هذا جواب عن سؤال جاءنا عبر البريد
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين
فمادام أنك مؤمنة وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملة مخلصة لله مخبتة خاشعة في عبادتك لامره خاضعة وعلى قضاءه وقدره صابرة فلا بد من الابتلاء 000إلا إذا كنت على ذنب لاتفارقيه فعذاب الدنيا أهون من الآخرة إن كان كذلك والله أعلم
قال الطبري
فأعلمه في تلك الآية
أن أمته لم تخص دون الأمم بالفتن وأنها ستبلى كما ابتليت الأمم
فأكثري من الإستغفار فمانزلت عقوبة إن كانت كذلك إلا بذنب ومارفعت إلا باستغفار
واعلمي أنه لايمكن أن يجري في الكون شيء لايريده الله ويختاره ويشاءه فكل شيء بمشيئته وقدرته وعلمه وخلقه وتقديره وتكوينه 000فاستريحي من المعاتبة ولو أني 00فعلت كذا لكان كذا 000
بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم : قدر الله وماشاء فعل
فالمؤمن القوي الإيمان بالقدر القوي للأخرة بالنظر القوي على الصبر على طول السفر
فينزل به القضاء المؤلف فلاتراه بدل أو نقص أو أعرض وكفر خير من المؤمن الضعيف والذي يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
قال تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه
قال بعض السلف هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند اللله فيؤمن فيهدي قلبه 000أو كما قال
روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ
قال تعالى الله يخلق مايشاء ويختار ماكن لهم الخيرة
وأبشرك إذا صبرت وأخلصت والسنة برغم المصيبة اتبعت
بما رواه أبوداود في سننهمن طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ السَّلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ قَالَ أَبُو دَاوُد زَادَ ابْنُ نُفَيْلٍ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اتَّفَقَا حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى
فلو لم تبلغ بك الصيام والصلاة وطلب العلم منزلة الفردوس إن كنت من أهلها
ابتلاك الله ببدنك إن كنت مؤمنة ثم يوفقك للصبر حتى يبلغك تلك المنزلة
فليست الدنيا دار مستقر فإنه طريق سفر وممر وهي مزرعة الآخرة
وفي الحديث 00الذي خرجه البخاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ 000 وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا 00الحديث
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال رسول الله قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين مالاعين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر
ويكفي لمن فاته من الدنيا مافاته حديثان الأول مارواه مسلم عَنْ صُهَيْبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّوبإسناد ثم زاد ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ
والآخر مارواه مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ
فأحسني الظن بربك فهو يصرف عباده على مقتضى حكمة وعلم ورحمة
فمنهم من لايصلحه إلا المرض فهو يدعو الله وينكسر له ويتواضع مع عباده ويصبر على مرضه حتى لربما أصاب الفردوس الأعلى 00ولو أصحح بدنه لكان من شأنه الغفلة عن ذكره وشكره وحسن عبادته وكذلك منهم من لايصلحه إلا الفقر 0000
والله حكيم عليم وسعت رحمته كل شي 000لامعقب لحكمه ولاراد لقضاءه ولايسئل عما يفعل وهم يسئلون
من كان يرضى أن يتزوج امرأة سوداء تصرع وتبقى هكذا تصبر على ذلك 000حتى الوفاة 000لكنها لما صبرت كان جزاءها الجنة
روى البخاري في صحيحه عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ
فأحسن الظن بربك ففي صحيح البخاري أن عند ظن عبدي بي
وفي رواية فليظن بي ماشاء
وإياك والقنوط من رحمة الله واليئس من روح الله
فإنه لاييئس من رحمة الله إلا القوم الكافرون
فاليس من رؤحمة الله سوء ظن بالله ورجاء رحمته حسن ظن به وهو على كل شيء قدير
فالزمي تقوى الله فإن الله وعد ووعده حق فقال ومن يتق الله يجعل له مخرجا
ولو لم يكن المخرج إلا الجنة لكان مخرجا عظيما ورزقا لاعين رأت مثله ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر
وادعي ربك موقنة فقد دعاه أيوب فاستجاب له وكشف مابه من ضر بعثمانية عشر سنة من الوجع الأليم والبلاء العظيم حتى صار يضرب بصبره مثلا فيقال صبر أيوب
روى أبو يعلى في مسنده عن أنس إن نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم لبث به بلاؤه ثمان عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخىنه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين فقال له صاحبه وما ذاك قال منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به فلما راحا إلى ايوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له فقال أيوب لا أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق قال وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحي إلى أيوب أن {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } فاستبطأته فتلقته تنظر وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى والله على ذلك ما رأيت أشبه منك إذ كان صحيحا فقال فإني أنا هو وكان له أندران ( أي بيدران ) أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض
فأعلمي زوجك بمرضك وانظري وبالله تعلقي ففي الحديث مامن قضاء يقضيه الله على المؤمن إلا كان له خير فسواء قبل أو أعرض
وأما الإختلاط في العمل فلاتقربيه فأنت ترجين رحمة الله فلاتطلبيها بمعصيته فما عند الله ماينال بمعصيته قال تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى
فاطلبي العلم وعملي بمقتضاه بإخلاص وأكثري من ذكر الموت فما ذكر عند كثير إلا قلله وزهد فيه
وأكثري من ذكر الله ففي الحديث أن عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني
قال ثابت البناني أنا ‘لم متى يذكرني الله يذكرني الله إذا ذكرته قال تعالى فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولاتكفرون
وأكثري من حمدالله على قضاءه ففي الحديث خير عباد الله يوم القيامة الحمادون
كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
وأحسن من ذلك قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور والله أعلم
__________________
فمادام أنك مؤمنة وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملة مخلصة لله مخبتة خاشعة في عبادتك لامره خاضعة وعلى قضاءه وقدره صابرة فلا بد من الابتلاء 000إلا إذا كنت على ذنب لاتفارقيه فعذاب الدنيا أهون من الآخرة إن كان كذلك والله أعلم
قال الطبري
فأعلمه في تلك الآية
أن أمته لم تخص دون الأمم بالفتن وأنها ستبلى كما ابتليت الأمم
فأكثري من الإستغفار فمانزلت عقوبة إن كانت كذلك إلا بذنب ومارفعت إلا باستغفار
واعلمي أنه لايمكن أن يجري في الكون شيء لايريده الله ويختاره ويشاءه فكل شيء بمشيئته وقدرته وعلمه وخلقه وتقديره وتكوينه 000فاستريحي من المعاتبة ولو أني 00فعلت كذا لكان كذا 000
بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم : قدر الله وماشاء فعل
فالمؤمن القوي الإيمان بالقدر القوي للأخرة بالنظر القوي على الصبر على طول السفر
فينزل به القضاء المؤلف فلاتراه بدل أو نقص أو أعرض وكفر خير من المؤمن الضعيف والذي يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
قال تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه
قال بعض السلف هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند اللله فيؤمن فيهدي قلبه 000أو كما قال
روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ
قال تعالى الله يخلق مايشاء ويختار ماكن لهم الخيرة
وأبشرك إذا صبرت وأخلصت والسنة برغم المصيبة اتبعت
بما رواه أبوداود في سننهمن طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ السَّلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ قَالَ أَبُو دَاوُد زَادَ ابْنُ نُفَيْلٍ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اتَّفَقَا حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى
فلو لم تبلغ بك الصيام والصلاة وطلب العلم منزلة الفردوس إن كنت من أهلها
ابتلاك الله ببدنك إن كنت مؤمنة ثم يوفقك للصبر حتى يبلغك تلك المنزلة
فليست الدنيا دار مستقر فإنه طريق سفر وممر وهي مزرعة الآخرة
وفي الحديث 00الذي خرجه البخاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ 000 وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا 00الحديث
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال رسول الله قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين مالاعين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر
ويكفي لمن فاته من الدنيا مافاته حديثان الأول مارواه مسلم عَنْ صُهَيْبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّوبإسناد ثم زاد ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ
والآخر مارواه مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ
فأحسني الظن بربك فهو يصرف عباده على مقتضى حكمة وعلم ورحمة
فمنهم من لايصلحه إلا المرض فهو يدعو الله وينكسر له ويتواضع مع عباده ويصبر على مرضه حتى لربما أصاب الفردوس الأعلى 00ولو أصحح بدنه لكان من شأنه الغفلة عن ذكره وشكره وحسن عبادته وكذلك منهم من لايصلحه إلا الفقر 0000
والله حكيم عليم وسعت رحمته كل شي 000لامعقب لحكمه ولاراد لقضاءه ولايسئل عما يفعل وهم يسئلون
من كان يرضى أن يتزوج امرأة سوداء تصرع وتبقى هكذا تصبر على ذلك 000حتى الوفاة 000لكنها لما صبرت كان جزاءها الجنة
روى البخاري في صحيحه عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ
فأحسن الظن بربك ففي صحيح البخاري أن عند ظن عبدي بي
وفي رواية فليظن بي ماشاء
وإياك والقنوط من رحمة الله واليئس من روح الله
فإنه لاييئس من رحمة الله إلا القوم الكافرون
فاليس من رؤحمة الله سوء ظن بالله ورجاء رحمته حسن ظن به وهو على كل شيء قدير
فالزمي تقوى الله فإن الله وعد ووعده حق فقال ومن يتق الله يجعل له مخرجا
ولو لم يكن المخرج إلا الجنة لكان مخرجا عظيما ورزقا لاعين رأت مثله ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر
وادعي ربك موقنة فقد دعاه أيوب فاستجاب له وكشف مابه من ضر بعثمانية عشر سنة من الوجع الأليم والبلاء العظيم حتى صار يضرب بصبره مثلا فيقال صبر أيوب
روى أبو يعلى في مسنده عن أنس إن نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم لبث به بلاؤه ثمان عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخىنه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين فقال له صاحبه وما ذاك قال منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به فلما راحا إلى ايوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له فقال أيوب لا أدري ما تقولان غير أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق قال وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحي إلى أيوب أن {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } فاستبطأته فتلقته تنظر وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى والله على ذلك ما رأيت أشبه منك إذ كان صحيحا فقال فإني أنا هو وكان له أندران ( أي بيدران ) أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض
فأعلمي زوجك بمرضك وانظري وبالله تعلقي ففي الحديث مامن قضاء يقضيه الله على المؤمن إلا كان له خير فسواء قبل أو أعرض
وأما الإختلاط في العمل فلاتقربيه فأنت ترجين رحمة الله فلاتطلبيها بمعصيته فما عند الله ماينال بمعصيته قال تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى
فاطلبي العلم وعملي بمقتضاه بإخلاص وأكثري من ذكر الموت فما ذكر عند كثير إلا قلله وزهد فيه
وأكثري من ذكر الله ففي الحديث أن عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني
قال ثابت البناني أنا ‘لم متى يذكرني الله يذكرني الله إذا ذكرته قال تعالى فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولاتكفرون
وأكثري من حمدالله على قضاءه ففي الحديث خير عباد الله يوم القيامة الحمادون
كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
وأحسن من ذلك قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور والله أعلم
__________________
تعليق