بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فهذه إجابة لسائلة، سألت الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله عن حكم لبس العباءة الفضفاضة للمرأة المسلمة.
تفريغ إجابة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله:
أقول لهذا السائل ما قاله الإمام أحمد: ((تنهى المرأة عن أن تلبس عباءات قصيرة أو جلباب قصير أو خمار قصير بحيث يبدو حجم حذائها، لأن الحذاب إذا كان ضيقاً فإنه سيفصل شكل القدم فتبرز العظام -عظام الرجل-)).
وبالإجماع فإن القدم عورة، والوجه مختلف فيه، فلا ينبغي إبراز حجم القدم ولا الساق كما يفعل في بعض البلدان القريبة بأن تلبس جلباب قصير وتلبس جورب (جهل!) فيتبين شكل الساق، فكما أن الساق لاينبغي أن يبرز بالجورب ولو غُطي بالجورب كذلك القدم ينبغي أن تُرخيه المرأة، تُرخي عباءتها فلا يبين شكل حذائها.
فكيف بالكتف، الكتف عظم!
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إني أخاف أن يبرز حجم عظمها)) ..نعم
فإذا وضعت العباءة على كتفها تشكل بذلك حجم عظم كتفها وأصبحت فتنة.
فينبغي أن تضع العباءة على رأسها فتسقط العباءة من رأسها إلى أدنى من القدم فلا يتبين من المرأة شيء، فقد جاء في سنن الترمذي: ((المرأة عورة)).
وكذلك لا تلبس اللي يسمونه ((البالطي)) هذا، نعم..فتلبس الثياب هذا الذي يبين شكل تفاصيل يدها، وهذا فتنة، وقد خرج عباءات غريبة فتنة، إذا نظر الرجل إلى المرأة من الوراء تشكلت أكمام بتقريباً حجم اليد، فتبرز مفاصل جناحي المرأة.
فلتلبس العباءة التي لبسنها السلف، تسقط من رأسها فلا تحجم لا كتفها ولا تشكل يدها فلا تكون فتنة لغيرها.
فمقصود الحجاب حجم العين عن النظر، أما أن يصبح الحجاب زينة كما يفعله بعض النساء التي ما يخفن الله حق الخوف، فيخصرن الحجاب، ويضعن عليه ألوان ألوان زاهية، وكأنه فستان تلبسه للزينة عياذاً بالله، أو تلبس الحجاب ضيقاً يحجم مفاتنها، فهذه الخبيثة كاسية عارية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صنفان من أهل النار لم أرهما)) وذكر ((نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات)) فقد شوهدن في الأسواق تلبس الجلباب هذا بزعم أنه حجاب وهو يفصل مفاتنها من نهدين ومرادف ونحو ذلك والعياذ بالله، وهي تدعي أنه حجاب، أتحتال على الله!! قال تعالى: ((يخادعون الله وهو خادعهم)) سبحانه و تعالى.
فلا يجوز لمثل هذه المرأة أن تلبس مثل هذا الذي الشيء الذي يشبه ما نراه اليوم من وضع العباءة على الكتف، فإن هذا يحصل منه أمرين تشكيل حجم الجمجمة أو الرأس ربما وتشكيل حجم الكتفين.
فنسال الله أن يهدي نساء المسلمين لما كان عليه نساء السلف الاولين فعاشوا براحة وماتوا براحة،وصاروا في جنة الخلد، واليوم هؤلاء النساء
المتبرجات متكدسات عند أطباء النفسية، مغمومة مهمومة!!
بأي شيء؟؟ كما قال ابن القيم :((إن العبد إذا عمل بمعصية الله)) خاصة المرأة التي تفتن رجال كثير في زيتنها، والرجل مهما تزين لا يفتن نساء كثير، تخرج للأسواق متبرجة، نسأل الله العافية، متعطرة، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنها زانية التي تخرج متعطرة، وكفارتها أن تغتسل للجنابة كغسل الجنابة كما قال أبو هريرة، فحين إذن يسلط الله على قلب مثل هذه المرأة الهم والغم، هذا إذا كان الأمر أخف مما لو استدرجت ولم يصبها شيء، فإن الله قال: ((سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)) وفي الحديث: ((إن الله إذا أنعم على عبد بنعمة ثم هو مقيم على معصية الله))، يفعل معاصي لله وهو معطى له نعم، قال -والكلام لابن القيم- : ((فإنما ذلك استدراج منه سبحانه)).
قال تعالى: ((سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين))، فينبغي للرجل و المراة أن يلتزما لبس السلف، الرجل يعفي لحيته لأن النبي قال: ((اعفوا اللحى)) ويقصر ثوبه فوق الكعب، ولا يلبس بنطال يحزق على معالم عورته، وكذلك المرأة تلبس لباس السلف حتى يعيشوا براحة، فإن الله قال: ((من عمل صالحاً منكم من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة))، ليس الحياة الطيبة السعيدة كما فسرها ابن عباس يجلبها اللباس الذي فيه معصية، أبدا ً؛ المعصية ما تزيد العبد إلا غم وهم، وهذا من زخرفة الشيطان، كما زخرف لآدم الأكل من الشجرة حتى نزل للأرض، يزخرف لابن آدم هذه الألبسة يقول لهم بهذا تكونون على أناقة وتكونون على موضة حتى يوقعهم فيما حرم الله.
والله أعلم،،
وصلى الله على نبينا محمد ،،