بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الاتمان الأكملان على سيد المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فقد ورد في كتاب الله عز وجل آيات عديدة فيها الإيضاح والتبيين لتبعية الإناث للذكور ودخولهن في جموعهم دون العكس، ومن ذلك قول الله عز وجل عن مريم: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}، وقوله: {وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، وقوله عن امرأة نوح وامرأة لوط: {وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} وقوله عن امرأة العزيز: {إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}، وقوله في دخول الإناث في لفظ الإخوة: {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}، ولا يقال عن الرجل: وكان من الأخوات والراكعات والقانتات والداخلات والخاطئات، وأكثر آيات القرآن جاء فيها الخطاب موجها للرجال وتدخل فيه النساء، والأصل التساوي بين الرجال والنساء في الأحكام إلا ما دل الدليل على التفريق بينهما في بعض الأحكام، ويأتي في بعض النصوص إضافة بعض الأحكام إلى الرجال ولا يختص الحكم بهم، وإنما نصَّ على ذكرهم لأن الغالب في الخطاب أن يكون لهم، ومن أمثلة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه» رواه البخاري (1914) ومسلم (251، وقوله صلى الله عليه وسلم: «... وجُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل» رواه البخاري (335) ومسلم (1163)، فإن هذا الحكم في الحديثين لا يختص بالرجل، بل مثله المرأة في ذلك.
والباعث على كتابة هذا التنبيه أنه في الآونة الأخيرة وقبل سنوات قليلة بدأ التساهل في أمر النساء في هذه البلاد فأسفرن عن وجوههن واختلطن بالرجال في مجلس الشورى وفي وسائل الإعلام وغير ذلك مما هو معلوم لدى الخاص والعام؛ وهو من التجديد غير السديد، ونتيجة لذلك صار بعض المتحدثين في وسائل الإعلام وفي المحاضرات والندوات بل وبعض خطباء الجمعة ينص على ذكر الأخوات بعد ذكر الإخوة مع أنهن داخلات في لفظ الإخوة، وكأنهم بذلك تداركوا حقا للنساء سلبهن إياه من قبلهم مع أن القائل في خطابه: «أيها المسلمون»، أو: «أيها الإخوة» تدخل فيه النساء، بل إنه يكثر على ألسنة بعض الإعلاميين والإعلاميات أن يعبر الرجل عن المرأة بالزميلة، وتعبر المرأة عن الرجل بالزميل، وكأنهم بذلك شيء واحد اختلط فيه الحابل بالنابل كما جاء في المثل.
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ على بلاد الحرمين أمنها وإيمانها وسلامتها وإسلامها، وأن يثبت الرعاة والرعية فيها على الحق والهدى فيما يأتون ويذرون، إنه سميع مجيب.وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
عبد المحس بن حمد العباد البدر