بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السُّؤال: كيف نُعالج الخلاف بين الزَّوجين في المسائل المختلف فيها بين أهل العلم؟الجواب للشَّيخ:مُصطفى بنُ مُحمَّد مبرم -حفظه الله ونفعنا بعلمه-:
هذا على حسب تلك المسائل، لكن الاتباع للدَّليل والعمل بالدَّليل سواءً كان فيما يختلف فيه الزَّوجان أو كان فيما يختلف فيه الطَّالب مع شيخه أو فيما يختلف فيه الزَّميل مع زميله وما أشبه ذلك، هذا كلُّه هو الَّذي يندفع به الخلاف، فإذا كان الدَّليل عند أحد الطَّرفين لزمه أن يتبعه؛ فإن كانت المسألة فيها سَعة وفيها دعة وعند كلِّ واحدٍ منهما ما يسعه من العلم -ويدخل ذلك فيما يُسمَّى باختلاف التَّنوُّع عند العلماء- فإنَّ هذا أمرٌ حسن أيضًا، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث حصين بن عبد الرَّحمن قال: (كنتُ عنْد سعيدِ بن جُبير فقال: أَيُّكم رأى الكوكب الَّذي انقَضَّ البارحة؟ قلتُ: أنا ثمَّ قلتُ: أما إنِّي لم أكن في صلاة ولكنِّي لُدغت؛ قال: فما صنعت؟ قلتُ: ارتقيت، قال: فما حملك على ذلك؟ قلتُ: حديثٌ حدَّثنَاه الشَّعبي، قال: وما حدَّثكم؟ قلتُ: حدَّثنا عن بُرَيدة بن الحصَيْب أنَّه قال: ((لَا رُقْيَةَ إلَّا مِنْ عَيْنٍ أوْ حُمَة)) فقال:قد أحسن من اِنتهى إلى ما سمع)
هذا هو الشَّاهد: (قد أحسن من انتهى إلى ما سمع) فإذا كان لك حُجَّة -للزَّوج حُجَّة وللزَّوجة حُجَّة- فإنَّهما يقفان عند هذه الحجَّة ولا يلوم أحدهما الآخر.
لكن أخشى أن تكون هذه المسائل الَّتي سأل عنها السَّائل فيها نوعٌ من الهوى لأحد الزَّوجين كما حصل خلافٌ كثيرٌ من هذا النَّوع بين بعض الأزواج في بعض البلاد: هل يجب على المرأة أن تخدم زوجها وأن تقوم بمصالحه أو لا؟ هذا لا شكَّ -مع أنَّه فيه قولٌ لبعض أهل العلم وربما نُسِب إلى الجمهور إلَّا أنَّ العمل الَّذي جرى عليه عمل المسلمين هو أنَّ المرأة تقوم بما تستطيع من خدمة زوجها.
تفريغ: أم حور
من أجوبة الدَّرس 31 \ شرح العقيدة الواسطيَّة
من أجوبة الدَّرس 31 \ شرح العقيدة الواسطيَّة
تعليق