألباني - رحمه الله -.
ثانيًا:هل هو يُسَمِّيك باسمك؟ أو يلقِّب بلقب من بيت فلان مثلًا، يعلمه الناس؛ فهذا خطأٌ منه، ولا يسوغُ له، وحرامٌ عليه؛ لأن هذا سر بينك وبينه؛ فمن الأمانة التي أوجبها الله - سبحانه تعالى- على عباده وفرضها عليهم؛ كتمان السر.
الأمر الثالث: سَلِي الله - سبحانه وتعالى- أن يَخْلِفَ لكِ خيرًا منه، ودَعِيهِ لله - سبحانه وتعالى-.
فيجب أن تُفَرِّقي بين حديثه عنك في الحالَيْن، وقد بَيَّنت لك الأولى والثانية أنه لا يذكرك باسمك، ولا بوصفٍ يعرفكِ الناس أو يعرفون بيتك، وإنما يقول عرضت عليَّ امرأة؛ فهذا إذا كان في مجالس خاصة يَثِق منهم، رَجَا يسأله من مُحتاجٌ إلى امرأة صالحة؛ فلا مانع منه، أمَّا إشاعته فهذا خطأ وليس فيه فائدة، وهو من الكلام المستقبح حتى لو ما سَمَّاك، لكن الأَوَّل الحرمة ظاهرة لي.
*- ميراث الأنبياء -*
الصوتية بإذن الله
من هنا