السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاه متزوجة منذ 4 أشهر وحامل.. مشكلتي تبدأ قبل زواجي وهي أنني لا أثق بأي رجل وأحس أن جميع الرجال لا يكتفون بامرأة واحدة وإن حصل واكتفى الرجل بزوجته اليوم فلن يكتفي بها بعد فترة فكل من أعرفهم تقريبا يعانون من هذه المشكلة..
ناقشت موضوع الخيانة مع زوجي فترة الخطوبة وأفهمته أنني لا أحتمل فكرة أن يخونني زوجي بأي شكل كان وقال لي زوجي أنني إذا وضعت هذه الفكرة في رأسي فسأحاول إثباتها بشتى الطرق عليه بعد زواجي.
ناقشت معه الموضوع وقال لي أنه يدخل الموقع لأنه مشترك في لعبة توجد فيه وبدأ الحلف والقسم بأنه لم يعرف قبل زواجنا ولا بعده فتاة غيري وبدأ يدعو على نفسه إن كان كاذبا.. من بعد هذا الموقف اشتعل نار الشك في قلبي وبدأت الأفكار تأخذني إلى بعيد جدا فبدأت أشك في كل كلمة وكل حرف وكل حركة وإن أبتعد عني أحسست أنه يجد فرصة ليأخذ فترة يستمتع بها لوحدة مع الفتيات الآتي يعرفهن أو أنه يتعرف على فتيات جدد..
أنا في كل مرة أفتح موضوع الخيانة معه وهو يقول لي أنه لن يخونني وأنه إذا لم يكتفي بي فسيتزوج غيري، أنا ليس لدي دليل قاطع على خيانته لي سوى أنه يدخل على هذا الموقع في الفترات التي لا أكون معه فيها يقول بأنه يتسلى بالدخول والمشاركة، وخوفي من أنه قد وجد في نفسه الجرأة بعد الزواج على محادثة الفتيات.. وأخاف من أن يغلبه الشيطان ويتعرف على غيري خصوصا أنه دائما يقول أنه يحب أهل لبنان ومن أصدقائه لبنانيين..
إذا بدأت الشك به صدقت شكوكي وإذا قلت أنني أفضل من غيري وأنه أفضل من غيره صدقت ذلك أيضا لكن في قلبي غصَة تنكد على حياتي وحياته حتى بات لا يحتمل كلمة أخرى عن هذا الموضوع..
أنا أعاني من الوسواس القهري في عباداتي فهل هذا الوسواس قد انتقل إلى حياتي أيضا؟ وكيف أعرف إذا كان يخونني أم لا؟ كيف أعيش حياة هااااااادئة؟ فلقد تعبت والله حتى أصبحت أشك في كلامه لي إن قال أحبك أقول هو يقول ذلك ليغطي فعلة فعلها..
ساعدوني حياتي في خطر حتى أصبحت أحلم أحلاما مزعجة في الليل وأقوم مكتئبة ويداي ترتجفان ما العمل؟؟ وكيف أعرف إذا كان يخونني أو لا؟
جزاكم الله خيرا
الجواب من
اللجنة الاستشارية بموقع الشيخ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
في البداية أعبر عن احترامي وتقديري لك لطلب المساعدة بنفسك فنحن متعودون في مثل هذه الأمور على أن الطرف الثاني هو الذي منا.. هذا دليل على وعيك وحرصك على تغيير هذا الحال.
قرأت رسالتك بتمعن وأفهم تماماً كم هو قاس أن يعيش الإنسان في عالم الشك والخوف.. تابعي معي النقاط التالية:
أولاً: دعينا في البداية أن نسجل اعترافاً مهما حتى ننتقل خطوة إلى الأمام.. لابد أن نعترف أن هناك مشكلة (غيرة مرضية) ليس لها أي مبرر.. وأن من سنطالبه بالتغيير هو أنت وليس زوجك.. الاعتراف بالمشكلة أمر صعب لكنه مهم للغاية.. من نريده أن يتغير هو أنت.. ومن بيده فعل شيء هو أنت. الكثير ممن يعانون من الغيرة المرضية يرفضون الاعتراف بوجود أي مشكلة.. بل يتهمون من يطرح هذه الفكرة بالتواطؤ وعدم الإدراك.
ثانياً: الغيرة المرضية مشكلة ليست شائعة لكنها موجودة وقد تؤدي إلى دمار العلاقات الزوجية بدون أي مبرر.. ونقصد بالغيرة المرضية أن يحمل أحد الزوجين اعتقادا جازما بأن الطرف الثاني يخونه أو يسعى إلى ذلك بطريقة ما.. وهنا ينشغل الشخص بهذه الفكرة بدفعها أو إبعادها عنه أو التحقق من صحتها بشكل مزعج وغير مقبول وبالتالي يدمر علاقته الزوجية مع الطرف الآخر.
لابد أن نعلم أن هذه الغيرة قد تأتي على شكل معتقد تؤمنين به أو على شكل فكرة ملحة تحاولين إبعادها والتخلص منها فتفشلين في ذلك, فتبقى في ذهنك ومن ثم تخيفك وتحاولي إثبات عكسها فتدخلي في هذا النفق المظلم من البحث والتحري والاتهامات والنقاشات التي لا نهاية لها.
ثالثاً: قد يكون هناك علاقة قوية بين الوسواس في الصلاة وهذه الأفكار, فكما ذكرت يأتي الشك أحياناً على شكل أفكار وسواسية أي تلح عليك فتحاولين دفعها وإبعادها دون فائدة.. حتى نتحقق من هذه العلاقة, لابد أن تزوري طبيباً نفسياً بمرتبة استشاري (وليس أخصائياً نفسياً) حتى يساعدك على التخلص من الوسواس في الصلاة وعلى توضيح منشأ هذا الشك.
رابعاً: من أخطاء التفكير التي نتورط فيها جميعاً هو (التعميم) أي نعمم مشكلة ما لتشمل الدائرة الأوسع.. فإذا سمعت عن رجال يخونون زوجاتهم, نبدأ بالتعميم: (جميع الرجال خونة), وبالتالي نطلق أحكام غير صحيحة وفق تفكير التعميم. وهذا خطأ كبير في التفكير يجب الانتباه له, وإبعاده عنا.
خامساً: تذكري أن الثقة بين الزوجين هو دليل على ثقتهما في أنفسهما في الأصل. الثقة بالنفس وحبها تبعث فينا شعوراً بالأمان والمودة للطرف الآخر.. ولذا اشتغلِ على هذا الجانب في تنمية ثقتك بنفسك وحبك لها, وهناك العشرات من المقالات التي تناقش موضوع الثقة بالنفس في الانترنت أرجو أن تطلعي عليها.
سادساً: دعيني أسأل هل الشك والقلق والتحري من وراء زوجك سيغير من نيته أو سعيه نحو الخيانة.. لا أبداً.. سيحول حياتكما إلى جحيم دون أي فائدة بل هناك من الرجال من يستغل هذا الحال كدافع نحو الخيانة والعياذ بالله.. فانتبهي لذلك وفقك الله.
ختاماً: الأمر في غاية الأهمية ويحتاج منك إلى الفعل وليس مجرد الجلوس والقلق والألم..
والله الموفق
اللجنة الاستشارية بالموقع
موقع الشيخ
تعليق