الحثّ على الاقتصاد في ولائم الزواج وغيرها [الإمام السَّعدي رحمه الله]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) [الفرقان : 67]،
وقد نهى تعالى عن الإسراف ومجاوزة الحد، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف،
وحثَّ على الاقتصاد في جميع الأمور، وأمر بالمصالح ونهى عن المضار،
وعقول الناس ومروآتهم تستحسن ما جاء به الشرع من وجوب التوسط في الأمور والاقتصاد،
والمقصود من هذا تنبيه الناس على مراعاة هذا الأمر،
حيث حدث التوسع الزائد في ولائم الزواج ومحافل النساء وولائم الختان وغيرها،
ويقع من القادرين والعاجزين؛
لأن الناس يجر بعضهم بعضاً، والذي يجب الاقتصار على اللازم،
إذا رأى غيره لم تسمح نفسه إلا بمجاراته، فلو أن القادرين وكبار البلد التزموا ترك التوسعات
المذكورة لعُدَّ ذلك من مساعيهم المشكورة وأعمالهم المبرورة؛ لأن في ذلك مصالح كثيرة:
-منها أنهم إذا اقتصروا شكرهم الناس وعرفوا أنهم ما تركوا ذلك بخلاً ولا تقصيراً باللازم،
وإنما تركوه لئلا يجروا غيرهم ويضروهم.
- ومنها أن كثيراً من الناس يرغبون أشدَّ الرغبة في عدم التوسع،
فإذا سنَّ لهم كبارهم وأغنياؤهم ذلك مشوا خلفهم واقتدوا بهم وشكروا لهم فعلهم.
- ومنها أن التوسعات المذكورة توجب للعاجز أن ينفق ما عنده، وربما شغل ذمته بالدين،
وربما اجتاح صداق موليته، فإذا حسم هذا الأمر منع من هذه المضار.
- ومنها أن التوسع الزائد لا يقع عند الناس موقعاً كبيراً، أو لا يصير له محل،
وتجد الناس بين قادح ومادح، والساخط أكثر من الراضي، وينجبرون الثانين يعملون عمل الأولين،
فمِنْ إحسانك على أرحامك أنك ما تجرهم على ما يضرهم؛ لأنهم إذا رأوك مقتصراً اقتدوا بك.
- ومن فوائد ذلك أن من ترك التوسع لأجل هذا المقصد فإنه مأجورٌ عند الله، مشكورٌ عند الناس،
وخصوصاً في هذه الأوقات التي اشتدت فيها المؤنة وتصعبت الأشياء،
فالتوسع الزائد يحتاج إلى نفقات كثيرة، لو سلم الناس منها لصرفوها في ضرورياتهم وأمورهم اللازمة،
ومن أراد الإحسان والصدقة فقد عرفت حالته ومحله.
ومن بركة الزواج خلوه من التكلفات، فالزواج الذي لا تكلف فيه أبرك مما حصل فيه تكلف،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أبركهن أيسرهن مؤنة )) [أخرجه النسائي في الكبرى ( 9229 ) ،
وأحمد ( 25119 ) بلفظ : (( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة ))] ،
ولو عرف الفاعل لذلك أن مصلحة تركها أبلغ من نفعها وأن كثيراً من الذين يدعون لحضورها
إنما يوافقون ويجيبون قصدهم جبر خاطر من دعاهم، وإلا فالأطعمة التي يحصل فيها التزاحم
الزائد عن العادة لا يرغب كثير من الناس في حضورها، فلو عرفوا ما في تركها من المصالح
لم يفعلوا شيئاً يكلفهم ويكلف غيرهم بغير مصلحة بينة، فالأمل أن الناس يفكرون في هذا،
ويشاورون أهل الرأي والنصح، ولا يطيعون من لا تنفعهم طاعته، والله ولي التوفيق،
وصلى الله على محمد وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) [الفرقان : 67]،
وقد نهى تعالى عن الإسراف ومجاوزة الحد، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف،
وحثَّ على الاقتصاد في جميع الأمور، وأمر بالمصالح ونهى عن المضار،
وعقول الناس ومروآتهم تستحسن ما جاء به الشرع من وجوب التوسط في الأمور والاقتصاد،
والمقصود من هذا تنبيه الناس على مراعاة هذا الأمر،
حيث حدث التوسع الزائد في ولائم الزواج ومحافل النساء وولائم الختان وغيرها،
ويقع من القادرين والعاجزين؛
لأن الناس يجر بعضهم بعضاً، والذي يجب الاقتصار على اللازم،
إذا رأى غيره لم تسمح نفسه إلا بمجاراته، فلو أن القادرين وكبار البلد التزموا ترك التوسعات
المذكورة لعُدَّ ذلك من مساعيهم المشكورة وأعمالهم المبرورة؛ لأن في ذلك مصالح كثيرة:
-منها أنهم إذا اقتصروا شكرهم الناس وعرفوا أنهم ما تركوا ذلك بخلاً ولا تقصيراً باللازم،
وإنما تركوه لئلا يجروا غيرهم ويضروهم.
- ومنها أن كثيراً من الناس يرغبون أشدَّ الرغبة في عدم التوسع،
فإذا سنَّ لهم كبارهم وأغنياؤهم ذلك مشوا خلفهم واقتدوا بهم وشكروا لهم فعلهم.
- ومنها أن التوسعات المذكورة توجب للعاجز أن ينفق ما عنده، وربما شغل ذمته بالدين،
وربما اجتاح صداق موليته، فإذا حسم هذا الأمر منع من هذه المضار.
- ومنها أن التوسع الزائد لا يقع عند الناس موقعاً كبيراً، أو لا يصير له محل،
وتجد الناس بين قادح ومادح، والساخط أكثر من الراضي، وينجبرون الثانين يعملون عمل الأولين،
فمِنْ إحسانك على أرحامك أنك ما تجرهم على ما يضرهم؛ لأنهم إذا رأوك مقتصراً اقتدوا بك.
- ومن فوائد ذلك أن من ترك التوسع لأجل هذا المقصد فإنه مأجورٌ عند الله، مشكورٌ عند الناس،
وخصوصاً في هذه الأوقات التي اشتدت فيها المؤنة وتصعبت الأشياء،
فالتوسع الزائد يحتاج إلى نفقات كثيرة، لو سلم الناس منها لصرفوها في ضرورياتهم وأمورهم اللازمة،
ومن أراد الإحسان والصدقة فقد عرفت حالته ومحله.
ومن بركة الزواج خلوه من التكلفات، فالزواج الذي لا تكلف فيه أبرك مما حصل فيه تكلف،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أبركهن أيسرهن مؤنة )) [أخرجه النسائي في الكبرى ( 9229 ) ،
وأحمد ( 25119 ) بلفظ : (( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة ))] ،
ولو عرف الفاعل لذلك أن مصلحة تركها أبلغ من نفعها وأن كثيراً من الذين يدعون لحضورها
إنما يوافقون ويجيبون قصدهم جبر خاطر من دعاهم، وإلا فالأطعمة التي يحصل فيها التزاحم
الزائد عن العادة لا يرغب كثير من الناس في حضورها، فلو عرفوا ما في تركها من المصالح
لم يفعلوا شيئاً يكلفهم ويكلف غيرهم بغير مصلحة بينة، فالأمل أن الناس يفكرون في هذا،
ويشاورون أهل الرأي والنصح، ولا يطيعون من لا تنفعهم طاعته، والله ولي التوفيق،
وصلى الله على محمد وسلم.
قال ذلك وكتبه: عبد الرحمن بن سعدي
منقول من الموقع الرّسمي للشيخ رحمه الله تعالى